عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20 Apr 2015, 11:39 AM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي صيحة نذير - قصيدة -

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصيدة كتبتها على منوال قصيدة لَقيطِ بنِ يَعمُر بن خارجة الإيادي شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية ، اتصل بكسرى (سابور ذي الأكتاف) فكان من كتابه والمطلعين على أسرار دولته ومن مقدمي حاشيته
وقصيدة لقيط التي مطلعها (يا دار عمرة من محتلها الجرعا)، هي من غرر الشعر وأشهره ، بعث بها إلى قومه، بني إياد، ينذرهم بأن كسرى وجه جيشاً لغزوهم وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثم قتله.

صيحة نذير

.
"مالي أراكم نياما في بلهنية *** وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا"
ذا بعض حفظي من مأثور مدرسة *** بانت وخلّت مكان البسمة الوجعا
واليوم أحسبني مرتاد ما علقت *** أطراف سمعي من آثار ما سمعا
ما أشبه اليوم بالأمس التي عرفت *** دار ابن يعمر والسّاسان قد جمعا
ولا أراني سوى المزجي على عجل *** نحو الجزيرة مرتادا ومنتجعا
أبلّغ الحيّ بعد الحيّ مصطرخا *** يا أمّة الخير خلّوا البيع والسّلعا
وارعوا كلامي يا أهل التّقى أذنا *** إنّي أرى السّيف في إخوانكم لمعا
ياويح نازلكم إن كان همّكم *** برق لأصفر قد أغراكم طمعا
او جمع مغرية بيضاء قد لمعت *** منها العيون ورمح الفرس قد نصعا
أو كان حظّكم في الإنس غانية *** أوبيت لاهية قد بات منتجعا
مالي أرى سرجا للخيل قد نصبت *** على البراذين فاختلتم بما وضعا
والخيل قد ألفت جرّ المتاع فلا **** مجدا أصابت ولا عبد بها انتفعا
ألا ترون الّذي قد حلّ دولتكم*** أو تسمعون لقول عنكم سمعا
جمعا أتاكم بنو كسرى بألوية *** إن ساح أوّلها ضاقت بمن تبعا
عير مسوّمة في أرض معركة *** لا يهجعون إذا ما جندكم هجعا
يرضون بالقوت إن قمتم لمائدة *** قوم تكرّ فما منهم فتى رجعا
أو كان شربكم ماء فعندهم *** شرب الدّماء سقاء المرء ما شبعا
قوم لهم طلب لا ضلّ سائرهم *** عن المراد وإن بالجور ما قطعا
ياليتهم فرغوا للحرب إذ جهلوا *** ففي النّزال لنا ما نرتجي طمعا
لكنّهم فزعوا بالعلم وانتبهوا *** أنّ العلوم بها يجتاز من برعا
هذي مدارسهم ملأى وقد خويت *** منّا مدارسنا فاستنفِروا جزعا
إن كان كافرها يحظى بتربية *** ويترك النّشء فيكم هائما رتعا
والمشركون غدى فيهم ذووا فطن *** و العلج مشتهر بالعلم قد برعا
وقد أرى نفرا منكم بني وطني **** على قلوبهم بالجهل قد طبعا
فلا هم بسبيل الحرب همّتهم *** ولا أرى لهم في العلم ما نفعا
هلاّ نفرتم إلى فقه متى منعت *** عنكم معاركها والحبل قد قطعا
كذا مزائرهم بالشّرك قد رفعت *** واعتاد مسجدنا شيخا به ركعا
أين الشّباب فقد أرثي لحالتهم *** بين الملاعب أو في سافل وضعا
بل أين شيخكم ياقوم لو نظرت *** عين الخبير بقلب كان مضطلعا
ياقوم سنّتكم أوصيكم فدعوا *** ما كان حادثه في النّاس مبتدعا
ففي دياركم تنمو منمّقة *** كلّ البدائع لو أنصفتم ورعا
واستمسكوا بكتاب الله واصطبروا *** فذاك رائدكم هاد ومتّبعا
ولتنصروا الله إنّ الله ناصركم *** إن كان سائلكم لله قد خشعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
ملاحظة :
* قد أجريت على القصيدة بعض التعديلات بمشورة من الاخ الفاضل خالد حمودة ، حفظه الله ، فلا حرمنا الله من نصحه هو وامثاله
* وقد يرى القارئ الكريم في القصيدة بعض المبالغة في وصف جنود الروافض ، وهي ـ إن شاء الله ـ مغتفرة في هذا المقام، تجري على قاعدة: أطع من يخوفك حتى تلقى الأمان ( خالد).


.


التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 23 Apr 2015 الساعة 10:07 AM
رد مع اقتباس