منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سلسلة الرد على أصول الحدادية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=12718)

ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 03:05 PM

سلسلة الرد على أصول الحدادية
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

فهذه 22 صفة من صفات الحدادية لخصتها من رسالتي شيخنا العلامة المجاهد ربيع الخير والسنة المدخلي "خطورة الحدادية الجديدة

وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة" و"منهج الحدادية".

أبو جهاد الجزائري


من علامات الحدادية :

1. بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.


2. قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.


3. تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.


4. تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة.


5. تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.


6. غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم.


7. لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره !!!!!


8. لهم علاقات بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد.


9. التقية الشديدة .


10. يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر (!) ؛وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر.


11. رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصوله.


12. رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد


13. رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات.


14. تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت !!.


15. الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية ؛وهذا ما أخترعه عبد اللطيف باشميل بعد فشل محمود الحداد وعصابته.


16. تظاهر عبد اللطيف باشميل بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه بعد أن افتعل من العلامة الألباني عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به.


17. الإفتراء على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة.


18. مشابهة الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق !!.


19. التدرج الماكر على طريقة الباطنية وانظر ما صنعوا بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف.


20. التعاون بينهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على

الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة.


21. الإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً.


22. الولاء والبراء على أناس من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه.

والحمد لله رب العالمين.

ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 03:27 PM

الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أما بعد :

فقد سمعتُ شيخنا الناقد البصير عبد العزيز بن يحيى البرعي - حفظه الله - في أحد الدروس يوم الثلاثاء ٥ / ٤ / ١٤٣٥هــــ
يقول : كنا في مجلس الشيخ ربيع في حجِّ هذا العام ١٤٣٤ فقال الحجوري : هو شرٌّ من الحدادية .

قال الشيخ فقلت للشيخ ربيع : هل هذه الكلمة تبديع ؟
قال : فقال الشيخ ربيع : أنا أُبَدِّع الحجوريَّ .

قال الشيخ - حفظه الله - :وكان مما قال الشيخ ربيع في نفس المجلس : الحجوري وأصحابه تتغلغل فيهم أفكار الخوارج .

وذكر الشيخ - حفظه الله - أنَّ هذا كان في حضور المشايخ :
الشيخ محمد الإمام .
والشيخ عبد الله بن عثمان .
والشيخ محمد الصوملي .
والشيخ عثمان السالمي .

كتبه / رشاد بن عبد الرحمن العلوي .
يوم الخميس ٧ / ٤ / ١٤٣٥
دار الحديث - اليمن - إب - مفرق حبيش .

واُضيف أنا أن هذا كان في ليلة 4 -ذي الحجة -1434هـــــ

ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 03:36 PM

الى الأخوة في المنتدى ساعدوني على جمع كلام اهل العلم في هذه الطائفة المنحرفة

ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 07:25 PM

تاريخ التسجيل: 28 / 11 / 2012
المشاركات: 222

افتراضي [جديد] كلام الشيخ أحمد بازمول في: أحمد الحازمي والغامدي والجُهَني وعماد فراج وعبد العزيز الريِّس وحمد العتيق
وأيضًا فيه قضيّة مُهمّة قد تصدر من بعض إخوانِنا السّلفيِّين من طلاّب العلم، فأحيانًا تجدهم يقولون: فلان فيه خير صاحب سُنّة نرى عنده سُنّة؛ هذا ما يكفي! كانُوا لا يأخذون عن الرّجل حتّى يُخبرون حاله كأنّهم يُريدون أن يُزوِّجُوه، إيش معناه؟! معناه: أنّهُم يعرفون مداخِلَه ومخارجه، يعرفون حتّى الأمور الخاصّة المُتعلّقة به.

لذلك هذه التّزكيات المُرسَلة بلا قُيود إلاّ مُجرّد الظّاهر لا تكفي، ما علمت حالَهُ قُل ما أعلم حاله؛ ما رأيت منه إلاّ أمر كذا وكذا لكن لا أستطيع أن أُزكِّيه لأنّ التّزكية تعنِي أنّك تُعدِّله وأنّك يعنِي تُوصِي بالاستفادة منه.

ومن أخبث الطّوائف التي تنتمي للمنهج السّلفي وهِي من أشدّ أعداء المنهج السّلفي طائفتان مُتلازمتان:

• التّكفيريّة السّلفيّة.
• والحدّاديّة الخارجيّة التّكفيريّة –أيضًا-.

أشدّ وأسوأ هذه الطّوائف؛ لماذا؟ لأنّهُم بمنهَجِهم يُسيئون للسّلفيِّين ويُصوِّرونهم وكأنّهُم خوارج! وكأنّهم علاقتهم بالحاكِم الشّرعي علاقة مُضادّة ممّا يُؤلِّب عليهم السّلطان ويُؤلِّب عليهم النّاس، مع أنّ السّلفيِّين من أبرز اعتقاداتهم: السّمع والطّاعة لوُلاَة الأمر؛ الصّبر على وُلاة الجُور؛ النّهي عن الخروج على وُلاَة الأمر؛ الدُّعاء لهم بالصّلاح والخير.

شتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج التّكفيريّ، وشتّان أبدًا بين المنهج السّلفيّ والمنهج الحدّادِيّ، والحدّاديُّون اليوم يتظاهرون بأنّهم على السُّنّة وأنّهُم مُتمسِّكون بآثار السّلف؛ وهُم في الحقيقة لا يقتَدُون بالسّلف! لأنّنا نقول لهم: من أين جئتم بهذا المنهج؟! ومن أين جئتم بهذا الكلام؟! هذا الكلام الذي تسيرون عليهِ أيُّها الحدّاديّة يُخالِف منهج أهل السُّنّة والجماعة؛ يُخالِف المنهج السّلفي، تطعَنُون في رجال السُّنّة من أمثال: الشّيخ الألبانِي –رحمه الله تعالى-، ومن أمثال: الشّيخ ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-، وتصفُونهُمَا بأنّهُما من رؤوس المُرجئة في هذا العصر! لا شكّ أنّهُم يطعَنُون في أهل السُّنّة، والطّعن في أهل السُّنّة من علامةِ أهل البِدع، هذا جانِب.

الجانب الثّانِي: عند الحدّاديّة أنّهُم يَصِلُون إلى تكفير المُخالِف لهُم من أهل السُّنّة!

• الأوَّل: يرمُونهم بالإرجاء! يُعادُونهم! يرمُونهم بألقاب السّوء!
• الثّانِي: يصلُون لمرحلة التّكفير؛ لأنّهُم يَرَوْن أنّه لا عُذر بالجهل؛ يترتَّب على هذا أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في عدم تكفير الكافِر؛ ومن لم يُكفِّر الكافِر فهُوَ كافر عندهُم!

والعجيب أنّ سلاحَهُم أو خنجرهُم هذا المَسْمُوم مُسلَّط على عُلماء السُّنّة: ابن تيميّة؛ ابن باز؛ الألباني؛ الشّيخ ربيع؛ وهؤلاء العُلماء الكِبار، خِنجرٌ مسمومٌ بالطّعن في عُلماء الأُمّة يُكفِّرونَهُم ولهُم كلام يدلّ على ذلك، بل لهُم اجتماع كان في الطّائف قبل عدّة سنوات توصّلوا فيه أنّ من عذَر بالجهل فقد وقع في الكُفر!! الألباني عندهُم جهمي! وابن عُثيمين –رحمةُ اللهِ عليه- عندهُم جهمِي!

لذِلك: هذه الطّائفة خبيثةٌ جدًّا فاجِرة فيهم شدّة وغُلوّ الخوارج حتّى في كيفيّة كلامِهم؛ حتّى في تعاملهم في المسائل الشّرعيّة، ما عندهُم لِين ولا عندهُم حِكمَة ولا عنده صفاء، تقرأ لهُم وأنتَ مُكَهرب لأنّ الكلام خارج من صدر تكفيريّ ثائر ما هُو من صدرِ صاحب سُنّة وإنّ ادّعوا أنّهُم أصحاب سُنّة!

ومن هؤلاء وهذا سيأتِي –إن شاء الله-، من هؤلاء الحدّاديّة المدعُو: أحمد بن عُمَر الحازِمي فإنّ هذا الرّجل أعرفُهُ قديمًا ما كانَت عندهُ هذه الأمور، أحمد بن عُمَر الحازمِي ما كانت عنده هذه الأُمور؛ كان صاحب –يعنِي- حِفظ للمنظومات وعِلم الآلة والاشتغال بها ويحرِص على الدّروس والعِلم مع ثنائِه على الشّيخ ربيع؛ كان يُثنِي على الشّيخ ربيع، لكن بسبب دراسته عند بعض الإخوانيّة كان يقول: لكن الشّيخ ربيع فيه شدّة! قُلت: لا ما كانت فيه شدّة أبدًا، أثبِت لي الشّدّة في كلام الشّيخ ربيع؛ وفرِّق بين منهج الشّيخ ربيع والمنهج السّلفي، بل أنا آتيك من كلام السّلف ما هُو أشدّ بكثير من كلام الشّيخ ربيع، فهل تستطيع أن تصف السّلف بأنّهُم أصحاب شدّة وعدم يعني لِين في الرّدّ؟! فما استطاع أن يُجِيب إلاّ أن قال: يعنِي الشّيخ ربيع عالِم فاضل أنا ما أطعن فيه ما أطعن فيه؛ هذا كلامٌ قديم رُبّما قبل أكثر من عشر سنين أو أكثر رُبّما خمس عشرة سنة، ثُمّ تدرّج به الحال وقد نصحتُهُ مرارًا وتكرارًا: انتَبِه لا تهتّم بتكثير الطُّلاّب؛ صفِّي؛ لأن يكون عندك طالِب من أهل السُّنّة خير من أن يجتمع عندَك كثير؛ فإنّ العلمَ والدِّين لا يُنصَر بالكثرة إنّما يُنصَر بالحقِّ والاتّباع (وَيأتِي النّبيّ ومعه الرّجل والرّجلان، ويأتِي النّبيّ وليس معه أحد).

ثمّ لمّا تصدّر للتّدريس التفّ حولَهُ الحدّاديُّون فكانُوا يُخالطونه واختلط بهم، فأصبح لمّا يُسأل عن الألبانِي يُحيل على الطّلبة الحدّاديّة هؤلاء يقول: اسأل فُلان وفُلان يُجيبونك عن حال الألبانِي! طيِّب الآن أنتَ شيخ مُتصدِّر للدّعوة تحفظ الأُصول والنّحو والعقيدة وتُدرِّسها تقوم تُحِيل السّائل في شأنِ إمام من أئمّة هذا العصر الألباني إلى طلبة!! وأيضًا: مُبتدِعة حدّاديّة!! إذن: ما أحلتَ إليهم إلاّ وأنتَ تُوافِقُهُم! لكن ما كان يُظهِر هذا؛ ثُمّ في الأخير الآن في الفترات الأخيرة في بعض مقالاته ظهر فيها ظُهورًا واضحًا انتماؤه للمنهج الحدّادي! وقبلها للمنهج التّكفيري حيثُ كفّر! وقد نزلت هُناك مقالات في سحاب في هذا الشّأن، وأنا والله لا أُحبُّ أن أتكلّم فيه؛ لا لأنّه صاحِبِي! فقد كُنّا أصحاب؛ ولكن حتّى لا يُقال كما يُشاع أنّ هذَا من باب الحَسَد أو أنّ هذا من بَاب كلام الأقران! تركتُهُ، ما تركتُهُ وأنا عالِم بحالِهِ وساكِت لاَ؛ هذه خيانة إذا كانت عندي القُدرَة على بيان حالِهِ، ولكن تركتُهُ اكتفاءً بمن تكلّم فيه وقد تكلّم فيه الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى- والشّيخ الدّكتور: مُحمّد بن هادِي المدخلي –حفظه الله تعالى- وغيرهما من أهل العِلم فقُلت: هؤلاء يَكْفون، ثُمّ مع خواصّ إخواننا من طُلاّب العِلم أُبيِّن حالَه حينَما يسألُونَنِي.

ولكن الأيَّام هذه نزلت له مقالات سيّئة وخبيثة جدًّا على منهج الحدّاديّة وإن كان يدّعِي الحدّاديّة أنّهُم أهل سُنّة واتّباع للأثر، فإنّهُم يُسقِطون السُّنّة ويُسقِطون الآثار الصّحيحة ويتتبّعُونَ الآثار الباطلة والمعانِي الفاسدة البعيدة عن هذه الآثار ويُحمِّلُونَها ما لا تَحْتَمِل، لِذَلِك لا يُغتَرُّ بهم، يفتحون الأزارير وآثار عن السّلف وإيراد الأحاديث ونحو ذلك وتظاهر بالسُّنّة! فإنّهم لا يقتَدُون بالمنهج السَّلفي! ولا يَقْتَدُون بالصّحابة –رضوان الله عليهم-! الصّحابة من هؤلاء بُرآء، أبدًا ما فيه هُناك أيّ صِلَة أو أيّ -يعنِي- كما يُقال عامِل مُشتَرك بين المنهج السّلفي وبينَ هؤُلاَء! لأنّ هؤلاء في حقيقة أمرهم تكفيريّة، يدَّعُون: العقيدة العقيدة العقيدة العقيدة.

عبد الله صوّان في جدّة يأتِي للطُّلاّب طُلاّب التّحفيظ الصّغار عشر سنين إلى خمس عشرة سنة ويُقرِّر فيهم مسألة عدم العُذر بالجهل! وأصبح الطّلبة هؤلاء الصِّغار يخوضون في هذه المسائل! إخوانُنَا وأخواتُنَا من طُلاّب وطالبات العلم في خارج المَمْلَكة عبر النّتّ يأمَنُونَ له ويأتِي ويُؤصِّل فيهم البِدعَة! ويُؤصِّل فيهم الضّلالة! ويُؤصِّل فيهم هذه الأصول الباطلة بِحُجّة أنّه سلفي! وأنّه يقتدِي بمنهج السّلف! ألا ساءَ ما يَقُول، ألاَ إنّه كاذبٌ فاجرٌ في هذه الدّعوة، فَهُو من أبعد النّاس عن المنهج السَّلفي، لا يَسْتَحِي هُو وعبدُ الحميدِ الجُهَنِي! لا يَسْتَحُونَ من الله عزّ وجلّ! يُصدِّرُون عماد فرّاج التّكفيري الحدّادِيّ الخارجيّ الخبيث الجاهِل الذي يطعَن في الإمام الألباني –رحمةُ اللهِ عليه- ويطعَن في حامِل راية الجرح والتّعديل الشّيخ ربيع –حفظه الله تعالى- وغيرُهُمَا من أهل السُّنّة طُعُونًا فاجرة غادِرة.

ونقُول لهُم: تبرّؤوا من الرّجل، ما نبغِي منكُم شيئًا تبرّؤُوا من المنهج الحدَّادِي وتبرّؤوا من هذا الرّجل وهُم ساكِتون! لكن لمّا قام الشّيخ ربيع وردّ على عادِل حمدان الغامدي الذي حقّق بعض كُتب أهل السُّنّة وعلّق فيها بتعليقاتٍ فاجرة حدّاديّة خبيثة تكفيريّة؛ لمّا ردّ عليه الشّيخ ربيع –الله يحفظه- قام عبد الله صوّان ونزّل مقال يعترض على الشّيخ ربيع! هَب وافرِض وتنزُّلاً أنّ الشّيخ ربيع مُخطِئ؛ ماذا حصل؟! لكن عماد فرّاج الذي يُكفِّر الأمّة ويُضلِّلُهَا لماذا لم تُنزِل فيه مقالاً وتتبرّأ منه؟!

والله ليس بينِي وبين هذين الرَّجُلَيْن أو غيرهما عِداء إلاّ في المنهج والدِّين، فَلَوْ كانُوا على الحقِّ لساروا عليهِ، أمّا وهُم يُخالِفُونهُ ويُؤصِّلون الباطل ُثمّ يدّعُون أنّهم يقتدون بالمنهج السّلفيّ فهذا لا ينفعُهُم؛ هذا لا ينفعُهُم؛ فهُم يتستَّرُون بِلِبَاسِ السّلفيّة ولكن في داخل هذا اللّباس ثورٌ هائج ووحشٌ كاسِر!

لذلِكَ: كُلّ من خالطهُم أصبح تكفيريًّا! والله أذكُرُ طالبًا كان يدرُس عندي في معهد الحرم المكِّي وكان مُحفِّظًا للقُرآن سُودَانِي كان سُبحان الله فيه خير وخُشوع؛ أصبح يمشي مع رجُل حدّادِيّ عندنا هُنا في مكّة فحذّرتُهُ: لا تمشِي معه؛ كما أخبرني الطُّلاّب فحذّرته، ثُمّ انقطعت أخباره وهكذا هُم ينقَطِعُون عن النّاس! ينقَطِعُون عن أهل العِلم! ينقَطِعُون عن طُلاّب العِلم! ينقطعون عن إخوانِهِم! لهُم جلسات خفيّة سرّيّة يُؤصِّلُون باطلهم! ثُمّ لقيتُهُ بعد مُدّة من الزّمن سنة أو أقلّ فسلَّمْتُ عليهِ وأنا لا أدري أنّه قد أصبحَ حدّاديًّا خالصًا فكلّمتهُ ونصحتُهُ وسألتُ عن حالِهِ ثُمّ ظهر من كلامِهِ الطّعن في الشّيخ ابن عُثَيْمِين والشّيخ ابن باز؛ قُلت: يا أخي اتّق الله؛ قال: ابن العُثَيْمِين جهمي! إي والله هكذا قالَ لِي! قُلت: يا أخِي كيف جهمي من أين أتَتْهُ الجهميّة؟!قال: المعيّة يُثبِتها لله عزّ وجلّ أنّها حقيقيّة يُخالِط البشر! يا أخي: الشّيخ ابن عُثيمين -رحمةُ اللهِ عليهِ- ما قالها عن أصلٍ فاسدٍ إنّما قالها مُخطئ ومن لا يُخطِئ من أهل العلم؟! ثُمّ هُو تراجَع –رحمه الله تعالى- عن هذا؛ قال: أبدًا هؤلاء –يعني- عُلماء ضلالة! هكذا!! هذا الكلام ترى قبل أكثر من عشر سنين بل أكثر لأنّنا نحن الآن عام 1434 يعني له تقريبًا قرابة الخمسة عشر سنة.

واعلَمُوا –باركَ اللهُ فيكُم-: أنّ الحدّاديّة في الخمسة عشر سنة الماضية هذه كانت أُمورهم إيش؟! في هُدوء ولكن كانُوا يعمَلُون في خفاء! فأصَّلُوا التّأصيلات الباطلة في النّاس.

لذلِكَ: احذَرُوهُم وحذِّرُوا منهُم، ولا تَنخَدِعُوا –بارك اللهُ فيكُم- في ادّعائهم أنّهم مع المنهج السّلفي! أبدًا لا تنخَدِعُوا بذلِكَ.

أمّا الجهاديّة أو التّكفيريّة السّلفيّة أو الجهاديّة السّلفيّة فَهُم تكفيريُّونَ أمرُهُم واضح –بحمدِ الله تعالى- أمرُهُم واضح السّلفيُّونَ يَحْذَرُونَهُم، لكن هؤلاء الحدّاديّة يَخْدَعُون النّاس بهذه القضيّة! لذلك لن تكُون سلفيًّا حتّى تكون مُقتدِيًا بالسّلف في كُلِّ أمرهم في كُلّ شأنِهِم؛ ما ينفَع؛ والشّيء بالشّيء يُذكَر.

لمّا يأتِينا شخص مثل مثلاً: عبد العزيز الرّيِّس وحَمد العتيق في باب الولاء والسّمع والطّاعة لوُلاة الأمر يتكلّمون بكلامٍ جيّدٍ على -يعني- تقعيدات في بعض الأحيان تُخالِف المنهج السّلفي وتعامُلاَت خارجة عن المنهج السّلفيّ في الطّريقة التي يَسِيرُونَ عليهَا فَيأتِي يقول: هؤلاء سلفيُّون؛ نقول: لا لأنّهُم عندهُم من التأصيلات والمنهج الباطِل الذي لا يسيرُون فيه على المنهج السّلفيّ، فالرّيِّس مثلاً يُدافع عن الحلبي ويتلمّس له الأعذار مع أنّ الحلبي طعن في صحابه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- وقال عنهُم أو جوّز وصفهم بالغُثائيّة! وأثنى على الرِّسالة التي فيها الدّعوة لوحدة الأديان! وطعن في أهل السُّنّة ومدح أهل البدعة! وقع في أمُور كبائر عظام لا يجهلُها صِغارُ السّلفيِّين فضلاً عن شخصٍ تصدّر للدّعوة السّلفيّة!! ثُمّ تأتِي وتُدافِع عنه! وتتلمّس له الأعذار! وأنّه تقول: هُو مُخطِئ لم يخرج عن السّلفيّة!

يعنِي: أنتَ يا عبد العزيز الرّيِّس أفضل من السّلف الصّالِح حين يقول مثلاً عبد الله بن عُمَر في القدريّة:(أعْلِمْهُم أنِّي براءٌ منهُم وأنّهُم براءٌ منِّي لا يُؤمِنُوا بالقدر خيره وشرِّه)؟!

أنتَ أفضل من الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- الذي وصف بالخوارج بأوصاف السُّوء وأنَّهُم يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السّهم من الرّميّة وحثّ على قتلهم وقتالهم وعَوْن الأمير على قِتَالهم مع أنّهم ما أخطؤوا إلاّ في مسألة واحدة غَلَوْا فيها فَكَفَّرُوا النّاس؟!

فأتانا بجنس البدعة، وأتانا بمسألة هذه الأجناس الباطلة التِي لا يعرِفُها السّلف! من أينَ لك؟! من أين لك؟! تكلّم فيهم العُلماء وبيَّنُوا ضلالاتِهم وأخطائهم في هذا الباب.

انتبِهُوا يا إخوان: كثيرًا الذي يدَّعِي أنّه سلفيّ وأنّه مُقتدٍ بالسّلف ولكن في حقيقة أمره لا؛ مُخالِف للمنهج السّلفي! ولو أردنَا أن نتتبَّع الأسماء كثيرة!! لكِن من المنهج السّلفيّ: لُزُوم العُلَماء الكِبار الشّيخ: ربيع المدخلي –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: صالح الفوزان –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: عُبيد الجابري –حفظه الله تعالى-؛ الشّيخ: زيد المدخلي؛ والشّيخ: مُحمّد بن هادي المدخلي؛ الشّيخ: صالِح السُّحيمي؛ الشّيخ: عبد المُحسِن العبّاد؛ هؤُلاَء عُلماء أهل سُنّة.

ومن المنهج السّلفيّ أنّ العالِم صاحب السُّنّة لو قال قولاً خطّأه فيه عُلماء السُّنّة الآخرون وظهر خطؤهم فيه أن لاَّ يُقتَدوا في ذلك أن لاَّ يُتابَعوا في ذلك ولا تسقط كرامتُهُم ولا يسقُط قدرُهُم لأنّهم مُجتهدُونَ؛ لا يُزكُّونَهُم عن موافقة لِمَنْهَجِهِم، انتَبِهُوا هذه هي القضيّة الخطيرة.

لذلك بعض النّاس يقُول: لماذا لا تُبدِّع الشّيخ الفُلانِي فَهُو يُثنِي على الحلبي؟! كما الرّيِّس يُثنِي على الحَلبيّ؟! نقول: لاَ؛ فرقٌ بين الاثنَيْن؛ والفرقُ أنّ الشّيخ العبّاد مثلاً حينَما يُثنِي على الحَلَبِي لا يعلَم يقينًا بأنّ الحلبي وقع في هذه الأمور؛ بَلَغَتْهُ لكن قيلَ لهُ أنّه لم يَقُل بها كذَّب مثل هذه الأمور فما ثبت عندَهُ وُقوع الحلبي في ذلك فَهُو يتكلّم بالنِّسبة لماذا؟! بما عندهُ، لكن الشّيخ ربيع الشّيخ عُبَيْد وقفوا على هذه الضّلالات وثبَتَت عندهُم هذه الضّلالات فبدَّعُوا الحَلَبِي، والرّيِّس أيضًا يَعْلَم هذه الضّلالات ولم يَقُل الحلبي لم يقع فيها وإنّما قال: لا يخرج بمثلها.

إذَنْ: تبيّن لك أنّ الحلبي وقع في هذه الضّلالات وأن تُدافِع عنه، والشّيخ: ابن باز –الله يرحمه- وأئمّة السّلف كانُوا يقولون:(من دافع على أهل البدع فإنّه يُلحَق بهم).

إذَنْ: قضيّة الاقتداء بالسّلف نُلاحِظ فيها الاقتداء الكُلِّي، ونُلاحِظ فيها قضيّة أُخرَى أنا ذكرتُهَا عَرَضًا في كلامِي لكن أُنبِّه عليهَا: الشّيخ ابن عُثَيْمِين مثلاً الشّيخ ربيع عالِم سلفِي نفرض أنّه في قضيّة خالفَ فيها المنهج السّلفي خطأً دُون تعمّد لا يُخْرَج عن السّلفيّة، الخطأ يُردّ والشّيخ إذا بُيِّن له فإنّه إيش؟! يتراجع؛ واضح؟! فإنّه يتراجع، أمّا من خالَفَ منهج السّلف مُتعمِّدًا فإنّه يُؤاخَذ كما سبق.اهـ (1)








وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
12 / صفر / 1434هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ الدّكتور: أحمد بن عُمر بازمول -حفظه الله- لـ:"أُصول السُّنّة للإمام أحمد" / الدّرس الثّالث / يوم: 03 / صفر / 1434هـ، والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.

طه صدّيق 21 Mar 2014 07:41 PM

كلام علماء السلف في العذر بالجهل !! ::قاصمة ظهر فراخ الحدادية::
-----------------------------------
الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إليك نص كلامه :قال في الرد على البكري: ( نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه) الرد على البكري ص377


الإمام ابن القيم-رحمه الله تعالى- حيث قال في الطرق الحكمية: فأما أهل البدع الموافقون لأهل الإسلام ولكنهم مخالفون في بعض الأصول كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة المرجئة ونحوهم فهؤلاء أقسام:
أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً.ا.هـ من الطرق الحكمية (1/254). فهذا ابن القيم لم يكفر جهال الرافضة، مع وقوعهم في الشرك، لمانع الجهل.


الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة قال رحمه الله: ( وإذا كنا : لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟! إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل ) سبحانك هذا بهتان عظيم)) المجلد الأول الدرر السنية ص104 وقال أيضاً: "بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك". مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (3/34).


الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب "منهاج التأسيس والتقديس ص: 98-99"، حيث قال: "والشيخ محمد [محمد بن عبد الوهاب ]رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر،حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: "وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً". وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور". وقال أيضاً رحمه الله في "مصباح الظلام ص: 499": "فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له".

أحد قولي الإمام ابن باز رحمه الله: س: إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟ ج: ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبدالله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عادة .هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛ ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء. وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك . س : ما الراجح في تكفير المعين ؟ ج: إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره , ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر. لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً , ولا يعرف الحقيقة فلا يكفره ,حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال , وأن هذا عمل المشركين الأولين , وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية ( 2/273 -274 )ط الرسالة عام 1430هـ.

الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم " ." لقاءات الباب المفتوح " ( 33 / السؤال رقم 12 ) .


وقال أيضا رحمه الله: "فالأصل فيمن ينتسب للإسلام : بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين : الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب . الأمر الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه ، وتنتفي الموانع . ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له..." " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / جواب السؤال224 )

مجدد العصر الشيخ العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني رحمه اللهس: حكم الأموات الذين ماتوا على دعاء الأموات ، إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون ويضرون ، ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد ، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين ؟ سلسلة الهدى والنور الشريط 95 ج : قلت أن هؤلاء ما داموا يحافظون على أركان الإسلام ، لكن فيهم جهل، والمسئول عنهم هؤلاء الجهلة من أهل العلم الذين هم يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا فالأصل فيهم أنهم مسلمون فيعاملون معاملة المسلمين، وهم يدفنون في مقابر المسلمين، فبالتالي إذا مر المار بقبورهم يقول : ) السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ( يترحم عليهم ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة ، ثم أمرهم إلى الله تبارك وتعالى . لأن الله عز وجل يقول ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( . ثم لا يؤاخذ المشرك إلا بعد أن تكون قد بلغته الدعوة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) وربنا عز وجل فضله ورحمته بعباده أنه يقبل عذر العبد ، فإذا كان أحد هؤلاء المسلمين الخرافيين- فلنسميهم- إذا كان أحد هؤلاء الخرافيين من المسلمين ضل سواء السبيل . ولم يكن هناك من ينبهه ويحذره وينهاه عن ضلاله، فهو يكون معذورا عند ربه تبارك وتعالى ، ولا يؤاخذه مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )...



الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله : حيث قال: قد اختلف أهل السنة أنفسهم في هذه القضية في شأن
العذر بالجهل في التوحيد، والذي يظهر أنه يعذر بالجهل لقوله عز وجل) وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( - ثم قال - فهذه الأدلة تدل على أنه يعذر بالجهل، والذين لا يقولون بالعذر بالجهل ليس لهم أدلة ناهضة ا.هـ من كتاب " غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة " (2/ 447- 448 ).


الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي، حيث سئل عن رأيه في قول الصنعاني في تطهير الاعتقاد(هم كفار
أصليون)حيث اعترض عليه بعض العلماء كالشيخ بشير السهسواني صاحب صيانة الإنسان وقال مرتدون ؟فقال الشيخ - رحمه الله- : هم مرتدون عن الإسلام إذا أقيمت عليهم الحجة وإلا فهم معذورون بجهلهم كجماعة الأنواط.ا.هـ من فتاوى ورسائل الشيخ عبدالرزاق عفيفي (1/17


الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله : "عندما يمرض الولد وعندما تشتد الأمور بعض الناس كأنه يرى الفرج من طريق الشيخ أقرب , يترك رب العالمين سبحانه ويلجأ إلى الشيخ : يا شيخ ما اتخذناك إلا لهذا اليوم , يا شيخ اليوم , اليوم اليوم يا شيخ , يا سيدي يا فلان اليوم , هذا كفر بواح لولا أننا نلتمس لهم الأعذار بالجهل ولولا أننا نلتمس الأعذار بالشبهة , ما هي الشبهة ؟ وجود علماء السوء الذين يزينون للعوام أن دعوة الصالحين والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ليس من العبادة , ليس شئ من ذلك من العبادة وإنما ذلك من محبة الصالحين , وجود أمثال هؤلاء - لا كثر الله وجودهم بين المسلمين - شبهة قائمة للعوام ؛ لأنهم هم الذين يعيشون بين الناس , وغيرهم قد لا يختلطون بالعوام , وهم الذين يفسرون لهم الدين على هواهم , وهؤلاء لا يتصلون بأهل العلم لذلك نرجو أن يُعذَر هؤلاء , ولكن ليس معنى ذلك أن يُتركوا بل يجب أن يُعلَموا."


الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
: فأنا أنصح الشباب السلفي ألا يخوضوا في هذا الأمر بارك الله فيكم والمذهب الراجح اشتراط قيام الحجة, وإذا لم يترجح له فعليه أن يسكت ويحترم إخوانه الآخرين فلا يضللهم؛ لأنهم عندهم حق وعندهم كتاب الله وعندهم سنة رسول الله وعندهم منهج السلف ,والذي يريد أن يكفر يكفر السلف! يكفر ابن تيمية وابن عبد الوهاب أيضا! الإمام محمد بن عبد الوهاب قال : نحن لا نكفر الذين يطوفون حول القبور ويعبدونها حتى نقيم عليهم الحجة؛ لأنهم لم يجدوا من يبين لهم ا.هـ من فتاوى العقيدة والمنهج تجدونها في موقع الشيخ حفظه الله.. المصدر فتاوى الشيخ ربيع الحلقة الثانية السؤال الثالث و العشرون

طه صدّيق 21 Mar 2014 07:43 PM

الشيخ العثيمين يرى ضعف قول العلماء الذين لا يرون العذر بالجهل
----------------------------
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري :(( يبدو لي أنها لا زالت مسألة التكفير بالجهل ما زالت مشكلة عليكم ولكني اتعجب!كيف تشكل عليكم هذه المسألة ؟ما الذي جعلها تشكل من بين سائر أركان الاسلام وشروطه وواجبات الإسلام ؟
إذا كان الرجل يعذر في ترك الصلاة وهي ركن من أركان الإسلام ومن أعظم أركانه مثل أن يكون ناشئا في بادية بعيدة عن المدن وعن العلم ولا يدري أنها واجبة فإنه يعذر بذلك ولا يطلب منه القضاء .وإذا كان الجهل بالشرك لا يعذر به الإنسان فلماذا ارسلت الرسل تدعوا قومها إلى توحيد الله ؟لإنهم إذا كانوا لا يعذرون بالجهل معناه أنهم عالمون به فلماذا ترسل الرسل ؟كل رسول يقول لقومه {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }.{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}فإذا كان الإنسان ينتسب للإسلام ويفعل شيئاً ، كفراً، شركاً ، ولكن لا يعلم أنه شرك ولم ينبه لذلك فكيف نقول؟!هل نحن أعلم بهذا الحكم من الله ؟وهل نحول بين العباد وبين رحمة الله ؟ونقول في هذه المسألة سبق غضبه رحمته ؟!هذه المسألة يا إخواني ماهي عقلية .الكفر والتفسيق والتبديع حكم شرعي يتلقى من الشرع.فإذا كان الله يقول : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى } ويقول الله عز وجل { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون }ويقول : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }رسولا ايش ؟يبين ويدعو للتوحيد فإذا ارتفع العذاب هذا هو العذر والآيات في هذا كثيرة .والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان في النار )) .لا يسمع بي ؛ إذن إذا لم يسمع ؟لم يكن من أصحاب النار.والشواهد على هذا كثيرة .نعم بعض العلماء قال بذلك لكنه قول ضعيف , الائمة على خلافه .على خلاف القول بأن الإنسان لا يعذر بالجهل في الكفر .فكلام شيخ الإسلام رحمه الله مملوء بذلك أنه لا يكفر وكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضاً أنه لا يُكّفِر الجاهل .وأنا الآن أتلو عليكم من كلام نقلته أمكنني أن أنقله , أما كلام شيخ الإسلام كثير ما يمكن نقله ولكن الفتاوي أرجعوا لها مملؤة بذلك ,فالحكم عند الله واحد إذا ترك الصلاة جهلاً فهو معذور وإذا سجد للصنم جهلاً كيف لا يعذر ؟!أي فرق ؟وما دعوى من ادعى أن الله أخذ العهد والميثاق علينا ونحن أمثال الذر بناء على صحة الحديث بذلك , فنحن لا نعرف هذا الميثاق وكيف نكلف بما لا نعرفه ؟ولو كان هذا حجة ما احتيج إلى أن ترسل الرسل لدعوة الناس إلى عبادة الله لإنه قد قامت الحجة من قبل .فأنا أتعجب من كونكم لم تستوعبوا هذه المسألة!وهي مسألة لا فرق بينها وبين غيرها .ومن قال إن تارك الاصول يكفر وتارك الفروع لا يكفر تحداهم شيخ الإسلام بينوا لنا ماهي الاصول والفروع ؟ ومن الذي قسم الدين إلى أصول وفروع ؟إلا أهل الكلام ؛ فهم يجعلون مثلاً المسائل العظيمة فروعاً لانها عملية كالصلاة مثلاً مع أنها أصل من اصول الإسلام ، ويجعلون بعض المسائل الخبرية التي اختلف فيها أهل السنة يجعلونها من الاصول وهي محل خلاف .فالمهم أن هذه المسائل يجب أننا نتحرى فيها خصوصاً مسألة التكفير ، لا نكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به .أما ما نقلته عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فها أنا اتلوه عليكم :اولاً يقول - رحمه الله - في كتاب وجهه إلى من يصل إليه من المسلمين يعني نصيحة عامة :((أخبركم أني - ولله الحمد - عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين -ثم مضى يقول -...وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله )) مجلد1 ص53وفي صفحة 56 في كتاب كتبه إلى عالم من علماء العراق مثل هذا الكلام سواء [ يقصد الشيخ رسالة الإمام إلى السويدي البغدادي :(( وما ذكرت أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني وازعم أن انكحتهم غير صحيحة ! فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل وهل يقول هذا مسلم او كافر أو عارف أو مجنون ؟ - إلى أن قال - وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسل ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي اكفره وأكثر الامة ولله الحمد ليسوا كذلك))].وفي صفحة 65 في جواب سؤال (( ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان ، وأيضاً نكفره بعد التعريف إذا عرف فأنكر )) .ثم مضى يقول ص66 ((...وأما الكذب والبهتان: أنّا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنّا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه. فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لاجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا )) .صحيح هذا وإلا لا ؟الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد[البدوي] لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ؟!شيخ الإسلام أيضاً له كلام أبين من هذا وأكثر وأعظم في أنه لا من قيام الحجة ، والله عز وجل رحمته سبقت غضبه كيف يؤاخِذ من لم يعرف ؟!رجل يظن أن عبادة هذا الولي قربة وهو مسلم يقول أنا أدين بدين الإسلام .دعونا من الإنسان الذي لم يدخل في دين الإسلام وهو يدين بدين آخر هذ شيء آخر , هذا حكمه حكم أهل الفترة .لكن رجل يدين بالإسلام يصلي ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصوم ويحج لكن يعبد الصنم ولم يأته أحد يقول له أن هذا شرك ، هذا جهل .أما الإنسان الذي لم يدخل في الإسلام ويعرف من الإسلام شيء وهو على دين آخر هذا لاشك أنه كافر ، أو إنسان لم يدخل في الإسلام على دين قومه وهو لا يعرف عن الإسلام شيئا ولا ينتمي للإسلام في مجاهيل الدنيا هذا حكمه على القول الراجح حكم اهل الفترة وأنه يكلف يوم القيامة بما شاء الله , ثم ينظر سبيله .هذا ما أحببت أن أُبينه في هذه المسألة وأن المدار كله على قيام الحجة {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} , وأي فائدة إذا كان الرسل قد بينوا الحق وأنا لم أعلم به ، أنا ومن لم يأته الرسول على حد سواء .وبناءاً على عليه يتبين جواب السؤال الذي ذكره الأخ .الشيخ : نعمسائل : حكم الجهال الذين يعيشون في أوساط فيها علماء أهل البدع فيلتبس عليهم ولا يستفيدون من علماء أهل الحق ما يكشف عنهم ذلك؟[ذكرت السؤال بالمعنى لأنه غير واضح ]الشيخ : إذا كانوا يسمعون من ينادي بالحق فهؤلاء غير معذورين هؤلاء مفرطون ولا نستطيع أن نحكم بكفرهم ولا عدم كفرهم قد نقول إن تفريطهم هذا معصية لإن الواجب انه لما قيل لهم إن هذا شرك وقال لهم من لا يثقون بهم لأنهم سيثقون بعلماءهم أكثر ، الواجب عليهم أن يبحثوا ويتوقفوا .فقد يقال إنهم عصوا بعدم البحث وهم باقون على الحكم بما يقتضيه الجهل أي بمعنى أنهم مسلمين .وقد نقول إنهم لما فرطوا فإنهم لا يعذرون لإن الواجب أن يبحثوا.واظن أن شيخ الإسلام - رحمه الله - قال إن هؤلاء يعتبرون مفرطين ومقصرين في طلب الحق ولكن لا يحكم بكفرهم ، اظن ظناً ولا تعتمدوا هذا حتى تراجعوه )).ا.هـ
[شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري – شريط رقم 21-الوجه ب]
حمل المقطع الصوتي من هنا
قد يقصد الشيخ -رحمه الله- قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (28 / 125-126) :(( وإذا أخبر بوقوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها لم يكن من شرط ذلك أن يصل أمر الآمر ونهي الناهي منها إلى كل مكلف في العالم ؛ إذ ليس هذا من شرط تبليغ الرسالة : فكيف يشترط فيما هو من توابعها ؟ بل الشرط أن يتمكن المكلفون من وصول ذلك إليهم . ثم إذا فرطوا فلم يسعوا في وصوله إليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه : كان التفريط منهم لا منه ))


المصدر :http://www.albaidha....ead.php?t=26392

طه صدّيق 21 Mar 2014 07:45 PM

المراحل التي يسير عليها الحدادية لتضليل السلفيين
---------- ( الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي حفظه الله )-----------------
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

فأريد أن أنبه الإخوة إلى أمر قد نبه عليه بعض مشايخنا، وشرحوه ووضحوه وهو مهم يغفل عنه بعض الناس ويتغافل عنه البعض الآخر وهو:

أن مسألة العذر بالجهل فيمن أظهر الإسلام واعتزى إليه، وارتكب بعض صور الشرك لشبه وتلبيسات ألقاها عليهم الشيطان من المسائل المشهورة المعلومة لدى أهل العلم وطلابه ..
والخلاف في المسألة معلوم مشهور، وقد صنفت فيه مصنفات ما بين مقرر للعذر وما بين مانع له مع اتفاق الجميع على أن الاستغاثة بغير الله شرك أكبر مخرج من الملة، واتفاقهم على أن من أقيمت عليه الحجة وأصر وعاند فإنه كافر مرتد بلا نزاع

فمن العلماء من قال: إنه بمجرد وقوعه في الشرك الأكبر كالاستغاثة بالميت أن يشفي مريضه أو يرد غائبه فإنه يسلب منه اسم الإسلام ويعامل معاملة المشرك في الدنيا أما يوم القيامة فإن كانت قد أقيمت عليه الحجة وأزيلت الشبهة فهو من الخالدين في النار، وإن كانت الحجة لم تقم عليه فإنه يكون في حكم أهل الفترة من حيث الامتحان والاختبار يوم القيامة بأمرهم الاقتحام في النار فمن أجاب دخل الجنة ومن أعرض وعصى كان من الهالكين..

