عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 03 Aug 2013, 05:27 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

ثامنا : فائدة في التفسير بالإلتفات :
''الإلتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر ، و فيه صور منها الإلتفات من الغيبة إلى الخطاب و من الخطاب إلى الغيبة و في سورة الفاتحة يوجد الإلتفات من الغيبة إلى الخطاب فقوله تعالى :
}بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }.
فحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله : (ِإيَّاكَ)'' ([1]) ، و قال القرطبي رحمه الله تعالى : '' قوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} رجع من الغيبة إلى الخطاب على التلوين ، لأن من أول السورة إلى هاهنا خبر عن الله تعالى ، وثناء عليه ، كقوله : { وسقاهم ربهم شرابا طهورا} [ الإنسان :21] . ثم قال : { إن هذا كان لكم جزاءا } . و عكسه : {حتى إذا كنتم في الفلك و جَرَيْنَ بهم}[يونس : 22 ] ، على ما يأتي ''([2]) ، و قال ابن كثير في تفسيره : '' و تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب ، و هو مناسبة ، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب و حضر بين يدي الله تعالى ، فلهذا قال : {إياك نعبد وإياك نستعين } ، و في هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى ، و إرشاد لعباده أن يثنوا عليه بذلك ...'' ([3]).
و في الأخير أذكر إخواني أن الأمة '' بأمس الحاجة إلى إصلاح عقائدها إصلاحا جذريا ، و لا يجوز البدء بشيء قبل هذا ، الإصلاح الإجتماعي و الإصلاح الإقتصادي و الإصلاح السياسي كلها تأتي بعد هذا الباب ، كما هي طريقة الأنبياء – عليهم الصلاة و السلام- و نسأل الله أن يبصرنا جميعا بديننا ، و أن يوفقنا للاعتصام بكتابه ، و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و أن يوفقنا لسلوك منهج الأنبياء – عليهم الصلاة و السلام- الذي أمرنا الله به ، و أمرنا رسول صلى الله عليه و سلم بالإقتداء بهم { أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام : 90].''([4])

نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من المتأسين بهم المقتدين بهم المتبعين لمنهجهم ، إن ربنا لسميع الدعاء.
هذا ما استطعت جمعه ، فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ، فاللهم اغفر لي إن قصرت في شيء، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.


- إنتهى الموضوع -
=====


[1] : أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (الصفحة 69)

[2] : الجامع لأحكام القرآن (1/223).

[3]: تفسير ابن كثير (1/135).

[4]: التوحيد أصل الأصول للشيخ ربيع حفظه الله (ص: 29).

رد مع اقتباس