منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ردّا على بوروبي: الطاعن في عقائد السلف الصالح طاعن في عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=20198)

إسماعيل القارئ 08 Jan 2017 08:12 AM

ردّا على بوروبي: الطاعن في عقائد السلف الصالح طاعن في عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم
 
<بسملة1>

الطاعن في عقائد السلف الصالح
طاعن في عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآل وصحبه
من العلم اليقيني تلقي الصحابة الكرام العقائد جميعها، من توحيد الله وأسمائه وصفاته ومشاهد اليوم الآخر والملائكة والقدر، كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكان التلقي وحيا من علام الغيوب وإلهاما في روع النبي صلى الله عليه وسلم ، فيخبر به أصحابه الكرام رضي الله عنهم ، على مثل ماتلقوه من شرائع الإسلام من أحكام الحلال والحرام ، فبلغوا عنه ماتلقوا من علم الغيب جماعات وأفرادا ، ولم يكن لأحد أن يتقدم بين يديه أويعترض عليه برأي أو ذوق أو عقل أو كشف..
وكذلك كان خلق من جاء بعدهم، كل يعزوا إليهم بصحة النقل وشهادة العقل.
قال ابن القيم رحمه الله "مختصر الصواعق"(2 /613 - 614): "ولم يزل الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنة يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الصفات والقدر والأسماء والأحكام ، ولم ينقل عن احد منهم البتة انه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله وأسمائه وصفاته ... وهذا التقسيم أصل من أصول ضلال القوم ، وادعوا الإجماع على هذا التفريق ، ولا يحفظ ما جعلوه إجماعا عن إمام من أئمة المسلمين ، ولا عن احد من الصحابة والتابعين، بل أئمة المسلمين على خلافه"
وقد أثنى عليهم القرآن في غير ماموطن بإيمانهم بالغيب كما في قوله تعالى: " .. وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم"
لأن أصلهم في ذلك السمع والتسليم ، كما في قوله تعالى: "ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ".
كما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن أصل هذا الغيب لا تحيط به فكرة ، كما لا يقاس على الشاهد ولا يلحق به، لما جاء عند الطبراني في الأوسط بسند صحيح بمجموع طرقه مرفوعا قال ابن عباس : " تفكروا في كل شيئ ولا تفكروا في ذات الله ". أورده في" الصحيحة " ( 4 /395 - 396 رقم 6456)
وهذا الأصل قاعدة قطعت جهيزة كل مبتدع ينفي ما أثبته الله لنفسه ورسوله ، أو يثبت لله مالم يثبته الله لنفسه ورسوله .
بل إن هذا الأصل يدمغ صاحب البلاوي والبلاء، الطاعن في عقائد أهل السنة الأصفياء .
والذي من مطاعنه على عقائد السلف الصالح والمستمدة من عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعتمد عقائد اليهود، وبئس ما قال، فنرد كيده وندمغ باطله بما جآء في صحيح البخاري من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : "جآء حبر من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا نجد في التوراة أن الله يجعل السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك.. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره" . الآية .
قال النووي رحمه الله: (وظاهر السياق أنه ضحك تصديقا له بدليل قراءته الآية التي تدل على صدق ما قال الحبر ..." "الفتح "( 8 /550) رقم: 1148 و( 13 /473 ) رقم : 7513
فمن فقه الحديث أنه ليس كل ما في التوراة باطل بل قد يكون هذا العلم من ضمن الحق الذي لم يتبدل.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يضحك من كلام باطل
وخاصة ماتعلق بذات الله تعالى ومن قبل الحبر اليهودي يشبه فيه رب العالمين بمخلوقاته .
ولو إحتملنا الأمر كذلك - وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك - لنزل الوحي وما تأخر ليبن خطأ الحبر اليهودي ويثبت تنزيه الله تعالى .
ثم لا عبرة بما تكلفه الخطابي في تأويل الحديث ، وخالف أصل أهل السنة في الاحتجاج بالسنة آحادا أو تواترا في باب العقيدة ، فقد تعقبه ابن التين في تأويله للحديث حيث قال : (تكلف الخطابي في تأويل الإصبع وبالغ حتى جعل ضحكه صلى الله عليه وسلم تعجبا وإنكار لما قال الحبر ، ورد ما وقع في الرواية الأخرى - وضحك صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا - بأنه على قدر ما فهم الراوي . اهـ من الفتح( 8 /551).
هذا وقد جاء في السنة الصحيحة مايقر هذه الصفة ويؤيد ذلك، ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص :"إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمان كقلب واحد يصرفه حيث يشاء... " رواه مسلم ( 4 /2045) رقم : 17
ونظير هذه المسألة أيضا أن يهودية دخلت على عائشة رضي الله عنها فذكرت عذاب القبر فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر.. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ؟ فقال : نعم عذاب القبر حق" . فقالت عائشة : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ".
من فوائد الحديث:
أن هذه اليهودية ذكرت مافي التوراة من أمور الغيب والبرزخ وهي عقيدة، ولم يبادر النبي صلى الله عليه وسلم بتكذيبها ورد خبرها أو اتهامها، بل صدقها وأقرها بقوله وفعله، وإن كانت شريعتنا الغرآء أثبتت عذاب القبر في نصوص كثيرة ..
وفي هذا الصدد يذكر ابن تيمية رحمه الله ما يزيح الإشكال عن مصدر الكتب السابقة وحقيقة التلقي عنها، قال في "درء التعارض"( 3 /79 ) و( 7 /78 ): "إن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي يسميها النفاة تشبيها وتجسيما ، ومن المعلوم أن التوراة قد تداولها من الأمم مالا يحصيهم إلا الله ، وقد انتشرت بين النصارى كما انتشرت بين اليهود ، فلو كان ما فيها من الصفات وإثبات العلو لله مايناقض صريح العقل، لكان ذلك من أعظم ما كان ينبغى أن يتعنت به بنو إسرائيل وغيرهم لموسى عليه السلام ".
ولا ننكر أن اليهود مشبهة حقا، إلا أن هذا لا يمنع من قبول ماوافقوا فيه الحق والصواب، وكان مما شهد له التنزيل أو أقرته السنة الصحيحة الغرآء، والحق يجب قبوله مهما كان قائله .
وهنا يتعرى البلاء ويظهر الحق ويزهق الباطل وينكشف الدجال المبطل ، لأن حجيجه السنة الصحيحة الناطقة ..
وليعترض" بوروبي " على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم تصديقه قول الحبر اليهودي!!!!
أو يقدم باطله ليدفع به حديث اليهودية لعائشة رضي الله عنها ، وإقراره صلى الله عليه وسلم لها قولا وفعلا، هذا إن كان فيه رائحة علم ، وإلا فقد جنى البلاء على نفسه حيا وميتا..
ولأن مستلزم بلائه عظيم، وجذور باطله معلومة الفساد بالاضطرار، فلا يسعني إلا أن أقول له: بئس الكاتب والمكتوب أنت يا بوروبي .
وكتب: إسماعيل الإمام القارئ
أبو أسيد عبد الولي