ومن العلماء من قال: لا يسلب عنه اسم الإسلام ما دام أنه يظهره، ولا نحكم عليه بالشرك ولا أحكام المشركين إلا بعد إقامة الحجة وبيان المحجة له، ولو مات قبل إقامة الحجة فيعامل معاملة المسلم ولا نشهد له بجنة ولا نار بل نكل أمره إلى الله ..


فإنكار وجود هذا الخلاف هو إنكار لأمر محسوس موجود، ولا يقوله إلا أهل السفسطة والجهالة، وحقيق بهؤلاء أن يدسوا رؤوسهم في التراب لظهور كذبهم وضلالهم وافترائهم ..


لكن هناك من لا ينكر الخلاف، ويقر بوجوده لكن يرى أنه خلاف حادث بعد إجماع، أو أنه من المسائل الخلافية المصادمة للنص فلا يجوز النظر في هذا الخلاف بل يجب اتباع الدليل، وترك القول الخاطئ ..


فعلى قول هؤلاء نقول: ما هو موقف أهل العلم فيمن خالف الصواب وخالف الإجماع أو النص لشبهة ؟

هل يرمى بالبدعة والضلال أم يفرق بين من يقول بالمسألة تبعاً لما يظنه صواباً مع وجود سلف له من أهل العلم المقتدى بهم وبين من يقول بها تعصباً وهوى في نفسه؟!

فمثلاً: مسألة تارك الصلاة هي من مسائل الخلاف، ولكننا نجد من العلماء من يقول إنها من مسائل الإجماع أو المنصوص عليها، وأن قول الذي لا يكفر قول باطل، وهكذا العكس في حال من لا يعتقد كفره وموقفه ممن يكفره

فانظروا إلى تعامل العلماء وطلبة العلم بعضهم من بعض في مسألة تارك الصلاة هل بدع بعضهم بعضاً؟!!


وانظروا إلى تعامل العلماء في مسألة العذر بالجهل هل بدع بعضهم بعضاً؟


شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لما زل في مسألة المعية فقال: هي معية ذاتية، هل سكت عنه العلماء أم ردوا عليه رداً شديداً؟

بل ردوا عليه لأن هذه المسألة من مسائل الإجماع، ولم يخالف فيها أحد من أهل العلم من أهل السنة، وقد بادر شيخنا رحمه الله للتراجع ..


وشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله قوله في العذر بالجهل مشهور معروف فما هو موقف العلماء منه؟

هل بدعه أحد؟

هل ضلله أحد؟

لا نعلم أحداً ضلله أو بدعه من أهل العلم أو شنع عليه، ولا جعلوا هذه القضية قضية ولاء وبراء بين الطلبة والمشايخ


لكن هناك طائفة واحدة طعنت في الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بسبب هذه المسألة، ولاكت عرضه، وكانوا يتفكهون في مجالسهم بالسخرية منه، وكانوا يتسامرون في أسفارهم بالطعن فيه رحمه الله

هل تعلمون من هي هذه الطائفة؟!

هل هم الروافض؟ هل هم الصوفية؟ هل هم الإخوان المفلسون؟ هل هم التبليغ؟ هل هم حزب التحرير؟ وكلهم أعداء للشيخ وحربهم للسلفية معلوم

إنها طائفة الحدادية أتباع محمود الحداد وفريد المالكي ..

واليوم نرى شباباً في المشرق والمغرب يسلكون نفس مسلك الحدادية في هذه القضية، ويحاول شياطينهم ورؤوسهم التدرج بالشباب لقبول هذه البدعة الحدادية ..

فأولاً: يأتون للشباب بكلام العلماء في المسألة، وأن القول بعدم العذر بالجهل هو مقتضى العلم بالتوحيد والفقه فيه، وأنه قول العلماء الأفذاذ وأن من قال بالعذر بالجهل من علماء السنة لا نضلله ولا نبدعه لكن نقول أخطأ مع احترامنا لهذا العالم ..

ثم ثانياً: يجوبون الأماكن ويجلسون المجالس الطويلة في البحث والنظر في هذه القضية، ويناظرون عليها ثم يصلون إلى أن هذه المسألة إجماعية وأن النص فيها ظاهر لا يخفى إلا على العميان لكن مع ذلك لا نبدع مخالفنا من العلماء لكن نخطئه بشدة، والتوحيد أغلى علينا من فلان أو فلان..

لكن لم يصلوا إلى تبديعه ..

ثم ثالثاً: يبدؤون بتضليل المخالف، وأن كلامه ضلال وأيما ضلال، وانحراف ما بعده انحراف، وأن هذا القول -وهو العذر بالجهل- فيه دفاع عن المشركين، ولكن العلماء نخطئهم ولا نبدعهم لكن نكتفي بتضليل القول وتبديع القول، وكذلك يبدأ إسقاط الشباب السلفي وطلاب العلم السلفيين الذين يقولون بهذه القضية بدون تبديع للعلماء القائلين به ..

فعند الكلام على طلاب العلم والشباب يجهرون بالتضليل، وعند الكلام على العلماء ليس كل من وقع في البدعة تقع البدعة عليه!!

مع ظهور الهمز واللمز في العلماء وأنهم ما فهموا لتوحيد، وأنهم عند فلسفة وعلم كلام أو أنهم عقلانيون أو عندهم نزعة عقلانية، ويبدؤون بتجميع أخطاء أولئك العلماء القائلين بالعذر تمهيداً لإسقاطهم !

ثم رابعاً: يبدؤون بالطعن في العلماء القائلين بالعذر بالجهل وأنهم على ضلال، وعلى خلاف العقيدة الصحيحة لكن لا يصرحون بأنهم مبتدعة أو مرجئة ..

مع تجهيز نفوس الشباب لقبول هذا الحكم مستقبلاً ..

ثم خامساً: يبدأ الحكم على أولئك العلماء بالبدعة والضلال وأنهم مرجئة ما عرفوا عقيدة السلف الصالح بل تشبهوا بداود بن جرجيس!

ثم سادساً: تبدأ النهاية وهي: تكفير أولئك العلماء بأنهم مشركون كفار لأن من لم يكفر الكافر فهو كافر، وأن من يوالي المشركين فهو منهم، وأن العلماء كفروا داود بن جرجيس فمن ثم لا نشك في كفر هؤلاء ..


ثم سابعاً وأخيراً: يبدأ تبديع وتضليل والتمهيد لتكفير من لم يكفر أولئك العلماء، وتنتقل القضية من ولاء وبراء على مسألة علمية إلى الولاء والبراء على تكفير من لم يقل بقولنا في الحكم على ذلك العالم بالكفر والردة!


وهذه الذي أذكره لكم ليس هو محض خيال بل هذا رأيته ورآه غيري عياناً بياناً..

واليوم بعض أولئك المخذولين ممن كان في بادئ أمره يحترم الشيخ ربيعا والشيخ الألباني يتهمهما بالإرجاء بل والتجهم، بل صرح البعض بتكفيرهما ..


فلذلك عظم تحذير مشايخنا من هذه الفتنة الحدادية التي لا تمت إلى السلفية بصلة..

ومن وجدتموه يشغل وقته ويشغل الشباب في هذه القضية، ويبدأ باللمز بأهل السنة واللمز فاعلموا أنه حدادي خبيث مبتدع ضال لا بارك الله فيه ونسأل الله أن يشل أركانه، وأن يقطع دابره ..


وأسماء أولئك كثيرة لكن بعض الشباب قد لا يخفى عليه حال بعض الناس كالحجي ولكن قد يخفى عليه حال أمثال: أبي عبدالعزيز الأعميري المغربي ومن على شاكلته من الحدادية بالمغرب، وبعض الشباب في تونس مثل محمد السلياني وأبي زينب من أفراخ الحدادية، وبعض الشباب في جدة والطائف ومكة..

وليعلم الشباب الجدد المغرر بهم أن هذه القضية مع كونها من منهج الحدادية إلا أنها كانت أبرز قضية يعلنها الخوارج في مصر كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد والتكفير والهجرة ..

وهي من الرواسب التي بقيت عند محمود الحداد من التكفير الذي كان عليه قبل إظهاره السلفية ليدس بدعه بين السلفيين فرد الله كيده في نحره ..

ولكن الحداد وزبانيته ما زالوا يحاولون أهلاك الشباب السلفي باسم الغيرة على التوحيد، والغيرة على السنة فاحذروهم فإنهم أعداء السنة، وأعوان الشيطان..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
-----------------------------------------------
أبو عمر أسامة العتيبي حفظه الله


طه صدّيق 21 Mar 2014 07:48 PM



بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ أحمد بازمول حفظه الله :
أيضا من منهج السلف الذي يجب أن تتنبه له ، وأن تسير عليه ، أن تعلم أن دعوتهم ظاهرة ، وأنّ أقوالهم ظاهرة وأن كلماتهم ودروسهم مسجّلة وواضحة ، ما فيها خفاء ، إيش بتقول ؟ أو ما الذي أريد أن أصل إليه ؟ الذي أريد أن أصل إليه أن تعلم يا عبد الله أنّ من يعطيك مسائل ويقول لك لا تنشرها بين الناس ويعطيك مسائل خاصة بينكم ،ولا ينزّلها في كتب أو في أشرطة علانية ، أنّ هذا عنده بدعة ، وعنده ضلالة يريد أن يؤصّلها و يوقعك فيها لأنها لو انتشرت لردّها العلماء ، أعطيكم مثال : هؤلاء الشباب الذين يجتمعون ويربون أتباعهم في الخفاء ، على مسألة عدم العذر بالجهل ، هؤلاء ، أولا خلينا نأخذ المسألة ، مسألة العذر بالجهل أو عدم العذر بالجهل أكثر علماء السنّة ، انتبه ، انتبه لعبارتي وأنا أقولها وأنا جازم بها أكثر علماء السنّة والسلف على العذر بالجهل ، بعض العلماء السلفيين رأوا أنّ هذا الذي وقع في الكفر من أهل الإسلام ،بعد بلوغ الدعوة وبعد إسلامه وقع في الشرك والكفر ، أنه كافر ، طيب ، ما موقفهم من بعض ؟ إخوان ، لا يبدع بعضهم بعضا ولا يضلل بعضهم بعضا ، هذا قول وهذا قول ، خلاص ، إلى هنا منهج سلفي ، هؤلاء الذين في الخفاء إيش عندهم ؟ عندهم الطعن فيمن يعذر بالجهل ، إيش ؟ يرميهم بأنهم مرجئة ، ومرجئة العصر ، يرميهم بأنهم كفار ، لأن من لا يكفّر الكافر فهو كافر ، على قولهم الشيخ ربيع كافر ، ابن تيمية كافر ، ابن قيم الجوزية كافر ، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كافر ، على قولهم ، فالذين في الخفاء ، يؤسسون هذه التأسيسات ، يَرُحُون إلى أمريكا ويَرُحُون إلى فرنسا ،وفي الطائف هنا وفي جدة ،وفي رابغ وينبع وفي المدينة في خفاء وفي الإنترنت في الماسنجرفيما بينهم ، إذا رأيت الشخص يؤصل فيك هذا الأصل فاعلم أنه حدادي خبيث ، فاعلم أنه حدادي تكفيري خبيث ، يرمي أهل السنّة بالإرجاء ، احذر أهل الخفاء ، وكذا الذين يؤصلون في النساء مثل هذه التأصيلات ، فله دروس مع النساء ومحادثات في الماسنجر مع النساء وتربية للنساء على التكفير هذا ، وعلى مذهب الإرجاء فالسلفي إذا رأى مثل هذا الشخص ، ما يماشيه ، ولا يستمع لكلامه ، لأن الخفاء كما قال عمر بن عبد العزيز : " إذا رأيت قوما يجتمعون في الخفاء فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة " وهذا الذي حصل ، فقد اجتمعوا في الطائف خمسين منهم أو خمسون رجلا منهم وكفّروا من يعذر بالجهل ، كفّروا علنا في المجلس ، في البداية يقول لك هذا خطأ وهذا مذهب المرجئة ، شوية ، شوية ، لمّا يؤصل فيك الإرجاء ، احذرهم ، احذرهم ، لو تظاهر لك بالسنّة والردّ على الأسمري وتزكية الشيخ ربيع ، ولو تظاهر لك بشرح العقيدة الواسطية، وشرح كتاب التوحيد .
وهذا منهج خامس أو سادس سلفي أريد أن أقرّره ، ماهو ؟ هذا المنهج خطير جدا ، خطير ، إذا ما انتبهتم له تقعون في الفتنة ، ما هو المنهج الذي أريد أن أبينه ؟ هذا المنهج الخطير الذي يجب أن تتنبهوا له ، لا يوصف الرجل بأنه سلفي وسنّي حتى تجتمع فيه خصال السنّة والسلفية ، فلو جاء وردّ على الخوارج ودافع عن الحكام وأثنى على ابن باز ، وابن عثيمين ، ودعا إلى السنّة في الظاهر،وعنده خلل في بعض تطبيقات منهج السلف فهذا ليس بسلفي ، طيب ، يا أخي ، يدّرس التوحيد والعقيدة الواسطية ، ألّف في الردّ على فلان من المبتدعة ، واجه الحزبية ، طيب إذا عنده خلل ما هو سلفي ، وليس مرجعا للرجوع إليه ولا تلتف حوله ، هذا الذي يدّرس هذه الدروس السلفية ، بعضهم انظرماذا يقول ؟ يقول : الألباني مرجئ ، مع أنه يدّرس العقيدة الواسطية ، ويمدح الشيخ ابن عثيمين، هذا في جدة ، تجيء تقول له : تقول الألباني مرجئ . يقول لك : أبدا أنا ماقلت الألباني مرجئ ، طب ، كيف في الإنترنت ، في الماسنجر ، مع الشباب في ليبيا وفي المغرب وفي الجزائر ، وفي اليمن تقول لهم الألباني مرجئ ؟ ؟ كيف لما أجيئ أقول لك أنا ،تقول لي : ما هو مرجئ ، أنت كذاب ، بعيد، لو كنت عن حق ،كان صرّحت به ، أما أن تأتي في الخفاء وتعلمهم الألباني الإرجاء ، وفي الظاهر تقول : أنا ما قلت الألباني مرجئ ، وهذا يدل على قضية ، نبّه عليها (السّجزي) في رسالته لأهل اليمن سآتي على هذه القضية، لكن هي باختصار ، هي قاعدة ، باختصار ، ( أنّ أهل البدعة يكذبون ولا يظهرون ما عندهم من بدعة ويظهرون الموافقة حتى تتبعهم ، ثم يبثون فيك بدعهم )، واضح .
فهذه القضية أكررها مرة أخرى : لا يوصف الرجل بأنه سلفي حتى تجتمع فيه خصال السلفية والسنّة ، لذلك كثير من الشباب في ليبيا ، في الجزائر ، في المدينة ، في الطائف ، ينخدع ببعض الناس ، ألّف كتاب في موقف أهل السنّة من أهل البدع ، شيخ سلفي! !، في الواقع عنده خلل كبير في تطبيق التعامل مع أهل البدع ، ما تتبعه ، ولا تسير حوله ، ولا ترجع لقوله ، لوكان فلان من الناس ، لو كتب ، لو ردّ ، يا أخي هذا أصوله كلها ماهي سلفية ، عنده خلل .
الخوارج عندهم خلل في قضية واحدة وقتلهم الصحابة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم وقتالهم ، قضية واحدة ، واحذر صغار البدع فإنها تصير كبارا ، انتبه ، انتبه لهذا .
والله ، شيخ وعنده علم ، ويدّرس ، عنده خلل بسيط ، هذا الخلل يَجُرُأخته ، ويكبر ويكبر ويكبر ، انتبه ، لا تجلس ولا تسمع ولا تتبع إلا من وُصف بأنه سلفي تماما .
الأخطاء الفقهية ، الأخطاء غير المتعمدة ، ما نتكلم عليها ، إنما نتكلم عن رجل انحرف عن الحق ، ولو في مسألة مصرا عليها ، واضح ، انتبهوا لهذا ، وهذا سبب ضياع كثير من الشباب ، وسبب أيضا فتنتهم ، تجئ تقول له يا أخي فلان من الناس ،احذره ، يقول لك : يا أخي اتق الله ، يدّرس العقيدة الواسطية ويدّرس التوحيد ، وألّف في الردّ على أهل البدع ، يعني خلاص صار سلفي ، السلفية عندكم الردّ على أهل البدع بس ؟ ولا السلفية لزوم منهج السلف وعدم الخروج عليه ، مرّ بالأمس معنا قصة عبد الله ابن المغفل في مخالفة سنّة واحدة ،كيف شنّ على ابنه وهجره ، صح وإلا لا ؟ تنبهوا لهذه القضية ، كثير من الإنحراف حصل منهما ، الأولى أنه يحسّن الظن ويعتقد أنه سلفي بمن أظهر بعض مسائل السلفية . الثانية أنه يغتربردّه على أهل البدع وأهل الأهواء، طيب ، إيش الفائدة ؟ الأشاعرة ردوا على المعتزلة هل هم سلفيون ؟ الأشاعرة وبعض أهل الفرق ردّوا على الروافض والشيعة هل هم سلفيون ؟ لا ، هم أشاعرة مبتدعة .
فيجب التنبه لمثل هذا الأمر وهذا منهج سلفي، هذا ماهو من عندي ، هذا منهج سلفي ، الشخص إذا كان فيه دخن وانحراف في المنهج ولو واحد ، تركوه ، وحذروا منه انتهى ، واضح .
أيضا من المسائل التي يثيرونها ويشيعونها مسائل جنس العمل ، فإذا رأيتهم في الخفاء جنس العمل ، جنس العمل ، جنس العمل فاعلم أنهم حدادية ، يريدون أن يتوصلوا بهذا الطعن ، في الألباني وفي ابن باز ، والشيخ ربيع وغيرهم من مشايخ السلفية ، انتبهوا لمثل هؤلاء .

المصدر :
نصائح وتوجيهات للمتصدرين للدعوة [ الدقيقة 21 و21 ثا ].
لفضيلة الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله



طه صدّيق 21 Mar 2014 07:53 PM

رد الشيخ الأزهر سنيقرة على من يقول أن الشيخ الفركوس يبدع المشايخ بمسألة العذر بالجهل !!!

https://ia600601.us.archive.org/9/it...6/Enreg037.mp3

طه صدّيق 21 Mar 2014 07:55 PM

إجابات الشيخ أسامة العتيبي ـ حفظه الله ـ على أسئلة أبي عبيدة ( 23 ـ 4 ـ 1435 هـ )
بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فإنه يسُرنا أن نلتقي في عصر هذا اليوم ( يوم الأحد ) ( 23 ـ 4 ـ 1435 هـ ) ، الموافق : ( 23 ـ 2 ـ 2014 م )؛ بفضيلة الشيخ أبي عمر أسامة بن عطايا العتيبي ـ حفظه الله تعالى ـ .
ونظراً لضيق وقت الشيخ ؛ فإنَّا نكتفي بعرض خمس أ وست أسئلة على فضيلته ، فليتكرم مشكوراً بالإجابة عليها بما يفتح الله ـ عز وجل ـ عليه .

السؤال الأول :
ما هو موقفنا الشرعي الصحيح من الإخوة السلفيين في مدينة " طبرق " الذين مازالوا على اتصالٍ بـ (عبد الرحمن القاضي ) بعد كل ما صدر مِنهُ وعنهُ ؟
مع العلم فضيلة الشيخ أنَّا قد جالسنا بعضهم وبينا لهم أخطاء الرجل ، وكلام أهل العلم فيه .

السؤال الثاني :
ذكرتم لنا ـ حفظكم الله ـ في مجلس سابق كلاماً لشيخ الإسلام بن تيمية ـ رحمه الله ـ يفيد بما معناه أن امتحان الناس على مسألةٍ ما ، وعقد الولاء والبراء عليها ، يُعدُّ من التحزب المنهي عنه شرعاً .
فهل يصحُّ مثالاً على ذلكَ : مَن يعقد الولاء والبراء على مسألة التبديع العيني ، والقول بعدم اشتراط إقامة الحجة على المُعين ، ثم يبني القصور والعلالي على هذه المسألة ليصل في نهاية المطاف للطعن فيمن يُنكر على هؤلاءِ المُتعجِّلينَ الذين يخوضون في مسائل التبديع دون الرجوع لأهل العلم ؟

السؤال الثالث :
عندنا بعض الشباب في مدينة " طبرق " نصِحوا أكثر مِن مرةٍ لترك الكلام في باب الأحكام والابتعاد عن الخوض في مسائل التبديع والتفسيق والحكم على المعينين ، وترك ذلكَ للعلماء الكبار وطلاب العلم المتأهلين ، ومع ذلكَ هُم على ما هُم عليه من الاستمرار في الكلام والخوض في هذه المسائل التي لا يُحسنوا الكلام فيها ، وعقد الولاء والبراء عليها ، وإحداث الفتن والقلاقل في صفوف الشباب السلفي ، متعلقين في ذلكَ ببعض فتاوى أهل العلم التي فهموها على غير مرادها .
أقول : لمَّا رأينا استمرار هؤلاء الشباب على ما هم عليه مِن الكلام والخوض في مثل هذه المسائل ، وعدم الرجوع لأهل العلم فيها ، زيادة ً على ما عندهم ( أو عند بعضهم ) مِن الكذب ، والغِلظةِ ، والجفاء ، ونصب العداء للسلفيين .. حذرنا مِنهم ومن مسلكهم ، ووصفناهم : بأشباه الحدادية ، وقلنا عنهم ـ في أكثر من مناسبة ـ : بأنهم يسلكون المسلك الحدادية الخطير ، وهم إليها أقرب .. ومثل هذه العبارات ، فهل نحن مخطئون في هذا الوصف لهؤلاء الشباب ؟

السؤال الرابع :
ما هو ردكم على مَن يُبدِّع بعض السلفيين ؛ بحجة أنهم واقعون في بدعٍ ظاهرة ( مع العلم أنه لم تتوفر فيه شروط المعرفة والتحقيق في معرفة ما هو ظاهر وخفي ) ، ويستدلُ على ذلكَ بفتوى سماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وهي قوله : ( أن من وقع في مُكفرٍ ، يُكفرهُ حتى العامي ) ، ويقول : التبديع من باب أولى ! ، ويستدل بكلام للشيخ ربيع يقول فيه : أن الأمور الواضحة الظاهرة ، يقوم فيها بالجرح العالم وغيره ؟
وهل قوله : ( غيره ) يدخل فيها كل من هبَّ ودبَّ ، أم طالب العلم المتأهل الذي شهِدَ له العلماء بذلك ؟

السؤال الخامس :
إذا تكلم عارفٌ بأسباب الجرح والتعديل مشهودٌ لهُ بالمعرفة في هذا العلم في شخصٍ ما ، ثمَّ هذا الجارح نفسه تُكلِمَ فيه ، هل يسقُط كلامه القديم قبل أن يُتكلَم فيه في حق ذالكم الشخص ؟ .

السؤال السادس :
ما هي نصيحتكم ـ فضيلة الشيخ ـ لِمن يُثير الفتن ، ويشغب ، ويتكلم ، ويطعن في مُحَدِّثـُكم ( أبي عبيدة الأثري ) ، وحجته : أني كنتُ مع شخصٍ أنتم تعرفونه ، وأني تركته دون أن أصلح وأبين ، وأنتم تعلمون ـ فضيلة الشيخ ـ موقفي مِن ذالكم الرجل وما قمتُ به مِن النصح والتوضيح والبيان في مقالاتٍ ، أظنها وصلت لثلاثين مقالةٍ في بيان حال هذا الرجل ، وموقفي الشرعي منه وممن على شاكلته ؟.

حمل الصوتية
http://speedy.sh/ZCaBc/.mp3


طه صدّيق 21 Mar 2014 07:57 PM




هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول :
" إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ( فرعٌ ) "؟ ( 1)



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .

أما بعد :

فإن الله قال في محكم كتابه عن أهل الضلال :

( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) سورة الحج(آية 9-10)

وقال تعالى : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فانه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) الحج (آية3-4) .

وقال تعالى في شأن أحزاب الكفر والضلال : ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ) .

هذه في أعداء الرسل الذين كذبوهم وحاربوهم بأشد أنواع الحرب والأذى والكذب عليهم والافتراء .

ولأهل البدع والأهواء والضلال نصيب من العداوة للحق وأهله وحربهم بالأكاذيب والشائعات وجدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق ، ومن جدالهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .

ولهم نصيب من الوعيد الذي توعد الله به أعداء الحق وأعداء الرسل ولهم نصيب من الذم الذي ذم الله به أهل الباطل والهوى .

ومن أهل الأهواء والضلال المحاربين للحق وأهله فرقة الحدادية التي أنشئت في الظلام لحرب أهل السنة السابقين واللاحقين ولحرب عقائدهم وأصولهم وهدمها .

وحربهم هذه لا تقوم على شيء من الحق ولا من العلم والهدى ,وإنما تقوم على الكذب والجهل والخيانات ,الأمور التي لا غبار عليها ولا مخرج لهم منها ,ولا عذر لهم فيها ؛فإنها أمور واضحة مكشوفة لكل ذي عقل وبصر وبصيرة ,ونحن لا نكفرهم -وإن كفرونا بغياً وعدواناً- (!!) ولكنهم عندنا من شر أهل البدع وأجهلهم .

ولقد اخترعوا أصولاً لا علاقة لها بالكتاب والسنة لا من قريب ولا من بعيد ,منها :

1- جنس العمل ؛ وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا أدخلوه في قضايا الإيمان ,اتخذوه بديلاً لما قرره السلف من أن العمل من الإيمان وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ,يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي .

وإذا أخذوا بهذا الكلام على مضض فلا يكفي عندهم أن يقول السلفي :

الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة وأدنى أدنى من مثقال ذرة كما نطقت به الأحاديث النبوية الصحيحة .

بل أوجبوا على الناس أن يقولوا : (حتى لا يبقى منه شيء) والذي لا يقول بهذه الزيادة فهو عندهم مرجئ غال وحتى ولو قالها بعض أهل السنة فهم عندهم مرجئة رغم أنوفهم !!

فعلى عقيدتهم هذه يكون حوالي تسعة وتسعون بالمائة من أهل السنة وأئمتهم مرجئة

وإذا بين لهم خطورة تأصيلهم وفساده ازدادوا عناداً وحرباً على أهل السنة .

2- الذي لا يبدع من لا يكفر تارك جنس العمل فهو عندهم مرجئ غال رمزاً إلى تكفيره .

وحتى وإن كفر تارك جنس العمل فهو مرجئ عندهم لماذا ؟ .

لأنهم قد فصلوا ثوب الإرجاء ليقمصوا به أهل السنة شاءوا أم أبوْا !!

3- أئمة الجرح والتعديل والحديث عندهم ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع وقواعدهم لا تنطبق على أهل البدع ؛ لأن هذه المرتبة إنما هي للعلماء ؛ أي علماء الحدادية الجهلة المجهولين ,فإن هؤلاء لهم الحق أن يبدعوا وأن يكفروا بالجهل والظلم .

4- بعض أصولهم ضللت الأئمة وبعضها من صنع الشيطان .

5- أحكام في التكفير تفوق أحكام الخوارج .

فمن لم يقلد فالحاً وأمثاله فقد نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم .

والذي يرضَى غيرَهُ من العلماء حَكَماً فقد كذًّب القرآن والسنة وكذَّب الإسلام .

6- إلى افتراءات واتهامات بالكفر لمن ينصحهم أو يخالفهم في تلك الأمور التي انفردت بها هذه الطائفة ,وقد ناقشناهم فيها وبينا أكاذيبهم وأباطيلهم وجهالاتهم .

واليوم نحن مع أصل من أصولهم الهدامة ألا وهو أن من يقول إن الإيمان أصل والعمل كمال ( فرع ) فهو مرجئ !

وبهذا الأصل الهدام يهدمون أهل السنة وعلماءهم !

وسوف أسوق مقالات لعدد من فحول أئمة السنة وعظمائهم يقولون فيها : إن الإيمان أصل والعمل كمال أو تمام أو فرع أو فروع .

وننتظر من هؤلاء الحدادية إما إعلان ندمهم وتوبتهم من هذه المجازفات أو التمادي في أحكامهم وأباطيلهم فيعرف الناس مكانهم من السنة وأهلها .



لا يجوز أن يُرمى بالإرجاء من يقول :

" إنَّ الإيمان أصل وفرع " لأنَّ هذا يقتضي تضليل علماء الأمة

ومنهم الأئمة الآتي ذكرهم وأقوالهم :


وقبل أن أورد كلام الأئمة أسوق بعض الأدلة في هذا الشأن:

قال الإمام أحمد-رحمه الله- في مسنده ( 6/47, 99) :

حدثنا إسماعيل ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة رضي الله عنه قالت :قال رسول صلى الله عليه وسلم :"إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" .

إسناد هذا الحديث صحيح إن سلم من إرسال أبي قلابة وأخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان برقم ( 19 )قال حدثنا حفص عن خالد به .

و له شاهد من حديث أبي هريرة قال أبو داوود في سننه ( 5 /60 ): حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً ".

وأخرجه أحمد في مسنده ( 2/250 و472 )وابن أبي شيبة في الإيمان من طريقين برقم (18و20 ) والترمذي (2/454 رقم 1162 ) وقال : حديث أبي هريرة هذا حديث : حسن صحيح .

وله شاهد آخر من حديث أبي أمامة مرفوعاً ولفظه " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " أخرجه أبو داود(5/60 رقم 4681 )وشاهد آخر من حديث سهل بن معاذ عن أبيه ويروى من طريقين ضعيفين يقوي أحدهما الآخر .

وكتب عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه – إلي عدي بن عدي :

" أن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بهاوإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص " أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان ( 45رقم 135 ) بإسناد

"صحيح" وأورده البخاري في كتاب الإيمان معلقاً (1/19 ).

أقول:

وهذه الأحاديث تدل على أن للإيمان أصلاً وكمالاً إذ الكمال لا يقوم إلا على أصل.



كلام الأئمة



1- قال الإمام محمد بن إسحاق بن منده في كتابه الإيمان (1/331-332) بعد أن ذكر أقوال الطوائف في الإيمان :

" وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا .

فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له ,مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة ,فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ,ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفرعه وفرعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم ,وقد جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .

فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين ,وبعضها بالقلب ,وبعضها بسائر الجوارح " .

وقال أيضا في كتاب الإيمان (1/350) : " قال الله عز وجل ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) .

فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمرا تؤتيه كل حين " .

أقول : بيَّن الإمام ابن منده عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان وأنه أصل وفرع وبيَّن أن أصل الإيمان محله القلب وأنه يكون بأمور منها:

المعرفة بالله والتصديق لله و به وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع والحب والخوف والتعظيم الخ .

وذكر أنه لا يستكمله العبد إلا إذا أتى بفروعه المفروضة عليه مع اجتناب المحارم واستدل على ذلك بحديث شعب الإيمان .

وفي النص الثاني ساق الآية الكريمة : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) الآية .

ثم قال فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمراً .

فما رأي أهل الشغب في أهل السنة والجماعة الذين حكى عقيدتهم ومذهبهم هذا الإمام وساق بعض أدلتهم أهم مرجئة ؟! أم هم أهل السنة حقاً ؟

نريد الإجابة الصادقة الصريحة .

