قصيدة ماتعة في الزهد لابن حزم الأندلسي
هذه القصيدة من العصر الأندلسي، من بحر الطويل، وعدد أبياتها أربع وعشرين بيتا
يقول فيها : أقول لنفسي ما مبين كحالك *** وما الناس إلا هالك وابن هالك صن النفس عما عابها وارفض الهوى* فإن الهوى مفتاح باب المهالك رأيت الهوى سهل المبادي لذيذها ** وعقباه مر الطعم ضنك المسالك فما لذة الإنسان والموت بعدها * ولو عاش ضعفي عمر نوح بن لامك فلا تتبع داراً قليلاً لباثها ********** فقد أنذرتنا بالفناء المواشك وما تركها الا إذا هي أمكنت **** وكم تارك إضماره غير تارك فما تارك الآمال عجباً جؤاذراً **** كتاركها ذات الضروع الحواشك وما قابل الأمر الذي كان راغباً **** بشهوة مشتاق وعقل مبارك لأجدى عباد الله بالفوز عنده **** لدى جنة الفردوس فوق الأرائك ومن عرف الأمر الذي هو طالب ** رأى سفهاً ما في يدي كل مالك ومن عرف الرحمن لم يعص امره **** ولو أنه يعطى جميع الممالك سبيل التقى والنسك خير المسالك* * وسالكها مستبصر خير سالك فما فقد التنغيص من عاج دونها **** ولا طاب عيش لامرئ غير ناسك وطوبى لأقوام يؤمون نحوها ***** بخفة أرواح ولين عرائك لقد فقدوا غل النفوس وفضلوا****** بعز سلاطين وأمن صعالك فعاشوا كما شاءوا وماتوا كما اشتهوا *وفازوا بدار الخلد رحب المبارك عصوا طاعة الأجساد في كل لذة **** بنور محل ظلمة الغي هاتك فلولا اعتداد الجسم أيقنت أنهم *** يعيشون عيشاً مثل عيش الملائك فيا رب قدمهم وزد في صلاحهم *******وصل عليهم حيث حلوا وبارك ويا نفس جدي لا تملي وشمري ******لنيل سرور الدهر فيما هنالك وأنت متى دمرت سعيك في الهوى **علمت بأن الحق ليس كذلك فقد بين الله الشريعة للورى ***** بأبين من زهر النجوم الشوابك فيا نفس جدي في خلاصك وانفذي * نفاذ السيوف المرهفات البواتك فلو أعمل الناس التفكر في الذي** له خلقوا ما كان حي بضاحك |
الساعة الآن 09:45 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013