عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 Jun 2013, 05:22 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

فضل سورة الفاتحة
عن أبي سعيد المعلي قال([1) : '' كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أجبه ، قلت : يا رسول الله إني كنت أصلي ، قال : ألم يقل الله سبحانه و تعالى :}يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم {[الأنفال : 24] . ثم قال : ألا أعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج؟ فأخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت : يا رسول الله إنك قلت : أعلمنك أعظم سورة في القرآن ؟ قال : }الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ''([2]).
وأخرج الترمذي([3]) من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله كيف تقرأ في صلاتك قال أقرأ بأم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه ابن خزيمة([4]) وابن حبان([5]) في صحيحهما وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ([6]).
فقوله : '' أعظم سورة في القرآن '' هذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم سورة في القرآن فلا ينبغي بعد هذا أن يقال سورة كذا مثل الفاتحة في العظم استدلالا بما ورد في بعض السور من عظم الثواب لتاليها فإن الثواب شيء آخر وقد يكون هذا العظم المنصوص عليه لهذه السورة مستلزما لعظم أجرهاوأنه أعظم من الأجور المنصوص عليها في غيرها من السور.([7])
و قوله : '' هي السبع المثاني والقرآن العظيم '' هذا يدل على أن المراد في الآية هي هذه السورة وروى عن ابن عباس وسعيد بن جبير أن السبع المثاني هي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس وروى غير ذلك من الأقوال.([8])
و عن معقل ابن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : '' اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه أول شافع مشفع وماحل مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش '' ([9]).
قلت : '' وفي الحديث دليل على شرف هذه السورة لكونه صلى الله عليه وسلم أعطيها من تحت العرش وهذه مزية لم توجد في غيرها''([10])، فما أعظمك من سورة.
و عن أنس رضي الله عنه قال: '' كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل ونزل رجل إلى جانبه قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : '' ألا أخبركم بأفضل القرآن ؟ '' قال : بلى فقال : }الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{([11]).
و عن جابر([12]) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : '' ألا أخبركم بأخير سورة في القرآن؟ قلت : بلى يا رسول الله قال: اقرأ : }الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{''([13]).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : '' بينا جبريل قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا ملك نزل الأرض لم ينزل قط فسلم فقال أبشر بنورين أتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته''([14]).
[فقوله:'' نقيضا'' بالنون والقاف والضاد المعجمة وهو الصوت.
وقوله : '' لم ينزل قط '' هذا يدل على انه نزل بالفاتحة وخواتيم سورة البقرة ملك غير جبريل ، وقيل : إن جبريل نزل قبل هذا الملك معلما ومخبرا بنزول الملك ، فهو مشارك له في إنزالها ، وقال القرطبي : إن جبريل نزل بها أولا بمكة ثم أنزل هذا الملك ثانيا بثوابها.
وقوله :'' بنورين'' قد فسرهما بقوله فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة.
أما قوله :'' إلا أعطيته '' أي أعطيت ثوابه أو أعطاه الله ثواب ما اشتمل عليه من الدعاء كما في خواتيم سورة البقرة فإنها دعاء وهكذا الفاتحة فأنها ثناء ودعاء كما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : '' قال الله سبحانه وتعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل...''([15]) الحديث]([16]).
- يتبع -
=======



[1] : أبو سعيد بن المعلى الأنصاري المدني ، و اسمه رافع بن أوس بن المعلى ، و قيل : الحارث بن أوس بن المُعلى.[ انظر فتح الباري(8/157)].

[2]: سبق تخريجه.

[3]: سنن الترمذي (2875) ، و أخرجه أحمد (9345) ، و هو حديث صحيح .

[4]: صحيح ابن خزيمة (861).

[5]: صحيح ابن حبان (775).

[6]: المستدرك (1/557) ، و أخرجه أحمد (21094) , إسناده صحيح.

[7]: تحفة الذاكرين لللإمام الشوكاني رحمه الله ( ص : 431).

[8] : المصدر السابق.

[9] : أخرجه الحاكم في المستدرك (1/568). و قال : حديث صحيح الإسناد.

[10] : من كلام الإمام الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص : 432).

[11]: أخرجه ابن حبان في صحيحه(774) ، و الحاكم في المستدرك (1/560).

[12] : هو الصحابي عبد الله بن جابر البياضي.

[13] : أخرجه أحمد في المسند (17567) ، و إسناده حسن في المتابعات و الشواهد ، ففي إسناده عقيل ، و بقية رجاله ثقات.

[14] : أخرجه مسلم في صحيحه (1877) ، و اخرجه من حديثه أيضا النسائي (2/138) و الحاكم (1/558-559)، و قال الحاكم صحيح على شرطهما.

[15]: سبق تخريجه.

[16]: تحفة الذاكرين (ص433).

رد مع اقتباس