2- وقال الإمام محمد بن نصر المروزي – رحمه الله- خلال مناقشته للمرجئة : "فلما أقرت المرجئة بأن الإقرار باللسان هو إيمان يكمل به تصديق القلب , ولا يتم إلا به , ثم بيَّن الله تعالى لنا , والرسول صلى الله عليه وسلم : أنه أول الإسلام , ثبت أن جميع الإسلام من الإيمان , فإن يكن شيء من الإسلام ليس من الإيمان , فالإقرار الذي هو أول الإسلام ليس من الإيمان ، فبإيجابهم أن أول الإسلام بجارحة اللسان هو من الإيمان بالله , يلزمهم أن يجعلوا كلما بقى من الإسلام من الإيمان بعد ما سمى الله عز وجل , والرسول الإقرارَ باللسان إيماناً , ثم شهدت المرجئةُ أن الإقرار الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً هو إيمان , فما بال سائر الإسلام لا يكون من الإيمان , فهو في الأخبار من الإيمان , وفي اللغة , والمعقول كذلك , إذ هو خضوع بالإخلاص , إلا أن له أصلاً وفرعاً , فأصله الإقرار بالقلب عن المعرفة , وهو الخضوع لله بالعبودية , والخضوع له بالربوبية , وكذلك خضوع اللسان بالإقرار بالإلهية بالإخلاص له من القلب , واللسان , أنه واحد لا شريك له ثم فروع هذين الخضوع له بأداء الفرائض كلها , ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة " وما عدا من الفرائض , فَلِمَ جَعَلَتِ المرجئةُ الشهادةَ إيماناً , ولم تجعل جميع ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإسلام إيماناً ؟! وكيف جعلتْ بعض ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً إيماناً , ولم تجعل جميعه إيماناً وتبدأ بأصله , وتتبعه بفروعه , وتجعله كله إيماناً ؟! " تعظيم قدر الصلاة (2/701-702) .

أ - انظر إلى قوله عن الإيمان : " إلا أن له أصلاً وفرعاً , فأصله الإقرار بالقلب عن المعرفة , وهو الخضوع لله بالعبودية , والخضوع له بالربوبية ... الخ .

ب – وانظر إلى قوله : " ثم فروع هذين الخضوع له بأداء الفرائض كلها " أي أعمال الجوارح " .

جـ - وإلى قوله : " وكيف جعلت بعض ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً إيماناً , ولم تجعل جميعه إيماناً وتبدأ بأصله , وتتبعه بفروعه , وتجعله كله إيماناً ؟! " .

– وقال أيضاً : " وقالت طائفة أخرى أيضاً من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤلاء ([2]) إلا أنهم سموه مسلماً لخروجه من ملل الكفر، ولإقراره بالله، وبما قال، ولم يسموه مؤمناً، وزعموا أنه مع تسميتهم إياه بالإسلام كافرٌ، لا كافر بالله، ولكن كافر من طريق العمل، وقالوا: كفر لا ينقل من الملة، وقالوا: محال أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن))، والكفر ضد الإيمان، فلايزول([3]) عنه اسم الإيمان إلا واسم الكفر لازم له، لأن الكفر ضد الإيمان إلا أن الكفر كفران: كفر هو جحد بالله، وبما قال، فذلك ضد الإقرار بالله، والتصديق به، وبما قال، وكفر هو عمل ضد الإيمان الذي هو عمل، ألا ترى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقة))، قالوا : فإذا لم يؤمن فقد كفر، ولا يجوز غير ذلك إلا أنه كفر من جهة العمل [ إذ لم يؤمن من جهة العمل ] لأنه لا يضيع المفترض عليه , ويركب الكبائر إلا من خوفه([4]), وإن ما يقل خوفه من قلة تعظيمه لله, ووعيده, فقد ترك من الإيمان التعظيم الذي صدر عنه الخوف والورع عن الخوف, فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه (( لا يؤمن إذا لم يأمن جاره بوائقه )).

ثم قد روى جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( قتال المسلم كفر )), وأنه قال ( إذا قال المسلم لأخيه )) يا كافر ) ولم يكن كذلك فقد باء بالكفر فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بقتاله أخاه كافراً, وبقوله له: يا كافر؛ كافراً وهذه الكلمة دون الزنا, والسرقة, وشرب الخمر.

قالوا: وأما قول من احتج علينا, فزعم أنا إذا سميناه كافراً, لزمنا أن نحكم عليه بحكم الكافرين بالله, فنستتيبه, ونبطل الحدود عنه, لأنه إذا كفر, فقد زالت عنه أحكام المؤمنين, وحدودهم, وفي ذلك إسقاط الحدود, وأحكام المؤمنين عن كل من أتى كبيرة, فإنا لم نذهب في ذلك إلى حيث ذهبوا .

ولكنا نقول: للإيمان أصل وفرع, وضد الإيمان الكفر في كل معنى, فأصل الإيمان: الإقرار والتصديق, وفرعه إكمال العمل بالقلب, والبدن, فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان : الكفر بالله, وبما قال, وترك التصديق به, وله.

وضد الإيمان الذي هو عمل، وليس هو إقرار، كفر، ليس بكفر بالله [ينقل عن الملة ،] ولكن كفر يضيع العمل كما كان العمل إبماناً، وليس هو الإيمان الذي هو إقرار بالله، فكما كان من ترك الإيمان الذي هو إقرار بالله كافراً يستتاب، ومن ترك الإيمان الذي هو عمل مثل الزكاة، والحج، والصوم، أو ترك الورع عن شرب الخمر، والزنا، فقد زال عنه بعض الإيمان، ولا يجب أن يستتاب عندنا، ولا عند من خالفنا من أهل السنة، وأهل البدع ..." [تعظيم قدر الصلاة (2/517-519)] .

والشاهد في قول هذه الطائفة من أهل السنة ( ولكنا نقول: للإيمان أصل وفرع, وضد الإيمان الكفر في كل معنى, فأصل الإيمان: الإقرار والتصديق, وفرعه إكمال العمل بالقلب, والبدن) .

3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

أ-" ثم هو في الكتاب بمعنيين(2)‏ :‏ أصل ،وفرع واجب ،فالأصل الذي في القلب وراء العمل ؛ فلهذا يفرق بينهما بقوله‏:‏ ‏( آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏ )‏ ‏[‏البينة‏:‏7‏]‏ والذي يجمعهما كما في قوله‏:‏ ‏( ‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‏ ) ‏[‏الأنفال‏:‏2‏]‏، و( ‏لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ ) ‏ ‏[‏التوبة‏:‏44‏]‏‏.‏ وحديث الحياء، ووفد عبد القيس،وهو مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصًا يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة، فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد وسابق، كالحج وكالبدن والمسجد وغيرها من الأعيان، والأعمال والصفات، فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ومنه ما نقص عن الكمال، وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات، ومنه ما نقص ركنه وهو ترك الاعتقاد والقول، الذي يزعم المرجئة والجهمية أنه مسمى فقط، وبهذا تزول شبهات الفرق، وأصله القلب وكماله العمل الظاهر، بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر، وكماله القلب‏ ".‏ ([6])

- أقول :

ففي هذا النص جعل الشيخ الإسلام للإيمان معنيين أصلاً وفرعاً و أشار إلى كون العمل كمالاً للإيمان بقوله "فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ومنه ما نقص عن الكمال وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات إلخ وأكد هذا التقرير بقوله عن الإيمان :"وأصله القلب وكماله العمل الظاهر .

وقال عن الفرق بينه وبين الإسلام : ( بخلاف الإسلام ) فإن أصله الظاهر ,وكماله القلب " .

فماذا يقول المتطفلون على علوم الإسلام وعقائده في هذا الإمام الجهبذ وفي تقريره هذا

عن الإيمان والعمل ؟!!.

ب- وقال -رحمه الله- : " والدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالًا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان‏ .‏

فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل اللّه بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية، والقصص، والوعد، والوعيد، ثم أنزل بالمدينة ـ لما صار له قوة ـ فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة، والأذان والإقامة، والجهاد، والصيام، وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته‏.‏

فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏( ‏أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة‏ ) .([7])

صرح شيخ الإسلام هنا بأن الإيمان هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان وأن أصوله تمد فروعه وتثبتها وأن فروعه تكمل أصوله .

ج- وقال -رحمه الله- : " وأما قولهم :إن الله فرق بين الإيمان والعمل في مواضع ,فهذا صحيح . وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها .

وقد يقرن به الأعمال ,وذكرنا نظائر لذلك كثيرة ؛ وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب .والأعمال الظاهرة لازمة لذلك . لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح ,بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب ؛فصار الإيمان متناولاً للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب ؛ وحيث عطفت عليه الأعمال ,فإنه أريد أنه لا يكتفي بإيمان القلب بل لا بد معه من الأعمال الصالحة " .([8])

وهنا ذكر شيخ الإسلام أن أصل الإيمان هو ما في القلب وأن الأعمال الظاهرة لازمة له.

ولا يريد بهذا التلازم إلا التلازم بين الأصل وفروعه .

د- وقال -رحمه الله- : " وكذلك يذكر الإيمان أولاً لأنه الأصل الذي لا بد منه .

ثم يذكر العمل الصالح فإنه أيضاً من تمام الدين لا بد منه ,فلا يظن الظان اكتفاءه بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح " .([9])

وهنا بين شيخ الإسلام عن الإيمان هو الأصل الذي لا بد منه وأن العمل الصالح من تمام الدين لا بد منه ".

فأنت ترى أنه أعتبر العمل من تمام الدين يعنى الإيمان ,وهذا أمر يبِّدع به أهل الفتن فهل من مدكر ".

هـ- وقال -رحمه الله- : " ثم أكثر المتأخرين الذين نصروا قول جهم يقولون بالاستثناء في الإيمان ,ويقولون ( الإيمان في الشرع )) هو ما يوافي به العبد ربه ,وإن كان في اللغة أعم من ذلك ,فجعلوا في ((مسألة الاستثناء )) مسمى الإيمان ما ادعوا أنه مسماه في الشرع ,وعدلوا عن اللغة ,فهلا فعلوا هذا في الأعمال . ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة ,بخلاف دلالته على أنه لا يسمى إيمانا ؛ إلا ما مات الرجل عليه فإنه ليس في الشرع ما يدل على هذا ,وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف " .([10])

انظر إلى شيخ الإسلام كيف صرح أن دلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة أي أنها من كمال الإيمان فقد جعل الأعمال الواجبة من تمام الإيمان.

وهذا أمر منكر وإرجاء خطير عند جهال أهل الفتن والشغب فماذا يقول فيهم من يهون من شأنهم و من خطر فتنتهم؟" ويرى أنه يجب السكوت عنهم .

و- وقال -رحمه الله- : " وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً، دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة،كقوله في حديث الشعب‏ : ‏‏( ‏الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها‏:‏ قول لا إله إلا اللّه، وأدناها‏:‏ إماطة الأذى عن الطريق ‏)‏‏.‏ وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان‏.‏

ثم إن نفي ‏‏الإيمان‏ عند عدمها ،دل على أنها واجبة ،وإن ذكر فضل إيمان صاحبها -ولم ينف إيمانه- دلَّ على أنها مستحبة ؛فإن اللّه ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر اللّه به ورسوله -إلاَّ إذا ترك بعض واجباته ،كقوله ‏: ‏‏( ‏لا صلاة إلا بأم القرآن‏ ) ‏،وقوله‏ : ‏‏( ‏لا إيمان لمن لا أمانة له ،ولا دين لمن لا عهد له ‏)‏ ونحو ذلك‏.‏

فأما إذا كان الفعل مستحباً في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب ،فإن هذا لو جاز ،لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج ؛لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه‏ .‏ وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؛بل ولا أبو بكر ولا عمر‏.‏ فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه، لجاز أن ينفي عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل‏.

فمن قال‏:‏ إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة ،فقد صدق‏.‏ وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب ،فهذا لم يقع قط في كلام اللّه ورسوله ،ولا يجوز أن يقع ؛فإن من فعل الواجب كما وجب عليه ،ولم ينتقص من واجبه شيئاً ،لم يجز أن يقال ‏:‏ ما فعله لا حقيقة ولا مجازاً‏ .‏ فإذا قال للأعرابي المسيء في صلاته ‏:‏‏( ‏ارجع فَصَلِّ ،فإنك لم تُصَلِّ‏ ) ‏،وقال لمن صلى خلف الصف-وقد أمره بالإعادة - ‏: ‏‏( ‏لا صلاة لفَذٍّ خلف الصف‏ )‏ كان لترك واجب، وكذلك قوله تعالى‏:‏ ‏( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ‏[‏الحجرات‏:‏15‏]‏،يبين أن الجهاد واجب، وترك الارتياب واجب " ‏.(‏[11])

ذكر شيخ الإسلام هنا حديث" الإيمان بضع وسبعون شعبة ,وذكر أن أعمال البر من الإيمان ,وذكر ما يفيد أن للإيمان كمالا واجبا وكمالا مستحبا ,وأنه إذا نفي الإيمان عن المسلم فإنما يراد بهذا النفي نفي الكمال الواجب لا الكمال المستحب .

مثل " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " ,فنفي الصلاة هنا عن من لم يقرأ بأم القرآن دليل على وجوب قراءة الفاتحة لا استحبابها وبعض العلماء يقول إن النفي هنا نفي للكمال الواجب لا نفي لحقيقة الصلاة .

ونفي الإيمان عن من لا أمانة له يدل على أن الأمانة من الواجبات وهي من كمال الإيمان ,وليس المراد بنفي الإيمان عنه أنه كافر خارج من ملة الإسلام .

وننبه القارئ هنا على أن هذا الحديث ضعيف ,وقد يكون عند شيخ الإسلام صالحاً للاحتجاج به ,وعلى كل حال فإن قصد شيخ الإسلام من التمثيل به في مثل هذا السياق بيان أن مثل هذا النفي إنما يراد به نفي الكمال الواجب لا نفي حقيقة الإيمان ولا نفي الكمال المستحب .

ويلتحق بهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن "متفق عليه .

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم :" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل: ومن يا رسول الله قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه " متفق عليه واللفظ للبخاري .

فليس المراد هنا تكفير هؤلاء العصاة بالكبائر التي ارتكبوها ولا إخراجهم من الإسلام كما يعتقد الخوارج وليس المراد نفي كمال الإيمان المستحب عنهم وإنما المراد نفي الكمال الواجب .

فالذي لا يجيز أن يقال إن للإيمان كمالا وتماما ماذا يقول في نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتهب ومؤذي جاره ؟ .

إن قال المراد نفي الكمال الواجب تبين بطلان مذهبه في رمي من يقول بأن الإيمان أصل والعمل كمال .

وإن قال إن المنفي عن العاصي : الزاني وغيره إنما هو الإيمان المقابل للكفر الأكبر المخرج من الإسلام ,فقد نادى على نفسه بأنه من الخوارج المكفرين بالذنوب .

ح- وقال رحمه الله تعالى في المجموع (13/157-159) : " وقال‏:‏‏( ‏ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء )‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏24-27‏]‏ .

والأصول مأخوذة من أصول الشجرة وأساس البناء ؛ولهذا يقال فيه ‏:‏ الأصل ما ابتنى عليه غيره ،أو ما تفرع عنه غيره‏ .‏

فالأصول الثابتة هي أصول الأنبياء ،كما قيل‏:‏

أيها المغتدي لتطلب علمــا ** كل علم عبد لعلم الرســول

تطلب الفرع كي تصحح حكما ** ثم أغفلت أصل أصل الأصـول

واللّه يهدينا وسائر إخواننا المؤمنين إلى صراطه المستقيم ،صراط الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا‏.‏

وهذه الأصول ينبني عليها ما في القلوب ،ويتفرع عليها‏.‏

وقد ضرب اللّه مثل الكلمة الطيبة التي في قلوب المؤمنين، ومثل الكلمة الخبيثة التي في قلوب الكافرين‏.‏ و‏‏الكلمة‏ هي قضية جازمة وعقيدة جامعة، ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلام،وخواتمه وجوامعه، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية على أتم قضية، فالكلمة الطيبة في قلوب المؤمنين -وهي العقيدة الإيمانية التوحيدية- كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فأصل أصول الإيمان ثابت في قلب المؤمن كثبات أصل الشجرة الطيبة وفرعها في السماء‏ ( ‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏ )‏ [‏ فاطر‏:‏10‏]‏ واللّّه -سبحانه- مَثَّل الكلمة الطيبة ،أي‏ :‏ كلمة التوحيد ،بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‏ " .‏

وهنا استدل شيخ الإسلام بهذه الآية التى ضرب الله فيها المثل للكلمة الطيبة كلمة التوحيد والإيمان بالشجرة الطيبة لها أصل ثابت وفرعها في السماء فكما أن لهذه الشجرة الطيبة أصل يقوم عليها فروع ولها ثمار طيبة كذلك شجرة الإيمان لها أصل ثابت ولها فروع وثمار طيبة والأصل كما قال ما انبنى عليه غيره أو ما تفرع عنه غيره .

هكذا يفهم العلماء الراسخون القرآن وأمثاله المضروبه وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :

" قال عمر بن عبد العزيز : " من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح " فأما العمل الصالح بالباطن والظاهر : فلا يكون إلا عن علم ، ولهذا أمر الله ورسوله بعبادة الله والإنابة إليه ، وإخلاص الدين له ونحو ذلك ، فإن هذه الأسماء تنتظم العلم والعمل جميعاً : علم القلب وحاله ، وإن دخل في ذلك قول اللسان وعمل الجوارح أيضاً ، فإن وجود الفروع الصحيحة مستلزم لوجود الأصول ، وهذا ظاهر ، ليس الغرض هنا بسطه " مجموع الفتاوى (2/382) .

وقال أيضاً : " والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو " الأصل " والأعمال الظاهرة هي " الفروع " وهي كمال الإيمان " مجموع الفتاوى (10/355) .

4- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (1/171-174):

" ومنها ( أي الأمثال ) قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) فشبه سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة ؛ لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح ,والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع ,وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين الذين يقولون: الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنية ؛فكل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة ,وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: (كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله (كشجرة طيبة) وهو المؤمن (أصلها ثابت) قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن (وفرعها في السماء) يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .

وقال الربيع بن أنس: ( كلمة طيبة) هذا مثل الإيمان ؛فالإيمان الشجرة الطيبة وأصلها الثابت الذي لا يزول الإخلاص فيه وفرعه في السماء خشية الله ,والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن ؛فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علوا التي لا تزال تؤتي ثمرتها كل حين ,وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقا لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب التي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السماء ,ولا تزال هذه الشجرة تثمر الأعمال الصالحة كل وقت بحسب ثباتها في القلب ومحبة القلب لها وإخلاصه فيها ومعرفته بحقيقتها وقيامه بحقوقها ومراعاتها حق رعايتها .

فمن رسخت هذه الكلمة في قلبه بحقيقتها التي هي حقيقتها واتصف قلبه بها وانصبغ بها بصبغة الله التي لا أحسن صبغة منها فعرف حقيقة الإلهية التي يثبتها قلبه لله ويشهد بها لسانه وتصدقها جوارحه ونفى تلك الحقيقة ولوازمها عن كل ما سوى الله وواطأ قلبه لسانه في هذا النفي والإثبات وانقادت جوارحه لمن شهد له بالوحدانية طائعة سالكة سبل ربه ذللا غير ناكبة عنها ولا باغية سواها بدلا كما لا يبتغي القلب سوى معبوده الحق بدلا فلا ريب أن هذه الكلمة من هذا القلب على هذا اللسان لا تزال تؤتي ثمرتها من العمل الصالح الصاعد إلى الله كل وقت ,فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل الصالح إلى الرب تعالى وهذه الكلمة الطيبة تثمر كلماً كثيراً طيباً يقارنه عمل صالح فيرفع العمل الصالح الكلم الطيب كما قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .

فأخبر سبحانه أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب ,وأخبر أن الكلمة الطيبة تثمر لقائلها عملا صالحا كل وقت .

والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد بها المؤمن عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا متصفا بموجبها قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته ,فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل من هذا الشاهد أصلها ثابت راسخ في قلبه وفروعها متصلة بالسماء وهي مخرجة لثمرتها كل وقت .

ومن السلف من قال : إن الشجرة الطيبة هي النخلة ويدل عليه حديث ابن عمر الصحيح ,ومنهم من قال : هي المؤمن نفسه كما قال محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) يعني بالشجرة الطيبة المؤمن ويعني بالأصل الثابت في الأرض والفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض ويتكلم فيبلغ عمله وقوله السماء وهو في الأرض . وقال عطية العوفي في قوله: ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) قال: ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إلى الله . وقال الربيع بن أنس : ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) قال ذلك المؤمن ضرب مثله في الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له ( أصلها ثابت ) قال أصل عمله ثابت في الأرض ( وفرعها في السماء ) قال ذكره في السماء ,ولا اختلاف بين القولين ,والمقصود بالمثل المؤمن والنخلة مشبهة به وهو مشبه بها وإذا كانت النخلة شجرة طيبة فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك ومن قال من السلف إنها شجرة في الجنة فالنخلة من أشرف أشجار الجنة .



حكمة تشبيه المؤمن بالشجرة

وفي هذا المثل من الأسرار والعلوم والمعارف ما يليق به ويقتضيه علم الذي تكلم به وحكمته .

فمن ذلك أن الشجرة لا بد لها من عروق وساق وفروع وورق وثمر فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ليطابق المشبه المشبه به ,فعروقها العلم والمعرفة واليقين ,وساقها الإخلاص وفروعها الأعمال وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسمت الصالح والهدى والدل المرضي فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور " .

- أقول :

1- انظر إلى قوله : لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح والكلمة الطيبة عند الجمهور هي شهادة أن لا إله إلا الله تثمر الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة ، كل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة .

2- وانظر إلى قوله : والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علواً .... إلى قوله : وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقاً لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب التي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السماء ولا تزال هذه الشجرة تثمر الأعمال الصالحة .... الخ .

3- وإلى قوله : " وفي هذا المثل من الأسرار والعلوم والمعارف ما يليق به ويقتضيه علم الذي تكلم به وحكمته فمن ذلك أن الشجرة لا بد لها من عروق وساقٍ وفروع ووَرق وثمر ,فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ؛ليطابق المشبه به فعروقها العلم والمعرفة واليقين ,وساقهاَ الإخلاص ,وفروعُها الأعمال وثمرتهُاَ ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسَّمتِ الصالح والهدي والدل المرضي ,فيستدل على غَرْسِ هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور ".

فتراه هنا اعتبر الإخلاص والتوحيد شجرة في قلب المؤمن وفروعها الإعمال الخ .

والشرك والكذب والرياء شجرة في قلب الكافر وذكر أن ثمارها في الدنيا الخوف وثمارها في الآخرة الزقوم و العذاب الأليم وأحال بالمثليين إلى القرآن سورة إبراهيم .

فهل هذا الإمام مرجئ عند أجهل الفرق ؟!

بل أهل السنة كلهم مرجئة على أصلهم ومذهبهم ,ومنهم جمهور المفسرين ،لكن القرآن والسنة يبرآن أهل السنة وأئمتهم مما يقذفهم به الحدادية : خوارج ومرجئة العصر تبعاً للخوارج الأولين .

وقال -رحمه الله- في كتابه الفوائد (ص179-180) طـ دار مكتبة الصفا ) :

" والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب ؛ فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ,وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك .

والشرك والكذب والرياء ؛ شجرة في القلب ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب ,وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم ,وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم " .

5- وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم (1/151) .

" وقد ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل شجرة لها أصل وفروع وشعب فاسم الشجرة يشمل ذلك كله ,ولو زال شيء من شعبها وفروعها لم يزل عنها اسم الشجرة ,وإنما يقال: هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها.

وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك في قوله تعالى ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أُكلها كل حين بإذن ربها ) (إبراهيم :24 ).

والمراد بالكلمة كلمة التوحيد ,وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب ,وأكلها : هو الأعمال الصالحة الناشئة منه.

وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن والمسلم بالنخلة ولو زال شيء من فروع النخلة أومن ثمرها لم يزل بذلك عنها اسم النخلة بالكلية ,وإن كانت ناقصة الفروع أو الثمر.



-وقال أيضاً في فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/27-28 ) :

وقد ضرب الله ورسولُه مثل الإيمان والإسلام بالنخلة ,قال الله تعالى : ( ضرب الله مثلا كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعُهَا في السماء تؤتي أُكُلَهَا كل حيٍن بإذنِ ربها ) ( إبراهيم 23-24 ) .

فالكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد وهي أساس الإسلامِ ,وهي جاريةُ على لسانِ المؤمنِ وثبوتُ أصلها هو ثبوتُ التصديق بها في قلب المؤمن ,وارتفاعُ فرعها في السماء هو علو هذه الكلمةِ وبُسُوقها وأنها تخرق الحجب ولا تتناهى دونَ العرش ِ ,وإتيانُها أكلها كل حينٍ :

هو ما يرفع بسببها للمؤمن في كل حينٍ من القولِ الطيبِ والعملِ الصالح ِ ؛ فهو ثمرتها .

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنِ أو المسلمِ كمثلِ النخلةِ .

وقال طاوس : مثل ( الإسلام ) كشجرة أصلها الشهادةُ ,وساقُهَا كذا وكذا ,وورقُهَا كذا وكذا ,وثمرُهَا :الورعُ ,ولا خيَر في شجرةٍ لا ثمرَ لها ,ولا خير في إنسانٍ لا ورَعَ فيه .

ومعلوم أن ما دخل في مسمَّى الشجرةِ والنخلةِ من فروعها وأغصانها وورقِهاَ وثمرها إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرةِ اسمُهَا ؛ولكن يقال : هي شجرةُ ناقصةُ ,وغيرها أكمل منها ,فإن قطع أصلُها وسقطت لم تبق شجرةً ؛وإنما تصير حَطباً ,فكذلك الإيمان والإسلام إذا زالَ منه بعض ما يدخل في مسماه مع بقاء أركان بنيانه لا يزولُ به اسمُ الإسلامِ والإيمانِ بالكليةِ ,وإن كان قد سُلِبَ الاسم عنه لنقصه بخلافِ ما انهدمت أركانُهُ وبنيانُهُ فإنه يزول مسماه بالكليةِ ,واللهُ أعلمُ .

أقول : وهذا المثل القرآني من أقوى وأوضح الأمثلة والأدلة على أن للإيمان أصلاً وفروعاً وهذا المثل وتفسيره من أقوى ما يرد به على الخوارج الذين يكفرون المؤمن بارتكاب الكبيرة ويخرجونه من الإسلام ,لأن عقيدتهم الفاسدة تقول : إن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله .

وهو أيضاً رد على المرجئة الذين يعتقدون أن العمل ليس من الإيمان ,ويعتقدون أيضاً أنه إذا ذهب بعضه ذهب كله ,وينكرون أن يكون العمل من الإيمان .



6- قال الإمام عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في فتح المجيد (ص8-9) :

" وأما كتابه ([12]) المذكور فموضوعه في بيان ما بعث به الله رسله من توحيد العبادة وبيانه بالأدلة من الكتاب والسنة ، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب ، من الشرك الأصغر ونحوه ، وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه " .

أقول : إن توحيد العبادة هو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله أصل الإيمان وأن الشرك الأكبر ينافي هذا التوحيد والشرك الأصغر ينافي كماله وإذن فللإيمان أصل وكمال عند هذا الإمام وهذا سير منه على طريق السلف .

ونقل عن الإمام ابن القيم -رحمه الله- قوله : " فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله ،فهو التوحيد العلمي الخبري ،وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه ،فهو التوحيد الإرادي الطلبي ،وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه ،فهو حقوق التوحيد ومكملاته ،وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة ،فهو جزاء توحيده ،وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب ،فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد ،فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ،وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم " انتهى .([13])

انظر كيف جعل للتوحيد بأنواعه حقوقاً ومكملات وهي الأوامر والنواهي والطاعات فما حكم ابن القيم والشيخ عبد الرحمن هل قالوا هنا بقول المرجئة .

فما أكثر سعي الحدادية لهدم أهل السنة وأصولهم العظيمة بجهالاتهم ووساوسهم .

قال الإمام محمد -رحمه الله- في كتاب التوحيد في باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ... الخ ،ساق في الباب بعض الأدلة ,ثم قال : ولابن أبي حاتم عن حذيفة

أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد (ص104-105) : " قوله ( وتلا قوله " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " ) استدل حذيفة -رضي الله عنه- بالآية على أن هذا شرك ، ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله في الشرك الأكبر لشمول الآية ودخوله في مسمى الشرك ، وتقدم معنى هذه الآية عن ابن عباس وغيره في كلام شيخ الإسلام وغيره ، والله أعلم ، وفي هذه الآثار عن الصحابة ما يبين كمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه أو ينافي كماله " .

فهنا يثني الإمام عبد الرحمن على الصحابة بكمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه وينافي كماله وهذا حق فمن أعلم بالله وبدينه من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .

7- وقال الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص 114) :

" فإن كمال الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ,ومن نشأ في المعروف ,فلم يعرف غيره ,فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه ,ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم " .

وهنا يثبت الشيخ سليمان بن عبد الله أن للإسلام كمالاً هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله .

8- وقال الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله – في رده على افتراءات عثمان بن منصور على الإمام محمد بن عبد الوهاب : " فمحا الله بدعوته (أي الإمام محمداً) شعار الشرك ومشاهده ، وهدم بيوت الكفر والشرك ومعابده ، وكبت الطواغيت والملحدين ، وألزم من ظهر عليه من البوادي وسكان القرى بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والهدى ، وكفَّر من أنكر البعث واستراب فيه من أهل الجهالة والجفاء ، وأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وترك المنكرات والمسكرات ، ونهى عن الابتداع في الدين ، وأمر بمتابعة سيد المرسلين والسلف الماضين ، في الأصول والفروع من مسائل الدين ، حتى ظهر دين الله واستعلن . واستبان بدعوته منهاج الشريعة والسنن وقام قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحُدّت الحدود الشرعية ، وعزرت التعازير الدينية ، وانتصب علم الجهاد ، وقاتل لإعلاء كلمة الله أهل الشرك والعناد ، حتى سارت دعوته وثبت نصحه لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وجمع الله به القلوب بعد شتاتها ، وتألفت بعد عداوتها ، وصاروا بنعمة الله إخوانا " مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام (ص17) .

وقال الإمام عبد اللطيف أيضاً خلال مناقشته لعثمان بن منصور وبيان جهله وضلاله : " ولذلك رد على أهل التوحيد والإيمان بما رد به على المتكلمين من أهل منطق اليونان فظن أن البحث في التوحيد وتحقيقه . والنهي عن الشرك وسد ذرائعه ، وقطع وسائله وتبين حقيقته . والفرق بين أصغره وأكبره هو من جنس أبحاث المتكلمين المخالفين للسلف في خوضهم في مسألة الجوهر والعرض ، وبقية المقولات العشر . ولذلك رد على المسلمين بما رد به ابن عقيل على المتكلمين . وذكر أن تحقيق التوحيد وذكر أصوله وفروعه وثمراته وبيان الشرك وذكر أصوله وفروعه ووسائله وذرائعه من جنس بدعة المتكلمين وانفتح بها البثق .

فقف هنا واعتبر واعرف بعد هذا الضرب من الناس عن طريق العلم والهدى واعرف ما تضمنه قوله تعالى : ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) " مصباح الظلام (ص378).

وعندهم الآن وأمام أعينهم تشاد في الجامعات كليات باسم كليات أصول الدين , وكليات الشريعة أي الفروع .

فعلى أي أساس قامت هذه التسميات على أيدي علماء السنة والتوحيد ؟ على مذهب الإرجاء عند الحدادية وعلى مذهب أهل السنة عند أهل السنة .

وأقولها صريحة لو قال عالم أن في الأعمال أصولاً مثل الأركان الأربعة الصلاة والزكاة والصوم والحج لقلت وغيري نعم ولا حرج في ذلك .

ومع ذلك فهي مرتبطة بأعمال القلوب وقائمة على أساسها كما قرر ذلك علماء السنة وقد ذكرنا أقوالهم وأدلتهم في هذا المقال , فلا تخالف ولا تصادم بين هذا القول وذاك .

9- قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ص 425 ) :

يقول تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ) وهي شهادة أن لا إله إلا الله وفروعها ( كشجرة طيبة ) وهي النخلة ( أصلها ثابت ) في الأرض ( وفرعها ) منتشر (في السماء) وهي كثيرة النفع دائماً ,( تؤتي أكلها ) أي : ثمرتها ( كل حين بإذن ربها ) فكذلك شجرة الإيمان ,أصلها ثابت في قلب المؤمن ,علماً واعتقاداً .وفرعها من الكلم الطيب ,والعمل الصالح ,والأخلاق المرضية ,والآداب الحسنة ,في السماء دائماً ,يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ,ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره ( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ما أمرهم به ونهاهم عنه ,فإن في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة ,ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان ويتضح غاية الوضوح ,وهذا من رحمته وحسن تعليمه . فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه ,فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها في قلب المؤمن .

- وقال رحمه الله في القول السديد ( المجموعة الكاملة 3/13-14) في شرح باب : من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب :

" وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له ,فإن تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ,ومن البدع القولية الاعتقادية ,والبدع الفعلية العملية ,ومن المعاصي وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات ,وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد ,ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله ,وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله ,وتعوقه عن حصول آثاره " .

فهنا صرح الشيخ السعدي بأن للتوحيد أصلاً ينافيه الشرك الأكبر وله كمال ينافيه الشرك الأصغر وأن البدع والمعاصي تمنع من كمال الإيمان .

فماذا يريد من ينكر أن للإيمان أصلاً وكمالاً (فرعاً) وبأي حق يضلل من يثبت ما أثبته الله ورسوله وقال به علماء السنة وأئمتها .

- وقال رحمه الله في كتاب التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (87/88 ) :

" أما بعد : فهذا كتاب يحتوي على مباحث الإيمان التي هي أهم مباحث الدين ,وأعظم أصول الحق واليقين ؛مستمداً ذلك من كتاب الله الكريم - الكفيل بتحقيق هذه الأصول تحقيقاً لا مزيد عليه - ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :التي توافق الكتاب وتفسره وتعبر عن كثير من مجملاته ,وتفصل كثيراً من مطلقاته . مُبتدِئاً بتفسيره ,مُثْنِياً بذكر أصوله ومقوماته ,ومن أي شيء يستمد ؟ مُثلِّثاً بفوائده وثمراته ,وما يتبع هذه الأصول .

قال الله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ( 14/ 24-25 ) .

فمثل الله كلمة الإيمان - التي هي أطيب الكلمات- بشجرة هي أطيب الأشجار ,موصوفة بهذه الأوصاف الحميدة : أصولها ثابتة مستقرة ,ونماؤها مستمر ,وثمراتها لا تزال ,كل وقت وكل حين ,تغل على أهلها وعلى غيرهم المنافع المتنوعة ,والثمرات النافعة .

وهذه الشجرة متفاوتة في قلوب المؤمنين تفاوتاً عظيماً ,بحسب تفاوت هذه الأوصاف التي وصفها الله بها .

فعلى العبد الموفق أن يسعى لمعرفتها ,ومعرفة أوصافها وأسبابها ,وأصولها وفروعها ؛ويجتهد في التحقق بها : علماً وعملاً . فإن نصيبه من الخير والفلاح ,والسعادة العاجلة والآجلة بحسب نصيبه من هذه الشجرة " .

انظر قوله عن شجرة الإيمان وتفاوتها : " فعلى العبد أن يسعى لمعرفتها ومعرفة أوصافها وأسبابها وأصولها وفروعها ... الخ " .

وحاصل ما دل عليه الكتاب والسنة وكلام الأئمة أن للإيمان أصولاً وفروعاً وكمالاً وأن الإيمان كالشجرة الطيبة لها أصل وفروع وثمار وتلك الفروع والثمار من تلك الشجرة .

فأين هذا المذهب الأصيل القائم على الكتاب والسنة وآمن به أساطين الأمة من مذهب الإرجاء الذي لا يعتبر العمل من الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص ,أي أنه ليس من شجرة الإيمان ،وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان وفرع وكمال للإيمان ومن شجرة الإيمان .

وهذا ما تيسر نقله من كلام الأئمة العلماء والتعليقات الموجزة عليه وأسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

وكـتـبه ربيع بن هادي بن عمير المدخلي

10 /شوال/ 1427هـ







--------------------------------------------------------------------------------
الحواشي:

([1]) الجواب : لا . لماذا ؟ لأنه يقتضي تضليل أئمة الإسلام .

[2]) الطائفة الأولى هي من أهل السنة والحديث الذين يقولون القول المشهور في مرتكب الكبيرة إنه مؤمن فاسق أو مؤمن ناقص الإيمان.

[3] - في الأصل فيزيل والتصحيح من كتاب الإيمان لابن تيمية (307) .

[4] - والظاهر أنه حصل هنا سقط ولعل أصل الكلام إلا من قلة خوفه والسياق يرشد إلى هذا .

( [5] ) يعني الإيمان .

([6] ) مجموع الفتاوى (7/637).

([7]) مجموع الفتاوى (10/355-356) .

(8) مجموع الفتاوى (7/198) .

(9) مجموع الفتاوى (7/199) .

([10] ) مجموع الفتاوى (7/143) .

( [11] ) مجموع الفتاوى (7/14-15) .

([12]) يعني كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدا لوهاب -رحمه الله - .

