منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قصة المرأتين المتخاصمتين في زمن داود عليه السلام وحب الوطن (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=12967)

أسامة العابد 16 Apr 2014 11:31 AM

قصة المرأتين المتخاصمتين في زمن داود عليه السلام وحب الوطن
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
هذه فائدة سمعتها في احدى خطب الأخ علي لبيد (امام خطيب ببسكرة) لعل اخواني يستفيدون منها :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَت امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَ، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَ، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَت الْأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَ، فَقَالَت الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى).1 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.
من الفوائد في حديث المرأتان المتخاصماتان في زمن سليمان وداوود عليهما السلام أن المرأة الصغرى أرادت أن تتخلى عن ابنها وفلذة كبدها وأغلى ماتملك لأجل سلامة الولد وتخلت عن حقها من أجل مصلحته فكذلك الانسان الذي يحب وطنه بحق قد يتخلى عن أكثر حقوقه من أجل سلامة الوطن من الفتن والانشاقاقات وهنا يظهر الحب الحقيقي للوطن وليس مجرد اشعارات أو هتافات أو رموز يطلقها البعض فالمحب الحقيقي من يعمل على ان يبقى وطنه آمنا مطمئنا سليما ولو تخلى عن حقوقه المهمة ..والله أعلم

---------
1 متفق عليه

أبو البراء 16 Apr 2014 12:48 PM

استنباط جيد لطيف، لفائدة حسنة.
بارك الله فيك أخي أسامة وفي الأخ الخطيب.

أسامة العابد 16 Apr 2014 01:04 PM

شكر
 
وفيك بارك الله وجزاك الله خيرا على التشجيع

أبو عبد السلام جابر البسكري 16 Apr 2014 08:36 PM

جزاك الله خيرا أخي أسامة على الفائدة

و هذه فائدة أخرى وهي : ان الحب قسمان

1 - حب فطري حقيقي

وهي تمثل المرأة أم الولد وكيف أشفقت عليه.

2 - حب مدعى ومزيف

وهو يمثل المرأة الأم الكاذبة التي لم تحرك ساكنا إتجاه الولد.

والله أعلم.

أبو محمد سامي لخذاري السلفي 16 Apr 2014 10:15 PM

جزاك الله خيرًا

عبد المالك البودواوي 16 Apr 2014 10:49 PM

بارك الله فيك اخي اسقاط ومقارنة واستنباط جميل جدا

أسامة العابد 18 Apr 2014 02:13 PM

شكر
 
وفيكم بارك الله جزاكم الله خيرا اخوتي

أبو عبد الله محمد تشلابي 19 Apr 2014 12:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوكم أبو عبد الله من البليدة ضيف جديد عليكم يشكر ويشجع كل من يكتب ويفيد في هذا المنتدى السلفي الطيب المبارك بإذن الله، و يريد أن يشارك بإضافة هذه الفائدة التي ما زال معناها عالقا بذهني وقد قرأتها في "الفتح" منذ ما يقارب 15 سنة ، ومفادها "جواز إيهام القاضي الخصوم بفعل شيء لا يريده باطنا إذا كان غرضه الوصول إلى معرفة الحق واستبيانه"، والله أعلم
وهذا عند من يقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه، وهو الذي ندين الله به.
وأزيد هنا فأقول، وليس بعيدا عن هذا ما قصه المولى عز وجل عما فعله يوسف عليه السلام بإخوته لما قال (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) فإنه يظهر لي، والله أعلم، أنه من نفس القبيل، إذ لا يعدو الأمر حيلة شرعية قصد نبي الله يوسف التوصل بها إلى أخذ أخيه من إخوته من حيث لا يشعرون.
والقدر المشترك بين القصتين هو أنه كما أوهم سليمان عليه السلام المرأتين أنه يريد قطع الصبي نصفين مع أن قصده كان محاولة الوصول إلى معرفة من هي أمه الحقيقية، فكذلك يوسف عليه السلام أوهم إخوته بأنهم سارقون، مع أن قصده كان "سارقون ليوسف من أبيه" على التحقيق من أقوال المفسرين، إذ لا يمكن ليوسف نسبة السرقة إلى إخوته وهم برآء، وإنما مراده وغرضه الوصول إلى أخذ أخيه منهم واستبقائه عنده، والله أعلم.

