عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06 Aug 2013, 03:02 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

الطريق الأولى
قال ابن عساكر: أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الوحش سبيع بن المسلم إذنا قالا أنا أبو بكر الخطيب لفظا أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو بكر بن سندي أنا الحسن بن علي أنا إسماعيل بن عيسى نا أبو حذيفة أنا مقاتل بن سليمان وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم " يعني كان ابن عم موسى وكان قارون بن يصهر بن لاوي.
قال وأنا إسحاق أنا ابن سمعان حدثني من له علم بالعلم الأول ممن أسلم من أهل الكتاب أن قارون خرج مع موسى منافقا فلم يزل على نفاقه على على موسى وقومه فأهلكه الله وكان من بغيه أن امرأة بغية كانت تسمى بشيرا دعاها قارون فقال لها يا بشيرا أعطيك مائة دينار فانطلقي إلى محلة بني إسرائيل فقولي إن موسى أرسل إلي بهذه المائة دينار يدعوني إلى نفسه فإذا فعلت فهذه المائة لك وأعطيك مثلها فانطلقت حتى أتت محلة بني إسرائيل فقالت يا معشر بني إسرائيل فهمت أن تقول ما قال لها قارون فحول الله كلامها فقالت إن قارون أرسل إلي بهذه الدنانير وأمرني أن أعلم الناس أن موسى أرسل إلي بها وأنه راودني عن نفسه ويعطيني مثلها أيضا فغضب موسى غضبا شديدا قال ثم قام حتى دخل بيته فجاءت بنو إسرائيل إلى قارون وكان أغنى أهل زمانه فأقبلوا عليه فقالوا له ويحك يا قارون ما حملك على ما صنعت هذا موسى نبي الله وهو ابن عمك وقد أهلك الله عدونا وبسط الله لك من الدنيا ما لم يعطه أحدا من بني إسرائيل فلا تفرح يعني لا يحملنك على ما تصنع البطر ولا تبطر إن الله لا يحب البطرين " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا " يقول لا تدع حظ آخرتك بدنياك وخذ لآخرتك من دنياك وقدم لها قال عند ذلك قارون " إنما أوتيته " يعني هذا المال " على علم عندي " وموسى يمن علي أن الله رزقني قال وكان يعلم علم الكيمياء وهو صنعة الذهب فلما أن سمعوا ذلك منه خرجوا منه عنده وأراد الله هلاكه وأن يلحقه بصاحبه فرعون قال " فخرج على قومه في زينته " قال خرج راكبا على برذون أشهب عليه الأرجوان على سرج مقدمه ذهب ومؤخره ذهب مكلل بالدر والياقوت وأخرج معه أربعمائة جارية عليهن الأرجوان في عنق كل واحدة منهن طوق من ذهب عليهن الخفاف البيض على بغال شهب عليها سروج الذهب والفضة ومياثر الأرجوان وأخرج أربعمائة غلام على أربعمائة دابة دهم وكانت عليها سروج الذهب والفضة عليهم ثياب الأرجوان والخفاف ثم أظهر ابن له فحملته الرجال أمامه وأظهر كنوزه من الدنانير والدراهم وكانت عامة كنوزه الدنانير فوضعها على عواتق الرجال ثم خرج يسير في محلة بني إسرائيل قال قوم من بني إسرائيل وهم الذين وصفهم الله في كتابه " قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون " من الأموال " إنه لذو حظ عظيم " يعني إنه لذو حظ واف من الدنيا " قال الذين أوتوا العلم " من بني إسرائيل للذين تمنوا مثل ما أعطي قارون " ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون " يعني طاعة الله والصبر عليه خير بماأعطي قارون وما يلقاها يعني وما يعطاها إلا الصابرون فقيل لموسى هذا قارون قد أقبل يتباهى بأمواله فأقبل موسى وهو شديد الغضب عليه حنقا حين انصرف إليه بنو إسرائيل الذين وعظوه وأخبروه بما له من حظ إن فعل من الإحسان فيما أعطاه الله قال ابن سمعان إنهم قالوا لقارون انظر لما أعطاك الله فاقسمه في فقراء قومك وأهل بيتك قال قارون يعينون بذلك موسى وهارون وهما أقرب بني إسرائيل إلى مال جمعته على علم عندي من صنعة الذهب والله لا أفعل فلما سمع ذلك موسى كبر عليه وظن موسى أنما ظن قارون أني طمعت في ماله فخرج موسى حين قال له هذا قارون قد أقبل فقال موسى اللهم إني أسألك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن تأمر الأرض أن تطيعني فأوحى الله إلى الأرض أن أطيعي عبدي موسى فقالت الأرض وأنطقها الله يا موسى مرني فأطيعك قال خذي قارون ومن معه قال فأخذت قارون ومن معه من الغلمان والجواري وتركت أموالهم ودوابهم فقيل لقارون هذا موسى قد دعا عليك وهو يسيخ في الأرض فنادى قارون يا موسى أنا ابن عمك فارحمني قال موسى خذيه فأخذتهم الأرض إلى ركبهم فنادى يا موسى إن ربك رحيم فارحمني قال موسى خذيهم فأخذتهم إلى أوساطهم قال قارون يا موسى أتوب وأرجع قال خذيهم فأخذتهم فلم يزل قارون يدعو موسى حتى دعاه سبعين مرة كل ذلك يقول للأرض خذيهم حتى ابتلعتهم وبقيت الأموال فتحدث بنو إسرائيل فقالوا إنما دعا عليك وترك الأموال لما يريده لنفسه فقال موسى يا رب وأمواله فخسف الله بها الأرض فهم يتجلجلون فيها إلى الأرض السابعة إلى يوم القيامة كل يسيخ على قدر قامته قال فلما رأى ذلك بنو إسرائيل قال الذين " تمنوا مكانه بالأمس " فإنهم تمنوا غدوة وخسف بقارون عشية فلما أصبح قال (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده" " ويكأنه " يعني ألم تر أنه " لا يفلح الكافرون " فلما عاينوا بعد ما صنع الله بقارون خافوا على أنفسهم قالوا " لولا أن من الله علينا لخسف بنا " فأوحى الله إلى موسى عبدي قارون هو ابن عمك دعاك سبعين مرة فلم ترحمه وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو دعاني من ذلك سبع مرات لنجيته ولاستجبت له فقال موسى أنت الرحيم يا رب ومنك الرحمة وإنما اشتد غضبي عليه أنه اختار دعاء المخلوقين على الخالق.