([13]) فتح المجيد (ص15-16) وانظر مدارج السالكين ( 3/449 ).
أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس


طه صدّيق 21 Mar 2014 07:59 PM



تحذير للشيخ أسامة العتيبي من أبو عبد العزيز الأعميري و أبو محمد المقدسي و محمد السلياني و غيرهم

للتحميل من هنا
https://archive.org/download/MyMovie...My%20Movie.mp3


طه صدّيق 21 Mar 2014 07:59 PM

التعامل مع شبهات الحدادّية :: الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا::

https://archive.org/download/Enreg011/Enreg011.mp3

طه صدّيق 21 Mar 2014 08:00 PM

السؤال : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته شيخنا الله يبارك فيك سؤال ؟ يا شيخ أعيش بمنطقة يكثر بها الحدادية أنا لا أخالطهم و لا أجالسهم لكنهم أرسلوا لي رجل كبير لبَّس عليَّ في العذر بالجهل و أخذ يتكلم في الشيخ ربيع و أنه لا خلاف في العذر بالجهل و قال لي أني وقعت في الإرجاء و قال لي الشيخ الفوزان قال من عذر بالجهل في الشرك الأكبر فقد وقع في الإرجاء فما الجواب يا شيخ و جزاك الله خير ؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قل له: الفوزان يعلم كلام الشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع وغيرهم من العلماء، ولم يتهمهم بالإرجاء. بل يثني عليهم، وعلى عقيدتهم
وأيضاً: قل له: صرَّح شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستغاثة بالعذر بالجهل، فهل سيقول عنه أنه مرجئ؟
وعلى كل حال؛ فلا يجوز له رميك بالإرجاء، وهذا قول أئمة الإسلام

(نقلته حرفيا من الفيس بوك أرسلت السؤال للشيخ و هو أجابني)

ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 08:52 PM

جزاك الله خيرا اخ طه صديق

طه صدّيق 21 Mar 2014 08:57 PM

آمين و إيّاك فلقد كدت أهلك بسبب كذبهم و تلوّنهم و لقد رأيت تلك المراحل التي قال عنها الشيخ أسامة العتيبي أمامي جزاه الله خيرًا و إنتهى الأمر مع الحدادية أن كفّروني قالوا لأحد من أعرفه أنّي مشكوك في إسلامي

طه صدّيق 21 Mar 2014 08:59 PM




أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل:
هل من يقول بأن الإيمان يزيد وينقص، ويرى الاستثناء في الإيمان، ويرى أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، لكنه لا يرى تكفير تارك الصلاة ؛ فهل يقال أنه مرجئ؟
[الجواب]
لا ما يقال أنه مرجئ، لأن تارك الصلاة إن كان جاحداً لوجوبها فهو كافر بالإجماع، أما إن كان متكاسلاً وهو يعترف بوجوبها قد اختلف العلماء في تكفيره.
الجمهور على أنه لا يكفر الكفر الأكبر، وإنما يكفر الكفر الأصغر.
والقول الصحيح الذي عليه المحققون أنه يكفر الكفر الأكبر، ولا صارف إلى الكفر الأصغر، لا دليل على صرفه، فيكفر الكفر الأكبر.
لكن لا يُعد هذا من المرجئ، لا يُعد من المرجئ، لأن هذه المسألة خلافية.
نعم.

(الشيخ صالح بن فوزان الفوازان)




طه صدّيق 21 Mar 2014 09:02 PM



ردود العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري
على ’’ الحدادية الأولـى ‘‘

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و صلى الله على عبده و نبيه محمد و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الفرق المنحرفة، تبدأ أول ما تظهر ساذجةً مندفعة متهورة، ثم ينكسر اندفاعها و تهورها بتصدي عُلَماء السنة لها ببيان عوارها و ضلالها، و نقض أصولها و قواعدها، فيرجع بعضهم إلى الحق، و يعاند فريق آخر و يصر على منهجه المنحرف، و في تفاعل داخلي فيما بينهم، و في أثناء تلقيهم للانتقادات من خارج صفوفهم يباشرون في عملية تطوير داخلية لأفكارهم و تهذيبها ، بما يُبعد عنهم الشبهة و الريب، و ليس للتبرأ من ضلالهم كليةً ، و هو ما يسمى عندهم بـ ’’ المراجعات ‘‘، مراجعات سياسية تجميلية ليس إلا؛ فيتخلصون من اندفاعهم قليلاً، ويتركون بعض ما انتقد عليهم، و يتلبسون بالحق الذي مع أهل السنة تعميةً على مَن يجهلُ حقيقة منهجهم، و هذا ما نُلاحظه في أطوار الفرقة الضالة التي نعيش فتنتها هذه الأيام، أعني ’’ الحدادية الجديدة ‘‘، فقد تركوا إظهار تبديع الحافظ ابن حجر، و النووي، و غيرهم، لأن كبار علماء السنة شنعوا عليهم، و حذروا منهم، لكنهم تفطنوا لهذا فأقلعوا ظاهرياً عنه، و نفخو كلمة ’’ التـمييع ‘‘، و حشوها بمفهوم خطير حتى صارت أشد من التبديع، و رموا علماء السنة بالتمييع، و سعوا في إسقاطهم .
وقد عُرف عن أتباع الحدادية طعنهم في العلماء الذين زلت بهم القدم في بعض المواضع ـ اجتهاداً ـ، ’’ و بدأت هذه الفرقة أول ما بدأت بالطعن و التشهير بــ ’’ الحافظ بن حجر العسقلاني ‘‘، و كذا ’’ النووي ‘‘ في مجالسهم ابتداءً، و دعوة الناس لتبديعهم علانية، و امتحانهم غلى ذلك، و المخالف يلحقوه بأهل البدع .... إن من تناقضات ’’ محمود الحداد ‘‘ : أنه لا يرى و لا يجيز قراءة كتب المبتدعة و أهل البدع، بل و لا النظر فيها ـ و هذا صواب ـ، إلا أن هناك فرقا بين من هو داعية إلى البدع و مكابر في الحق، و بين من وقع عن اجتهاد و تأويل، و هو ناصرٌ للسنة، و ديدنه السنة، و خادمٌ لكتب السنة بصدق ..

‘‘ نقلا عن كتاب ’’ الإحوبة المفيدة ‘‘ هامش صفحة 184-185

و ممن تصدى لأراجيف الحدادية الأولـى،العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ ، و رد عليهم بردود قوية، خاصة دفاعه عن ابن حجر ، و النووي، و في الكتاب الذي ألفه و جمع نصوصه ابنه البار الشيخ عبد الأول ، الموسوم بــ ’’ المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله و سيرته و أقواله ‘‘، بعض من تلك الردود، قال رحمه الله : ’’ سألني بعض الشباب ما تقول في قراءة كتب المبتدعة مثل ابن حجر و النووي و غيرهما ؟ فقلت لهم : ’’ لو كنتُ مسئوولاً لكبلتكم و رميتكم في السجن. و سؤالهم هذا سؤال إضلال و ضلال ‘‘ ص 584.
و قال في موضع آخر : ’’ لو كان لي سلطان على الذي يقول بعدم القراءة في فتح الباري و شرح النووي على صحيح مسلم لأخذته و سجنته حتى يتوب و هذا القول لا يقوله إلا سفيه يعني عدم قراءة الفتح و شرح مسلم ‘‘ انتهى.
فرحم الله الشيخ، و جزاه خير الجزاء.


نقلا من شبكة سحاب السلفيّة

طه صدّيق 21 Mar 2014 09:11 PM



الشيخ الفوزان : إجابتي على سؤال من يقول إنه "مسلم ليبرالي" نُزلت على أناس لم أقصدهم.. وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء

-------------------------------
بيان وتوضيح
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فقد وردني سؤال هذا نصه مع جوابه:
السؤال عن الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية وكونه يدعو إلى حرية لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ويساوي بين المسلم وغيره بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه كالأحكام المتعلقة بالمرأة أو بالعلاقة مع غير المسلمين أو بإنكار المنكر أو أحكام الجهاد - إلى آخر الأحكام التي فيها مناقضة هذه لليبرالية للإسلام وهل يجوز للمسلم أن يقول: أنا مسلم ليبرالي؟
والجواب: إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد، المنقاد له بالطاعة البريء من الشرك وأهله، فالذي يريد الحرية التي لا ضابط بها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلما، والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية ومنها الأحكام الخاصة بالمرأة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام التي ذكرها أهل العلم والذي يقول: (إنه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر، فعليه أن يتوب إلى الله ليكون مسلماً حقاً.
هكذا كان الجواب وهو على سؤال محدد لم يتجاوزه ولما نشر السائل هذا الجواب ثارت ضجة من بعض الناس وصنفوا هذا الجواب على منهج من يسمونهم بالتكفيريين الذين يكفرون الناس بغير حق على طريقة الخوارج الضلال، ونزلوه على أناس لم أقصدهم وإنما قصدت الإجابة على السؤال فقط لأن ما ذكر فيه هو من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم فأنا - والحمد لله - لم ابتدع قولا من عندي وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء أو التكفير على غير الضوابط الشرعية ومعلوم أن الله سبحانه علق الأحكام على هذه الأسماء: مؤمن وكافر ومنافق وفاسق وموحد ومشرك.
وأما العلماني والليبرالي وما أشبههما فهي أسماء جديدة ولكن ليست العبرة بألفاظها وإنما العبرة بمعانيها وما تعبر عنه، فما كان منها يتضمن ما تضمنته الأسماء الشرعية المذكورة فإنه يعطي حكمه الشرعي ومنه الكفر والكفر قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الشك، كما ذكر ذلك أهل العلم في نواقض الإسلام وفي باب حكم المرتد من كتب الفقه، وهناك فرق بين الحكم على الأقوال والأفعال والاعتقادات بصفة عامة، فيقال: من اعتقد أو قال أو فعل كذا وكذا فهو كافر.
وبين الحكم على الأشخاص فما كل من قال أو فعل الكفر فهو كافر حتى تتحقق في حقه شروط وتنتفي موانع، فإذا كان من صدرت منه هذه المكفرات مكرهاً أو جاهلاً أو متأولاً أو مقلداً لمن ظن أنه على حق فإن هؤلاء لا يبادر بإطلاق الكفر عليهم حتى ننظر في أمرهم، فالمكره قد عذره الله سبحانه وتعالى حيث قال سبحانه وتعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) والجاهل والمتأول والمقلد يبين لهم فإن أصروا على ما هم عليه حكم بكفرهم لزوال عذرهم، والله تعالى قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) فمن أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين وجب الكف عنه لأنه صار مسلما حتى يتبين منه ما يناقض الإسلام فحينئذ يحكم عليه بالردة كما لم يكن له عذر من الأعذار السابق بيانها - ثم انه لا يجوز أن يحكم على الشخص بالكفر بمجرد الشائعات.. وإنما يحكم عليه بإقراره هو نفسه أو بشهادة العدول عليه بما صدر منه بعد التأكد التام من كونه غير معذور بشيء من الأعذار السابق ذكرها، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) والذين يتولون إصدار الأحكام على من حصل منهم ما يخل بالعقيدة من نواقض الإسلام هم العلماء الراسخون.
وليس من حق كل متعلم أو جاهل أن يتولى ذلك لأن هناك فرقاً بين الحكم العام والحكم الخاص، كما سبق ومن حكم في هذه الأمور بغير علم فهو على طريقة الخوارج الضلال الذين يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم وأموالهم كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم - نعوذ بالله من طريقتهم ونسأله أن يكف شرهم عن المسلمين، فمسألة التكفير مسألة صعبة وخطيرة ولذا ذكرها العلماء في كتب العقائد وكتب الفقه من أجل أن تدرس وتبين للناس، وهذا موجود ولله الحمد في المقررات الدراسية من أجل أن تشرح وتبين للطلاب حتى لا ينزلقوا مع أهل الضلال نتيجة لسوء الفهم كما حصل للخوارج - إنه لا يقي من هذا الخطر وهو التكفير بغير علم إلا دراسة العقيدة الصحيحة على أهل العلم المتخصصين بها، وكما أن هناك من يكفر الناس عن جهل فهناك طرف مقابل يرى أنه لا يكفر أحد مهما قال أو فعل أو اعتقد مخالفين بذلك نصوص الكتاب والسنة التي جاءت ببيان ما يكون به الإنسان مرتدا من الأقوال والأفعال والاعتقادات وكلا الفريقين : الغلاة والجفاة يحتاجون إلى أن يدرسوا العقيدة الصحيحة على أهل العلم المختصين إما في الدراسات النظامية في المدارس والمعاهد والكليات أو في حلق الذكر التي تعقد في المساجد، والحذر كل الحذر من التعلم على الكتب أو على المتعالمين أو المجاهيل أو في الأمكنة الخفية، وقد حذر الله سبحانه من الردة عن الإسلام وبين خطرها في كتابه الكريم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ولا أحد يأمن على نفسه من الردة لا سيما مع كثرة الفتن في زماننا هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا"، ولخطورة الفتن والردة عن الإسلام لم يأمن إبراهيم الخليل عليه السلام الردة على نفسه وقال: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" قالت له عائشة رضي الله عنها: أتخاف يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان"، ولذا قال الراسخون في العلم: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) اللهم ثبت قلوبنا على دينك وقنا شر الفتن، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء


منقول من موقع الشيخ حفظه الله


طه صدّيق 21 Mar 2014 09:25 PM




أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها

كتبه
الشيخ العلامة
ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ لفالح الحربي أصولاً أضرت بالمنهج السلفي وأهله وأحدثت فتناً بين الشباب وقد نصحته وغيري بالتراجع عنها فلم يرجع عنها، بل تمادى فيها وأضاف إليها أصولاً أخرى سأذكر أهمها هنا نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وأبين ما تؤول إليه هذه الأصول من أضرار ومخاطر.
الأصل الأول : أدخل ما يسمى بجنس العمل في قضايا الإيمان ( ) وادعى أنه ركن في تعريف الإيمان وقد نصحته عن التعلق بالألفاظ المتشابهة ومنها جنس العمل فإنه لفظ مجمل، ومع ذلك فلا ذكر له في الكتاب والسنة ولا أدخله أحد من السلف في تعريف الإيمان.
وطالبته وفئته أن يأتوا حتى بمجرد ذكره في القرآن والسنة وببيان من أدخله من السلف في قضايا الإيمان أو تعريف الإيمان فعجزوا عن ذلك، ولجأوا إلى عبارات لمتأخري أهل السنَّة لا حجة لهم فيها لأنَّها تأتي على غير مراد الحدادية.
وطالبته وفئته أن يقتصروا على تعريف السلف للإيمان بأنه قول وعمل أو قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وفي ذلك كفاية، فإنه جامع مانع، وفيه رد على المعتزلة والخوارج والمرجئة، فأبوا إلا الشغب المستمر ليتوصّلُوا به إلى تبديع أهل السنة وحربهم ومشاغلتهم عن القيام بواجبات الدعوة إلى الله.
ولهذا لم يكفهم التعريف الذي أجمع عليه السلف وأئمتهم من صحابة وتابعين ومن بعدهم، بل زادوا أن من لا يبدع الذين لا يكفرون تارك جنس العمل فهو مرجىء، بل مرجىء غال، فأدى قوله هذا إلى الحكم على السلف بأنهم من غلاة المرجئة، مع أنهم يحاربون الإرجاء الغالي وغيره، وهذا الإمام ابن باز -رحمه الله- يسأل عمن لا يكفر تارك العمل هل هو مرجىء ؟ فأجاب: لا، هذا من أهل السنة ( ).
لكن فالحاً وزمرته لا يرفعون رأساً بأقوال أهل العلم إذا خالفت أهواءهم، ويصرون على باطلهم المؤدي إلى تبديع أهل السنة . ومنهم العلامة ابن باز كما ترى في جوابه -رحمه الله-.
ولقد أعلنت عدة مرات أني أُكفر تارك العمل، وأحذر فقط من استعمال الألفاظ المجملة، مثل جنس العمل، فلم يكفوا عن رميي بالإرجاء.
الثاني : العمل عنده شرط صحة وهذا من مذاهب الخوارج التي يكفرون بها الأمة، فإن قال: لا، فأقول له: إنك قد صححت هذا المذهب، وادعيت أنه يقوله بعض العلماء(1).
الثالث : إلصاقه بربيع وإخوانه بأنهم يقولون: إن العمل شرط كمال(2)، وهذا يعضد تعلقهم بجنس العمل للتوصل إلى تبديع أهل السنة ورميهم بالإرجاء، مع العلم بأن ربيعاً أول من زجر عن القول بأن العمل شرط كمال ومن آخر من يزجر عنه، اللهم إلا أن العلامة ابن عثيمين-رحمه الله- قد حذر من القول به ومن القول بجنس العمل وشدد في ذلك، وقال فيمن يتعلقون بهما : إنهم يريدون بذلك التكفير واستحلال الحرام .
فأبوا إلا التعلق بهما لأنهما يحققان ما يريدون من الاستمرار في حرب أهل السنة وتبديعهم، وخلال حربهم يفترون على أهل السنة ما يكفرونهم به وما ينـزلون بهم من البوائق، ولا يرفعون بأقوال العلماء رأساً إذا خالفت هواهم، وهذا يكثر منهم.
الرابع : قال السلف: الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فزاد فالح وأنصاره شرطاً وهو أنه لا بد من القول بأنه ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء وأوجبوه على النَّاس, ورموا من لا يقول بهذه الزيادة بأنه مرجئ(3) وأرجفوا به على أهل السنة إرجافاً شديداً.
ومن ثمار هذا الغلو: تبديع من لا يقول بقولهم من السلف وهم السواد الأعظم، ومنهم الإمام أحمد والشافعي والبخاري، بل وعلماء الأمة الذين حكى عنهم أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري وغيرهم أنهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص ولم يزيدوا على ذلك ولم يشترطوا هذه الزيادة.
بل حكى الشافعي إجماع الصحابة ومن بعدهم على القول بأن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، ولم يحكِ هذه الزيادة التي قد يقولها بعض أهل العلم لكنهم لم يشترطوها ولم يلزموا بها الناس كما فعل فالح وأنصاره.
فأدى غلوهم إلى ما ذكرته من تبديع أهل السنة والسلف، بل والصحابة الكرام، ثم نسألهم عن حكمهم على من يقول من السلف: " إن الإيمان قول وعمل ويزيد" ويتورع عن ذكر النقصان.
أو من يعدل منهم عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل في الإيمان ومقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع، وللقارىء الكريم ننقل كلام الإمام ابن أبي زيد ثم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الصدد.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة (386) في كتابه الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص121- 122) : " قال مالك : والإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وفي بعض الروايات عنه: دع الكلام في نقصانه، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .
قيل : فبعضه أفضل من بعض؟ قال: نعم.
قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفاً من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله(1) فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة".
أقول: مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة.
وقال الإمام أحمد والإمام البربهاري: من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره.
وقال سفيان بن عيينة في الإيمان: يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء، قالها في حالة غضب على من استنكر النقص، فقال: ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ولعلها المرة الوحيدة التي قالها، ولم يلزم هو ولا غيره من أئمة السنة أحداً بهذه الزيادة ولا التزمها، بل تجد كثيراً من السلف بل الألوف منهم لا يذكر هذه الزيادة، بل هناك من فقهاء أتباع التابعين من لم يوافقوا على إطلاق النقص، وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية، ولم يحاربه أحد من أهل السنة، بل لا يجد منهم إلا الإجلال والإكبار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 7/506):
" وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا في إطلاق النقصان عليه لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص، وهذا إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه؛ وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم: إنه يزيد وينقص؛ وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال أقول: الإيمان يتفاضل ويتفاوت، ويروى هذا عن ابن المبارك وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع إلى معنى لا ريب في ثبوته".
أقول : لكن جاءت فئة في هذا العصر تبدع من قال بقول معظم أهل السنة، واشترطوا على الناس أن يقول القائل منهم الإيمان ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء، فإن لم يقل ذلك فهو مرجئ عندهم، والذي عنده إدراك وعقل يدرك أن هذا المذهب الجديد يقتضي حتماً تبديع هؤلاء الفقهاء وتبديع ابن المبارك، بل وتبديع مالك، لأن مذهبهم أن من أخطأ مرة لا يعذر ولا يقبل منه رجوع، بل لو ألصقوا به ذنبا هو بريء منه، فلا بد أن يستمروا في إلصاق ذلك الذنب بذلك المظلوم البرىء مهما أعلن براءته منه وحاربه.
الخامس - قول فالح ومن معه بأن الجرح خاص بالرواة، وأن أهل البدع والأهواء لا يدخلون في جرح أئمة الجرح والتعديل، لأن التبديع والحكم به إنما هو خاص بالعلماء الذين عندهم إحاطة بالشريعة وقدرة على الاستنباط، وأئمة الجرح والتعديل ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع ولا يدخل أهل البدع في قواعدهم(1).
مع أن كتب أئمة الجرح والتعديل مشحونة بجرح أهل البدع، والكتب التي ألفها أئمة الحديث مليئة بجرح أهل البدع وبيان أحوالهم، ولا ترى الفقهاء إلا تبعاً لهم في قضايا الجرح والتعديل لأهل البدع وغيرهم، وعلى رأسهم الإمام الشافعي.
وفي مقابل هذا فقد أطلق فالح لنفسه وفئته العنان لتجريح العلماء وأهل السنة(2) بالباطل وإسقاطهم وإسقاط أقوالهم متسلحين بقواعدهم المهلكة التي أسلفنا ذكرها.
ومن عجائب فالح أنه يجيز للعوام أن يحكموا على أهل البدع بالتبديع، فقد وجه له سؤال نصه: " شيخ مسألة التحذير، هل التحذير جرح لشخص إخراج له من المنهج؟ هل كل من حذر منه...؟
الجواب: - الشيخ مقاطعاً-: " ما يكون إخراجاً له من المنهج وقد يكون إخراجاً له من المنهج، حسب ما وقع فيه هذا الشخص مما يُخرجه أو لا يُخرجه، والذي يَحكم بذلك هم أهل العلم في المسائل الدقيقة، المسائل الحادثة.
أما الناس الذين هم على مناهج أهل البدع قد يحكم عليهم العوام، عوام أهل السنة"، المصارعة(ص53).
السادس - ومن أصوله ومن معه أن من قال: إن الإيمان أصل والعمل فرع (كمال) فهو مرجئ ودندن أنصاره بهذا في شبكتهم مدة طويلة، وهذا قطعاً يعود على أئمة الإسلام بالتبديع لأنهم يقولون ويقررون الإيمان أصل والعمل فرع.
وقد كتبت في ذلك مقالاً بينت فيه أنه قول أئمة السنة، وسقت أدلتهم على ذلك فاستمروا على تشبثهم بهذا الأصل، واستمروا على الطعن والتبديع به بعد هذا البيان المقنع لمن يريد الحق ويحترمه.
السابع - الغلو في الدعوة إلى التقليد وبصورة غريبة تخالف دعوة الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- وما عليه أئمة الإسلام من الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما والاعتصام بهما واتباع نصوصهما، والعظ على ذلك بالنواجذ، وجعل فالح التقليد أصلاً لم يستثن منه إلا المجتهدين الاجتهاد المطلق مثل أحمد والشافعي ومالك، مع العلم أنه لا يوجد هذا الصنف من قرون( )، وهذا عكس ما دعا إليه الكتاب والسنة والأئمة المجتهدون الذين جعلوا اتباع الكتاب والسنة والتمسك بهما هو الأصل، وغالباً ما يطلقون الدعوة إلى ذلك ولا يفصلون، وبعضهم يصرح باستثناء العوام، والعاجزين عن فهم الكتاب والسنة، وبعد كل هذا فمن يتمسك بما دعا إليه الكتاب والسنة ولا يخضع لدعوة فالح إلى التقليد الباطل الذي ذمه الله ورسوله يصدر عليه أحكاماً غليظة لا يقولها الخوارج، مثل قوله: " هذا نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل جميعاً".
ومثل إجابته على سؤال سائل قال فيها:" ويكفيك أن عبد المالك يسير على منهجهم في قضية عدم التقليد وأنه حرام بكون يقول لهؤلاء ينظرون حتى في كلام العلماء وهو ما ترده رسالات الرسل وترده العقول السليمة(2) ينظرون وما يقتنعون به يأخذون به، هذه قاعدة لا نقلد ونقول الحق عند المأربي وعند هؤلاء جميعاً الذين أشرت إليهم والذين مر ذكرهم في الحديث ممن هم على شاكلة المأربي ويناصرونه".
أقول: مع أن أخطاء المأربي واضحة للعوام فضلاً عن طلاب العلم.
ومن أخطائه أن في الصحابة من هم غثاء، ومنها قوله في أهل السنة في اليمن بما فيهم علماؤهم: إنهم أراذل وأقزام، وقوله فيهم: لا يصلحون لرعية الحمير.
والذين ينصرون المأربي طلاب علم، وفيهم من يمكن أن نسميهم علماء يمكنهم أن يحكموا على أبي الحسن – لو أرادوا الحق - بأن هذا طعن في الصحابة وطعن في أهل السنة، بل حتى العوام يرون أن هذا طعن وهؤلاء يمكنهم النظر في أقوال أهل العلم وترجيح جانب الصواب – لو أرادوا الحق-.
ومثل قوله في أستاذ في إحدى الجامعات في الجزائر يُدرِّس في الشريعة الإسلامية: " هذا كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام"، لأنه رضي بقول بعض أهل العلم غير فالح فأصدر عليه هذا الحكم الغليظ.
ومثل قوله فيمن قال: لا أقلد وإنما أتبع الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "هذا نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم"، وهذا قاله أحد حملة العلم ومن المدرسين لعقيدة السلف وصحيح البخاري وغيره(1).
وهذا الحكم ينطبق على كل من عدا المجتهدين(2)، والعجب أن هذا الرجل كان يطالب من يناصر أبا الحسن بتقليد علماء معينين ثم انقلب على هؤلاء العلماء يرفض أقوالهم في مشاكله وأخطائه ثم ألب عليهم السفهاء، فعلام يدل هذا التناقض المزعج؟ ألا يدل هذا على أنه لا يريد إلا تقليد شخصه؟ ولقد بينت هذا الأمر الخطير في نصيحتي وغيرها.
فاعجب وانظر إلى هذه الأحكام، من قلَّد حكم عليه بأنه قد كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام، ومن لم يقلد فقد نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل، فكيف ينجو الناس من أحكام فالح؟
ولما نصحته نصيحة سرية، ونصحه غيري أن يرجع إلى الحق، شرع في حرب ضروس لا نظير لها بالأكاذيب والخيانات، وتأليب سفهاء من الناس مجهولين يحاربونا بمقالات شريرة تحت أسماء مجهولة.
وحاربني في قضية التقليد بدعوى أني لم أفصل فيها في نصيحتي، وهذه دعوى باطلة، بل إنني فصلت فيها رغم أن كثيراً من علماء السلف يزجرون عن التقليد، ويطلقون ولا يفصلون مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد.
وزعم أني خالفت أئمة الدعوة وخالفت العلماء وخالفت المسلمين والإمام أحمد بن حنبل في دعوتي إلى اتباع الكتاب والسنة، ومؤدى كلامه أن الأئمة والعلماء والمسلمين وأحمد بن حنبل مثل فالح في دعوة الناس إلى التقليد والتشدد في ذلك.
ولقد ذكّرته بأن كثيراً من الأئمة حاربوا التقليد وألفوا في ذلك المؤلفات.
فما كان منه بعد هذه البوائق والأحكام الغليظة إلا أن قلب ظهر المجن، فأصبح يدعي أنه من الدعاة إلى الكتاب والسنة، ثم يحاربني بأنني حرمت التقليد ولم أفصل، فيستمر على هذه الحرب، والدعوى الباطلة الظالمة، وحربه لي بهذه الدعوى تنطبق على الأئمة الذين كانوا يزجرون عن التقليد زجراً بليغاً بدون تفصيل.
الثامن – ومن أصول فالح أنه لا يجوز التنازل (التسامح) في أمور الشريعة إلا في المستحبات والمكروهات، ولا يجوز التسامح في أصول الإسلام، بل والواجبات، ولا دخل للنظر في المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الإسلام وواجباته(1) ولا في المحرمات، ولا يدخل في مراعاة المصالح الرخص والضرورات والمكروهات.
وهذا بخلاف ما يقرره علماء الإسلام، قال الإمام الشاطبي-رحمه الله – في الموافقات (4/346): " وقد مر أن المصالح لا تعدو الثلاثة الأقسام، وهي:
1- الضروريات ويلحق بها مكملاتها.
2- والحاجيات ويضاف إليها مكملاتها.
3- والتحسينيات ويليها مكملاتها.
ولا زائد على هذه الثلاثة المقررة في كتاب المقاصد ".
ثم ذهب يوضح الضروريات والحاجيات والتحسينيات، ثم قال في (ص350):
" ومن تشوَّف إلى مزيد؛ فإن دوران الحاجيات على التوسعة، والتيسير، ورفع الحرج والرفق.
فبالنسبة إلى الدين يظهر في مواضع شرعية الرخص في الطهارة؛ كالتيمم، ورفع حكم النجاسة فيما إذا عسر إزالتها، وفي الصلاة بالقصر، ورفع القضاء في الإغماء، والجمع، والصلاة قاعداً وعلى جنب، وفي الصوم بالفطر في السفر والمرض، وكذلك سائر العبادات؛ فالقرآن إن نص على بعض التفاصيل كالتيمم والقصر والفطر فذاك، وإلا فالنصوص على رفع الحرج فيه كافية، وللمجتهد إجراء القاعدة والترخص بحسبها، والسنة أول قائم بذلك".
فأنت ترى أن هذا الإمام قد أدخل الرخص ومواردها من الواجبات وغيرها في القسم الثاني من المصالح وهو الحاجيات، ولا مخالف له في ذلك إلاَّ فالح.
أيؤخذ بأقوال العلماء الراسخين أو بقول من يتهجم على الأصول بغير علم؟
وكم طعن فيمن يقول: إن الشريعة الإسلامية فيها تسامح في الأصول والفروع، وفيها مراعاة المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الدين وفروعه ( ) وهذا الطعن إنما ينطبق على أئمة الإسلام الذين آمنوا بهذا الأصل وقرروه تقريراً بليغاً، وذكروا أن الشريعة كلها أصولها وفروعها مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد.
قال طاعناً مهولاً: " وأخذ هذا المذهب ينتشر بين طلبة العلم، بل ولج هؤلاء وجدوا في إغلاظ النكير على من يقول لا يتنازل عن أصول( ) الإسلام، وضللوه وبدَّعوه، وأمروا بهجره" ( ) .
ثم قال طاعناً فيمن قال بمراعاة المصالح والمفاسد، وبالتسامح عند الحاجات والضرورات، قال عنهم مسقطاً لأقوالهم القائمة على الحجج والبراهين: " وبان أنهم كانوا من الضعف في فقه الدين على حال متدن للأسف أكثر مما كان يظن فيهم".
وهؤلاء الذين يطعن فيهم كان يدعو إلى تقليدهم، ويُضلل من لا يقلدهم، ويحكم عليهم بالأحكام الغليظة التي مرَّ ذكرها.
ثم لما قالوا الحق في مشاكله طعن فيهم وأسقطهم، وأشاع أتباعه في شبكات الأنترنت وفي الأشرطة أن ربيعاً وإخوانه يقولون بالتنازل عن أصول الدين، وشرعوا يسألون العلماء عن من يقول بالتنازل عن أصول الدين، هكذا بهذا الإطلاق، مهملين الأدلة والبراهين، ومهملين سياق الكلام، وما تضمنه من تخصيص وتقييد بأحوال تستدعي ذلك إلى جانب قرائن وأدلة تؤكد ما أقول، فما كان من العلماء المسئولين إلا الاستنكار لهذا القول، وبعضهم يحكم على من يقول بهذا القول بالكفر والإلحاد، وسبب ذلك فالح، ولا شك أن كلامهم المبتور ينكره، ويضلل به كل مسلم، فضلاً عن العلماء.
وأقول : إن بياني لسماحة الإسلام وأنه يراعي المصالح والمفاسد وسد الذرائع هي دعوة إلى الأخذ بأصول الإسلام التي دل عليها الكتاب والسنة، وقال بها فحول علماء الإسلام.
وأشاع فالح وأتباعه إلى جانب هذا بأن ربيعاً يقول إن رسول الله تنازل عن رسالته، وهذا محض البهت والافتراء الذي لا تطيقه الجبال، فنص عبارتي " وتسامح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدم كتابة محمد رسول الله".
وهو الأمر الذي ورد في كتب الصحيح وكتب السير والتاريخ.
أنا أدعو فالحاً إلى مراعاة المصالح والمفاسد في أمر الدعوة، وضربت له بعض الأمثلة من مراعاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد والمشقات، فاستخرج من ذلك هاتين الفريتين العظيمتين اللتين لا أعظم منهما في أبواب التكفير، وهو أني قلت: بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنازل عن رسالته، وأني أدعو إلى التنازل عن أصول الدين بهذا الإطلاق، وقد دحضت هاتين الفريتين العظيمتين في كتاب ضربت فيه عدداً من الأمثلة لمراعاة -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد في الأصول والفروع عند الحاجات والضرورات والمشقات.
وبينت له كلام أئمة الإسلام أن الإسلام كله أصوله وفروعه قائم على مراعاة المصالح والمفاسد، ومع كل هذا استمر هو وأنصاره على محاربتي وإخواني، ولم يرجعوا عن أباطيلهم وأراجيفهم إلى يومنا هذا.
قال فالح: "لا يجوز التنازل عن أصول الإسلام وإنما يجوز التنازل في المستحبات والمكروهات دون الأصول والواجبات والمحرمات".
وهذا جهل عريض واضح بمراعاة المصالح والمفاسد في الشريعة الإسلامية السمحة التي رفع الله فيها الآصار والأغلال عن هذه الأمة الإسلامية، ورفع عنها الحرج في نصوص قرآنية ونبوية، ودان بذلك المسلمون وأجمعوا عليه.
واعجب لفالح حيث لم يرَ التسامح إلا في المستحبات والمكروهات.
فهذه أصول الإسلام الخمسة جاءت شريعة الإسلام السمحة فيها بمراعاة المصالح والمفاسد في حق الأفراد والجماعات.
1- فهذا الأصل والركن الأول التوحيد يجوز فيه للمكره على الكفر أن يقول كلمة الكفر المنافية للتوحيد(1)، رخص الله له في ذلك مراعاة لمصلحته، ودفعاً للمفسدة عنه والضرر بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، ولو قال كلمة الكفر مختاراً لكفر بالله الكفر الأكبر المخرج من الإسلام.
2- وهذه الصلاة الركن الثاني في الإسلام يجوز في بعض الأحوال للمسلم أن يترك بعض ركعاتها، كالمسافر يقصر الصلاة الرباعية في سفره إلى ركعتين مهما طال هذا السفر، ويجوز عند التحام القتال مع الكفار أن يصلي المسلم راجلاً وماشياً وراكبا، وإلى القبلة وغير القبلة وضرب العدو والذهاب والمجيء في هذا القتال، وإذا اشتد القتال يجوز له أن يقصرها إلى ركعة، رباعية كانت أو غيرها يومئ فيها إيماء، فتسقط عنه ركعة أو ركعات.
وللهارب هرباً مباحاً من عدوٍّ، أو من سيل، أو سبع.. أو نحو ذلك؛ فله أن يصلي صلاة الخوف، يسقط عنه استقبال القبلة، ويجتزئ بالإيماء عن الركوع والسجود، ويصلي إيماء وهو على الدابة التي يهرب عليها إن كان هارباً على دابة أو غيرها.
ويصلي المريض حسب استطاعته إن استطاع قائماً وإلا فليصل جالساً أو على جنب فيسقط عنه ركن القيام والاعتدال بعد الركوع، وإن لم يستطع الجلوس يصلي على جنبه أو على ظهره، فيسقط عنه القيام والركوع والاعتدال والسجود، وهي من أركان الصلاة.
3- وهذه الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
وضع الإسلام عن أصحاب الحدائق من النخل والكروم عند وجوب الزكاة عليهم الثلث أو الربع من مجموع ما يحصل لهم من حدائقهم رحمة بهم وتوسيعاً عليهم ومراعاة لمصالحهم .
قال الترمذي حدثنا مَحْمُودُ بن غَيْلَانَ حدثنا أبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا شُعْبَةُ أخبرني خُبَيْبُ بن عبد الرحمن قَال: سمعت عَبْدَ الرحمن بن مَسْعُودِ بن نِيَارٍ يقول جاء سَهْلُ بن أبي حَثْمَةَ إلى مَجْلِسِنَا فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كان يقول " إذا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا الثُّلُثَ فَإِنْ لم تَدَعُوا الثُّلُثَ فَدَعُوا الرُّبُعَ ".
قال: وفي الْبَاب عن عَائِشَةَ وَعَتَّابِ بن أَسِيدٍ وابن عَبَّاسٍ، قال أبو عِيسَى: وَالْعَمَلُ على حديث سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ في الْخَرْصِ، وَبِحَدِيثِ سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ يقول أَحْمَدُ وإسحاق وَالْخَرْصُ إذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ من الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِمَّا فيه الزَّكَاةُ بَعَثَ السُّلْطَانُ خَارِصًا يَخْرُصُ عليهم وَالْخَرْصُ أَنْ يَنْظُرَ من يُبْصِرُ ذلك فيقول: يَخْرُجُ من هذا الزَّبِيبِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا فَيُحْصِي عليهم وَيَنْظُرُ مَبْلَغَ الْعُشْرِ من ذلك فَيُثْبِتُ عليهم ثُمَّ يُخَلِّي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الثِّمَارِ فَيَصْنَعُونَ ما أحبوا فإذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ أُخِذَ منهم الْعُشْرُ هَكَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: وَبِهَذَا يقول مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وإسحاق.
جامع الترمذي (3/26-27) حديث(643) وأخرجه أبو داود (2/258) حديث (1605) وأحمد (3/448) والنسائي (5/42) وغيرهم من الأئمة.
وقد رأيت أن الترمذي نقل القول به عن أكثر أهل العلم.
وقال أبو داود: "الخارص يدفع الثلث للخرفة".
وقال الخطابي في المعالم مع أبي داود(2/259):
" قلت في هذا الحديث إثبات الخرص والعمل به، وهو قول عامة أهل العلم، إلا ما روي عن الشعبي، وأنكر أصحاب الرأي الخرص".
وأنكر الإمام ابن القيم إنكاراً شديداً على من يرد أحاديث الخرص.
4- كتب الله صيام رمضان على المؤمنين، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع، ثم من كان منهم صحيحاً مقيماً فعليه أن يصوم هذا الشهركاملاً، لا يجوز له أن يفطر يوماً واحداً، فإن لم يصمه كاملاً أو نقص منه شيئاً، فقد ارتكب إثماً عظيماً، وتعرض لغضب الله وعقوبته.
فإن كان المؤمن مريضاً أو على سفر أسقط الله عنه الصيام في وقته المحدد وهو شهر رمضان، وأباح له الفطر فيه مدة مرضه أو سفره، ولو استغرق الشهر كله، حتى لو كان المسافر قادراً لا يشق عليه الصيام يجوز له أن يفطر.
وعليه إذا صح من مرضه أو قدم المسافر من سفره أن يقضي الأيام التي لم يصمها.
وأسقط الله وجوب الصيام عن الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام، وأباح له الفطر وعليه أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً في قول بعض العلماء، وفي قول آخر لا يجب عليه الإطعام؛ لأنه ضعف عنه لسنه، فلم يجب عليه فدية كالصبي.
ويلحق به عند العلماء الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، ففيهما خلاف كثير بين العلماء، فمنهم من قال: يفطران ويفديان، ويقضيان،وقيل: يفديان فقط ولا قضاء، وقيل: يجب القضاء بلا فدية، وقيل: يفطران ولا فدية، ولا قضاء.
وفي هذا رد حاسم على من يقصر مراعاة المصالح والمفاسد على المستحبات والمكروهات، ويضلل من يقول بمراعاتها في الأصول والواجبات، وهذا التضليل ينعكس على علماء الإسلام الذين أجمعوا على هذه السماحات ومراعاة المصالح والمفاسد عند المشقات والحاجات والضرورات.
5- الحج ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
وفسر معظم العلماء من الصحابة وغيرهم السبيل بوجود الزاد والراحلة وزاد بعضهم شرط أمن الطريق من الظلمة والمكاسين .
فإن فقد المسلم واحداً من هذه الثلاثة الزاد أو الراحلة أو أمن الطريق سقط عنه وجوب الحج.
وفي حق المرأة يزاد شرط وجود المحرم.
فلو فرضنا أن مسلماً لم يستطع الزاد والراحلة إلا بعد أربعين سنة من عمره لكن واجهه الخوف في الطريق من قطاع طرق أو ظلمة يشكلون عليه خطراً في نفسه أو ماله الذي تزود به واستمر هذا الخطر مدة عشر سنوات ثم مات في هذه الحال التي فقد فيها أمن الطريق وهو عازم على القيام بهذا الركن كل هذه المدة فإن الله يسقط عنه المطالبة بهذا الركن العظيم تفضلاً منه وكرماً ورحمة.
وقال ابن قدامة في المقنع (1/473) : " ومن أحرم فحصره عدوٌّ ولم يكن له طريق إلى الحج ذبح هدياً في موضعه وحلَّ " .
قال المحشي تعليقاً على هذا الكلام : ( ويباح -أيضاً- تحلل من إحرام لحاجة إلى قتال أو بذل مال كثير مطلقاً أو يسير لكافر لا لحاجة بذل يسير لمسلم ).
فهذا فيه تنازل عن واجب إلى واجب تلافياً لدفع مال يسير إلى كافر أو مال كثير ولو لمسلم .
وهكذا نرى سماحة الإسلام وسعة رحمة الله بالمؤمنين، فإن الله يراعي ظروف وأحوال المسلمين فيرفع عنهم الحرج والمشاق ويراعي في تكاليفه مصالحهم ويدفع عنهم المفاسد، لا فرق في ذلك بين أصول الإسلام وفروعه.
أليس في القول بأنه لا يجوز التنازل (التسامح) عن الأصول والواجبات والمحرمات، ولا تراعى فيها المصالح والمفاسد لهذه الأمة، ولا يجوز التنازل (التسامح) إلا في الفروع السنن والمكروهات؟، أليس في ذلك حرج كبير وتضييق شديد على المسلمين ينافي ما تميزت به رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- من السماحة؟!! هذه السماحة التي تضافرت عليها نصوص الكتاب والسنة، وتطبيق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام،وبينها وقررها علماء الإسلام، فكيف يضلل من يقررها، إن ذا لمن العجب العجاب!! أليس يؤول هذا المذهب إلى تضليل علماء الأمة ووو...الخ
كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:
التاسع- حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.
وكان فالح ينتقده بشدة ولا سيما في هذا الأصل، حيث قال في (ص143) من كتابه "المصارعة": "هذه قاعدة خطيرة، هذه القاعدة من القواعد التي ضل بها أبو الحسن ومن على خطه ومن يؤيده، وهي يعني قواعد خطيرة جداً، مسألة المجمل والمفصل والمقارنات وقضية الجرح والتعديل، مسألة الجرح المفسر وغير المفسر وإلى آخره".
ثم أصبح بعد فتنته يقول به، ويطعن فيمن لا يقول به حيث قال في "النقض المثالي" (ص4) خلال هذيانه بالباطل: "فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم".
فيصدق عليه قول حذيفة –رضي الله عنه-: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف".
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون.
العاشر- ومنها: أن أبا الحسن كان يرد أقوال العلماء وأدلتهم بقوله: لا يلزمني قول هؤلاء لا يلزمني لا يلزمني، وتمسك به أتباعه في كل مكان يردون به أقوال أهل العلم بقولهم لا يلزمني.
وكان فالح يخاصمهم في ذلك.
ثم لما خاض في الفتنة أصبح يرد أقوال العلماء وحججهم بقوله لا يلزمني.
الحادي عشر- ومنها: استعمال أبي الحسن أصل التثبت في غير المواضع التي يشرع التثبت فيها، ويقول التثبت عند كل كلام يدينه بالحق، ولو قاله كبار العلماء، فصار فالح يطعن في العلماء الذين يخالفونه والحق معهم بهذا الأصل لما أيدوا نصيحتيَّ شنع عليهم ورماهم بالتسرع وعدم التثبت، ويؤكد ذلك إلى يومنا هذا لم يرجع عن رميهم بعدم التثبت، وهذا يدل على تقلب فالح ودورانه مع هواه، وأتباعه يدورون في فلكه.

