منتديات التصفية و التربية السلفية - جهود الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-في تحقيق أمن الجزائر ودفع الفوضى والثورات والقضاء على مذهب الخوارج[الحلقة الأولى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:

فإن من طريقة أهل الأهواء تشويه صورة العلماء لتنفير الناس عنهم، وإلحاق التهم الباطلة بهم حتى ينظر إليهم بأنهم الداء الذي نزل على الأمة ،وأن المشاكل جاءت من جهتهم،وهذا والله هو قلب للحقائق
وتبديل للواقع،ومن هؤلاء الأعلام الذين طالهم تشويه أهل الباطل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-الذي لحق بشخصه الكريم تهم كثيرة،ومن آخر ما ظهر على يد جماعة الإخوان عندنا في الجزائر -متمثلة في جريدة الشرور وأشياعهم من كل ناعق ممن ينتسب للسلفية وهي منه برآء،وهو على طريقة الإخوان سائر-من اتهماها الشيخ بأنه يثير الفتن والحرب الطائفية والتحريض على القتال والفوضى، وأنه يمهد للخوارج الدواعش ليتمكنوا،وكل منصف عاقل،يعلم كذب هذه الدعوى وأن الشيخ بريء من هذه الفرية،وأن أولى الناس بهذا الأمر هم جماعة الإخوان المسلمون الذين عرفوا في تاريخهم الأسود بالغدر والخيانة والاغتيالات والخروج على الحكام وتكفيرهم،وتفريق جماعة المسلمين إلى أحزاب وشيع،مع جمع كل الفرق الهالكة تحت لوائها ولو كانوا من اليهود والنصارى والروافض.

وفي هذه المقالة حاولت أن أجمع من كلام هذا الإمام ما يؤكد أن للشيخ جهودا عظيمة في محاربة الخوارج في بلادنا الجزائر خصوصا، واستتابة الأمن وعدم الفوضى،مع ما له من جهود في ديار المسلمين عموما في محاربة الفكر المتطرف، ونبذ العنف، والنهي عن تكفير المسلمين والحكام والخروج عليهم.

أولا:جهود الشيخ ربيع في تحقيق أمن بلاد الجزائر:وهذا يظهر في نقاط:

1-لما وقع في بلدنا الحبيب ما وقع ممن حمل السلاح على المسلمين،أجرى جماعة من هؤلاء مكالمة مباشرة مع الشيخ –حفظه الله-وهي فتوى منشورة مبثوثة وتتميز بعدة ملامح تدل على علم هذا الرجل وإمامته في الدين وسعيه في إطفاء نار الفتنة.

1-مما قاله الشيخ لهم:( أذَكِّركم بما قد سمعتموه من فتاوى علماء وأئمّة السنة في هذا العصر مثل الشيخ الألباني والشيخ ابن باز وابن عثيمين، فهل سمعتم وقرأتم فتاواهم؟)

وهذا فيه ربط الناس بالعلماء الأكابر في مثل هذه النوازل مع كون الشيخ من العلماء الأكابر وحامل لواء الجرح والتعديل،وقد كان موقف علمائنا معلوما مشهورا في نصح هؤلاء بالتخلي عن طريقتهم،فالشيخ لم يربطهم بموقفه ابتداء وإنما ذكرهم بمواقف العلماء الراسخين الأمناء الثقات العدول الذين يرجع إليهم في مثل هذه النوازل كما قال تعالى:(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ويخرج من هذا الأصاغر في في علمهم أو الأصاغر الذين هم أهل الأهواء والبدع،وهذا الذي جرأ الناس على الدماء من حيث وجود المحرضين الذين باركوا في هذا القتال وجعلوه من الجهاد في سبيل الله،وللشيخ جهود مباركة عظيمة في التحذير من هؤلاء الأصاغر أهل الاهواء الذين ساروا على غير نهج العلماء الأكابر فأفسدوا في الأرض،فقد رد الشيخ على ثالوث الفكر الحركي أعني سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني،الذين عرف عنهم التحريض والتهييج في قضية الجزائر وغيرها،ورد على ينبوع التكفير في هذا الزمان،والذي استمدت منه الجماعات فكرها وتطرفها وعدوانها ألا وهو سيد قطب الذي فند الشيخ ما جاء به من غلو في تكفير المجتمعات،وحاول الشيخ تصحيح مسار كثير من أهل الأهواء الذين اشتغلوا بالحاكمية بدل الاشتغال بدعوة الناس إلى ما دعا إليه الأنبياء وهو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له،فقام الشيخ بجهد عظيم لا ينكره إلا من طمس الله على قلبه،ومن أشبع في قلبه الهوى،هوى الجماعات السياسية المعاصرة،ولا شك أن هذه مرحلة سابقة لمرحلة استنكار ومخاطبة الخوارج الذين وقع منهم ما وقع من الإنحراف.

2-ومما يؤكد هذا المعنى العظيم أن الشيخ ربيعا أعاد عليهم هذا الأمر الكبير وهو الرجوع إلى العلماء بطريقة أخرى بقوله:( طيّب إذا كانوا سلفيّين لماذا لم يرجعوا إلى العلماء قبل أن يدخلوا في هذه المشكلة؟) أي أن هذا الأمر الكبير الذي يتعلق بمصير أمة لا بد أن يرجع فيه لأهل العلم الربانيين لا ان يعود فيه الناس إلى المجاهيل والمأفونين والمفتونين كما وقع في بلادنا من رجوعهم فيمن يسمون بمشايخ الصحوة الذين تلبسوا بشبهات ظنواها الحق المبين.

يتبع