عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 Oct 2014, 12:22 AM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

لقد شوشت على أبي الوليد وعلى الكثيرين بعنوانك الشديد --ابتسامة--
بارك الله فيك على هذه الفوائد والنقولات
لكني وأنا أقرأ رأيتك ذكرت كتاب أبي زاهد عبد الفتاح أبو غدة
فتذكرت حينها كلاما للشيخ بشير صاري -حفظه المولى وجزاه خيرا-
في هذا الموضوع انتقد فيه عنوان هذا الكتاب بشدة في ما معناه :
أن هؤلاء العلماء أعلم بسنة المصطفى وبهديه ان يؤثروا عليها غيرها
كيف وقد قال عليه الصلاة والسلام عن النفر الثلاثة * فمن رغب عن
سنتي فليس مني *
هذا معنى كلامه -حفظه الله ورعاه -- وانظره فضلا في صوتيات الدورة
المقامة قريبا في عين بوسيف تجده هنالك مفصلا مؤصلا

أما ما أعجبني من كلام لاهل العلم في هذه المسألة هو ما ذكره الشيخ
بكر أبو زيد -غفر الله له - في جزء العزاب من مجموعة النظائر *طبعة دار العاصمة*وهي رسالة في جملتها رد على أبي غدة وكتابه
حيث تناولهما بالنقد والتجريح وأبان فيه عن المنهج الرجيح الصحيح
باسلوب بليغ فصيح ومنه قوله :
ثم إنه في أثناء التدوين لهذه النظائر وفي أوائل عام عرض الكتيبون رسالة تقع في صفحة ، رسم على طرتها ما يلي :
( العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج. تأليف عبد الفتاح أبو غدة : الناشر : مكتبة المطبوعات الإسلامية)اهـ.

وبعد قراءة هذه الرسالة وجدت أن موضوعها وهو ذكر ((العلماء العزاب)) ليس في حد ذاته محل عتب على سبيل التبعية ، فقد جرى على ذكره من كتب في التراجم والسير قديماً وحديثاً بغية الشمول لأحوال المترجم، فجمعها يكون إذاً من طُرف المطالعة ، التي يحكيها العلماء ويتناقلها الناس على وجه الملح والإستظراف لا على وجه الحفاوة وبالغ الإهتمام ، وهذا له نظائر في لطائف ممتنوعة تجدها عند من كتب تذكرة ونحوها .

وإهل العلم يقولون : (لا بُد للمجاميع من الإحماض) كما في ((في تأريخ ابن خلدون. وفي المحاضرات للبوسي قال:

خير العلم ما حوضِر به.

لكن محل العتب والمؤاخذة إبراز هذه الملح في مسلاخ آخر بقصد أو بغير قصد ليخدم نزعة صوفية ، ويذكي جذوة التبتل والرهبانية ، ويمرض الفكر بل ويخدم القضية الكنسية ، قضية العصر المُرَّة (( تحديد النسل )) الوافدة من قساوسة النصارى في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي لتُهدم الكعبة وتُستوطن البيعة. والتي أبرزت فيما بعد باسم ((تنظيم النسل)).
واليوم يأتي نافخٌ في كير هذه الفتنة بإبراز رافدٍ لها بلباس آخر على حساب عِلية القوم (العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج)

وقال في موضع آخر من الكتاب
وبهذا الثبت يحكم البصير على كذب الكلية الحادثة الشائعة من بعض المتعالمين من أن عزوبة المشهورين هو من باب إيثار العلم على الزواج ويتحقق للموفق أن هذا تفعل واختلاف وتحكم ظاهر الفساد ودون تحقيقه خرط القتاد. ولا تنقدح إلا فيمن كانت بصيرته ممكلوكة لبصره.
هذا، وقد وقع لي من المترجمين الذين لم يتزوجوا خمسين نفسا من أجلة العلماء ومشاهيرهم، ومن الطلاب، ومن بعض الدراويش والمجاذيب ((السادة عند الصوفية) 9 ومن الأثرياء والوجهاء والأمراء والشعراء والأطباء ....

وقد كانت هذه الوجادة لولا التسبيبات السابقة إنما تذكر على سبيل الملح والاستظراف، لاعلى وجه الحفاوة وبالغ الاهتمام وأن يؤسس عليها أحكام.


ثم ذكر الكلام على ابن تيمية رحمه الله
فقال ويذكر مترجموه أنه لم يتزوج ولم يتسر كما في تاريخ ابن الوردي وغيره.
فهل عزوبته رحمه الله تعالى إيثارا للعلم.
أم للعبادة واللهج.
أم للجهاد والغزو
أم لمكاسرة المتعصبة للمذهبية
أم لفض جموع الغلو والطرقية
أم لمقارعة الخصوم
أم بسبب ما جناه عليه خصوم الكتاب والسنة من السجن والإيذاء
وكم وكم .......
وهو رحمه الله تعالى ثابت الجأش، فرح النفس قرير العين.
وقد مات خصوم ابن تيمية رحمه الله تعالى وماتت علومهم معهم وبقي ابن تيمية ببقاء تجديديه وعلومه وآثاره مرتسمة حقيقته الوضاءة في عقول الجماهير وأفكارهم فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته آمين.
وأعظم الله لشيخ الإسلام ابن تيمية الأجر والمثوبة فكم أوذي في سبيل الله حيا وميتا، ومنه ما سطره مجنون الكوثري في رسالته المذكورة امتدادا لما سطره الكوثري (مجنون أبي حنيفة) كما لقبه أحمد بن الصديق الغماري بذلك-بل لقبه في كتابه ((جؤنة العطار)) (2/ 52) بمعبود أبي حنيفة- وذلك في (ص16) من كتابه ((الإشفاق)) بشأن عزوبة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، بكلام يستحيى من ذكره والله المستعان

وفي الحقيقة الكتاب شيق ماتع
لو استرسل الواحد منا في النقل لأتى عليه كله

رد مع اقتباس