ومن أجل قول الحق، وبيان هذه الأصول التي خالف فيها فالح وأنصاره،ومن أجل نصيحتي له نالني ومن أيد هذا الحق من العلماء تبديع وتحقير، بل وتكفير وسب مقذع وشتائم كثيرة وقذرة من فالح وأتباعه، منها وصف فالح لي وهو من تلاميذي بأني كذاب وخسيس ومنهجي خبيث ودجال وأني أنهش الناس كالسبع ومثل الكلب، وشتائم من أتباعه ورمي لي ولإخواني ومنهم مشايخ أجلاء بأننا روافض وصوفية ولوطية.
وفالح يؤزهم ويشجعهم على ذلك وعلى الاستمرار في هذه الحرب القذرة الظالمة التي يأنف منها أحط الناس.
ولقد رددت على الروافض والصوفية والنصارى واليهود فما واجهوني بشيء من الشتائم والطعون التي وجهها لي ولإخواني فالح وزمرته المجهولة.
هناك علماء كان يدعو إلى تقليدهم في بعض المسائل المنهجية وعددهم كثير، وهم من خيار أهل العلم والفضل والاستقامة فلما نصح من قبلهم بالرجوع إلى الحق أسقطهم ورد نصيحتهم وأقوالهم.
وتابعه في ذلك زمرته، وطعنوا فيهم وشهروا بهم، ودندن بعضهم حول تكفير بعضهم.
وهذا الذي ذكرته غيظ من فيض تضمنته مقالات فالح وأنصاره.
فقابلنا كل ذلك بالصبر والتحمل، وإذا اضطررت إلى رد بعض مقالات فالح أرد بالحجج والبراهين، وأضطر أن أكشف ما يرتكبه من بتر كلامي وإخفاء حججي، وإبطال دعاواه وشبهاته، نصراً وبياناً للحق الذي أخذ الله على أهل العلم العهد والميثاق على القيام به، وبيانه وعدم كتمانه، ودفعاً للظلم عن نفسي وإخواني الذين نصروا هذا الحق وأيدوه، وتحملوا في سبيل ذلك الإيذاء الشديد والطعون الظالمة التي تصدر من فالح وزمرته.
والله يقول الحق ويهدي السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
6/10/1428هـ






طه صدّيق 21 Mar 2014 09:27 PM




أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها

كتبه
الشيخ العلامة
ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ لفالح الحربي أصولاً أضرت بالمنهج السلفي وأهله وأحدثت فتناً بين الشباب وقد نصحته وغيري بالتراجع عنها فلم يرجع عنها، بل تمادى فيها وأضاف إليها أصولاً أخرى سأذكر أهمها هنا نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وأبين ما تؤول إليه هذه الأصول من أضرار ومخاطر.
الأصل الأول : أدخل ما يسمى بجنس العمل في قضايا الإيمان ( ) وادعى أنه ركن في تعريف الإيمان وقد نصحته عن التعلق بالألفاظ المتشابهة ومنها جنس العمل فإنه لفظ مجمل، ومع ذلك فلا ذكر له في الكتاب والسنة ولا أدخله أحد من السلف في تعريف الإيمان.
وطالبته وفئته أن يأتوا حتى بمجرد ذكره في القرآن والسنة وببيان من أدخله من السلف في قضايا الإيمان أو تعريف الإيمان فعجزوا عن ذلك، ولجأوا إلى عبارات لمتأخري أهل السنَّة لا حجة لهم فيها لأنَّها تأتي على غير مراد الحدادية.
وطالبته وفئته أن يقتصروا على تعريف السلف للإيمان بأنه قول وعمل أو قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وفي ذلك كفاية، فإنه جامع مانع، وفيه رد على المعتزلة والخوارج والمرجئة، فأبوا إلا الشغب المستمر ليتوصّلُوا به إلى تبديع أهل السنة وحربهم ومشاغلتهم عن القيام بواجبات الدعوة إلى الله.
ولهذا لم يكفهم التعريف الذي أجمع عليه السلف وأئمتهم من صحابة وتابعين ومن بعدهم، بل زادوا أن من لا يبدع الذين لا يكفرون تارك جنس العمل فهو مرجىء، بل مرجىء غال، فأدى قوله هذا إلى الحكم على السلف بأنهم من غلاة المرجئة، مع أنهم يحاربون الإرجاء الغالي وغيره، وهذا الإمام ابن باز -رحمه الله- يسأل عمن لا يكفر تارك العمل هل هو مرجىء ؟ فأجاب: لا، هذا من أهل السنة ( ).
لكن فالحاً وزمرته لا يرفعون رأساً بأقوال أهل العلم إذا خالفت أهواءهم، ويصرون على باطلهم المؤدي إلى تبديع أهل السنة . ومنهم العلامة ابن باز كما ترى في جوابه -رحمه الله-.
ولقد أعلنت عدة مرات أني أُكفر تارك العمل، وأحذر فقط من استعمال الألفاظ المجملة، مثل جنس العمل، فلم يكفوا عن رميي بالإرجاء.
الثاني : العمل عنده شرط صحة وهذا من مذاهب الخوارج التي يكفرون بها الأمة، فإن قال: لا، فأقول له: إنك قد صححت هذا المذهب، وادعيت أنه يقوله بعض العلماء(1).
الثالث : إلصاقه بربيع وإخوانه بأنهم يقولون: إن العمل شرط كمال(2)، وهذا يعضد تعلقهم بجنس العمل للتوصل إلى تبديع أهل السنة ورميهم بالإرجاء، مع العلم بأن ربيعاً أول من زجر عن القول بأن العمل شرط كمال ومن آخر من يزجر عنه، اللهم إلا أن العلامة ابن عثيمين-رحمه الله- قد حذر من القول به ومن القول بجنس العمل وشدد في ذلك، وقال فيمن يتعلقون بهما : إنهم يريدون بذلك التكفير واستحلال الحرام .
فأبوا إلا التعلق بهما لأنهما يحققان ما يريدون من الاستمرار في حرب أهل السنة وتبديعهم، وخلال حربهم يفترون على أهل السنة ما يكفرونهم به وما ينـزلون بهم من البوائق، ولا يرفعون بأقوال العلماء رأساً إذا خالفت هواهم، وهذا يكثر منهم.
الرابع : قال السلف: الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فزاد فالح وأنصاره شرطاً وهو أنه لا بد من القول بأنه ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء وأوجبوه على النَّاس, ورموا من لا يقول بهذه الزيادة بأنه مرجئ(3) وأرجفوا به على أهل السنة إرجافاً شديداً.
ومن ثمار هذا الغلو: تبديع من لا يقول بقولهم من السلف وهم السواد الأعظم، ومنهم الإمام أحمد والشافعي والبخاري، بل وعلماء الأمة الذين حكى عنهم أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري وغيرهم أنهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص ولم يزيدوا على ذلك ولم يشترطوا هذه الزيادة.
بل حكى الشافعي إجماع الصحابة ومن بعدهم على القول بأن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، ولم يحكِ هذه الزيادة التي قد يقولها بعض أهل العلم لكنهم لم يشترطوها ولم يلزموا بها الناس كما فعل فالح وأنصاره.
فأدى غلوهم إلى ما ذكرته من تبديع أهل السنة والسلف، بل والصحابة الكرام، ثم نسألهم عن حكمهم على من يقول من السلف: " إن الإيمان قول وعمل ويزيد" ويتورع عن ذكر النقصان.
أو من يعدل منهم عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل في الإيمان ومقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع، وللقارىء الكريم ننقل كلام الإمام ابن أبي زيد ثم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الصدد.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة (386) في كتابه الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص121- 122) : " قال مالك : والإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وفي بعض الروايات عنه: دع الكلام في نقصانه، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .
قيل : فبعضه أفضل من بعض؟ قال: نعم.
قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفاً من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله(1) فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة".
أقول: مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة.
وقال الإمام أحمد والإمام البربهاري: من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره.
وقال سفيان بن عيينة في الإيمان: يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء، قالها في حالة غضب على من استنكر النقص، فقال: ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ولعلها المرة الوحيدة التي قالها، ولم يلزم هو ولا غيره من أئمة السنة أحداً بهذه الزيادة ولا التزمها، بل تجد كثيراً من السلف بل الألوف منهم لا يذكر هذه الزيادة، بل هناك من فقهاء أتباع التابعين من لم يوافقوا على إطلاق النقص، وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية، ولم يحاربه أحد من أهل السنة، بل لا يجد منهم إلا الإجلال والإكبار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 7/506):
" وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا في إطلاق النقصان عليه لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص، وهذا إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه؛ وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم: إنه يزيد وينقص؛ وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال أقول: الإيمان يتفاضل ويتفاوت، ويروى هذا عن ابن المبارك وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع إلى معنى لا ريب في ثبوته".
أقول : لكن جاءت فئة في هذا العصر تبدع من قال بقول معظم أهل السنة، واشترطوا على الناس أن يقول القائل منهم الإيمان ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء، فإن لم يقل ذلك فهو مرجئ عندهم، والذي عنده إدراك وعقل يدرك أن هذا المذهب الجديد يقتضي حتماً تبديع هؤلاء الفقهاء وتبديع ابن المبارك، بل وتبديع مالك، لأن مذهبهم أن من أخطأ مرة لا يعذر ولا يقبل منه رجوع، بل لو ألصقوا به ذنبا هو بريء منه، فلا بد أن يستمروا في إلصاق ذلك الذنب بذلك المظلوم البرىء مهما أعلن براءته منه وحاربه.
الخامس - قول فالح ومن معه بأن الجرح خاص بالرواة، وأن أهل البدع والأهواء لا يدخلون في جرح أئمة الجرح والتعديل، لأن التبديع والحكم به إنما هو خاص بالعلماء الذين عندهم إحاطة بالشريعة وقدرة على الاستنباط، وأئمة الجرح والتعديل ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع ولا يدخل أهل البدع في قواعدهم(1).
مع أن كتب أئمة الجرح والتعديل مشحونة بجرح أهل البدع، والكتب التي ألفها أئمة الحديث مليئة بجرح أهل البدع وبيان أحوالهم، ولا ترى الفقهاء إلا تبعاً لهم في قضايا الجرح والتعديل لأهل البدع وغيرهم، وعلى رأسهم الإمام الشافعي.
وفي مقابل هذا فقد أطلق فالح لنفسه وفئته العنان لتجريح العلماء وأهل السنة(2) بالباطل وإسقاطهم وإسقاط أقوالهم متسلحين بقواعدهم المهلكة التي أسلفنا ذكرها.
ومن عجائب فالح أنه يجيز للعوام أن يحكموا على أهل البدع بالتبديع، فقد وجه له سؤال نصه: " شيخ مسألة التحذير، هل التحذير جرح لشخص إخراج له من المنهج؟ هل كل من حذر منه...؟
الجواب: - الشيخ مقاطعاً-: " ما يكون إخراجاً له من المنهج وقد يكون إخراجاً له من المنهج، حسب ما وقع فيه هذا الشخص مما يُخرجه أو لا يُخرجه، والذي يَحكم بذلك هم أهل العلم في المسائل الدقيقة، المسائل الحادثة.
أما الناس الذين هم على مناهج أهل البدع قد يحكم عليهم العوام، عوام أهل السنة"، المصارعة(ص53).
السادس - ومن أصوله ومن معه أن من قال: إن الإيمان أصل والعمل فرع (كمال) فهو مرجئ ودندن أنصاره بهذا في شبكتهم مدة طويلة، وهذا قطعاً يعود على أئمة الإسلام بالتبديع لأنهم يقولون ويقررون الإيمان أصل والعمل فرع.
وقد كتبت في ذلك مقالاً بينت فيه أنه قول أئمة السنة، وسقت أدلتهم على ذلك فاستمروا على تشبثهم بهذا الأصل، واستمروا على الطعن والتبديع به بعد هذا البيان المقنع لمن يريد الحق ويحترمه.
السابع - الغلو في الدعوة إلى التقليد وبصورة غريبة تخالف دعوة الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- وما عليه أئمة الإسلام من الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما والاعتصام بهما واتباع نصوصهما، والعظ على ذلك بالنواجذ، وجعل فالح التقليد أصلاً لم يستثن منه إلا المجتهدين الاجتهاد المطلق مثل أحمد والشافعي ومالك، مع العلم أنه لا يوجد هذا الصنف من قرون( )، وهذا عكس ما دعا إليه الكتاب والسنة والأئمة المجتهدون الذين جعلوا اتباع الكتاب والسنة والتمسك بهما هو الأصل، وغالباً ما يطلقون الدعوة إلى ذلك ولا يفصلون، وبعضهم يصرح باستثناء العوام، والعاجزين عن فهم الكتاب والسنة، وبعد كل هذا فمن يتمسك بما دعا إليه الكتاب والسنة ولا يخضع لدعوة فالح إلى التقليد الباطل الذي ذمه الله ورسوله يصدر عليه أحكاماً غليظة لا يقولها الخوارج، مثل قوله: " هذا نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل جميعاً".
ومثل إجابته على سؤال سائل قال فيها:" ويكفيك أن عبد المالك يسير على منهجهم في قضية عدم التقليد وأنه حرام بكون يقول لهؤلاء ينظرون حتى في كلام العلماء وهو ما ترده رسالات الرسل وترده العقول السليمة(2) ينظرون وما يقتنعون به يأخذون به، هذه قاعدة لا نقلد ونقول الحق عند المأربي وعند هؤلاء جميعاً الذين أشرت إليهم والذين مر ذكرهم في الحديث ممن هم على شاكلة المأربي ويناصرونه".
أقول: مع أن أخطاء المأربي واضحة للعوام فضلاً عن طلاب العلم.
ومن أخطائه أن في الصحابة من هم غثاء، ومنها قوله في أهل السنة في اليمن بما فيهم علماؤهم: إنهم أراذل وأقزام، وقوله فيهم: لا يصلحون لرعية الحمير.
والذين ينصرون المأربي طلاب علم، وفيهم من يمكن أن نسميهم علماء يمكنهم أن يحكموا على أبي الحسن – لو أرادوا الحق - بأن هذا طعن في الصحابة وطعن في أهل السنة، بل حتى العوام يرون أن هذا طعن وهؤلاء يمكنهم النظر في أقوال أهل العلم وترجيح جانب الصواب – لو أرادوا الحق-.
ومثل قوله في أستاذ في إحدى الجامعات في الجزائر يُدرِّس في الشريعة الإسلامية: " هذا كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام"، لأنه رضي بقول بعض أهل العلم غير فالح فأصدر عليه هذا الحكم الغليظ.
ومثل قوله فيمن قال: لا أقلد وإنما أتبع الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "هذا نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم"، وهذا قاله أحد حملة العلم ومن المدرسين لعقيدة السلف وصحيح البخاري وغيره(1).
وهذا الحكم ينطبق على كل من عدا المجتهدين(2)، والعجب أن هذا الرجل كان يطالب من يناصر أبا الحسن بتقليد علماء معينين ثم انقلب على هؤلاء العلماء يرفض أقوالهم في مشاكله وأخطائه ثم ألب عليهم السفهاء، فعلام يدل هذا التناقض المزعج؟ ألا يدل هذا على أنه لا يريد إلا تقليد شخصه؟ ولقد بينت هذا الأمر الخطير في نصيحتي وغيرها.
فاعجب وانظر إلى هذه الأحكام، من قلَّد حكم عليه بأنه قد كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام، ومن لم يقلد فقد نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل، فكيف ينجو الناس من أحكام فالح؟
ولما نصحته نصيحة سرية، ونصحه غيري أن يرجع إلى الحق، شرع في حرب ضروس لا نظير لها بالأكاذيب والخيانات، وتأليب سفهاء من الناس مجهولين يحاربونا بمقالات شريرة تحت أسماء مجهولة.
وحاربني في قضية التقليد بدعوى أني لم أفصل فيها في نصيحتي، وهذه دعوى باطلة، بل إنني فصلت فيها رغم أن كثيراً من علماء السلف يزجرون عن التقليد، ويطلقون ولا يفصلون مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد.
وزعم أني خالفت أئمة الدعوة وخالفت العلماء وخالفت المسلمين والإمام أحمد بن حنبل في دعوتي إلى اتباع الكتاب والسنة، ومؤدى كلامه أن الأئمة والعلماء والمسلمين وأحمد بن حنبل مثل فالح في دعوة الناس إلى التقليد والتشدد في ذلك.
ولقد ذكّرته بأن كثيراً من الأئمة حاربوا التقليد وألفوا في ذلك المؤلفات.
فما كان منه بعد هذه البوائق والأحكام الغليظة إلا أن قلب ظهر المجن، فأصبح يدعي أنه من الدعاة إلى الكتاب والسنة، ثم يحاربني بأنني حرمت التقليد ولم أفصل، فيستمر على هذه الحرب، والدعوى الباطلة الظالمة، وحربه لي بهذه الدعوى تنطبق على الأئمة الذين كانوا يزجرون عن التقليد زجراً بليغاً بدون تفصيل.
الثامن – ومن أصول فالح أنه لا يجوز التنازل (التسامح) في أمور الشريعة إلا في المستحبات والمكروهات، ولا يجوز التسامح في أصول الإسلام، بل والواجبات، ولا دخل للنظر في المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الإسلام وواجباته(1) ولا في المحرمات، ولا يدخل في مراعاة المصالح الرخص والضرورات والمكروهات.
وهذا بخلاف ما يقرره علماء الإسلام، قال الإمام الشاطبي-رحمه الله – في الموافقات (4/346): " وقد مر أن المصالح لا تعدو الثلاثة الأقسام، وهي:
1- الضروريات ويلحق بها مكملاتها.
2- والحاجيات ويضاف إليها مكملاتها.
3- والتحسينيات ويليها مكملاتها.
ولا زائد على هذه الثلاثة المقررة في كتاب المقاصد ".
ثم ذهب يوضح الضروريات والحاجيات والتحسينيات، ثم قال في (ص350):
" ومن تشوَّف إلى مزيد؛ فإن دوران الحاجيات على التوسعة، والتيسير، ورفع الحرج والرفق.
فبالنسبة إلى الدين يظهر في مواضع شرعية الرخص في الطهارة؛ كالتيمم، ورفع حكم النجاسة فيما إذا عسر إزالتها، وفي الصلاة بالقصر، ورفع القضاء في الإغماء، والجمع، والصلاة قاعداً وعلى جنب، وفي الصوم بالفطر في السفر والمرض، وكذلك سائر العبادات؛ فالقرآن إن نص على بعض التفاصيل كالتيمم والقصر والفطر فذاك، وإلا فالنصوص على رفع الحرج فيه كافية، وللمجتهد إجراء القاعدة والترخص بحسبها، والسنة أول قائم بذلك".
فأنت ترى أن هذا الإمام قد أدخل الرخص ومواردها من الواجبات وغيرها في القسم الثاني من المصالح وهو الحاجيات، ولا مخالف له في ذلك إلاَّ فالح.
أيؤخذ بأقوال العلماء الراسخين أو بقول من يتهجم على الأصول بغير علم؟
وكم طعن فيمن يقول: إن الشريعة الإسلامية فيها تسامح في الأصول والفروع، وفيها مراعاة المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الدين وفروعه ( ) وهذا الطعن إنما ينطبق على أئمة الإسلام الذين آمنوا بهذا الأصل وقرروه تقريراً بليغاً، وذكروا أن الشريعة كلها أصولها وفروعها مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد.
قال طاعناً مهولاً: " وأخذ هذا المذهب ينتشر بين طلبة العلم، بل ولج هؤلاء وجدوا في إغلاظ النكير على من يقول لا يتنازل عن أصول( ) الإسلام، وضللوه وبدَّعوه، وأمروا بهجره" ( ) .
ثم قال طاعناً فيمن قال بمراعاة المصالح والمفاسد، وبالتسامح عند الحاجات والضرورات، قال عنهم مسقطاً لأقوالهم القائمة على الحجج والبراهين: " وبان أنهم كانوا من الضعف في فقه الدين على حال متدن للأسف أكثر مما كان يظن فيهم".
وهؤلاء الذين يطعن فيهم كان يدعو إلى تقليدهم، ويُضلل من لا يقلدهم، ويحكم عليهم بالأحكام الغليظة التي مرَّ ذكرها.
ثم لما قالوا الحق في مشاكله طعن فيهم وأسقطهم، وأشاع أتباعه في شبكات الأنترنت وفي الأشرطة أن ربيعاً وإخوانه يقولون بالتنازل عن أصول الدين، وشرعوا يسألون العلماء عن من يقول بالتنازل عن أصول الدين، هكذا بهذا الإطلاق، مهملين الأدلة والبراهين، ومهملين سياق الكلام، وما تضمنه من تخصيص وتقييد بأحوال تستدعي ذلك إلى جانب قرائن وأدلة تؤكد ما أقول، فما كان من العلماء المسئولين إلا الاستنكار لهذا القول، وبعضهم يحكم على من يقول بهذا القول بالكفر والإلحاد، وسبب ذلك فالح، ولا شك أن كلامهم المبتور ينكره، ويضلل به كل مسلم، فضلاً عن العلماء.
وأقول : إن بياني لسماحة الإسلام وأنه يراعي المصالح والمفاسد وسد الذرائع هي دعوة إلى الأخذ بأصول الإسلام التي دل عليها الكتاب والسنة، وقال بها فحول علماء الإسلام.
وأشاع فالح وأتباعه إلى جانب هذا بأن ربيعاً يقول إن رسول الله تنازل عن رسالته، وهذا محض البهت والافتراء الذي لا تطيقه الجبال، فنص عبارتي " وتسامح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدم كتابة محمد رسول الله".
وهو الأمر الذي ورد في كتب الصحيح وكتب السير والتاريخ.
أنا أدعو فالحاً إلى مراعاة المصالح والمفاسد في أمر الدعوة، وضربت له بعض الأمثلة من مراعاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد والمشقات، فاستخرج من ذلك هاتين الفريتين العظيمتين اللتين لا أعظم منهما في أبواب التكفير، وهو أني قلت: بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنازل عن رسالته، وأني أدعو إلى التنازل عن أصول الدين بهذا الإطلاق، وقد دحضت هاتين الفريتين العظيمتين في كتاب ضربت فيه عدداً من الأمثلة لمراعاة -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد في الأصول والفروع عند الحاجات والضرورات والمشقات.
وبينت له كلام أئمة الإسلام أن الإسلام كله أصوله وفروعه قائم على مراعاة المصالح والمفاسد، ومع كل هذا استمر هو وأنصاره على محاربتي وإخواني، ولم يرجعوا عن أباطيلهم وأراجيفهم إلى يومنا هذا.
قال فالح: "لا يجوز التنازل عن أصول الإسلام وإنما يجوز التنازل في المستحبات والمكروهات دون الأصول والواجبات والمحرمات".
وهذا جهل عريض واضح بمراعاة المصالح والمفاسد في الشريعة الإسلامية السمحة التي رفع الله فيها الآصار والأغلال عن هذه الأمة الإسلامية، ورفع عنها الحرج في نصوص قرآنية ونبوية، ودان بذلك المسلمون وأجمعوا عليه.
واعجب لفالح حيث لم يرَ التسامح إلا في المستحبات والمكروهات.
فهذه أصول الإسلام الخمسة جاءت شريعة الإسلام السمحة فيها بمراعاة المصالح والمفاسد في حق الأفراد والجماعات.
1- فهذا الأصل والركن الأول التوحيد يجوز فيه للمكره على الكفر أن يقول كلمة الكفر المنافية للتوحيد(1)، رخص الله له في ذلك مراعاة لمصلحته، ودفعاً للمفسدة عنه والضرر بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، ولو قال كلمة الكفر مختاراً لكفر بالله الكفر الأكبر المخرج من الإسلام.
2- وهذه الصلاة الركن الثاني في الإسلام يجوز في بعض الأحوال للمسلم أن يترك بعض ركعاتها، كالمسافر يقصر الصلاة الرباعية في سفره إلى ركعتين مهما طال هذا السفر، ويجوز عند التحام القتال مع الكفار أن يصلي المسلم راجلاً وماشياً وراكبا، وإلى القبلة وغير القبلة وضرب العدو والذهاب والمجيء في هذا القتال، وإذا اشتد القتال يجوز له أن يقصرها إلى ركعة، رباعية كانت أو غيرها يومئ فيها إيماء، فتسقط عنه ركعة أو ركعات.
وللهارب هرباً مباحاً من عدوٍّ، أو من سيل، أو سبع.. أو نحو ذلك؛ فله أن يصلي صلاة الخوف، يسقط عنه استقبال القبلة، ويجتزئ بالإيماء عن الركوع والسجود، ويصلي إيماء وهو على الدابة التي يهرب عليها إن كان هارباً على دابة أو غيرها.
ويصلي المريض حسب استطاعته إن استطاع قائماً وإلا فليصل جالساً أو على جنب فيسقط عنه ركن القيام والاعتدال بعد الركوع، وإن لم يستطع الجلوس يصلي على جنبه أو على ظهره، فيسقط عنه القيام والركوع والاعتدال والسجود، وهي من أركان الصلاة.
3- وهذه الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
وضع الإسلام عن أصحاب الحدائق من النخل والكروم عند وجوب الزكاة عليهم الثلث أو الربع من مجموع ما يحصل لهم من حدائقهم رحمة بهم وتوسيعاً عليهم ومراعاة لمصالحهم .
قال الترمذي حدثنا مَحْمُودُ بن غَيْلَانَ حدثنا أبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا شُعْبَةُ أخبرني خُبَيْبُ بن عبد الرحمن قَال: سمعت عَبْدَ الرحمن بن مَسْعُودِ بن نِيَارٍ يقول جاء سَهْلُ بن أبي حَثْمَةَ إلى مَجْلِسِنَا فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كان يقول " إذا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا الثُّلُثَ فَإِنْ لم تَدَعُوا الثُّلُثَ فَدَعُوا الرُّبُعَ ".
قال: وفي الْبَاب عن عَائِشَةَ وَعَتَّابِ بن أَسِيدٍ وابن عَبَّاسٍ، قال أبو عِيسَى: وَالْعَمَلُ على حديث سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ في الْخَرْصِ، وَبِحَدِيثِ سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ يقول أَحْمَدُ وإسحاق وَالْخَرْصُ إذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ من الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِمَّا فيه الزَّكَاةُ بَعَثَ السُّلْطَانُ خَارِصًا يَخْرُصُ عليهم وَالْخَرْصُ أَنْ يَنْظُرَ من يُبْصِرُ ذلك فيقول: يَخْرُجُ من هذا الزَّبِيبِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا فَيُحْصِي عليهم وَيَنْظُرُ مَبْلَغَ الْعُشْرِ من ذلك فَيُثْبِتُ عليهم ثُمَّ يُخَلِّي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الثِّمَارِ فَيَصْنَعُونَ ما أحبوا فإذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ أُخِذَ منهم الْعُشْرُ هَكَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: وَبِهَذَا يقول مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وإسحاق.
جامع الترمذي (3/26-27) حديث(643) وأخرجه أبو داود (2/258) حديث (1605) وأحمد (3/448) والنسائي (5/42) وغيرهم من الأئمة.
وقد رأيت أن الترمذي نقل القول به عن أكثر أهل العلم.
وقال أبو داود: "الخارص يدفع الثلث للخرفة".
وقال الخطابي في المعالم مع أبي داود(2/259):
" قلت في هذا الحديث إثبات الخرص والعمل به، وهو قول عامة أهل العلم، إلا ما روي عن الشعبي، وأنكر أصحاب الرأي الخرص".
وأنكر الإمام ابن القيم إنكاراً شديداً على من يرد أحاديث الخرص.
4- كتب الله صيام رمضان على المؤمنين، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع، ثم من كان منهم صحيحاً مقيماً فعليه أن يصوم هذا الشهركاملاً، لا يجوز له أن يفطر يوماً واحداً، فإن لم يصمه كاملاً أو نقص منه شيئاً، فقد ارتكب إثماً عظيماً، وتعرض لغضب الله وعقوبته.
فإن كان المؤمن مريضاً أو على سفر أسقط الله عنه الصيام في وقته المحدد وهو شهر رمضان، وأباح له الفطر فيه مدة مرضه أو سفره، ولو استغرق الشهر كله، حتى لو كان المسافر قادراً لا يشق عليه الصيام يجوز له أن يفطر.
وعليه إذا صح من مرضه أو قدم المسافر من سفره أن يقضي الأيام التي لم يصمها.
وأسقط الله وجوب الصيام عن الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام، وأباح له الفطر وعليه أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً في قول بعض العلماء، وفي قول آخر لا يجب عليه الإطعام؛ لأنه ضعف عنه لسنه، فلم يجب عليه فدية كالصبي.
ويلحق به عند العلماء الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، ففيهما خلاف كثير بين العلماء، فمنهم من قال: يفطران ويفديان، ويقضيان،وقيل: يفديان فقط ولا قضاء، وقيل: يجب القضاء بلا فدية، وقيل: يفطران ولا فدية، ولا قضاء.
وفي هذا رد حاسم على من يقصر مراعاة المصالح والمفاسد على المستحبات والمكروهات، ويضلل من يقول بمراعاتها في الأصول والواجبات، وهذا التضليل ينعكس على علماء الإسلام الذين أجمعوا على هذه السماحات ومراعاة المصالح والمفاسد عند المشقات والحاجات والضرورات.
5- الحج ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
وفسر معظم العلماء من الصحابة وغيرهم السبيل بوجود الزاد والراحلة وزاد بعضهم شرط أمن الطريق من الظلمة والمكاسين .
فإن فقد المسلم واحداً من هذه الثلاثة الزاد أو الراحلة أو أمن الطريق سقط عنه وجوب الحج.
وفي حق المرأة يزاد شرط وجود المحرم.
فلو فرضنا أن مسلماً لم يستطع الزاد والراحلة إلا بعد أربعين سنة من عمره لكن واجهه الخوف في الطريق من قطاع طرق أو ظلمة يشكلون عليه خطراً في نفسه أو ماله الذي تزود به واستمر هذا الخطر مدة عشر سنوات ثم مات في هذه الحال التي فقد فيها أمن الطريق وهو عازم على القيام بهذا الركن كل هذه المدة فإن الله يسقط عنه المطالبة بهذا الركن العظيم تفضلاً منه وكرماً ورحمة.
وقال ابن قدامة في المقنع (1/473) : " ومن أحرم فحصره عدوٌّ ولم يكن له طريق إلى الحج ذبح هدياً في موضعه وحلَّ " .
قال المحشي تعليقاً على هذا الكلام : ( ويباح -أيضاً- تحلل من إحرام لحاجة إلى قتال أو بذل مال كثير مطلقاً أو يسير لكافر لا لحاجة بذل يسير لمسلم ).
فهذا فيه تنازل عن واجب إلى واجب تلافياً لدفع مال يسير إلى كافر أو مال كثير ولو لمسلم .
وهكذا نرى سماحة الإسلام وسعة رحمة الله بالمؤمنين، فإن الله يراعي ظروف وأحوال المسلمين فيرفع عنهم الحرج والمشاق ويراعي في تكاليفه مصالحهم ويدفع عنهم المفاسد، لا فرق في ذلك بين أصول الإسلام وفروعه.
أليس في القول بأنه لا يجوز التنازل (التسامح) عن الأصول والواجبات والمحرمات، ولا تراعى فيها المصالح والمفاسد لهذه الأمة، ولا يجوز التنازل (التسامح) إلا في الفروع السنن والمكروهات؟، أليس في ذلك حرج كبير وتضييق شديد على المسلمين ينافي ما تميزت به رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- من السماحة؟!! هذه السماحة التي تضافرت عليها نصوص الكتاب والسنة، وتطبيق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام،وبينها وقررها علماء الإسلام، فكيف يضلل من يقررها، إن ذا لمن العجب العجاب!! أليس يؤول هذا المذهب إلى تضليل علماء الأمة ووو...الخ
كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:
التاسع- حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.
وكان فالح ينتقده بشدة ولا سيما في هذا الأصل، حيث قال في (ص143) من كتابه "المصارعة": "هذه قاعدة خطيرة، هذه القاعدة من القواعد التي ضل بها أبو الحسن ومن على خطه ومن يؤيده، وهي يعني قواعد خطيرة جداً، مسألة المجمل والمفصل والمقارنات وقضية الجرح والتعديل، مسألة الجرح المفسر وغير المفسر وإلى آخره".
ثم أصبح بعد فتنته يقول به، ويطعن فيمن لا يقول به حيث قال في "النقض المثالي" (ص4) خلال هذيانه بالباطل: "فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم".
فيصدق عليه قول حذيفة –رضي الله عنه-: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف".
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون.
العاشر- ومنها: أن أبا الحسن كان يرد أقوال العلماء وأدلتهم بقوله: لا يلزمني قول هؤلاء لا يلزمني لا يلزمني، وتمسك به أتباعه في كل مكان يردون به أقوال أهل العلم بقولهم لا يلزمني.
وكان فالح يخاصمهم في ذلك.
ثم لما خاض في الفتنة أصبح يرد أقوال العلماء وحججهم بقوله لا يلزمني.
الحادي عشر- ومنها: استعمال أبي الحسن أصل التثبت في غير المواضع التي يشرع التثبت فيها، ويقول التثبت عند كل كلام يدينه بالحق، ولو قاله كبار العلماء، فصار فالح يطعن في العلماء الذين يخالفونه والحق معهم بهذا الأصل لما أيدوا نصيحتيَّ شنع عليهم ورماهم بالتسرع وعدم التثبت، ويؤكد ذلك إلى يومنا هذا لم يرجع عن رميهم بعدم التثبت، وهذا يدل على تقلب فالح ودورانه مع هواه، وأتباعه يدورون في فلكه.