أسامة العابد 19 Apr 2014 09:38 AM

شكر
 
فائدة قيمة بوركت أخي محمد

أبو عبد الله محمد تشلابي 19 Apr 2014 03:48 PM

وفيه من الفوائد أيضا إعمال لقاعدة دفع أعظم المفسدتين بالتزام أدناهما، وذلك من جهة أن الصغرى لم تجد بدا سوى من سلوك أحد السبيلين وارتضاء أحد المخرجين، وذلك إما بالرضوخ إلى قرار سليمان عليه السلام بشق الطفل على نصفين مما يكون سببا في موت ابنها وافتقاد فلذة كبدها، فضلا عما فيه من إيلام للأم لما هو مغروز في فطر الأمهات ومركوز في أنفسهن من الجزع على فراقه وعدم طوقان الصبر على فقدانه، وإما بالتظاهر بنفي كونه ابنا لها حرصا على إبقائه حيا، إذ أن مصلحة بقائه حيا ولو عند غيرها أقل ضررا بكثير من موته بشقه إلى نصفين، والله تعالى أعلم.

أبو عبد الله محمد تشلابي 21 Apr 2014 04:16 PM

وفيه من الفوائد غير ما ذكر، أنه ليس في مقدور أحد من البشر كائنا من كان أن يعلم الغيب وبواطن السرائر ولو كان نبيا، بدليل أنه لو تسنى ذلك وأمكن لما قضى داود عليه السلام بالابن للكبرى، ولما احتاج أيضا سليمان عليه السلام إلى اللجوء إلى هذه الوسيلة والتذرع بهذه الحيلة للوصول إلى معرفة الحق، ولكن كما قال تعالى (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل 65). والله تعالى أعلم.

محمد الأمين عمروش 21 Apr 2014 04:33 PM

جزاكم الله خيرا

أبو عبد الله محمد تشلابي 22 Apr 2014 03:06 PM

وفيه من الفوائد أيضا غير ما ذكر، أن الأنبياء ليسوا بمعصومين من الخطأ في القضاء بين الناس إذا كان ذلك صادرا عن اجتهاد منهم، وعليه فإنه لا يلزم في حكومة قضى بها نبي من أنبياء الله لأحد من الخصوم ظاهرا أن يكون المقضي له محقا في نفس الأمر، مثلما فعل داود عليه السلام مع لكبرى.
ويقرره أيضا حديث أُمِّ سَلَمَةَ في البخاري (6967)، أنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلاَ يَأْخُذْ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ». والله أعلم

أبو عبد الله محمد تشلابي 28 Apr 2014 01:06 AM

وفيه من الفوائد أيضا، أن الفطنة والفهم والنباهة موهبة خالصة من الله يهبها لمن يشاء من عباده من غير أن يكون لكبر سن أو صغره مدخل في ذلك أو تأثير عليه، بدليل قوله تعالى (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا)، وكما في أثر عمر مع ابن عباس في البخاري (3627) "أن عمر رضي الله عنه كان يدني عبد الله بن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف:"إن لنا أبناء مثله"، فقال: "إنه من حيث تعلم"، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ}، فقال:«أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه». قال:"ما أعلم منها إلا ما تعلم".
ثم انقدح في قلبي وأنا أحرر هذه الفائدة أنه بالإمكان الاعتراض على هذا الأثر بما ملخصه أن جواب ابن عباس لعمر وإن كنا لا نستريب لحظة أنه صادر عن فهم وفطنة ونباهة، غير أنه لقائل أن يقول إن ذلك إنما كان من أثر بركة دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام له حينما سأل له ربه قائلا: «اللهم فقهه في الدين» بعد أن كان عليه السلام طلب وضوءا فوجد أن ابن عباس قد استحضره له، وليس مرجعه إلى فطنته وذكائه المحض، والله أعلم.
قال في "الفتح"(1/245): وَقَالَ بن الْمُنِيرِ:"مُنَاسَبَةُ الدُّعَاءِ لِابْنِ عَبَّاسٍ بِالتَّفَقُّهِ عَلَى وَضْعِهِ الْمَاءَ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ تَرَدَّدَ بَيْنَ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ، إِمَّا أَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ بِالْمَاءِ إِلَى الْخَلَاءِ، أَوْ يَضَعَهُ عَلَى الْبَابِ لِيَتَنَاوَلَهُ مِنْ قُرْبٍ، أَوْ لَا يَفْعَلَ شَيْئًا، فَرَأَى الثَّانِيَ أَوْفَقَ لِأَنَّ فِي الْأَوَّلِ تَعَرُّضًا لِلِاطِّلَاعِ، وَالثَّالِثُ يَسْتَدْعِي مَشَقَّةً فِي طَلَبِ الْمَاءِ، وَالثَّانِي أَسْهَلُهَا فَفِعْلُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَكَائِهِ فَنَاسَبَ أَن يَدعِي لَهُ بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ لِيَحْصُلَ بِهِ النَّفْعُ وَكَذا كَانَ".

