عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 26 Dec 2013, 10:27 AM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

أما بخصوص مداخلة الأخ مهدي فدونك العضب المهند:

اقتباس:
ما ذكرت أخي عن معنى الوجوه والنظائر هو أحد التعريفين لها وهو ما اختاره شيخ الإسلام والزركشي والسيوطي


الذي ذكره د. مساعد -وفقه الله- في كتابه "التفسير اللغوي" إنما هو بالاستقراء لمنهج الإمام مقاتل بن سليمان البلخي فقال: غلبَ هذا المصطلحُ على المؤلَّفات التي كُتِبَتْ في هذا العلمِ، وقد اختلفَ العلماءُ في بيانِه، ولما لم يكنْ تحريرُ هذا الخلافِ من صلبِ البحثِ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه: كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ (ت150)، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه، وإذا ظهرَ مرادُه بهذا المصطلحِ، فإنه يُحتكمُ إليه، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ. وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائرِ، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ.
قال مقاتل: تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ:
فوجهٌ منها: الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، فذلك قولُه في يونسَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى) يونس: 26؛ يعني: الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، (وَزِيَادَةٌ)؛ يعني: النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ.
ونَظِيرُها في النَّجمِ، حيثُ يقولُ: (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) النجم: 31؛ يعني: بالجنَّةِ، وكقولِه في الرحمنِ: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ) الرحمن: 60 يقول: هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةُ.
الوجه الثاني: الحسنى؛ أي: البنون، فذلك قول الله تعالى في النَّحْلِ: (لَهُمُ الحُسْنَى) النحل: 62؛ أي: البنون.
والوجه الثالث: الحسنى؛ يعني: الخيرَ، فذلك قولُه في براءة: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى) التوبة: 107 يقولُ: ما أردنا ببناءَ المسجدِ إلاَّ الخيرَ.
ونظيرها في النساءِ: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ إحْسَاناً وَتَوفِيقًا) النساء: 62؛ يعني: الخير).
**تحليلُ هذا المثالِ **
1 ـ إنَّ مقاتلَ بنَ سليمان جعلَ لفظَ الحسنى في القرآن على ثلاثةِ وجوهٍ: (الجنَّة، والبنون، والخير)، وهذه الوجوهُ معانٍ مختلفةٌ لهذه اللَّفظةِ.
2 ـ وإنه يكفي في الوجوه اتفاقها في المادَّةِ، وإن لم تتفقْ في صورةِ اللَّفظِ؛ كالحسنى والإحسانِ.
3 ـ وإنه في الوجه الأولِ فَسَّرَ الحسنى في آيةِ يونسَ بأنها الجنَّة، ثمَّ جعل الحسنى في آيةَ سورةِ النَّجمِ نظيرةً لآيةِ سورةِ يونس.
وفسَّرَ الحسنى في آية سورة براءة بأنها الخير، ثُمَّ جعلَ الحسنى في آية سورة النَّساء نظيرةً لها، فهما موضعان مختلفان من القرآنِ، لكنهما اتفقا في مدلولِ اللَّفظةِ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ.
4 ـ وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآياتِ.
ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ (ت: 150) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ، ويكونُ كالآتي: ... ثم ذكر التعريف.
وعرّفه د. فضل حسن عباس فقال: هو علم دراسة لتعدد الدلالة في سياق القرآن الكريم. [إتقان البرهان] فاتفقا على كون الوجوه والنظائر متعلقان بالمعاني.