ومن أجل قول الحق، وبيان هذه الأصول التي خالف فيها فالح وأنصاره،ومن أجل نصيحتي له نالني ومن أيد هذا الحق من العلماء تبديع وتحقير، بل وتكفير وسب مقذع وشتائم كثيرة وقذرة من فالح وأتباعه، منها وصف فالح لي وهو من تلاميذي بأني كذاب وخسيس ومنهجي خبيث ودجال وأني أنهش الناس كالسبع ومثل الكلب، وشتائم من أتباعه ورمي لي ولإخواني ومنهم مشايخ أجلاء بأننا روافض وصوفية ولوطية.
وفالح يؤزهم ويشجعهم على ذلك وعلى الاستمرار في هذه الحرب القذرة الظالمة التي يأنف منها أحط الناس.
ولقد رددت على الروافض والصوفية والنصارى واليهود فما واجهوني بشيء من الشتائم والطعون التي وجهها لي ولإخواني فالح وزمرته المجهولة.
هناك علماء كان يدعو إلى تقليدهم في بعض المسائل المنهجية وعددهم كثير، وهم من خيار أهل العلم والفضل والاستقامة فلما نصح من قبلهم بالرجوع إلى الحق أسقطهم ورد نصيحتهم وأقوالهم.
وتابعه في ذلك زمرته، وطعنوا فيهم وشهروا بهم، ودندن بعضهم حول تكفير بعضهم.
وهذا الذي ذكرته غيظ من فيض تضمنته مقالات فالح وأنصاره.
فقابلنا كل ذلك بالصبر والتحمل، وإذا اضطررت إلى رد بعض مقالات فالح أرد بالحجج والبراهين، وأضطر أن أكشف ما يرتكبه من بتر كلامي وإخفاء حججي، وإبطال دعاواه وشبهاته، نصراً وبياناً للحق الذي أخذ الله على أهل العلم العهد والميثاق على القيام به، وبيانه وعدم كتمانه، ودفعاً للظلم عن نفسي وإخواني الذين نصروا هذا الحق وأيدوه، وتحملوا في سبيل ذلك الإيذاء الشديد والطعون الظالمة التي تصدر من فالح وزمرته.
والله يقول الحق ويهدي السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
6/10/1428هـ






طه صدّيق 21 Mar 2014 09:29 PM




مميزات الحدادية


كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أما بعد:
بسبب ما جرى من الفتنة بين الشباب في اليمن وطالت ذيولها وتفرعت شعبها، فامتدت إلى بلاد أخرى، وكثرت تطلعات الناس إلى بيان الحق وبيان المصيب من المخطئ، وكان من أسباب هذه الفتن أن طلاب العلم في اليمن رمي بعضهم بالمنهج الحدادي، فاضطررت إلى بيان هذا المنهج لعل ذلك يوضح لكثير من طلاب الحق أن يميزوا بين منهج أهل السنة والمنهج الحدادي.
ثم لعل ذلك يسهم إلى حد بعيد في القضاء على هذه الفتنة مع وعدنا بمواصلة بيان القضايا الأخرى تلبية لهذه المطالب الملحة، وإسهاماً في إنهاء الفتنة .
منهج الحدادية

1- بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
2- قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
3- تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.
4- تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة
5- تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.
6- العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب، ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات ؛ ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه " الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.
وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس.
7- غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.
8- تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.
9- امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.
10- لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعر أن الرجل تكفيري متستر.
11- الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً.
12- كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون.
فإذا بين لنا أبو الحسن بالأدلة الواضحة على أن من يرميهم بالحدادية قد اتصفوا بهذه الصفات، فسوف لا نألوا جهداً في إدانتهم بالحدادية، بل والتنكيل بهم بالكتابة فيهم والتحذير منهم ، وإلحاقهم بالحدادية بدون هوادة .
وإن عجز عن ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويعلن هذه التوبة على الملأ، وإلا فلا نألوا جهداً في نصرتهم ونصرة المنهج السلفي الذي يسيرون عليه والذب عنه وعنهم.
وعلى السلفيين الصادقين أن ينصروهم وينصروا المنهج الذين يسيرون عليه، ويأخذوا على يد من ظلمهم وظلم منهجهم، وحذار حذار أن يقع أحد منهم فيما وقع فيه الحدادية ، أو في بعض ما وقعوا فيه، وهذا هو الميدان العملي لتمييز الصادقين من الكذابين، كما قال تعالى:( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين).
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعصم السلفيين جميعاً في كل مكان من السقوط في هذا الامتحان، ولا سيما في بلاد اليمن التي ظهرت فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر المنهج السلفي.


كـــتبه
ربيع بن هادي المدخلي
20/2/1423هـ





طه صدّيق 21 Mar 2014 09:31 PM




كلمة حق حول جنس العمل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد:
فمما نكب به الإسلام والمسلمون في هذا العصر وخاصة أهل المنهج السلفي فكر سيد قطب وعقائده الفاسدة وما أكثرها وأخطرها .
ومنها قضية تكفير المجتمعات الإسلامية التي جدد وطور بها مذهب الخوارج في التكفير والخروج على الحكام والعلماء .
وقد تلقف هذه الفتنة عنه أناس تلبسوا بالسلفية فزادوها قوة وانتشاراً ، إذ كان سيد قطب يكفر الحكام والمجتمعات الإسلامية بالحاكمية فقط.
أما هؤلاء فقد مكروا وتحايلوا لترويجها وإلباسها لباس المنهج السلفي فوجدوا فكرة تكفير تارك جنس العمل وتكفير تارك الصلاة أعظم وسيلة لترويج فكرتهم وأعظم مصيدة للشباب السلفي ، ومن أعظم الوسائل لتفريقهم وضرب بعضهم ببعض ووجدوا منهما جسراً لرمي أهل السنة بالإرجاء , فالذي لا يركض من أهل السنة معهم في ميدان الخوارج فيكفر الحكام بالطريقة الخارجية الجاهلة فهو مرجيء وعميل وخائن ..الخ، والذي لا يكفر تارك الصلاة منهم مرجيء.
وأدركت دندنة هؤلاء حول إنكار أحاديث الشفاعة ولا سيما حديث أبي سعيد الخدري فكنت أكره الحديث عنه –أي جنس العمل– والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام: أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن.
وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه فإذا ألَحّ ولـجّ اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس – رضي الله عنه – يخرج من النار: "من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان" ، فلا يحير جواباً.
وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين".
فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " .
فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان.
لكني لا أحب للسلفيين التعلق بلفظ "جنس العمل" لأمور:
أولها: أنه لفظ مجمل يحتمل هذه الصورة ويحتمل غيرها وهو ما يريده التكفيريون.
ثانيها: كما قال أخونا حمد العتيق : " إنها مسألة غير عملية بمعنى أنه لا يمكن أن يقال : إن هناك زيداً - من الناس – قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولم يعمل بعدها خيراً قط ، فإن هذا النفي المطلق لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به " ، والأمر كما ذكر الأخ حمد .
ثالثها: دندنة التكفيريين حوله لمقاصد سيئة منها رمي أئمة السنة بالإرجاء , فمن لا يكفر تارك الصلاة عندهم مرجيء أو أتي من شبهة الإرجاء ، ومن لا يكفر الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله تكفيراً مخرجاً من الملة فهو مرجيء وإن فصل على طريقة السلف وإن قال بكفر تارك الصلاة .
رابعها: من أجل ما في هذا اللفظ من الإجمال المشار إليه سلفاً يقع من إطلاقه من اللبس على كثير من الناس، و لما يوقع من الخلاف بين أهل السنة والشحناء والفتن بينهم ، ترجح لي أنه يجب الابتعاد عنه ، لأن الجنس قد يراد به الواحد وقد يراد به الكل وقد يراد به الغالب ، ومن هنا إذا دندن حوله السلفيون حصل بينهم الخلاف الذي يريده التكفيريون وتكثروا بمن يقول به منهم، فيقولون هذا فلان السلفي يقول بتكفير تارك جنس العمل فيجرون الناشيء إلى مذهبهم في تكفير الحكام على منهجهم وإلى رمي علماء السنة بالإرجاء ... الخ.
وأنصح السلفيين أن يلتزموا بقول السلف الشائع المتواتر من أول عهد السلف إلى يومنا هذا ألا وهو قولهم : إن الإيمان قول وعمل ، قول بالقلب واللسان وعمل بالقلب والجوارح ، أو إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، أو كما قال الإمام أحمد رحمه الله : " الإيمان قول وعمل يزيد وينقص " .
أو كما قال البخاري : " كتبت عن ألف شيخ وزيادة ولم أكتب إلا عمن يقول الإيمان قول وعمل " ، ونحو هذه العبارات الموروثة عن السلف التي لا تخرج عن هذا المعنى فالتزام عبارات السلف فيه رد لضلال المرجئة ، وهو رد كاف شاف وفيه أمان وضمان للسلفيين من الاختلاف والقيل والقال، وحماية من استغلال التكفيريين لإطلاق بعض السلفيين لجنس العمل .
ومن أصول أهل السنة وجوب سد الذرائع ، ووجوب درء المفاسد ، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح ، فإطلاق جنس العمل فيه مفاسد لما فيه من الإجمال الموقع في اللبس ولما يثيره من الاختلاف والفرقة فيجب اجتنابه .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله زاجرا عن إطلاق الألفاظ المجملة :
فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ أذهان والآراء كل زمـان
وهنا ملاحظة مهمة ينبغي لفت النظر إليها وهي أن الصورة التي ذكرها الأخ حمد -وفقه الله- لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد ، ولكنها في الوقت نفسه هي نظرية غير واقعية ولا عملية إذ لا يتصور وقوعها من مسلم ، والشرائع لم تبن على الصور النادرة كما قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -.
فكيف نزج بدعوتنا وشبابنا في الصور المستبعدة أو المستحيلة وتشحن النفوس وتضيع الأوقات في القيل والقال بل توقع الشباب في الشبكة التي نصبها لهم التكفيريون ، فإذا كان لابد من الكلام فيها فيكون من العالم الفطن عند الحاجة كأن يسأله تكفيري عن كفر تارك جنس العمل فيقول له هذه كلمة مجملة فماذا تريد بها فبين لي ما تقصده ، فإن ذكر له صورا باطلة ردها عليه بالحجة والبرهان، وإن ذكر الصورة السابقة قال له هذا حق وأنا معك ولكني أحذرك من التلبيس على الناس بذكر غير هذه الصورة .
فهذا ما أقوله وأنصح به السلفيين في هذه المسالة وأنصحهم بشدة عن تعاطي أسباب الخلاف ومثيراته.
والحرص على ما يؤلف القلوب ويجمعها على الحق بالحكمة والرفق .
أسأل الله الكريم تبارك وتعالى أن يجمع كلمة أهل السنة والمسلمين عموماً على الحق والهدى وأن يجنبهم أسباب الخلاف والفتن .

كتبه : ربيع بن هادي مدخلي
21/5/1425هـ





طه صدّيق 21 Mar 2014 09:34 PM




طعن الحداد في علماء السنة

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:

فهذا جزء من كتابي "مجازفات الحداد" الذي بيّنت فيه مخالفات الحداد لمنهج السلف وجهله وأكاذيبه وظلمه للسلفيين وعلمائهم وقد تبعه ثلّة من الجهلة الحاقدين ولا يزالون على منهجه ومنهم أصحاب شبكة الأثري الذين يعتبرون اليوم من شرار أهل الأهواء وأشدهم كذباً وفجوراً وطعنا في علماء السنة، فهم –بقيادة فالح وعبداللطيف باشميل- حربة مسمومة بأيدي أهل البدع تطعن السلفيين في ظهورهم، كلما قاموا بنصر السنة والذب عنها منذ أنشئت الحدادية إلى يومنا هذا وهي اليوم في أسوأ أحوالها تشن حرباً شعواء على السلفيين وعلمائهم تحت ستار السلفية شأن كل صاحب فتنة لابد أن يجعل له ستاراً ليغطي شره ومكره.
وبهذه المناسبة أنزلت هذا الجزء من "مجازفات الحداد" لأذكر الناس والحداديين بمنشأ فتنتهم ونهايتها وغاياتها.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
18/جمادى الآخرة/1426هـ

الفصل السابع
غمزه لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
قال الحداد: "وعامة المسلمين من زمن على الإرجاء وعامة أهل الرأي عليه لأنه مذهب أئمتهم وما أدري كيف وقع بعض أهل السنة في هذين الخطأين.
1- قال ابن تيمية في كتابه ((الإيمان)): إن الإرجاء بدعة لفظية يعني أنَها ليست بدعة في المعنى وهذا تـهوين من شأنها, وليس بصواب بل هي بدعة حقيقة لفظاً ومعنى , ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على إن المرجئة مبتدعة ضلال , ولذلك اشتد نكير أهل السنة منذ ظهرت حتَى قال سعيد بن جبير التابعي الإمام صاحب ابن عباس – رضي الله عنهما – لأيوب : (( ألم أرك تمشي مع طلق – وكان طلق مرجئاً ـ لئن رأيتك معه لا أكلمك أبداً )).
ومن ذلك من يقول ( مرجئة أهل السنة فاحذر الافتراء).
أتدري ماذا ارتكب الحداد في هذا الكلام القليل من الطعنات في شيخ الإسلام ابن تيمية وكل ذي ريبة يسلك هذه الطرق الملتوية. لقد طعنه ثلاث طعنات نجلاء.
1-طعن فيه بأن قوله هذا تهوين من شأن الإرجاء. وما أدراك ما نظرة القطبيين والتكفيريين إلى الإرجاء. إنها أخطر البدع عندهم وعلى رأسهم محمد قطب الذي يهذي به كثيراً لينال من أهل السنة ويرى أنه لا يقل عن العلمانية إن لم يكن شراً منها. وما رأيت أحداً يزيد على محمد قطب في الهذيان بالإرجاء إلا الحداد الماكر وكم مرة ذكره في هذا الكتاب وكم مرة ذكره في غيره , ليطعن به الأبرياء منه وقد وصم عامة الناس بالأرجاء الغالي في أول كتاب (عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) فوصفهم بأنهم ظنوا أن الإسلام يجب ويهدم كل شرك أو بدعة تخالطه فما يضر المسلم مع الإسلام معصية ولو كانت الشرك أو الضلال أو الفسوق وهذا الإرجاء الذي فشا فيهم... )).
فالإرجاء أنواع شرها هذا الذي ذكره بل غلاة المرجئة يقولون لا ينفع مع الكفر طاعة ويحمل الحداد حملات شعواء على مرجئة الفقهاء موهماً أنهم قد ارتكبوا شر أنواع الإرجاء.
وبعد هذا التهويل بالإرجاء يأتي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيطعن فيه بأنه يهون من الإرجاء أي هذا الإرجاء الذي يحذر وينذر من خطره الحداد الناصح الأمين , فأين ابن تيمية المهون من هذه الجريمة الكبيرة التي يرى المنغمسون فيها أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ولو كان الشرك أو الفسوق , من الحداد الناصح الأمين والنذير العريان.
فإن قال الحداد وأولياؤه: إن الحداد المسكين لا يقصد ما ذكرت.
قلت : بلى لا يقصد إلا هذا وترداده للإرجاء وتَهويله به في هذا الكتاب وفي غيره لأوضح دليل أنه لا يقصد إلا هذا وما أورد ابن تيمية بعد كل هذا إلا ليطعن فيه، والله أن ابن تيمية ليرى الإرجاء بدعة ولكنه لعدله أراد التفريق بين الغلاة وغيرهم وما ألف كتابه " الإيمان " إلا لدحض الإرجاء.
2- الطعنة الثانية : هي طعنه في ابن تيمية بمخالفة إجماع العلماء فما يريد بقوله : (( ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على أن المرجئة مبتدعة ضلال إلا ليطعن في ابن تيمية بأنه خالف إجماع العلماء وهو يردد هذا بين جلسائه ويزيد بأنه يخالف الأصول , وقد سمعنا هذا في بيتي أنا وغيري من أحد كبار أتباعه أي نسبته ابن تيمية إلى مخالفة الإجماع ومخالفته الأصول.كيف يكون ابن تيمية قد خالف الإجماع ؟ فمن انتقد البدع كلها بما فيها الإرجاء مثل ابن تيمية.
والإرجاء أنواع بينها ابن تيمية وغيره من المؤلفين في الفرق كأبي الحسن الأشعري والبغدادي والشهرستاني. ولكن لا تجد نقداً مثل نقد ابن تيمية.
فهل الحداد يجيد نقد أهل البدع نقداً علمياً أو عمله مجرد الشغب على ابن تيمية والسلفيين.
والمتتبع لسيرة أهل الحديث وموقفهم يرى التفريق بين دعاة أهل البدع وبين غير الدعاة فيهجرون الدعاة ويقاطعونَهم ويهينونَهم ويفتون بقتلهم ويعاملون غير الدعاة بغير هذه المعاملة. من أخذ العلم منهم ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ولا سيما المرجئة منهم فهل هم بعملهم هذا يهونون من شأن البدع عند الإمام الحداد الغيور ؟.
فهذا الإمام أحمد موقفه من المرجئة غير الدعاة يشبه ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال ابن مفلح في " الآداب الشرعية " : (1/ 229) :
(( قال أحمد في رواية الفضل: وقيل له: ينبغي لأحد أنه لا يكلم أحداً ؟
فقال: نعم إذا عرفت من أحد نفاقاً فلا تكلمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الثلاثة الذين خلفوا فأمر الناس أن لا يكلموهم قلت: يا أبا عبد الله كيف يصنع بأهل الأهواء ؟ قال : أما الجهمية والرافضة فلا, قيل له فالمرجئة ؟ قال : هؤلاء أسهل إلا المخاصم منهم فلا تكلمه ونقل الميموني نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة الذين تخلفوا بالمدينة حين خاف عليهم النفاق وهكذا كل من خفنا عليه , وقال في رواية القاسم بن محمد : إنه اتَهمهم بالنفاق وكذا من اتَهم بالكفر لا بأس أن يترك كلامه )).
وقال أبو داود (ص276) من مسائل أحمد : (( فلت لأحمد لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء فنكتب إلى خراسان نقرؤهم السلام ؟ قال: سبحان الله لم لا نقرؤهم )) ؟!.
وقال : (( قلت لأحمد : نكلمهم ؟ قال نعم إلا أن يكون داعياً ويخاصم فيه )). وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء (1/61) من مسائل أحمد : ((سألته (يعني الإمام أحمد ) عمن قال : الإيمان قول يصلى خلفه قال : إذا كان داعية إليه لا يصلى خلفه , وإذا كان لا علم لديه أرجو أن لا يكون به بأس )).
فهل رواية السلف عن المبتدعة غير الدعاة تَهوين من شأن البدع. وهل تجويز أحمد إقراء السلام على المرجئة تهوين من شأن بدعة الإرجاء ؟
وهل تكليم المرجئة غير الدعاة وتجويز الصلاة خلف المرجئة غير الدعاة تهوين من الإمام أحمد لشأن هذه البدعة ؟
فما هو رأي العلامة محمود الحداد ؟
إن رأيه خلاف رأي السلف وخلاف رأي الإمام أحمد فقد اعترض على الإمام أحمد في تفريقه بين الداعية وغير الداعية وهذا مذهب السلف.
فقال في حاشية رقم (41) (ص68)من جزء من المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد " : ((وتفرقته - رحمه الله – بين الداعي وغيره فيها نظر , وأدلة ذلك كله قد فصلتها في كتابي الكبير (( إزالة النكرة )) )). فهل الإمام أحمد والسلف وابن تيمية وأتباعهم خالفوا الأدلة التي لا يعلمها إلا الحداد أليس في هذا تضليل للسلف وتجهيل لهم بمخالفتهم للأدلة التي عرفها وجهلوها وأتبعها وخالفوها ؟
فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة بل الخوارج بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة.
وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين وسائر الأمهات والمسانيد والجوامع إذا أخذنا بِهذا المذهب الحداد ي الذي فات الأمة وهدى الله إليه الحداد وشيعته العظماء.
وللعلامة الحداد قاعدة عظيمة جهلها سلف الأمة وعلمها الحداد وعمل بِها الحداد وشيعته وطبقوها – لشدة تمسكهم – على أهل السنة قبل غيرهم فطعنوا فيهم وبدعوهم وقاطعوهم وهاجروهم وشنوا عليهم من الدعايات الكاذبة بما لم يفعله ولم يسبقهم إليه ألد خصوم أهل السنة.
هذه القاعدة هي كما قال الحداد في شريط (( ماذا حدث )) وفي ( ص 12- 13)من الصفحات التي فرغ فيها الشريط : ((وقال لي الشيخ دع ابن حجر والنووي والشوكاني ورشيد رضا ولنتكلم كلنا في قطب )).
قلت له : (( يا شيخ نتكلم عنهم جميعاً وعن كل مبتدع , والقاعدة في التبديع واحدة , وخطر المبتدعين كلهم واحد وكله شديد على أهل السنة وعدم الكلام في واحد منهم يجعلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )) ويجعل لأهل البدع علينا حجة )).
وبهذه القاعدة التي اخترعها الحداد شغب شغباً شديداً على أهل السنة وخالف السلف كما رأيت وطعن في ابن تيمية كما قرأت وما يدرينا ما موقفه من السلف فالرجل كاذب ماكر لايبدي كل ما في نفسه ولا يستطيع كل مريب أن يجهر بما ينطوي عليه ويكنه من البلايا.
3- والطعنة الثالثة : الفاجرة الخبيثة وهي قوله : (( ومن ذلك من يقول مرجئة أهل السنة فاحذروا الافتراء )).
فمن يقصد الحداد بِهذا الكلام الظالم الجريء , إنه يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية بالقصد الأول ثم علماء أهل السنة الذين يقولون بهذا القول من السابقين والمعاصرين )).
قد يساورك شك في أنه يقصد الإمام ابن تيمية لكن إذا تذكرت أن الحداد نقل كلام ابن تيمية هذا من كتاب الإيمان وإذا علمت أن ابن تيمية عدَّ مرجئة الفقهاء من أهل السنة في الموضوع نفسه الذي قال : إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة لفظي زال عنك الشك فاستمع إلى ابن تيمية ماذا يقول في كتاب (( الإيمان )) ( ص 281-282 ) الموضوع الذي أخفاه الحداد مكراً !.
((ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي , و إلا فالقائلون بأن الإيمان قول , من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان – وهو أول من قال ذلك , ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد , وإن قالوا : إن إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب , كما تقوله الجماعة , ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة )).( )
فهل زال الآن الشك عنك في قصد الحداد ثم انظر إلى ابن تيمية كيف وضع وجهة نظره في كون الخلاف لفظياً , ومن أي جهة تناول هذه القضية وهي جهة اتفاق مرجئة الفقهاء مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد واتفاقهم مع أهل السنة بأن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب.
ومع هذا فقد ناقش المرجئة بما فيهم مرجئة الفقهاء نقاشاً علمياً مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه من أن الإيمان لايزيد ولاينقص ومبيناً بطلان حصر الإيمان في التصديق وغير ذلك ومع كل ذلك يتطاول عليه هذا الجاهل الظالم العاجز.عن مناقشة المرجئة من الفقهاء فضلاً عن غيرهم من غلاة المرجئة وسائر أهل البدع.
4- وطعنه رابعة في كتابه (( يوم لاظل إلا ظله )) (ص70) حيث يقول : ((وأما المرجئة فالمسلمون عندهم كلهم مؤمنون كإيمان جبريل وزيادة الإيمان ونقصه عندهم كفر, والأعمال ليست من الإيمان , وبعد هذا كله يقول قائل :
(بدعة لفظية ) لا حقيقية. فإن سلمنا قال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد أنفسهم )).
فض الله فاه يقصد شيخ الإسلام، ثم قال : وبعد هذا يقول : مرجئة أهل السنة , فهل يقال (( جهمية أهل السنة)) !؟ المرجئة فرقة ( ) غير أهل السنة فكيف يكونون منهم , ولهذا بسط يطول)).
فأنت تراه يلاحق شيخ الإسلام ويلح عليه كل ما وجد فرصة إلى طعنه أو غمزه بِهذا الأسلوب الماكر وهل المرجئة الذين. قال إن الخلاف بينهم وبين أهل السنة لفظي هم الذين يموه بهم الحداد على القراء ؟.
لقد بين شيخ الإسلام من يقصد كما نقلناه عنه آنفاً.
ثم انظر إلى مكره كيف ساق الحديث للطعن في شيخ الإسلام وأن قوله مما يكب الناس في النار على وجوههم.
ثم انظر إلى إلزامه الفاسد فهل يقال : جهمية أهل السنة.
فيقال له فهل الإرجاء مثل التجهم وهل إرجاء الفقهاء الذي عناه ابن تيمية مثل الإرجاء الغالي أو مثل التجهم ثم هل تنكر تسامح أحمد وغيره من السلف رحمهم الله مع مرجئة الفقهاء وغير الدعاة.
5-وطعنة خامسة في كتابه ((يوم لا ظل إلا ظله )) (ص 56- 57) قال الحداد في الموضوع المذكور متحدثاً عن المحبة في الله : (( أعني محبة الناس وكذلك محبة الأشياء الأخرى كالمساجد إلى أن قال فمن تقدم في قلبه محبة السوق على المسجد أو بلده على بلد الله الحرام أو بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البلاد التي هي خير من بلده فذلك منكوس القلب :
ثم قال : معرضاً بالإمام ابن القيم :
((ومن هذا الباب قول بعضهم حين يريد بيان زلة متصدر ( فلان حبيب إلى قلوبنا , ولكن الحق أحب إلينا منه)). فهل هو حبيب في الله لاتباعه السنة ودفاعه عنها وعن أهلها , وهذا الكلام مشهور عن ابن القيم قاله في أبي إسماعيل الهروي صاحب (( منازل السائرين )) ومع زلل الهروي فله دفاع مجيد عن السنة وعن أهلها فله في ذلك ذم الكلام والفاروق وكانت بينه وبين الأشعرية معارك عنيفة من أجلها قال ابن القيم تلك العبارة.
ثم قال الحداد : (( ومن ذلك ( أي من انتكاس القلوب ) فرقة جمعت بين الإرجاء والخوارج قال أئمتها نحب بقدر (( يعنون بذلك أن كل شخص نحبه لما فيه من حسنات ونبغضه بقدر ما فيه من سيئات وهذا ضلال مبين فعلى هذا هم يحبون إبليس بقدر إيمانه بأن الله رب العالمين....
والخمر يحبونها لما فيها من المنافع والتداوي المحرم )).
فأضاف إلى انتكاس القلوب الجمع بين الإرجاء ورأي الخوارج وأضاف إلى الكل الضلال المبين.
قد يقال إنه يقصد الإخوان والقطبيين الذين يدندنون حول الموازنات بين الحسنات والسيئات فنقول قد يقصدهم , ولكنهم يحتجون بكلام ابن تيمية الذي يقول إن الحب والبغض قد يجتعان في شخص واحد لأنه قد يجتمع فيه الخير والشر والحداد يعرف هذا ويقصد ابن تيمية بالدرجة الأولى كما عرفنا ذلك عنه وكما شاع الحط منه ومن عصابته في ابن تيمية.
وقد ظلم الطرفان ابن تيمية فالحزبيون يستغلون كلامه في الدفاع عن دعاة البدع غلواً منهم فيهم والحداد يغلو ويتظاهر بالغلو في محاربة أهل البدع فيرى أن المبتدع تضره حسانته( ).
وابن تيمية لا يريد هذا ولا ذاك وكتبه مليئة بالهجوم على أهل البدع والتحذير منهم بدون موازنات وإنما يقصد بكلامه في اجتماع الحسنات والسيئات الرد على الخوارج. الذين يكفرون بالذنوب وينكرون الشفاعة ويسقطون إيمان وأعمال العصاة بالكبائر إذا ماتوا مصرين عليها وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب و السنة ويرد أيضاً على أناس تشددوا عل مثل الباقلاني و أبي ذر الهروي فكفروهم وهذه أبواب غير أبواب الجرح والتعديل والتحذير من البدع وباب النصيحة وغيرها مما أجمع عليه السلف من جواز بل وجوب ذكر القدح والجرح بدون ذكر الحسنات كما في كتب الجرح الخالصة للجرح وكما في كتب الجرح والتعديل الشاملة للنوعين.
وكما في كتب السنة وكتب العقائد وهو منهج سديد عادل منصف دل عليه الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع وممن حكى الإجماع عليه شيخ الإسلام نفسه والنووي وقد برهنت على ذلك في كتاب (( منهج أهل السنة في النقد )) وسقت فيه أقوال علماء الإسلام وأئمته.
وهو منهج لا يتم صون الإسلام وحمايته إلا به ولا يتم حماية أهل السنة من غوائل البدع والشرور إلا به. وليس من الظلم أن تذكر الإنسان بما فيه من بدعة أو كذب أو غش نصحاً للمسلمين وتحذيراً لهم من البدع والشرور.
إنما الظلم أن تطعن في إنسان بما ليس فيه ولوكان كافراً، وهذا الفعل لايفعله إلاظالم جهول وكم يحصل هذا من أهل الأهواء والبدع يظلمون أهل السنة فيرمونهم ويطعنون فيهم بما هم منه برآء وقد فعله الحداد الظلوم الجهول.