أسامة العابد 01 May 2014 12:13 PM

شكر
 
بارك الله فيك أخي محمد أفدت وأجدت جزاك الله خيرا

أبو عبد الله محمد تشلابي 07 May 2014 06:37 PM

ومن الفوائد في هذه القصة غير ما ذكر، ما جاء في (عمدة القاري (16/17) نقلا عن الكرماني رحمه الله أنه قال: "مُتَابعَة الْأَنْبِيَاء مُوجبَة للخلاص، كَمَا أَن فِي هَذَا التحاكم خلاص الْكُبْرَى من تلبسها بِالْبَاطِلِ ووباله فِي الْآخِرَة، وخلاص الصُّغْرَى من ألم فِرَاق وَلَدهَا، وخلاص الابْن من الْقَتْل".أهـــ
قلت: فقد علق المولى عز وجل في كتابه العزيز نيل الهداية وحصول الرحمة بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام فقال (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) (النور54)، وقال (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون) (النور56)، فإنه لو لم يكن المقصود بهذه الهداية إلا هداية الآخرة لكفى، فكيف ولا أحد يجرّد طاعته للرسول عليه السلام ويمحض نيته مريدا بذلك وجه الله إلا وأُكرم بالهداية في هذه الدنيا أيضا، بما يعود عليه نفع تلك الطاعة بتجديد صنوف من النعم ودفع ضروب من الشرور والنقم، مع ما يصحب ذلك غالبا من رحمة إلهية تتجلى في تفريج للكربات ودفع للبليات، وتنفيس للهموم وتبديد للغموم، وفيما يلي أسوق بإذن الله تعالى ثلاثة أمثلة على ذلك من سنة نبينا عليه الصلاة والسلام.
الأول: لما قال عليه الصلاة والسلام «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (خ 5065) (م1400)
فانظر رحمك الله كيف بيّن عليه السلام للذي يستعصي ويعسر عليه تحصيل الباءة طريق الخلاص من ذلك، بأن ندبه إلى الانتقال إلى الصوم الذي هو قامع لشهوة النكاح وسبب لتسكين النفس وإراحة البال.
الثاني: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي، فَقَالَ:"انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ!". فَانْطَلَقَ فَأَخْرَجَ مَتَاعَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لِي جَارٌ يُؤْذِينِي، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:" انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ!" فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ! الْعَنْهُ، اللَّهُمَّ! أَخْزِهِ، فَبَلَغَهُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى منزلك، فوالله لا أوذيك! (صحيح أدب المفرد (1/71)).
فهذا الرجل لما أصبح لا يطيق أذى جاره، فرفع أمره إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي ما لبث أن أرشده إلى أمثل طريقة وأجدر وسيلة يحصل بها مراده ويدفع بها أذيته، فامتثل إلى إرشاد النبي عليه السلام فكُفي الأذى وحصل المقصود.
وَالثالث: عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟» . قَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ وَلَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". قَالَ: فَدَعَا الله بِهِ فشفاه الله. رَوَاهُ مُسلم (4/2068)
فهذا الصحابي الجليل لما نزل به من المرض والضر ما نزل جعل يدعو الله بقوله "اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا" ظنا منه أن ذلك نافع ومجد، ولكن لما أخبر النبي عليه السلام بذلك بيّن له أنه لم يكن على الصواب في التزامه بهذا الدعاء، وأرشده إلى الاعتصام بالأدعية المأثورة المجرب نفعها، فدعا الله ببعضها فشفاه الله.
والحاصل أن في سنة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه لمن تدبرهما وآثر العمل بهما على ما سواهما ما يدفع كل شر وهم وغم بل وضيم وحيف مما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فالله نسال أن يزيدنا تشبثا بسنته وتمسكا بهديه واقتفاء الآثاره، والله الموفق.


الساعة الآن 12:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013