اقتباس:
ما ذكرت أخي عن معنى الوجوه والنظائر هو أحد التعريفين لها وهو ما اختاره شيخ الإسلام والزركشي والسيوطي
بل العلماء على ثلاثة مذاهب في ذلك: الأول ما ذكرته، وهو المرتضى. الثاني: مذهب ابن الجوزي. والثالث: ان الوجوه تكون في الألفاظ المشتركة، والنظائر تكون في الألفاظ المتواطئة" وهو قول شيخ الاسلام والزركشي تبعا له ثم تبعهما السيوطي.
وأزيدك فائدة، قال د. مساعد -وفقه الله- في تعليقه على الإتقان للسيوطي:
" • فيما يتعلق بتعريف السيوطي للوجوه والنظائر أقول: هذا يحتاج إلى بسط وتفصيل فيما ذكره رحمه الله ليس بدقيق فيما يتعلق بتعريف هذا العلم, والدليل على هذا هو عمل مقاتل ومن جاء بعده, فنأخذ قوله: (المشترك): اللفظ المشترك الأصل فيه أن يكون محكيًا عن العرب, مثل قوله ((والليل إذا عسعس)) يستخدم في: (أقبل) و (أدبر) , ومثله ((فرت من قسورة)) يستخدم في: (الأسد) و (الرامي) , ثم لو نظرنا إلى قوله: (الذي يستعمل في عدة معان): لو نظرنا إلى ما ذكر من الأمثلة في القرآن مثلا (الهدى) فيها سبعة عشر وجهًا, فهل هذه المعاني استخدمها العرب الجواب: لا, وإنما هي معانٍ سياقية, وبناءً على ذلك قوله: (اللفظ المشترك) لا يصلح أن يكون هو المراد بالوجوه.
• أيضًا: قوله: (كالألفاظ المتواطئة) هذا من المصطلحات المنطقية, وليست هي النظائر, فالنظائر في حقيقتها كما عند مقاتل هي الآية التي تأتي على معنى واحد من معاني الوجوه فلا علاقة لها بالألفاظ المتواطئة.
• قيل في تعريف الوجوه والنظائر: الوجه: الاتفاق في اللفظ, والنظائر: اختلاف المعنى, وهذا أيضا ليس بدقيق.
• الصواب من خلال عمل مقاتل أن مراده بالوجوه: تعدد المعاني التي وردت للفظة الواحدة في القرآن, مثلا: (الهدى) وردت بمعنى الثبات والدين ونحوها فهذه وجوه, وإذا جاء في أحد هذه الوجوه أكثر من آية فهي نظائر.
اقتباس:
فهل معناه أن المشترك أعم من الوجوه، وهل المشترك لا تختلف معاني لفظه -فتكون أوجها-؟

بل العكس تماما، اذ المشترك اللفظي أخص من الوجوه، اذ الوجوه الواردة في مصنفات الوجوه والنظائر تجمع بين المعاني الأصلية للكلمات والسياقية والبلاغية، وهذا ظاهر لو تأملت التعاريف في التعليقة الأولى.... وإن أردت توسعا فارجع الى دراسة استوفى فيها د. محمد المنجد 51 لفظة قرآنية من سبعة مصادر في الوجوه والنظائر واستخلص فيها أن 4 منها تندرج تحت المشترك اللفظي (الأمة، الآية، الفتح، الفرقان).... وأرشدك الى كتاب د. حدة كافي فقد استوعبت هذه المعلومات إن رمت زيادة علم... وفقني الله وإياك...

اقتباس:
هذه طريقة معروفة عند د.مساعد الطيار عند إيراده للمسائل


هذا ليس من كلام د. مساعد، وإنما من كلام د. حدة كافي.
وأزيدك فائدة لعلها توضّح لك ما عنته الدكتورة بكلامها:
جاء في الإبانة لأبي حسن الأشعري: "فإن قال قائل: حدّثونا عن اللفظ بالقرآن كيف تقولون فيه؟ قيل له: القرآن يُقرأ في الحقيقة ويُتلى، ولا يجوز أن يُقال: يُلفظ به، لأن القائل لا يجوز له أن يقول: إن كلام الله ملفوظ به، لأن العرب إذا قال قائلهم: لفظت باللقمة من فمي فمعناه: رَمَيْتُ بها، وكلام الله تعالى لا يقال: يُلففظ به، وإنما يقال: يُقرأ، ويُالى، ويُكتب، ويُحفظ " ولعل هذا هو السبب الذي لأجله وُضعت عناوين أخرى تحمل معنى المشترك اللفظي ولكنها لا تحمل إسمه، مثل الأشباه والنظائر، أو الوجوه والنظائر، أو التصاريف ...


اقتباس:
وأحيانا يورد إيرادات ويتركها معلقة





ذلك لأنه كتب كتابه بطريقة تجديدية، وحيث كان كذلك فهو يحرر المسألة على ما توصل إليه، ويفتح للباحثين آفاقا في الدراسات القرآنية، فكما تعلم أن هذا العلم لم ينضج بعد... ولعل هذا يظهر لك من أول وهلة من العنوان: المحرر...


والحمد لله أن جعلنا نتذاكر مباحث تتعلق بالقرآن الكريم، فهذا من نعم الله علينا...

والله أعلم.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 26 Dec 2013 الساعة 01:01 PM
رد مع اقتباس