الفصل الثامن
غمزه لشارح الطحاوية ورمية للطحاوي بالتجهم

قال الحداد ( ص70 ) : (( الطحاوية أحذر منها منذ سبعة عشر عاماً ولم يحدث يوماً أن أوصيت بها ( ).
وفي الأصل بلايا غير الإرجاء وغير مقدمتها وفيها تعالى الله عن الأعضاء والجهات. وهذه جهمية تنفي اليد والوجه والساق بزعم أنها أعضاء وتنفي العلو بزعم أنه محال عليه تعالى الجهة وفيها غير ذلك كثير.
والشرح فيه لين ( ) في مواطن كثيرة وفيه أشيا على طريقة أهل الكلام.
وقد قال أحمد في رسالة عبدوس – رحمه الله تعالى – (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ))( ).
أقول : لا نعرف الطحاوية في العقيدة إلا مع شروح أهل السنة مثل شرح ابن أبي العز وقد حققه عالمان من أهل السنة.
الأول : أحمد شاكر العالم السلفي الشهير , والثاني : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
ثم شرحه شرحاً موجزاً كل من : الشيخ محمد بن مانع ثم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز ثم الشيخ الألباني , فلا يخشي على القراء الضرر منها.
وكل علماء أهل السنة والحديث يحترمون شرح ابن أبي العز للطحاوية ويعتزون به ويحترمون الشارح ولم نعرف الطعن في هذا الكتاب إلا من أهل البدع والضلال خصوم المنهج السلفي.
ثم وجدنا أشدهم طعناً فيه هذا الجاهل المتعالم المتظاهر بالسلفية مع حربه لأهلها وشغبه عليهم محمود الحداد ( ).
ثم إن على الحداد في هذا الكلام مآخذ :
أولاً : رميه للطحاوي بالجهمية , وحمل كلامه على نفي الوجه واليد والساق بزعم أنها أعضاء ونفي العلو :
فهذه جرأة من هذا الإنسان لم يسبق إليها.
قال الشيخ ابن باز حفظه الله مبيناً مقصد المؤلف الطحاوي بهذا الكلام : (( هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته , وليس لهم بذلك حجة ؛ لأن مراده رحمه الله تنـزيه الباري سبحانه عن مشابهة المخلوقات لكنه أتى بعبارة مجملة فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو لأن الخلق لا يحيطون به علماً..
وأما الغايات والأركان والأعضاء والأدوات , فمراده رحمه الله تنـزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم... وأهل البدع يطلقون مثل هذه الألفاظ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق.
وقال الشيخ الألباني : (( مراد المؤلف بهذا الفقرة الرد على طائفتين :
الأولى : المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جسماً وجثة وأعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
والأخرى : المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه.... )).
ونقل عن الشيخ محمد بن مانع ما يؤيد كلامه.
وأنه قال : ما كان أغنى الإمام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة.
ولو قيل : إنها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندي ببعيد إحساناً للظن بهذا الإمام.... )) ثم أثنى على الطحاوي خيراً واعتبره من أكابر العلماء وأعاظم الرجال )).
راجع شرح الشيخ ابن باز ( ص10-11 ).
وشرح الألباني(ص28-29).
وأما ابن أبي العز شارح الطحاوية فقد أسهب في شرح هذه الألفاظ وتوجيهها بما يتمشى مع المنهج السلفي ووضع القواعد النافعة خلال ذلك ولا يخرج في مجموعه عما قرره العلماء السالف ذكرهم.
راجعه من (1/ 260-270 ).
أما الحداد فليس لديه إلا الشغب على أهل السنة وإثارة الفتن وما أبعده عن النصحية واحترام أهل السنة.
2-وأما رمي الحداد للطحاوي بنفي العلو عن الله تعالى فهذا من ظلمه وظلمة قلبه وعقله.
فالرجل على طريقة أهل السنة المثبتين لصفات الله ومنها العلو.
قال : في هذه العقيدة : (( والعرش والكرسي حق : هو مستـغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه , وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ))( ) .
انظرها مع شرح الألباني ( ص37 ).
ومع شرح الشيخ ابن باز ( ص15 ).
3- قال الحداد : (( والشرح فيه لين في مواطن كثيرة )).
أقول : الرفق واللين أمر مطلوب شرعاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش )) هذا لما ردت على يهودي حينما قال السام عليكم فقالت عائشة :
(( عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم )). البخاري (( الأدب )) (حديث6030).
ثم إن الرجل يطلق الكلام على عواهنه ويجازف في كثير من كلامه.
فأين هي المواطن الكثيرة التي يدعي أن ابن أبي العز شارح الطحاوية قد لان فيها وهل هو لين في بيان الحق أو هو لين يضيع الحق ؟.
هذا وقد قال الحداد في (( عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) ( ص90 ) :
(( درج كثير من أهل السنة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل والشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة من الإرجاء وغيره )).
وقد طولب هو وأشياعه ببيان هذه البلايا فعجزوا وعجز شيخهم وهذا العجز أكبر دليل على كذب الحداد وأن كلامه هذا من ضمن برنامجه الخطير في محاربة أهل السنة وكتبهم.
4- قول الحداد : والشرح فيه لين في مواطن وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.
فهذا الكلام تلقاه عن أهل البدع والضلال فمنذ قُرِّرَ هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية في حدود 1381هـ وهم يرجفون بهذا الكلام لإبعاد هذا الكتاب الذي يربي أبناء العالم الإسلامي على عقيدة أهل السنة والتوحيد ولا يوجد كتاب يسد مسده.
فشرقوا به ويثيرون عليه مثل هذه الضجة المغرضة فالحداد يردد كذباً. ما يقوله أعداء السنة في هذا الكتاب القائم على أدلة الكتاب والسنة في إثبات العقيدة والرد على أهل البدع بأصنافهم من مشبهه وجهمية معطلة ومرجئة وخوارج فلذلك ضاق أهل البدع به ذرعاً.
وقول الحداد : وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.
يريد أن يطعن به في الشارح وأن يبدعه بل يريد فيما يبدو تبديع من اعتمد عليهم في الشرح مثل ابن تيمية وابن القيم فإن ابن أبي العز قد اعتمد على كلامهما لعله في جل كتابه وهذا أمر معروف عند أهل السنة ولعل الحداد يعرف ذلك. ولتحقيق هذا الهدف قال : (( وقد قال أحمد في رسالة عبدوس رحمه الله (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم )).
بهذا الأسلوب الماكر يريد أن يبدع ابن أبي العز السلفي الصادق، ويريد أن يبدع من ترسم خطاهم ونقل كلامهم من مجاهدي أهل السنة وأئمتها كابن تيمية وابن القيم. ثم نسأله هل ابن أبي العز من أصحاب الكلام حتى تنـزل عليه وعلى أئمته كلام الإمام أحمد رحمه الله.
إن الإمام أحمد يقصد بأهل الكلام خصوم السنة والمنهج الحق من المعتزلة والجهمية الذين أفسدوا عقائدهم وعقائد من تابعه تابعهم. فيرى أحمد أن هؤلاء حتى وإن نصروا السنة في ردودهم على الفلاسفة والنصارى و الملاحدة. فهم مع ذلك أهل بدع لأن عقائدهم وأصولهم قائمة على الفلسفة اليونانية المسماة بعلم الكلام فهؤلاء هم الذين عناهم احمد رحمه الله.
ولا ينطبق كلامه والعياذ بالله على أئمة الإسلام المجاهدين المناضلين عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدلة الكتاب والسنة وبرا هبنهما.
ثم إن ابن أبي العز وابن تيمية وابن القيم أشد الناس عداوة لعلم الكلام و أشد الناس تحذيراً منه.
إن كلام الحداد في ابن أبي العز ثم عجزه عن سوق الأمثلة للبلايا الكثيرة التي ادعى أنها في الكتاب لمن البراهين الواضحة على افترائه لتشويه هذا الكتاب السلفي.
وإذا شئت أن تعلم براءة ابن أبي العز من علم الكلام وبغضه له ولأهله فاقرأ الكتاب لترى كيف حارب علم الكلام في هذا الكتاب من بدايته.
فقال رحمه الله في مقدمته ( 1/ 17 ) : (( فعن أبي يوسف – رحمه الله – أنه قال لبشر المريسي : (( العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل : زنديق أو رمي بالزندقة... وعنه أيضاً – من طلب العلم بالكلام تزندق...)).
وقال : وقال الإمام الشافعي- رحمه الله - : (( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام)).
قال: (( وذكر الأصحاب في الفتاوى أنه لو أوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون)).
وطعنه كثير في الكلام والمتكلمين في ثنايا الكتاب. فكيف يرميه هذا الجاهل بأن في كتابه أشياء عل طريقة المتكلمين وينـزل عليه كلام أحمد.
إن مواقفه الكثيرة من أهل السنة السابقين والموجودين لتدل على أن في قلبه غلاً وحقداً عليهم فبعداً وسحقاً لهذا الصنف الرديء من البشر وقطع الله دا برهم.

الفصل التاسع
من عجائب هذا الحداد

ما قاله في شريط (( ماذا حدث )) وفي الصحفية العاشرة من تفريغه (( ومع ذلك كان بيني وبين الشيخ يعني ربيعاً )) خلافات وذكر منها خلاف في أبي حنيفة رحمه الله.
ثم قال : (( في شريط العلم )) (( الشعب العراقي مظلوم )) فلما كلمته في ذلك و أن هذا القول مخالف للشرع , فإن الله تعالى يقول (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ) ويقول (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ).
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي الدعاء للعراق , لأنها أرض فتن.
قال : كلا بل هم مظلومون وظلمهم صدام.
وهذا الكلام في ذلك الوقت وفي كل وقت خطير )).
وذكر الحداد أن في هذا الشعب فرقاً ضالة منهم الشيعة والصوفية واليزيدية وغير ها من فرق الضلال.
أقول : إني لا أذكر أنه جرى بيني وبينه خلاف في هذه المسألة بل لا أذكر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يتكلم عندي جبناً منه لا أدبا.
وهب أنه حصل هذا الخلاف بيني وبينه. فهل قولي مخالف للشرع أو قوله ؟
إني لا أشك في أن في الشعب العراقي فرقاً ضالة من شيعة وصوفية وغيرها.
ومع ذلك فهل هناك مسلم يعتقد أن صداماً إمام عادل , وأن ما يفعله بالشعب العراقي من إذلال واضطهاد وقتل وتشريد عدل منبثق من شريعة الإسلام ؟
وهل أحد من المسلمين الصادقين أو العلماء الفاقهين يقول : إن من قال صدام ظالم ظلم الشعب العراقي بل والشعب الكويتي بل والألوف من المصريين الذين قتلهم والآلاف من البشر الذين قتلهم وشردهم أيام أزمة الخليج.
وأن الآلاف من الأكراد من رجال ونساء وأطفال الذين قتلهم وشردهم مظلومون ؟.
فهل يقول مسلم أو عالم أن هذا القول مخالف للشرع ؟.
وإن فعل صدام كل هذه الأفاعيل موافق ومنبثق من شريعة الإسلام ؟
وهل إذا مَلَّكَ الله الحداد رقاب شعب كالشعب العراقي سيفعل مثل صدام ويعتبر هذا ومن شريعة الإسلام ؟
أما أنا فأعتقد أن صداماً ظالم طاغية جبار عدو لله ولرسوله وللإسلام وما يفعله ظلم شنيع في نظر الإسلام والمسلمين. بل حتى في نظر غير المسلمين. وأنه لا يجوز قتل النساء والأطفال ولو كانوا كفاراً واضحين.
وإن الطريقة التي يقتل بها صدام رجال ونساء الشعب العراقي يبرأ منها الإسلام. فقتل الكافر لا يجوز إلا بطرق وشروط معينة بينها وشرطها الإسلام.
وأخذ الأموال في الإسلام لا يجوز إذا كان غنيمة أو فيئاً في جهاد إسلامي لإعلاء كلمة الله ولا من كفار أهل ذمة إلا بشروط يشرعها ويجيزها الإسلام لا بطريق صدام الفوضوي البعثي.
والآن نسأل ما سر إثارة الحداد لهذا المسألة وتردادها وإذا أعتها في الشريط وفي المذكرة التي أشاعها أصحابه ؟
هل الرجل من أولئك الذين أيدوا صداماً وشهدوا له بأنه بطل إسلامي في أزمة الخليج وأن جهاده إسلامي لما كان يستهدف ديار الإسلام والسنة و التوحيد ؟
إن هذا غير مستبعد فقد أيد صداماً وزكاه من تظاهر بالإسلام والجهاد أكثر من الحداد الغامض المتستر بالعزلة.
وقد يكون من الأدلة والشواهد طعنه في هيئة كبار العلماء وفتواهم إبان أزمة الخليج ذلك الطعن الخبيث الذي جرى به قلمه فقال : (( أما علماء السوء الذين يقولون مالا يفعلون بل في زماننا منهم الكثير ممن لا يقول الحق ولا يفعله ! فهؤلاء ليسوا بحكام إلا على شرار الجهال من العوام.
وهم عبيد السلاطين : اليوم يحرمون الحلال بأمرهم , وغداً يحللون الحرام بأمرهم , وهكذا ففتاويهم حاضرة حضور الدينار والدرهم والجاه والمنصب هان العلم عليهم فقبلوا المال عنه , فإنا لله وإنا إليه راجعون , فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ينتزع العلم بانتـزاع العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا... )).
انظر كتاب (( الجامع في الحث على حفظ العلم )) تأليف العسكري والخطيب البغدادي وابن عساكر وابن الجوزي ( ص19 ) بتحقيق الحداد وقد فرغ من ا لقسم الأول منه في (7/2/ 1411هـ) في شدة الأزمة.
ثم ما معنى قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) [ الأنعام : 29]
ذكر ابن جرير فيها أقوالاً لأهل التفسير وهي :
1- أن المؤمن ولي المؤمن والكافر ولي الكافر وهو قول قتادة.
2- وقال بعضهم يتبع بعضهم بعضاً في النار من الموالاة وهو المتابعة.
3- وقال آخرون نسلط بعض الظلمة على بعض بما في ذلك الجن والإنس( ) . رجح ابن جرير الأول , وكلها تدل على جهل الحداد وسوء فهمه للقرآن.
فقد سمى الله الطرفين ظالمين. وفهم المفسرون ذلك ولم يقل أحد منهم أن قتل وظلم الجبابرة لشعوبهم عدل.
تعالى الله عن قول الحداد علواً كبيراً.
ولما قتل موسى صلى الله عليه وسلم القبطي الكافر الظالم قال : ( هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه الغفور الرحيم ) القصص الآية 15-16.
ولام الله اليهود على الخيانة ولو للكافرين. وعلى أكل الربا والسحت ولو من أموال الكافرين. وقال ( وإذا الموؤدة سئلت ).
ولام المشركين على قتل أولادهم. والآيات في هذا كثيرة في تحريم الظلم ولو كان على الكافرين فضلاً عن المسلمين.







طه صدّيق 21 Mar 2014 09:36 PM




خطورة الحدادية الجديدة
وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة (1 ) :


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ من يستقرئُ أحوال الحدادية الجديدة وكتاباتهم ومواقفهم يُدرك أنَّهم يسيرون على منهج فاسد وأصول فاسدة يُشابهون فيها الروافض وسوف أَعرِضُ في هذا المقال ما تيسَّر منها نصيحةً للمسلمين وللسلفيين منهم بصفة خاصةٍ ليحذروهم وليحذِّروا منهم .
وممَّا ألجأني لبيان شيءٍ من أصول وأحوال هذه الفئة الضالَّة إسرافهم في السبِّ الشنيع والبُهت الفظيع الذي يُنشر في موقعهم المسمَّى بـ (الأثري !) الذي يخجلُ منه الروافض وكلُّ أهل الملل (!) ,ومن بُهتِهم الذي ينشرونه في هذا الموقع ما قاله أحدهم وهو الذي سمَّى نفسه بـ (السحيمي الأثري) (!) في مقال سمَّاه :
 لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين 
بتاريخ 8/4/2005م ضمَّنه كلاماً قبيحاً لا يصدُرُ إلاَّ من أحطِّ البشر أخلاقاً ويصعبُ حكايته على النفوس الحيَّة ,ومنه العبارات الآتية :
1- قال طاعناً في علماء المنهج السلفي(!) :( شيوخ يكذبون , ويفترون , و يظلمون , ويصغون للنمامين الغشاشين الأفاكين ويبنون حكمهم على حكم هؤلاء وهم والله الذي أقسم به لا شريك له لا يعرفون في أي وادٍ سارت فتواهم أو أحكامهم الجائرة ) !!
- أقول : وهذا من أفرى الفِرى على هؤلاء العلماء الأفاضل .
2- وقال : ( يا قوم أأصبحتم رافضة وصوفية و.........(كلمة لا أستطيع حكايتها)!! ) !!
- أقول : وبهذا الأسلوب فاقوا الروافض في بُهتهم وقذارة كلامهم و بشاعته .أيليق بمسلم أن يسوق مثل هذا الفجور وقول الزور تحت الآية الكريمة التي عنون بها لهذه القبائح والمخازي ؟! .أليس هذا من تحريف كلام الله و الانحراف به عن مقاصده الشريفة ومنها تربية الأمَّة على الأخلاق العالية ؟! فوالله لو جاء بعنوانٍ من كلام الروافض لهان الأمر ,أما أن يسوقها تحت آية من كلام الله تبارك وتعالى فهذا أمرٌ-واللهِ-لا يُطاق ,وما أظنُّ مسلماً مهما بلغ من الضلال أن يحتمل مثل هذا الأسلوب (!) ومما يزيد الأمر فظاعةً أن يتلقاه أعضاء هذا الموقع بالترحيب والتأييد (!!).
وهاكم ما تيسَّر ذكره من أوجه الشبه بينهم وبين الروافض :

- الوجه الأول : التقية الشديدة ؛فالرافضي يعترف لك بأنَّه جعفري ويعترف ببعض أصوله وعقائده الفاسدة .وهؤلاء لا يعترفون بأنَّهم حدادية ولا يعترفون بشيءٍ من أصولهم وما ينطوون عليه .
- الوجه الثاني : السرية الشديدة في واقعهم وموقعهم في الشبكة المعروفة بالأثري بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة حيث يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر (!) ؛وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر بحيث لا يظهر كثير من أحوالهم .
- الوجه الثالث : الرفض فالروافض رفضوا زيد بن علي لما تولَّى أبا بكر وعمر والحدادية رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصولهم فقالوا :
1- ( هل الجرح والتعديل الذي في علم المصطلح هو نفسه كلام الأئمة والعلماء في أهل البدع والأهواء ,أو بمعنى آخر هل تطبق قواعد هذا العلم في الكلام على أهل النحل ؟) (!)
2- ( إن علم الجرح والتعديل جانبي من علوم الشريعة له ضوابط وقواعد محددة معروفة بينها أهل هذا العلم في كتبهم . أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة ينظر في الأصول ويستقرأ الأدلة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل وهل خالف منهج أهل السنة والجماعة أو لا ؟ ) (!)
3- ( علماء الجرح والتعديل قد يتكلمون في الراوي بسبب أمور لا تستدعي جرحه ,أما العلماء إذا تكلموا في شخص وبدَّعوه فبعد النظر في منهج أهل السنَّة والجماعة واستقراء الأدلَّة لأنَّهم يعلمون خطورة التبديع وفرق بين هذا وذلك ) (!)
4- ( علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سبباً للحكم على الآخرين ما لم يأخذوا بهذا الجرح ,أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم وإلاَّ أُلحق بهم من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع ) (!)
5- ( ولهذا فإنَّ قواعد علم المصطلح محدودة لا تتجاوز إطارها الذي وضعت فيه ,وإن وقع تشابه في بعضها بين كلام الأئمة في أهل البدع والأهواء فلا يكون ذلك حاملاً لتطبيق باقي القواعد في الحكم على الرجال الذين هم خارج الرواية . هذا الذي يدندن حوله الشيخ فالح ويريد من الشباب السلفي أن يتنبَّه إلى تلبيس أهل الأهواء في هذا الجانب فهم يريدون منهم أن تطبق قواعد المصطلح في الكلام على أهل البدع لكي يردُّوا أحكام العلماء فيهم ) (!)
وقد رددتُ على هذه الأصول الفاسدة التي أهانت علماء الجرح والتعديل وأهانت أصولهم العظيمة في كتابيه ( أئمة الجرح والتعديل هم حُماة الدِّين ).
- الوجه الرابع : رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد .
- الوجه الخامس : رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات ورفضوا أقوال علماء السنة في بيان الأحوال التي يرخص فيها الشرع الحكيم وتجاهلوا النصوص القرآنية والنبوية في مراعاة المصالح والمفاسد والأخذ بالرخص وأرادوا تكبيل المنهج السلفي وأهله بآصارهم وأغلالهم المهلكة .
- الوجه السادس : إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
- الوجه السابع : تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم لماذا يفعلون هذا ؟
- الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض .
- الوجه الثامن : الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية ؛وهذا ما أخترعه عبد اللطيف باشميل لما فشل محمود الحداد وعصابته في المواجهات الوقحة للعلماء والطعن الظاهر فيهم وأسقط الله الحداد. فأراد عبد اللطيف المضي قدماً بمنهج الحدادية في ثياب جديدة وخلف أسوار وتحت ظلمات المكر.
فأظهر-مكراً- احترام علماء نجد زعماً منه أنهم مقلدة ودعاة تقليد -وحاشاهم من ذلك- وقام هو وبعض عصابته بنشاط قوي في دعايات وكتابات استهدفوا بها أهل المدينة فأسقط الله كيدهم .
وتظاهر بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه فافتعل بأكاذيبه وخياناته عدوًّا للإمام محمد بن عبد الوهاب ألا وهو الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني الموالي للإمام محمد بن عبد الوهاب والسائر على منهجه منهج السلف الصالح افتعل منه عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به وادعى للألباني منهجاً خاطئاً يسير عليه أهل المدينة .
لماذا اخترع هذا المنهج ؟ ليتمكن من إسقاط الألباني وجهوده خلال ستين سنة في خدمة التوحيد والسنة وإسقاط مواجهاته للبدع وأهلها ،كل البدع بما فيها الإرجاء وليغرس العداوة والبغضاء بين أهل السنة والتوحيد في نجد وبين إخوانهم من أهل التوحيد والسنة في المدينة والشام واليمن وكل مكان تنتشر فيه السنَّة وينتشر فيه التوحيد .
وكان فالح يسير مع عبد اللطيف في هذا الميدان بصورة خفية ماكرة تظهر علاماتها بين الفينة والفينة إلى سنوات قريبة ، ثم أظهر أصوله الفاسدة ومنهجه في الصورة الجديدة التي هي أخطر وأقبح من واقع الحدادية القديمة وبرزت فيها الأصول الباطلة المهلكة الهدامة للمنهج السلفي وأهله وأخيراً فضح الله هذا المنهج وأصحابه -بعد تستر طويل- أكثر وأكثر بدفاع فالح عن عبد اللطيف باشميل وأباطيله وأكاذيبه وافتراءاته على الألباني وأهل المدينة وتزكيته وبالدفاع عن الحدادية وعن غيرهم من أهل الباطل الذين واجههم الشيخ ربيع وبَيَّن الشيخ ربيع في مواجهتهم أباطيلهم وأوضح المنهج السلفي المضاد لتلك الأباطيل والأصول الفاسدة .
وبكل ما ذكرتُ يكون فالح وعصابته قد مَرَقُوا من المنهج السلفي وأصبحوا من ألدِّ خصومه ،ويظهر للعاقل أنهم أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال .
- الوجه التاسع : أنهم يفترون على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة وبأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة وكذبوا ورب السماوات والأرض جملة وتفصيلا والشيخ ربيع وإخوانه مشهورون بمحاربة البدع جميعاً ومنها الإرجاء بكل أصنافه وأخيراً وصفوهم بالرفض والصوفية و....... ! (كلمة لا أستطيع حكايتها) (!!!) . وللقوم أكاذيب وافتراءات وخيانات وبتر متعمَّد لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة . وكذب وتحريف في الدفاع عن أعضائهم ومن يقودهم . وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض والفئات والأحزاب الضالة .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- بعد ذكر مخازي الروافض ومنها موالاتهم للكفَّار ضد المسلمين قال :[ فهم أشد ضررًا على الدين وأهله، وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية؛ ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة‏.‏ فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبًا ولا أكثر تصديقًا للكذب وتكذيبًا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس، وهى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان‏)‏، وفى رواية‏:‏ ‏(‏أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‏:‏إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏)‏‏ ] اهـ.
فهؤلاء الحداديون يُشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق فهناك مقالات وأقوال صادقة قائمة على الكتاب والسنَّة كذَّبوا مضمونها وردُّوها ومنها أقوال لعلماء فحول حرَّروها في قضايا الإيمان ومسائل الأصول ردُّوها ورفضوها. وهناك من الأقاويل والأباطيل والأكاذيب والتحريفات أيَّدوها ونصروها وكم فجروا في خصومتهم لأهل السنَّة هذا بالإضافة إلى صفاتهم التي سلفت .
- الوجه العاشر : التدرج الماكر على طريقة الباطنية وإن كنَّا لا نرى أنَّهم باطنية لكن نرى أنَّهم شابهوهم في التدرُّج والتلوُّن .
فقد كانوا إلى عهد قريب يتظاهرون باحترام مجموعة من العلماء ويرون أن من خالفهم فقد كذب الإسلام وكذب القرآن والسنة ,ونسف الإسلام ويدعون إلى تقليدهم بحماس فلما ظنوا أنهم قد قوي ساعدهم واشتد عودهم أعلنوا عليهم الحرب وسفهوا أقوالهم وجرَّأُوا عليهم الأوغاد , وهكذا يتدرجون في دعوتهم السرية , يبدأون بالتظاهر باحترام الإمام ابن باز إلى ابن تيمية , ثم يندرجون بالأغرار شيئاً فشيئاً إلى أن يعتقدوا أنهم قد أحكموا القبضة عليهم ،يبدأون في إسقاط العلماء بطريقتهم الماكرة واحداً تِلْوَ الآخر إلى أن يصلوا إلى ابن تيمية ثم هم كالروافض إذا خافوا تظاهروا باحترام الصحابة وحبهم والتَّرضِّي عنهم فإذا أَمِنُوا سبُّوا الصحابة وطعنوا فيهم ,وهؤلاء الحدادية يفعلون مثلهم إذا أَمِنُوا طعنوا في العلماء الطَّعن الذي ذكرنا بعضه في بداية هذا المقال .
وانظر ما يصنعون بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف .
وفي هذه الأيام تظهر لهم عناوين في شبكتهم ( الأشري )كالتالي :
1- التوحيد أولا يا دعاة الإسلام للعلامة الألباني .
2- اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهَّاب للعلامة المحدِّث الكبير الألباني.
3- الشيخ الألباني يردُّ على الذين يعرفون الحق ويكتمونه . - قلتُ : ليطعنوا بذلك كذباً وزوراً في أهل السنة حيث لم ينصروهم ويؤيدوا أكاذيبهم وأصولهم الفاسدة المناهضة لأصول السلفية والمنهج السلفي .
4- الزكاة للعلامة الشيخ محمد العثيمين .
5- الزكاة وفوائدها للعلامة العثيمين .
- قلت : وهم يطعنون فيه وفي إخوانه كبار العلماء منذ قامت حركتهم الحدادية الأولى وفي المرحلة الجديدة التي تواجه المنهج السلفي وأهله ويَرُدُّون أقوالهم الصحيحة التي تُخالف منهجهم الفاسد ,وقد طعن شيخهم في الشيخين فكفى تلاعباً وذَرًّا للرَّماد في العيون .
- الوجه الحادي عشر: التعاون بينهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على
الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة .
- الوجه الثاني عشر : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً ,وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة .
وهذه الأمور يدلُّ بعضُها فضلاً عن كلِّها على أنَّ هذه الفئة ما أُنشِئت إلاَّ لحرب السنَّة وأهلها مما يُؤكِّدُ هذا أنَّك في هذه الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنَّة وأهلها تجدُ هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حرباً ,حيث لا شُغلَ لهم ولا لموقعهم المًُخصَّص للفتن إلاَّ حرب أهل السنَّة ومنهجهم وأصولهم وحرب موقعهم السَّلفي الوحيد (سحاب) الذي يرفع راية السنَّة ويذَّبِّ عنها وعن أهلها .
وما يذكرونه في موقعهم المسمَّى زوراً بـ (الأثري) (!) عن بعض العلماء ما هو إلاَّ ستراً لأنفسهم ,وإلاَّ للتَّقَوِّي بذلك على حربهم لأهل السنَّة .
وإنَّ بعض أعمالهم هذه في هذه الظروف العصيبة ليكشفُ كشفاً جليًّا على أنَّ هذه الفئة إنَّما هي دسيسة أُعدَّت لتحقيق أهداف وأهداف (!) .
فلا يغرنَّكم أيها السلفيون تباكيها الكاذب ودعاواها الباطلة التي تفضحُها أقوالهم وأصولهم ومواقفهم وأخلاقهم وأكاذيبهم الظاهرة المكشوفة لمن له أدنى بصيرة وإدراك.
- الوجه الثالث عشر : الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت ,لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه , وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني .
انظر كيف أقاموا الدنيا وأقعدوها لما انتقد الشيخ عبيد الجابري أحد قادتهم الأطفال فرفعوا من شأن هذا الطفل سنا وعلما وأخلاقا , وأوسعوا الشيخ عبيداً الجابري طعناً وتحقيراً بعد أن كانوا يبالغون في تعظيمه كعادتهم في العلماء غيره حيث كانوا يتظاهرون بتعظيمهم فلمَّا خالفوا أباطيل رمزهم الحالي وخالفوهم في أباطيلهم وجهالاتهم وأكاذيبهم أوسعوهم طعناً وتكذيباً وتحقيراً (!!).
فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام ,فقد أخرج البخاري في صحيحه (3151) بسنده إلى أنس رضي الله عنه قال: ( بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله  المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله  خَبَّرَنِي بهن آنفا جبريل قال: فقال عبد الله : ( ذاك عدو اليهود من الملائكة ) ! فقال رسول الله  :( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) قال: أشهد أنك رسول الله ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله  أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا فقال رسول الله  : ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرُّنَا وابن شَرِّنا ووقعوا فيه ) (!) .
قال الحافظ في الفتح (7/298) شرح حديث (3911) : ( في رواية يحيى بن عبد الله فقلت : يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور , وفي الرواية الآتية : " فنقصوه ، فقال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله ) .
والشاهد من هذا أنَّ اليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا خيرنا وابن خيرنا , ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه .
وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم , وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال .
ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!) ويتمادحون بذلك , فيقال لهم ما روي عن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-أنه قال لمسيلمة لما ادَّعَى النبوة وشرع يقرأ على عمرو-رضي الله عنه-أكاذيبه التي يسميها قرآنا فقال له : ( والله إنك لتعلمُ أَنِّي أعلم أنَّك كاذب )
فكل السلفيين -لا عمرو واحد- يعلمون أنَّكم كذَّابون في كل ما واجهتم به أهل السنة ويعتقدون فيكم أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضروا السلفية وأهلها بشيء وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله  : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) صحيح مسلم (1920)
وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه : (باب قول النبي  : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) وهم أهل العلم ) .
فهذا ما تيسَّر ذكره من أصول هذه الطائفة المشابهة لأصول الرافضة وأفعالهم ومنهجهم .
برَّأَ اللهُ الإسلام من أعمالها وأخلاقها وأصولها
إنَّ ربنا لسميع الدعاء
والله أعلم
وصلَّى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلَّم .

وكتب : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
ليلة 15 ربيع الأوَّل 1426هـ
---------------------------------------

(1 ) : وإن كانت هذه الفئة تتحلَّى بمشابهة الروافض فيما ذكرناه من أوجه الشبه فإنَّا ومن منطلق الإنصاف لا نقول بأنَّهم روافض ولكن ما نقوله فمن باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إنَّك امرئٌ فيك جاهلية ) وإن كان من قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هذا القول قد تاب فوراً وأناب إلى الله تعالى ,فليتَ هؤلاء يتوبون إلى الله من هذه الخصال الذميمة .



ابومارية عباس البسكري 21 Mar 2014 09:37 PM

جزاك الله خيرا وثبتك الله على السنة حتى الممات اريد ان يساعدني احد الاخوة على جعلها ملف بدياف لتعم الفائدة فعندنا احد طلبت الحجوري عاد مؤخرا من دماج

طه صدّيق 21 Mar 2014 09:41 PM

هذه المقالات منقولة من موقع الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله الذي لا يعمل حاليّا مسجّلة عندي في الحاسوب

طه صدّيق 21 Mar 2014 09:56 PM



أبشر أخي وجدت

الأصول السلفية التي خالفها يحيى الحجوري ومن معه للشيخ أبي عمار على الحذيفي

لتحميل وقراءة الملف منسَّقًا

(من هنا)
https://www.box.com/s/m3j7jw6un565jv9ui6sz


طه صدّيق 21 Mar 2014 09:57 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه، أما بعد، فهذا رد طيب ومميز لشيخنا الشيخ عبدالله البخاري -حفظه الله تعالى- على يحيى الحجوري اليمني وأتباعه.



رابط مباشر:

http://www.elbukhari.com/download/es...al_hajoory.mp3
التفريغ:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلّم وبارك على رسول الله وآله وصحبه وسلَّم،
هذه المسألة قد تكَّلمنا عليها من قديم، والذين يُدافعون عن هذا الرَّجل أحدُ الشَّخصين؛ إمَّا أنه يجهل ما عنده، ولا يدري ما عنده من انحرافات وضلالات، فيُعرَّف إذا كان يبحثُ عن الحقّ، يُعرَّف بالتي هي أحسن لعلَّه يرجع إن شاء الله.
وإمَّا شخصٌ يعرف ما عنده من بلايا وخزايا وضلالات وانحرافات، فهذا يأخذُ حُكمَه، ويُلحقُ به -أسأل الله السلامة والعافية-، وإلاَّ فإن الرَّجل قد تكلّمنا ورددنا عليه من قديم ومن حديث، فلا أدري الأمور التي وقع فيها هذا الشَّخص المجموعة فيه، لو أنَّها فُرّقت على أفراد لبُدّع الواحد منهم بواحدة، كيف وقد اجتمعت فيه؟ ومن ذلك دعواه وافتياته على مقام النُّبُوَّة، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُخطئ في وسائل الدَّعوة، ورميُه للنبي -عليه الصلاة والسلام- بهذه الموبِقة؛ بل وقوله بأمرٍ أعظم حين أذن بنشر رسالةٍ فيها التقرير بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يُقبل قوله إلا بدليل، أيُّ دليل تريد أيُّها القبيح؟ عندما تطلب من رسول الله الدَّليل، أما نقول الكتاب والسنة؟ أيُّ سُنَّة هذه؟ سُنَّة من؟ أما سُنَّة النبي عليه الصلاة والسلام؟ أليس الله -جلَّ وعلا- يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾؟ يقول الحسن البصري -رحمه الله- كما عند ابن أبي حاتم في الزهد: "كانوا يقولون إنَّنا نُحبُّ الله فأراد الله أن يجعل لحُبّهم إياه علامة، فأنزل ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾" ثم هذا يقول: أن قول الرسول يحتاج إلى دليل ولا يُقبل إلا بدليل، وأن الصحابة -رضي الله عنهم- أول من قال بالإرجاء عثمان بن مضعون -رضي الله تعالى عنه-، وأنَّ مِنَ الصحابة من شارك في قتل عثمان! كَذَبَ وفَجَر وألقِم الحجَر، ولا يُفرّق بين محمد بن أبي بكر الصديق هل هو صحابي ولا تابعي ولا تصح نسبة هذا القول إليه، -أعني إلى محمد- وأنه شارك في قتل عثمان -رضي الله عنه-، بلايا وخزايا كثيرة -بارك الله فيكم-، و و و ومسائل ومسائل، ثم بعد هذا يتذرَّعه الناس، طعونه في أهل السُّنة.. إفتياته على أهل السُّنة.. جهلُه في الحديث الذي يتصدَّرَ فيه.. عندما يقول: إن الحديث قد أخرجه عبد الرحمن بن الحسن في فتح المجيد؛ هل هذا كتابُ عزوٍ أصلاً حتى تعزو إليه، تقول عبد الرحمن بن الحسن في الفتح المجيد؟!!
لا يعرف معنى التخريج!! -بارك الله فيكم-، ثم هذه الأشياء والأشياء تطاولت وتطاولت أيُّما رجلٍ عقد الولاء والبراء على أقواله، غلُوٌّ ليس له نظير، أثَّروا في الدعوة في كلّ مكان، من لم يقُل بقول يحيى إذاً قوله باطل إذن هو حزبي إذن هو كذا، عقدوا ألوية الولاء والبراء على مقالته وعلى قوله، هذا هو الابتداع في دين الله، فرَّقوا الأمة الاسلامية السلفية في كلّ مكان، وأنتم ترون وتنظرون وتسمعون في بلدانكم، ونحن يأتينا من كل مكان الطلبة؛ قالوا كذا، يمشي بعضهم شهرًا أو شهرين أو ثلاثة أو كم يبقى هناك أيَّامًا وليالي يسيرة ثم يرجع إلى بلده، في موسكو يتّصلون عليه من موسكو، حضروا أيامًا هناك ثمَّ رجعوا مُذكّرات: عُبيد حزبي، عبد الرحمن العدني حزبي، فلان حزبي، أنت تتكلَّم عن الاتحاد السوفياتي السابق، أناس لا تعرف ممكن كيف تعبد الله ولم تنطق بعضها بالشهادة، توزّع إليها مذكّرة فلان حزبي .. فلان حزبي .. فلان كذا .. فلان كذا ..؟؟ هل هذا من دين الله تفرّق الناس وتُمزّقهم على أمور وضلالات وانحرافات وافتياتات وكذب صُراح مثل الشَّمس في رابعة النهار؟ رأينا هذا في اندونيسيا؛ كتابات عندي إلى الآن، كُتُب ومغلَّفة مطبوعة في المطابع بحزبية عبيد وحزبية فلان وحزبية الوصابي وحزبية فلان وحزبية فلان.

ماهذا؟ كلَّ من لم يقُل بهذا فهو حزبي مبتدع، أعوذ بالله من الضلال، عقدوا ألوية الولاء والبراء على هذه المقالات الفاسدة الكاسدة، يقول عبد الحميد الحجوري هذا الذَّنب ليحيى في كتابه الذي أسماه "الخيانة الدَّعوية، حجر عثرة في طريق الدعوة السلفية" وإذا به قرَّضه وقرأه كذا يحيى إبن كذا، طبعًا ينهلون الألقاب التي ليس لهم منها نصيب، يحيى الحجوري أنه قرأه وأذن بنشره، ماذا في هذا؟ إنحرافات كثيرة منها:

أبياتٌ شعرية تدُلُّ على الحلول والانتحال، أنه لو أذابوه -يحيى يعني- لو أذابوه لصار لحمه سُنَّةً، ولصار آيات الكتاب الباقي!! إيش هذه الحلولية ووحدة الوجود هذه؟ يحيى لو ذاب لحمه صار سُنَّة؟ والذي يبقى من عضمه ونُخاعه هو آيات الكتاب؟ ماقيلت هذا في رسول الله يا شيخ، ما قيلت هذا في أشرف خلق الله بعد رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ الصحابة هنا في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما في عند أحمد وغيره بسند صحيح؛ إختلف بعض الصحابة مع ابن عباس -رضي الله عنه- يقول لهم: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ويقولون: قال أبو بكر وعمر، قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟.

ثم هذا يقول ويقولون في هذا الكتاب لشاعرٍ من هؤلاء الذين كتبوا الشعر في الثناء على هذا شعرٌ ليس له خطامٌ ولا زمام، يقول: لو أذابوه لصار لحمه سُنَّةً ولكان آية الكتاب الباقي، ويوصفونه بأنه إمام الثَّقلين -يعني- إمام الإنس والجن!! يعني حتى الجن ما تركوهم؟ من لم يقُل من الجن بأن يحيى إمامهم فهو إيش؟ أضلُّ من حمار أهله -عندهم-.

