منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   جهادُ أهلِ الحقِّ (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=17238)

أبو الحسن نسيم 04 Oct 2015 06:16 PM

جهادُ أهلِ الحقِّ
 
جهادُ أهلِ الحقِّ

الحمد لله رب العالمين والصلاة، والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فإن الجهاد في سبيل الله من أعظم القرب التي يتقرب بها إلى الله سبحانه، لأن به إعلاء كلمة الله على كل باطل. والجهاد كما يكون بالسيف والسنان يكون أيضا بالقلم والبنان، وجريا على طريقة الإمام ابن القيم الهمام في تصويره الحرب القائمة بين أهل السنة وأهل الباطل،أحببت أن أشارك هذا الإمام في تجلية حرب ضروس، يشارك فيها أهل السنة ضد أهل البدع، ولكن في صفهم من يخذلهم من المميعة الجفاة، ومن يريد أن يفسد عليهم جهادهم وهم الحدادية الغلاة فأقول :
نادى مناد الفلاح : أن هلموا لما فيه صلاحكم ونجاحكم، وفوزكم في الدارين، هلموا إلى معسكر السنة والقرآن في محاربة أهل البدع والخسران، فاستجاب المؤمنون للنداء وعلى رأسهم العلماء الربانيون والأئمة المهديون، يقودون ذلك العسكر لدكِّ حصون المبتدعة الضلال على اختلاف نحلهم ومللهم وباطلهم، تهيأ هذا الجيش العرمرم للقضاء على البدع الكبرى وأهلها بإخماد ذكرهم وقهرهم وهجرهم وإذلالهم كما هي طريقة السلف الصالحين، فإذا بطائفتين من ذلك الجيش (وهم مندسون بلا شك في أهل السنة ليسوا من خالصه ولا من نقيه) يوقفون زحفَ هذا الجيش العرمرم بطرق ملتوية، وحيل ماكرة، والله المستعان.
خرج قوم غلاة يتظاهرون بالغيرة، وأنهم هم القوم الذين يستحقون قيادة ذلك الجيش دون العلماء، فأخذوا يطعنون فيهم وفي أحكامهم ويفهمون نصوص السلف في التعامل مع المخالف على حسب عقلهم العليل فلا كسروا شوكة العدو، ولا نصروا السنة وأهلها، لأنهم انطلقوا من أهوائهم وأفسدوا فسادا بينا، وزادوا الطين بلةً بالتهجم على العلماء وأتباع الأنبياء بالتبديع والتجريح من غير مراعاة لحرمة وعهد فأتوا على الأخضر واليابس، ولم يراعوا حكمة، ولم يقدروا مصلحة ولا مفسدة في هذه الحرب، بل عملوا على تفريق صفوف الجيش وكسر قوته، ولم يسلم من شرهم أحد ، ولم يعبؤوا بنصائح القادة (العلماء) الذين أَوْصَوْهُم بالضعفاء خيرا برحمتهم، والإشفاق عليهم، والصبر على مخالفتهم ممن ضعف من ذلك الجيش معسكر القرآن والسنة، فأقصوهم وطردوهم وأبعدوهم، ولم يتعاملوا كتعامل العلماء الناصحين القادة الذي يداوون أفراد الجيش بما يناسب الحال عساهم أن يرجعوا، فتراجع الجيش بمشكلة هؤلاء والعدو من أهل البدع لما وجد المجال مفتوحا أمامه تقدم للأمام لاكتساح عسكر القرآن والسنة والقضاء على السنة ونشر البدعة، ولكن أَنَّى لهم تحقيق ذلك لأن الله وعد بالنصر لكل من اعتنى بالعلم النافع والعمل الصالح.
والصنف الثاني ممن انتسب إلى أهل السنة والقرآن قوم مرجفون خائفون جبناء، أخذوا في تخذيل الصف وتهوين الخلاف بين أولياء الله وأولياء الشيطان، أخذوا يعذرون المخالفين ولو كانوا على بدع كبرى تخالف الاعتقاد الصحيح كبدع الرفض والتصوف والقول بوحدة الوجود والتحزب وتكفير الحكام والمجتمعات، وإحداث الفساد في الأرض بالقتل والتخريب والطعن في الأنبياء والصحابة الأخيار، فأنشأوا لهم القواعد للدفاع عنهم وحمايتهم من سهام أهل السنة المحضة، ما دام أنهم يوافقونهم في بعض الأصول فهم معذورون عندهم ولا مجال للإنكار وقيام الحرب، بل الأمر يقتضي التعاون معهم والسعي في الاجتماع لمعركة أخرى مع أعداء الإسلام الخلص من الكفار المجرمين، فوجد عسكر البدعة نفسه أمام من يفتح له الطريق لاكتساح السنة والتوحيد، وإدخال البدع والضلالات، مما ينتج خليط من الحق والباطل.