أبو عمر محمد 08 Jan 2017 11:19 AM

رد مُفحم متين
جزاكم الله خيرا

أبو معاذ محمد مرابط 08 Jan 2017 12:10 PM

بارك الله فيك شيخ إسماعيل أسعدت الفؤاد بهذا المقال الجليل فجزاك الله خيرا

أبو عبد السلام جابر البسكري 08 Jan 2017 12:32 PM

جزاك الله خيرا أخي إسماعيل على هذه المقالة المسددة - لفتة طيبة نافعة ترد العدو مدحورا -
وأما بروبي فهو مخالف لكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهدي السلف.
فماذا بعد االحق إلا الضلال.

شعبان معتوق 08 Jan 2017 06:34 PM

لقد أحسنت شيخ إسماعيل و أفدت و أجدت في هذه المقالة، فجزاك الله خيرًا و بارك فيك.

أبو عبد الله حيدوش 08 Jan 2017 07:24 PM

جزاك الله خيرا شيخ إسماعيل بوركت يمينك

أبو البراء 09 Jan 2017 11:07 AM

شكر الله جهدك شيخ إسماعيل، فهي مقالةٌ مختصرةٌ مُفهِمة مُفحِمة.

أبو الرميصاء مصطفى قلي 09 Jan 2017 12:43 PM

جزاك الله خيرًا شيخ إسماعيل على المقال وبارك فيك

إبراهيم بويران 09 Jan 2017 09:01 PM

حفظك الله شيخ إسماعيل و نفع بما تكتب و مرحبا بك بين إخوانك مفيدا و مستفيدا .

أبو خليل عبد الرحمان 10 Jan 2017 04:42 PM

بورك فيكم و أحسن الله إليك


الساعة الآن 11:08 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013