ماهذا؟ ماتركوا شجرًا ولا حجرًا ولا مدرًا ولا إنس ولا جن، يا إخوتاه !! دين الله -جلَّ وعلا-، النّبي -عليه الصلاة والسلام- جاء للناس بالهداية، ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾؛ هؤلاء ما نزلوا في بلدٍ إلا صاروا نقمةً على أهلها، يُجرّمون الناس ويُحزّبونهم على مثل هذه الانحرافات، ماذا تريد؟ يا أخي الأمر لا يحتاج إلى كلّ هذه الاضاحات، قد بيّن الصبح لكل ذي عينين لمن أراد أن ينظر، ثم بعد هذا نفتات؟ زد على هذا وأقول هذا جزء وجملة ممَّا عند الرجل من انحرافات عقدية و و إلى آخره وعلمية شنيعة، لا يتكلم عنها صغار وصبيان التوحيد وأطفال التوحيد، أما من حيث السلوك وبذاءة اللسان وقبح اللسان، فحدّث من هذا ولا حرج، أقول فحدّث من هذا ولا حرج، جاءني بعض الطلبة لمّا غرَّ قرنُ أبي الفتن -أبو الحسن المصري المأربي- بدأت فتنته في ذلك الوقت، جاءني بعض الطلبة قالوا: هذا يحيى الحجوري ردَّه ومن عندهم في ثلاثة أشرطة حتى يُقال أنه أوّل من تكلم، كأن الأولية هنا مهمة، المهم أن تتكلم بعلم ما تتكلم بجهل، أوّل ولا آخر ولا وسط، الله -جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾؛ استمعتُ إلى هذه الثلاث أشرطة؛ والله يا أخي أعوذ بالله ليتني لم أستمع إليها، من القبح الذي فيها، مع أنني رددت على أبي الحسن وأرى أنه من ضُلال هذا الزمان ومنحرفٌ وكتبنا في هذا في الرد عليه، لكن! يجب أن يكون الرَّد بعلم، الإمام ابن تيمية يقول كما في ردّه على البكري: "العلم شيئان؛ إما نقلٌ مصدق وإما بحثٌ محقّق وما سوى ذلك فهذيان مزوّق".

قم يا فلان ماذا عندك على أبي الحسن؟ عندي أنه كان كان يفعل ما أدري إيش.. ها تبًّا له ماأدري إيش.. قم أنت يافلان ها عندك قصيدة قل عليه لا تبول عليه، كلُّه هكذا، بول لا تبول كذا ما أدري إيش، قبائح.. ألفاظ نابية، فلمَّا سألني الإخوة بعد أن أعطوني بعد أيام؛ قلت من أسوأ ما سمعتُ في حياتي هذه الأشرطة، لما فيها من القبح والبذاءة والنبي -عليه الصلاة والسلام- ماكان فاحشًا -عليه الصلاة والسلام- والصحابة هكذا كانوا -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- يقتفون أثره، سب..شتام..شتام.. شتام.. أعوذ بالله كلما رماه به ألفاظ قبيحة تدل على حنق شديد نعوذ بالله من ذلك؛ نسأل الله السلامة والعافية، على كل حال لا تشغلونا بمثله، فقد تكلّمنا ورددنا عليه من قديم، وما يزداد الأمر والحمد لله إلا وضوحًا للذي كان مضطربًا أو متردّدا. نعم.

========================

وقام بالتَّفريغ مُحبُّكم في الله
أبو زيد إسماعيل بن الحسن بن محمد سلاسي
-غفر الله له ولوالديه وللمسلمين-


منقول من شبكة سبل الهدى السلفية

طه صدّيق 21 Mar 2014 10:04 PM




[جَوَابُ الشَّيخُ محمّد بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى - :]

مَا بَيْـنَـنَـا وَبَيْنَـهُ شَيْءٌ، بَيْنَـنَـا وَبَـيْـنَـهُ الذِي سَمِعْـتُـمْ، مَا بَـيْـنِـي وَبَـيْـنَـهُ أَيّ خُصُومَةٍ، لَـكِنْ زَادَتْ وَقِيعَـتُـهُ في عُلَمَـاءِ السُّنَّـةِ، هُوَ وَطَلَـبَـتُـهُ، وَتَـجَـاوَزَ الحَدَّ، وَمَا سَلِمَ مِنْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقَعْ بَـيْـنِي وَبَـيْـنَـهُ أَيُّ شَيْءٍ، لاَ في عِرْضٍ وَلاَ مَالٍ، حَتَّى أَتَـكَلَّمَ، فَسُئِلْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ: هُوَ سَفِيهٌ وَمَاذَا تَذْهَبُونَ إِلَى دَمَّاج!! تَتَعَلَّمُونَ عِنْدَهُ السَّفَـهَ، وَهُوَ كَالشَّيْخِ فاَلِح أَوْ أَشَدّ، ثَلاَثُ كَلِمَـاتٍ قُلْـتُـهَا أَنَا، وَالأَدِلَّـةُ قَـائِمَةٌ عَلَـيْـهَا، يُسَبُّ عُلَمَـاءُ السُّنَّـةِ، رُؤُوسُ الدَّعْـوَةِ السَّلَفِـيَّـةِ في مَـجْلِـسِـهِ بِالقَـصَائِـدِ، وَهُوَ يُـثْـنِـي عَلَى هَؤُلاَءِ السَّـبَابِيـنَ، فَنَحْنُ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الـحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَنَسْأَلُ الله جَلَّ وَعَلاَ السَّلاَمَـةَ وَالعَافِـيَـةَ.
مَعْـهَـدُ دَمَّـاج فُـتِـحَ لِتَعْلِيمِ السُّنَّـةِ، لاَ لِسَبِّ عُلَمَـاءِ السُّـنَّـةِ، وَمَشَايِـخِ السُّـنَّـةِ، وَشَتْـمِـهِـمْ وَالوَقِيعَـةِ فِيهِمْ، وَالآَن تَـحَـوَّلَ إِلَى هَذَا.
القَصَائِدُ تُلْقَى في سَبِّ مَشَايِـخِ السُّنَّـةِ، أَعْلاَمُ السُّنَّـةِ، مَاذَا يُقَالُ في هَذَا !! إِذَا كَانَ هَذَا مَا هُوَ سَفَه، فَلاَ أَدْرِي مَا هُوَ السَّفَهُ!!
فَنَحْنُ نَسْأَلُ الله العَافِيَـةَ وَالسَّلاَمَـةَ، وَلِيَـقُولُوا مَا قَالُـوا، وَلِيَـقُولُوا مَا شَاءُوا، فَلاَ يَـضُرُّنَا ذَلِكَ، وَنَحْنُ مَأْمُـورُونَ بِـأَنْ نَـقُولَ بِالـحَـقِّ، وَأَنْ نَـتَـكَلَّمَ بِكَلِمَـةِ الـحَقِّ، غَضِبَ مَنْ غَضِبَ، وَرَضِيَ مَنْ رَضِيَ، وَلَيْسَ بَـيْـنِي - كَمَـا قُلْتُ لَكُمْ - وَبَيْنَ الشَّيْخ يحي الحجُورِي أَيَّ خُصُومَةٍ مُسْـبَـقَـةٍ، أَبَدًا، وَلَكِنْ لَـمَّـا انْـتَـهَى إِلَى هَذَا الـحَدِّ، قُلْـتُ بِالذِي أَعْـتَـقِـدُهُ، وَأَدِيـنُ الله جَلَّ وَعَـلاَ بِـهِ، وَعَلَى كُـلِّ حَالٍ لاَ نَـزِيدُ عَلَى هَذَا الذِي ذَكَرْتُـهُ، وَالسُّـؤَالُ قَدْ كَـثُـرَ عَـنْـهُ، وَأَنَا أَقُولُـهُ الآنَ، وَأَعْلَمُ أَنَّـهُ يُـسَـجَّـلُ، وَلِـيُـسَجَّـلْ، لأَنَّهُمْ قَدْ جَـاءُونِي في مَسْجِـدِي في الـمَدِينَـةِ وَقُلْتُ لَهُمْ : " هَذَا الكَلامُ صَحِيحٌ "، وَلَسْـتُ بِالذِي يَـتَـهَـرَّبُ.
وَأَمَّا الغُلُـوُّ فِـيـهِ، فَحَدِّثْ عَنْهُ وَلاَ حَرَج، إِمَامُ الثَّـقَلَـيْـنِ، وَلَوْ مُسِحَتْ نَعْلُهُ إِلَى مَا أَدْرِي مَتَى، مَا وُفِّـيَ حَـقَّـهُ، وَخُذْ مِنْ هَذَا الكَلاَمِ الذِي تَـتَـقَـزَّزُ لَهُ الـمَسَامِعُ، وَلَوْ ذَوَّبُـوهُ لَصَارَ لَـحْمُهُ سُنَّـةً، وَلَكَانَ آياتِ الكِتَابِ البَاقِي، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَالعَجِيـبُ أَنَّـهُمْ يَـقُـولُـونَ إِنَّـكُمْ تَسْـمَـعُونَ مِنَ الوُشَـاةِ، نَحْنُ سَمِعْـنَـا هَـذَا مُسَجَّـلاً بِأَصْوَاتِ هَـؤُلاَءِ الـمُـتَـكَـلِّمِـيـنَ، وَقَـرَأْنَــاهُ في بَعْضِ الكُتُبِ التي طُبِعَت، وَخُـصُـوصاً هَذَا الكِتَاب الذي كَـتَـبَـهُ الـحَـجُـورِي عَبْدالـحَمِيد، في الـخِيَـانَـةِ الدَّعَوِيَّـةِ، هَذَا، القَصَائِـدُ مَوْجُودَةٌ فِـيـهِ.
الشَّيْخ رَبِيع مُـؤَخَّـراً يُسَبُّ بِقَصِيدَةٍ، وَيَـقُـولُ لِلْسَابِّ بَـارَكَ اللهُ فِيكَ، وَخُـذْ مِنْ هَذَا، مَـاذَا يُـقَـالُ بِالله عَنْ مِثْلِ هَذَا !! إِذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا هُوَ السَّفَه، أَنَا لاَ أَعْرِفُ سَفَهًا.
فَنَحْنُ نَسْأَلُ الله العَافِـيَـةَ وَالسَّلاَمَـةَ، وَلَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ أَيْضاً في السَّفَهِ، وَأَقِـفُ عِنْدَ هَذَا الـحَـدِّ، لاَ خَــوْفاً، وَلاَ عَـجْـزاً، وَلَـكِنْ لأَنَّـهُ لاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ في السَّفَـهِ، وَإِنَّ مَـا ذَكَـرْتُـهُ لَـكُمْ لِـتَـعْـلَمُوا بَـعْـضَـهُ فَـقَـطْ، وَوَاللهِ مِـثْـلُ هَذَا الكَلاَمِ، العَاقِـلُ النَّـبِـيـهُ، ذُو الشِّـيمَـةِ، وَالعِـفَّـةِ، يُـعِـفُّ لِسَانَـهُ عَـنْـهُ، وَلَـكِـنْ أَحْيَاناً تَضْطَـرُّ إِلَى حِـكَـايَـتِـهِ اضْطِرَارًا.
فَـأَنَـا أَحْكِـيـهِ، أَوْ أَحْـكِي بَعْضَهُ لَـكُمْ، لِتَعْلَمُوا سَبَبَ هَذِهِ الكَلِمَـاتِ الثَّلاَثِ التي قُـلْـتُـهَا، وَنَـسْـأَلُ الله - جَلَّ وَعَـلاَ - السَّلاَمَةَ مِنَ الزَّلَـلِ في القَوْلِ وَالعَمَلِ، كَمَا نَسْأَلُـهُ - جَلَّ وَعَلاَ - الهِدَايَـةَ وَالتَّـوْفِيـقَ، والله أَعْـلَـمُ، وَصَلَى الله وَسَلَّمَ وَبَـارَكَ عَلى عَـبْـدِهِ وَرَسُولِـهِ نَبِـيِّـنَا مُـحَمَّد وَعَلى آلِـهِ وَصَحْـبِـهِ أَجْـمَعِيـنَ." اهـ


ويمكنكم تحميل المقطع الصوتي للسؤال المذكور فقط مع جوابه.
حمل من هنا
https://sites.google...HadiHajouri.rar

أو من هنا
http://up.ye14.org/d...ajouri-rar.html

أو من هنا
http://www.reeem.inf...load.php?id=880


.
المصدر : منتديات نور اليقين



طه صدّيق 21 Mar 2014 10:05 PM

الإيضاح والبيان لجملة من أكاذيب يحيى الحجوري هداه الله لسلوك منهج السلف أهل الصدق والعرفان



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن من الصفات التي أمر بها الإسلام الصدق في الحديث، ونهى عن الكذب، والصدق من أشرف الصفات وأزكاها، والكذب من أخس الصفات وأرداها ..

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه.



وقال أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- " يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان".



http://www.sahab.net...topic=17690&hl=



والكذب في اللغة الإخبار بما يخالف الواقع.

وقد يكون عن خطأ وسهو، فلا يوصف بالكذب إلا إن أصر على خطئه بعد تنبيهه، وكابر، وكذلك إذا كثر ذلك منه، بحيث يكثر منه الإخبار بخلاف الواقع، ويفحش منه، فحينئذ يوصف بالكذب.

وقد يكون الإخبار بخلاف الواقع عن عمدٍ، أو عن سوء ظن، فكلاهما الأصل فيه الذم.



أما الأول -وهو الإخبار بخلاف الواقع عامداً-: فإن كان في جهادٍ مع العدو، أو في الإصلاح بين الناس، أو بين الرجل وزوجته لحاجة، فهذا مما استثني على خلاف بين العلماء هل يجوز من باب التورية أو لا؟



أما في غير ذلك فهو حرام، ومن كبائر الذنوب.



وإن كان كذباً على الله وعلى دينه عمداً فهو ردة عن دين الإسلام، وإن كان من باب التأول والجهل فقد يكون معذوراً في بعض الأحوال، وقد يكون مبتدعاً، وقد يكون كافراً حسب نوع كَذِبه.

فمن زعم أن لله ولداً من باب الجهل والتأول فهو مشرك زنديق ولو زعم أنه جاهل.



وأما الثاني-وهو الكذب بسبب سوء الظن-: فالأصل فيه المنع، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظن فإنه أكذب الحديث)) متفق عليه.

وأمر الشرع بحسن الظن بمن يكون أهلاً لذلك.

أما في حق الكافر فالأصل فيه إساءة الظن.

وكذلك الفاسق فهو أهل لسوء الظن، لا سيما ما يتعلق بفسقه، وكذلك المبتدع، الأصل فيه سوء الظن، لا سيما فيما يتعلق ببدعته، وما تجر إليه.

ومن عادة أهل الأهواء اتهام أهل السنة بالكذب، وتعمدهم الخلط بين ما وقع من السني من باب الخطأ والسهو، أو من باب العمد وسوء الظن، والخلط بين ما يكون مبناه على العمد أو سوء الظن.

وهذه طريقة الحلبيين والحجاورة، ثم تبعهم المليباري الجديد.

ومن عادتهم المظهرة لدغل قلوبهم، وبعدهم عن الشرع: تلقف أخبار الكذابين والمجاهيل، كأنها أخبار الثقات، وفرحهم بكلام كل مفترٍ وناعق.

كل هذا إعراضٌ منهم عن قول الله جل وعز: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]

والعجب أن كلا الطائفتين-الحلبية والحجورية وقلدهم المليباري الجديد- يزعمون أنهم أهل حديث وجرح وتعديل، ثم نراهم متنكبين طريقة أهل الحديث، ويأخذون الحكايات والقصص والأحكام الفاجرة عن أهل (إجحاف=جحَّاف)، و(غربان بَينٍ)، و(أكراد حدَّادٍ= أيوب البدعة)، و(مسيء عشَّارٍ)، و(غول سوءٍ)، و(مهزوم هلالٍ)، و(محطم مسورٍ)، و(ابن قائد شرٍّ)، و(جبوري الضلال) ونحوهم من مبتدعة الحلبية والحجورية أهل الإجرام والفساد..



وهذا المقال جزء من كتابي في كشف حال الحجوري، وهو تحت الطبع.





الحجوري كذاب

من صفات الحجوي: الكذب، مع الإصرار، وعدم التوبة فيما نعلم.

لقد تعددت كذبات الحجوري، وبلغت الآفاق، وليس المراد هنا كذبه في تبديع السلفيين، ووصفهم بما ليس فيهم بما له فيه شبهة شيطانية، ولكن في الأمور التي يخادع بها أصحابه، ويريد أن يخرج من مأزق فيقع في مأزق الكذب.

من تلك الأكاذيب:

الكذبة الأولى: زعمه أن شيخ الإسلام رحمه الله وصف قدامة بن مظعون أنه وقع في شبهة الإرجاء.

الكذبة الثانية: زعم الحجوري أن فرعون دعا إلى توحيد الربوبية! وعزى هذا الكذب إلى كتاب فتح المجيد، وإلى قول جميع أهل السنة والجماعة.

فقد كذب على الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وكذب على أهل السنة.

ولم يقل أحد من أهل السنة أن فرعون كان يدعو إلى توحيد الربوبية!

فكيف يدعو إلى توحيد الربوبية، وهو يقول أنا ربكم الأعلى؟؟

وغالب المشركين لا يدعون إلى توحيد الربوبية، لكن قد يقرون بتوحيد الربوبية، ولا يكون ذلك كافياً في جعلهم موحدين، ففرق بين الإقرار مع نقصانه، وبين دعوة الناس، دعوة الغير إلى توحيد الربوبية.

وإنما قد يدعو إلى توحيد الربوبية بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن وقعوا في الشرك، لكنهم يحصرون التوحيد في الربوبية، ويزعمون أنه معنى الشهادة، ويصنفون المصنفات لبيان توحيد الربوبية، فهؤلاء يصح أن يقال عنهم إنهم يدعون إلى توحيد الربوبية على ما عندهم من الخلل الكبير، والتحريف المشين.

الكذبة الثالثة: زعمه أن أبا ذر t اعترض على رسول الله r، وهذا كذب، وقد سبق بيانه.

الكذبة الرابعة: إقراره للشاعر بوصفه له أنه إمام الثقلين اليمني، ثم إنه أنكر أنه أقر الشاعر، فكذب في إنكاره، ثم بعد ذلك الشاعر تراجع، وأعلن تراجعه، لكن أين توبة يحيى الحجوري من إقراره الشاعر، وتقديمه لكتاب مطبوع فيه ذلك الشعر؟!

وإذا وجدت توبة سرية فقط؛ فهذا لا يصلح هكذا، هذا عبثٌ، هذا خداعٌ، يخدعون الناس.

الكذبة الخامسة: قال الحجوري عن الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية: «ولا يمكن يدخل الجامعة الإسلامية الحزبية, الجامعة الإسلامية حزبية بحتة نعم فيها سلفيون غرباء » بهذا اللفظ، فلما أنكرها عليه الشيخ عبيد الجابري حفظه الله؛ نفى الحجوري، وأنكر، ثم لما جيء له بصوته هل تاب؟ هل أناب؟ لا، بل هجم على الشيخ عبيد، وبدأ يطعن فيه، ثم وصفه بسبت الحزبية الجديدة، ثم أعلن تبديعه، ثم صار يوالي ويعادي على تبديع الشيخ عبيد!

وتوارد أصحاب يحيى الحجوري على نفس منوال شيخهم في الكذب والتكذيب، والتلبيس والتلفيق.

الكذبة السادسة: قال عن فتاوى اللجنة الدائمة: «القراءة في "فتح الباري" خير من القراءة في "فتاوى اللجنة الدائمة" لأن الحافظ يذكر الأدلة على مسألته، أما "اللجنة الدائمة" فهي عبارة عن قولهم: "حلال حرام". بدون ذكر الدليل، وأيضا "فتاوى اللجنة الدائمة" عزف الناس عنها».

وهذا كذب ظاهر، يدل على مجازفة الحجوري، وكلامه بغير علم، وعلى أنه يكذب بكل وقاحة، فمن اطلع على فتاوى اللجنة الدائمة وجدها تزخر بالأدلة، والتفصيل، والتأصيل، وبعض الفتاوى فيها اختصار، بما يقتضيه المقام، وهذه طريقة أهل العلم والفقه في الدين، ولكن الحجوري قليل الأدب مع العلماء، لا يتأدب معهم في الخطاب، ولا يعرف الطريقة الخطأ من الصواب، لجهله وغروره.

الكذبة السابعة: زعم أن الشيخ عبيداً لا يبدع أبا الحسن المأربي.

وهذا كذب ظاهر، فتبديع الشيخ عبيد الجابري لأبي الحسن المأربي مشهور معروف، بل قال عنه: «إن الرجل ليس من أهل السنة في منهجه، فمنهجه فاسد والذي أتيقنه من حال الرجل أنه إخوانيٌّ جلد ماكر لعاب مدسوس بين مشايخ السنّة وطلاب العلم في اليمن حتى يفرق كلمتهم ويجعلهم أحزاباً وشيعاً». شريط مراحلنا مع أبي الحسن.

الكذبة الثامنة: زعم أن الشيخ عبيداً لا يبدع سيد قطب.

وهذا كذب ظاهر، والشيخ عبيد الجابري قد بدع سيد قطب من سنوات، ونشر كلامه فيه من بداية فتنة الحلبي، ثم جاء الحجوري في فتنته يلوك عرض الشيخ عبيد الجابري بالفرى والأكاذيب.

وقد قال لي الشيخ عبيد الجابري قبل سنوات : «لا أشك في أنه ضال مبتدع، وقد صرحت بهذا قبل سنتين، وأنا الآن أقول: أنا لا أترحم عليه، ولا أثرب على من يكفره»، وقال حفظه الله في رده على محمد حسان: « ﺍﻥ ﻣﻦ ﺧَﺒَﺮَ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻟﻠﺤﻖ ، ﺍﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻼ‌ ﻣﻨﺎﺯﻉ ، ﻓﺘﻜﻔﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻣّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟُﺰﺍﻓﺎً».

الكذبة التاسعة: نفي الحجوري أنه قال بمشاركة بعض الصحابة في قتل عثمانt، مع أنه نص على ذلك في كتابه أحكام الجمعة(ص/305) الطبعة الأولى، ثم حذف ذلك في الطبعة الثانية ليستقيم له كذبه! { إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].

الكذبة العاشرة: افترى على الشيخ عبيد الجابري أنه يدافع عن الحزبية في الجامعة الإسلامية. انظر: موقع الحجوري: طليعة الإبطال لثرثرة وتلبيسات عبيد الجابري المنحرف الضال.

الكذبة الحادية عشر: قال الحجوري عن مركز الفيوش:« ومركز فراغ وبجانب البحر تارة سباحة وتارة كذلك فسحة»([1]).

وهذا كذب، لأن المركز بعيد عن البحر نحو ساعة.

الكذبة الثانية عشرة: قال الحجوري هداه الله : «لا تُضَحِّ بالعلم من أجل أن تكون فيوشياً، يعطونك سيارة، ويسلمونك بيت مع مفتاح»([2]).

وهذا كذب ظاهر، ويعلم الحجوري أنه كاذب، والشهود كثير على كذبه، وافترائه.

الكذبة الثالثة عشرة: كذبه على الشيخ ربيع المدخلي ومشايخ اليمن في المجلس الذي جمعه بهم في منزل الشيخ ربيع في مكة ، حيث جاء في بيان المشايخ حفظهم الله الصادر في الحديدة بتاريخ 5/1/1429 هـ : «وطُرِقَت قضية الشيخ يحيى والشيخ عبد الرحمن ، وبحضور المشايخ المشار إليهم آنفاً ، وهم : محمد بن صالح الصوملي ، ويحيى بن علي الحجوري ، وعبد الله بن عثمان الذماري ، ومحمد بن عبد الله الإمام ، وعبد العزيز البرعي .

وكان في ذلك المجلس من الخير ما تنشرح له صدور أهل السنة ، وتقر به عيونهم ، وكان خلاصة المجلس بعد المناقشة : أنَّ الشيخ يحيى بن علي الحجوري يكف عن الكلام في الشيخ عبد الرحمن ، ووافق الشيخ يحيى على ذلك».

وبعد خروج هذا البيان قام الحجوري بتكذيب المشايخ في شريط: «نصيحة الأحباب»، بل وتحداهم جميعاً أن يثبتوا أنه وافق على السكوت .

قال العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : «ويأبى الله إلا أن يفضح الرجل وأن يظهره على حقيقته وأنه كذاب وأنه يكذب فكذبة بعد كذبة بعد كذبة وكذبات أخرى كثيرة»([3]).

وكذباته كثيرة جداً، فإذا تكلم عن خصومه لا سيما من يذيقه المُرَّ فإنه يبدأ يهذرم، ويتكلم بما يسنح به باله، ويسرح به خياله، لا يبالي أصدقاً نطق، أم كذباً نعق . والله المستعان.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبه:

أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي

([1]) انظر لهذه الكذبة والكذبات بعدها التي تكلم بها الحجوري في مقال: «الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفْتَرى» لعبدالرحمن بادح، وهي مشهورة ومنشورة، وأخذتها من عدة مصادر، واكتفيت بالإحالة إلى هذا المصدر.

([2])شريط «أسئلة أهل عدن» المسجل بتاريخ 22 جمادى الأولى 1431 هـ .

([3]) انظر: الثناء البديع على كلمتي الشيخ عبيد والشيخ ربيع.

طه صدّيق 21 Mar 2014 10:11 PM

ففي ليلة البارحة –ليلة الأربعاء- الأول من جمادى أولى -وبين مغرب وعشاء- تكلم الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بكلام نصر فيه الحق وأهله، وحذر من الحجوري وأتباعه الحدادية، وذكر أنه صبر عليهم سنوات بالمناصحة والجلوس معه.
ثم أمر الحاضرين أن يبلغوا الحجوري بأن يكف عن تمزيق الدعوة في العالم بسبب تصرفاته وتصرفات أتباعه الهوجاء لكثرة من يشتكيهم عند الشيخ ربيع حفظه الله.
وكان مما قاله: (أخبروا الحجوري أني ضده).
وقال: (أتباعه يمزقون الدعوة في العالم).
وقال: (جعلوا الحجوري في السماء والشيخ عبيد في الأرض).
وقال للحاضرين: (كلموا الحجوري وبلغوه).
وقد حضر مجموعة من الحجوريين منهم مهيب الضالعي ولعلهم قد بلغوا الحجوري.
وقد حذر الشيخ من علم الدين السوداني الذي كان عنده وأنه أفسد في السودان هو وأخوه وليد.

التفريغ : للأخ عبد الله المسالمي - وفقه الله -

بارك الله في الشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله -
وهذا هو موقفه من قبل ومن بعد لكن القوم ظنوا أن النَّصيحة وأسلوبـها مُوَافَقَةٌ لهم.
وَمِمَّا قاله الشَّيخ ربيع الـمدخلي - حفظه الله-في هذا الـمقطع الصوتي
الذي سجل ليلة الاربعاء 1 جمادى الأولى 1434هـ بين الـمغرب والعشاء
- وهذا تفريغ حَرْفِـي له -:

قَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – عَنْ نَظْرَةِ يحيى الحجوري وأتباعه:" كُلُّ السَّلَفِيِّـيـن الآن مُبْتَدِعَة...كُلُّهُمْ مُبْتَدِعَة، دُعَـاةٌ وَ عُلَمَاء كُلُّهُمْ تَـحْـتَ قَـدَمَيْـهِ "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – في أتباع يحيى الحجوري:" تَأْتِينا شَكَاوى مِنْ كُلِّ أَقْطَار الدُّنيا...يَرُوح يَتَعَلَّم يَوْمَيْن، ثَلاثة، شَهْر، شَهْرَين، وَيَرُوح إِلى أَقْصَى، إلى روسيا، عُبَيْد، عُبَيْد، ويحيى، يحيى في السَّمَاء وَعُبَيْد مُبْـتَـدِع، هَذِه دَعْـوَتُـهُمْ، بِريطانيا، السّودان، مصر، تركيا، كينيا، ليبيا، كُلُّ الدُّوَل مَشْحُونِيـن شَحْـنًا ضِدّ السَّلَفِيين والسَّلَفِيَّة "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله –:" وَنـحن صَابِرُون منذ سبع سنوات، تَـأْتِـيْـني الكتابات وَالشَّكَاوى "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي - حفظه الله- لَـمَّا قَالَ له الطَّالِب انْصَحْهُ يَاشَيْخ، واكْتُب لَهُ رِسَالَة، قَـالَ -أي الشيخ ربيع-:" وَقَدْ نَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، فيما بَيْنَهُ، وَأَحْيَانًا الـمُنَاصَحَة تَسْتَمِر سَاعَـتَـيْـنِ وَنِصْف وَلاَيَسْمَع، وَيَعِدُ وَلاَ يَـفِي، بَارَكَ الله فيكم، وَتَلامِيْذُهُ غُلاَة، غُلُوٌّ لاَ نَظِـيْـرَلَهُ، يعني إمام الثقلين، إمام الثقلين، وَالنَّاصِح الأمين...غلو، وغلو، وغلو"اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ رَبِيْع للطَّالِبِ:" رُوحُوا انْصَحُوهُ، لا تُطَـبِّـلُوا لَهُ، وَلاَتُصَفِّقُوا لَـهُ، وَاتَّـخِذُوا مِنْهُ مَوَاقِفَ الرِّجَال "اهـ.



رابط المادة الصوتية
http://archive.org/details/12345_1000
منتديات البيضاء .

أو

http://ar.salafishare.com/QBK

طه صدّيق 21 Mar 2014 10:17 PM

كتاب للشيخ عرفات المحمدي حفظه الله

حمّل من هنا البيان الفوري الجزء الأول بصيغة بي دي إف
https://8726fb68-a-62cb3a1a-s-sites....attredirects=0


حمّل من هنا البيان الفوري الجزء الثاني بصيغة بي دي إف

https://8726fb68-a-62cb3a1a-s-sites....attredirects=0


منقول من شبكة سحاب السلفية
____________

طه صدّيق 21 Mar 2014 10:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
::فإليكم الشريط الهام::

إتحاف أولي النهى بردود المشايخ و العلما على الحجوري يحيى
::مدة الشريط::
02:48:05

للتحميل
http://archive.org/download/SamirAbo...ma_Hajouri.mp3



::جمعه محبكم في الله::
أبو البراء سمير بن محمد المغربي

::العلماء والمشايخ على الترتيب::
1- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
2- الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
3- الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري
4- الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي
5- الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
6- الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الإمام
7- الشيخ الفاضل عبد العزيز بن يحيى البرعي
8- الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول
9- الشيخ الفاضل محمد بن غالب العمري
10- الشيخ الفاضل علي بن أحمد الرازحي
11- الشيخ الفاضل عرفات بن حسن المحمدي
12- الشيخ الفاضل مصطفى مبرم


::و تقبلوا تحيات محبكم في الله::
أبو البراء سمير بن محمد المغربي
غفر الله له و لوالديه و لسائر المسلمين



نقلا من شبكة سحاب السلفيّة

ابومارية عباس البسكري 22 Mar 2014 02:05 PM

جزاك الله خيرا

أبوعبد المعز بدرالدين بنينال 22 Mar 2014 05:28 PM

الإختصار لبيان مافي طريق الحجوري من أضرار للشيخ محمد الإمام - حفظه الله -

ابومارية عباس البسكري 22 Mar 2014 06:03 PM

جزاك الله خيرا أخ ابو عبد المعز

ابومارية عباس البسكري 03 Apr 2014 12:09 PM

جزاكم الله خيراً..

والتسرع في التكفير والتفسيق والتبديع، بل وصف الأمر المشروع بذلك أمر ظاهر في الحدادية وأمثلته كثيرة جداً، لكن سأضرب هنا مثالاً جديداً رأيته أخيراً في منتدى الآفاق الحدادي، الذي يدعي أصحابه السلفية، ويزعمون احترام اللجنة الدائمة، ومعالي الشيخ الفوزان، وواقعهم على النقيض من ذلك، لا سيما إذا وجدوا عند العلماء خلاف ما يهوون ..

قرأت تعليقاً لبعضهم يعيب على سلفيين يرميهم بالإرجاء أنهم يجيزون عبارة (توكلت على الله ثم عليك)، ويجعل ذلك من مثالبهم، ولعله أراد أن هذا من دلائل الإرجاء المزعوم!

ثم علق بعده عبد الحفيظ المغربي الحدادي المبتدع على كلامه فقال: [من جوّز التوكل على غير الله فهو مرتد عن الإسلام]!!

وكل هذا من جهلهم وضلالهم، وتسرعهم في التكفير ..

علماً بأن التوكل على الله بمعنى اعتماد القلب على الله وهو عبادة خالصة لله، وصرفها لغيره شرك، وهذا أمر معلوم ، ولكن التوكل قد يكون بمعنى التفويض، والوكالة، فلذلك جوزت اللجنة الدائمة لللإفتاء هذا التعبير (توكلت على الله ثم على فلان) ..

ومن نظر إلى أن التوكل هو اعتماد القلب على الله حرم تلك العبارة، لأنه لا يجوز أن يعتمد بقلبه على غير الله ..

فجعل أولئك الحدادية هذه المسألة من مسائل الإرجاء والتجهم، ورموا الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، واللجنة الدائمة بسهام الإرجاء والكفر والردة وهم لا يشعرون!

ورد في فتاوى اللجنة الدائمة:
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 3571 ): س: إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإِسلام، وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟ ج: يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك، فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه، فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون، والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه، فالله له مشيئة والعبد له مشيئة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، قال تعالى: MEDIA-B2.GIF لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ MEDIA-B1.GIF وقال تعالى: MEDIA-B2.GIF إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا MEDIA-B1.GIF (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 378) وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك، فروى النسائي وصححه عن قتيلة MEDIA-H1.GIF أن يهوديًّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت MEDIA-H2.GIF ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: MEDIA-H1.GIF لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان MEDIA-H2.GIF ، أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به؛ لأن القوي من أسماء الله عز وجل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

http://www.alifta.ne...6&languagename=

وذهب إلى التحريم الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم، وكذلك حفيده الشيخ صالح آل الشيخ ، والشيخ العلامة ربيع المدخلي وغيرهم

سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :كما في مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ(14/48)
ما قولكم في رجل يقول لمخلوق: ( توكلت على الله ثم عليك ) و ( أعتمد على الله ثم عليك) ؟.
الجواب : لا يجوز هذا ؛التوكل يكون على الله (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) لا يكون التوكل إلاّ على الله سبحانه وتعالى ,وقول ( اعتمدت على الله ثم عليك ) الاعتماد هو التوكل ,يعني يضيق عليه الكلام وما يجد في اللغة العربية إلاّ هذا الكلام الفارغ !!!
هل كان الصحابة يقولون : توكلت على الله ثم عليك ؟! هذا من دسّ الشيطان .

http://www.sahab.net...howtopic=135891

فهل أولئك الحدادية سيكفرون الشيخ عبد العزيز بن باز واللجنة الدائمة لأنهم لم يحكموا بردة المتوكل على غير الله مطلقاً كما صرح بهذا التكفير المدعو عبدالحفيظ؟! (مع التنبيه على تفريقهم في معنى التوكل الذي هو خاص بالله عما هو جائز للمخلوق والذي بمعنى التفويض والوكالة).

فعلى أولئك الحدادية أن يدرسوا المسائل العقدية على علماء السنة، وأن لا يطلقوا العبارات البدعية التي تؤدي إلى تكفير أهل السنة..

والله أعلم

أبو عمر أسامة العتيبي

ابومارية عباس البسكري 17 Apr 2014 01:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


فهذه صوتية منهجية قيمة لفضيلة شيخنا الناقد البصير :

عبدالعزيز بن يحيى البرعي

بعنوان (دفع إفك المفترين عن علماء أهل السنة السلفيين ( رد على الحجوري وتلميذه باجمال )

جاء فيها على كثير من شبهات الحجاورة وفندها كأن لم تكن شيئاً -بحمد الله وحده -

كان تسجيل هذه المادة في يوم الأربعاء : 16 -جمادى الآخرة -1435هـــــــ

من هنا:

http://m-sobolalhoda...read.php?t=9444

ابومارية عباس البسكري 25 Apr 2014 10:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :



هل تجرؤ الحدادية على رمي هؤلاء الأئمة بالأرجاء !!



* قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 1 ) :

" كان مسعر رحمه الله تعالى لا يقول بالاستثناء ؛ فقيل للإمام أحمد : أهو مرجئ ؟

قال : لا "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 2 ) :

" وفي بعض الروايات عنه - أي الإمام مالك رحمه الله تعالى قال :- دع الكلام في نقصانه ، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .

قيل : فبعضه أفضل من بعض ؟

قال : نعم .

قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفا من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ، ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 3 ) :

" وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 4 ) :

" وقد نازع ابن أبي العز شارح الطحاوية في قوله : (( إن النزاع لفظي أو صوري )) المشايخ الأجلاء ابن باز والألباني والفوزان ، ولم يتعرضوا لشيخ الإسلام - فيما أذكر - .

ثم هذا الاعتراض منهم كان على طريقة أهل العلم النبلاء من الاحترام والتقدير والابتعاد عن التبديع والتشهير والتهويش "



أقول : فهؤلاء أئمة أهل السنة لم يرمهم أحد بالأرجاء أو حتى بالوقوع فيه فماذا أنتم قائلون عنهم يا أفراخ الحدادية ؟!! .



والحمد لله رب العالمين



_________________________

1- من كتاب اتحاف أهل الصدق والعرفان بكلام الشيخ ربيع في مسائل الإيمان للشيخ الحبيب أحمد الزهراني حفظه الله تعالى ص 83

2 - نفس المصدر ص 108

3- نفس المصدر ص 109

4- نفس المصدر ص 49


الساعة الآن 01:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013