فلا يزال عسكر القرآن يعالج كلا الطائفتين من داخل الصف بالصبر عليهم أولا، ثم بطردهم إذا علم منهم أنهم لن يبقوا إلا حربا للسنة وأهلها، وخوفا من تمكن هؤلاء وتحالفهم مع أهل الباطل ضد أهل الحق، فهذه المعركة بين أهل الحق والباطل قائمة وأهل السنة المحضة صابرون ثابتون لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وما عرف عبر التاريخ صراع قام إلا وسخر الله رجالا صبروا على أذى المخالفين والمخذلين والمذبذبين حتى ارتفع الحق وظهر على الدين كله، تتفيأ ضلاله الأجيال التي تأتي، يتضح لها السبيل ويبين لها الحق، فأحدنا اليوم يعلن بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وهو متكئ على أريكته وقد مات دون هذا الاعتقاد أقوام، وضرب آخرون كالإمام أحمد الذي صبر وصابر واحتسب، وأحدنا اليوم ينشر الاعتقاد الذي نصره ابن تيمية الذي أوذي من أجله، وسجن حتى مات في سجنه، وأحدنا اليوم ينشر اعتقاد ابن عبد الوهاب الذي قامت من أجله الحروب بين أهل التوحيد وأهل الشرك، وأحدنا اليوم يعرف علماء السنة من علماء البدعة الذين أتوا بالأصول المخالفة للإسلام كالتحزب وتفريق الأمة وتكفير المجتمعات والخروج على الحكام بعد صراع مرير بين أهل السنة والحركيين المتحزبين.
وهاهو التاريخ يعيد نفسه ونجد أهل السنة يلقون حربا جديدة من الطائفتين، حيث يحاول الحدادية أن يجعلوا المنهج السلفي شبيها بمنهج الخوارج في تصوراته وأحكامه، ويحاول المميعة الذين أشبهوا المرجئة في تهوين الخلاف مع الجماعات الحزبية والمناهج البدعية من : تبليغ، وإخوان، وقطبية، وسرورية، وغيرها من الفرق الضالة مع كونهم من أشد الناس حربا على أهل السنة و طعنا فيهم و ذما لهم، فهم كما قال الشيخ ربيع : هم مرجئة مع المخالفين وخوراج مع أهل السنة.
ونسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن ينصرنا على القوم الظالمين المعتدين، الذين يعتدون على السنة وأهلها غلوا وجفاء، تفريطا وتقصيرا، اللهم انصر أهل السنة في هذه الحرب الضروس التي يستعمل فيها أهل الباطل كل الأساليب لترويج الباطل وتشويه أهل الحق.
كتبه : أبو الحسن نسيم
21 ذو الحجة 1436
04 أكتوبر 2015

أبو البراء 05 Oct 2015 07:04 AM

أحسن الله إليك يا أبا الحسن على هذا التَّصوير البديع البليغ لحرب أهل السُّنَّة مع الفئتين: الغالية والجافية.
بارك الله يَمِينك، ومرحبًا بك وبِقَلَمِك.

أبو عبيد الله خالد إنزارن 05 Oct 2015 09:00 AM

جزاك الله خيرا أخي نسيم على هذا التصوير البديع الذي وافق الواقع المُعاش ،ونسأل الله أن يصلح أحوالنا.....

أبو عبد السلام جابر البسكري 05 Oct 2015 09:35 AM

جزاك الله خيرا أخي أبا الحسن نسيم .
أجزل الله لك المثوبة بهذا الجهاد - جهاد الحجة والبيان -.

يوسف صفصاف 05 Oct 2015 11:00 PM

<بسملة1>
مقال بديع، و أسلوب رفيع، لمن تدبر من غير مرور سريع.

جزاك الله خير أيها المفيد، وفقك الله لإتحافنا بالمزيد.


الساعة الآن 10:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013