مقتطف من حرص السلف واهتمامهم بتربية أبنائهم على المعتقد السليم
عن صالح أبي خليل قال : مرَّ خبَّاب – رضي الله عنه بإبنه عبد الله و هو مع اناس يجادلون في القرآن – { و في لفظ : مع قوم نقرأ السَّجدة و نبكي ، فأرسل إليَّ أبي } . – فانقلب غضبان ، فأعد له سوطا ، أو خِطاما ، أو نسعة ، فلما انقلب الفتى وثَب عليه من غير أن يأتيه ، فضربه ضربا عنيفا ، فلمَّا رأى الجِدَّ من أبيه
قال : قد علمتُ أنَّك تُريد نفسي فعلى ماذا ؟ فما ردَّ عليه شيئا ، فجعل يضربه . فقال : يا أبتِ قد أرى أنّك تُريد نفسي ، فَمَه ؟ قال : ألم ارك مع قوم يُجادلون في القرآن ؟ قال : يا أبتِ ، لا أعود . فكان إذا مرَّ بهم يدعوه ، قال : فيقول : لا ، إلا أن تقبلوا مِنِّي ما قَبِلَ أبي مِن نبي الله . قال فيقولون له : إنَّه كان بعد النَّبي أمور ، أو أحداث . { البدع و النهي عنها ، لإبن وضاح ( 32 ، 33 ، 43 ) ، وإبن أبي شيبة مختصرا ( 6244 و 6248 ) } . |
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الفائدة والقصة التي تمثل منهج السلف في تربية أبنائهم وتقويمهم والحرص هلى نشأتهم على أحسن سيرة وطريقة .
وياحبذا لو سمعنا وقرأنا قصصا كمثل هذه ، لعلنا ننتفع بها وننفع بها غيرنا . |
اقتباس:
|
قال عاصم بن أبي النَّجود ( 128 ه ) - رحمه الله - :
كنَّا نأتي أبا عبد الرحمن السُّلمي ( 73 ه ) – و نحن غلمة أيفاع – فيقول : لا تُجالسِوا القُصَّاص غير أبي الأحوص ، و إيَّاكم و شقِيقا .[ و لا تُجالسِوا شقِيقا – يعني الضّبي – و سعد بن عبيدة ] . قال : و كان شقِيقٌ هذا يرى رأي الخوارج ، و ليس بأبي وائل . [ مسلم في (مقدمته) ( 58 ) ، و الطبقات لابن سعد ( 6/ 173 ) ، و الحلية ( 4/193 ) .] |
قال معمر بن راشد ( 153 ه ) – رحمه الله - : كُنت عند ابن أبي طاووس ( 132 ه ) في غَدير له ، إذ أتاه رجل يُقال له : صالح ، يتكلّم في القدر ، فتكلّم بشيءٍ منه ، فأدخل ابن طاووس أُصبعيه في أُذنيه ، و قال لابنه : أَدخل أصبعيك في أُذنيك ، و اشدد حتى لا تسمع من قوله شيئاً ، فإنَّ القلب ضعيف .
[ ( الإبانة الكبرى ) لابن بطة ( 1778) ،و ( السنة ) لعبد الله ابن احمد ( 102) ] . |
بارك الله فيك يا أبا أمامة على الموضوع
لو زدت فيه بعض الأثار والقصص من حرص السلف في تربية أبنائهم. لكان الموضوع بحثا قيما . جزاك الله خيرا. |
اقتباس:
|
جزاك الله خيرا
|
اقتباس:
|
عن سعدٍ قال : أوصى عُتبة بن أبي سفيان ( 44 ه ) عبد الصمد مؤدّب ولده فقال :
ليكُن أوَّل إصلاحك بَنِيَّ إصلاح نفسك . فإنَّ عُيونهَم معقودة بعيبِك . فالحسنُ عندهم ما فعلت . و القبيح ما تركت . علّمهم كتاب الله . و لا تُمِلّهم فيكرهوا ، و لا تدعهم منه فيهجروا . و روِّهم من الحديث أشرَفَهُ ، و من الشِّعر أعفَّه ، و لا تخرجهم من بابٍ من العلم إلى غيره حتى يُحكِمُوه ، فإنَّ ازدحام الكلام في السَّمع مضلة للفهم . تهدَّدهُم بي . و أدِّبهم دُوني . و كُن لهم كالطَّيب الرَّفيق الذي يعجل بالدَّواء حتى يعرف الدَّاء . و امنعهم من مُحادثة النِّساء . و اشغلهم بسير الحكماء . و علِّمهم سير الحكماء ، و أخلاق الأدباء . و استزدني بآدابهم ، أَزِدْكَ . [ ابن ابي الدنيا في (( العيال )) ( 341 ) ، (( و عيون الأخبار )) لابن قُتيبة ( 1/563 ) ، و ( تاريخ دمشق ( 38_ 271_ 272 )) . |
الساعة الآن 08:39 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013