هكذا جاءت هذه الرواية من هذا الطريق و يبدو أن في السند من لا يحتج به ، ففيه مقاتل بن سليمان و جويبر .

أولا : مقاتل بن سليمان

مقاتل بن سليمان البلخى المفسر، أبو الحسن ، روى عن مجاهد، والضحاك، وابن بريدة.
وعنه حرمى بن عمارة، وعلى بن الجعد، وخلق.
قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة.
وعن مقاتل بن حيان - وهو صدوق - قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر.
وقال الشافعي: الناس عيال في التفسير على مقاتل.
وقال أبو حنيفة: أفرط جهم في نفى التشبيه، حتى قال: إنه تعالى ليس بشئ.
وأفرط مقاتل - يعنى في الاثبات - حتى جعله مثل خلقه.
وقال وكيع: كان كذابا.
وقال البخاري: قال سفيان بن عيينة: سمعت مقاتلا يقول: إن لم يخرج الدجال في سنة خمسين ومائة فاعلموا أنى كذاب.
وقال العباس بن مصعب في تاريخ مرو: كان مقاتل لا يضبط الاسناد، وكان يقص في الجامع بمرو، فقدم جهم فجلس إلى مقاتل، فوقعت العصبية بينهما، فوضع كل واحد منهما على الآخر كتابا ينقض عليه.
وقال النسائي: كان مقاتل يكذب.
وقال ابن عيينة: قلت لمقاتل: إن ناسا يزعمون أنك لم تلق الضحاك، فقال: سبحان الله ! لقد كنت آتيه مع أبى، ولقد كان يغلق على وعليه باب واحد.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وروى عباس، عن يحيى، قال: ليس حديثه بشئ.
وقال الجوزجانى: كان دجالا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول: قدم ههنا فأسند ظهره إلى القبلة، وقال.
سلونى عما دون العرش، وحدثت أنه قال مثلها بمكة، فقام إليه رجل، فقال.
أخبرني عن النملة أين أمعاؤها ؟ فسكت ... وقال ابن حبان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان يشبه الرب بالمخلوقات، وكان يكذب في الحديث.
وقال أبو معاذ الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: لم أستحل دم يهودي، ولو وجدت مقاتل بن سليمان خلوة لشققت بطنه([1]).
و قال في التقريب : مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخُرساني ، أبو الحسن البلخي ، نزيل مرو ، و يقال له : ابن دوال دوز([2]) : كذبوه و هجروه و رمي بالتجسيم ([3]) .
ثانيا : جويبر
قال الذهبي في الميزان : ( جويبر بن سعيد أبو القاسم الأزدي البلخي المفسر ، صاحب الضحاك .
قال ابن معين : ليس بشيء.
وقال الجوزجاني لا يشتغل به.
و قال النسائي و الدارقطني و غيرهما : متروك الحديث)([4]).
و قال الحافظ في التقريب : تصغير جابر ، و يقال : اسمه جابر ، و جويبر لقب ، ابن سعد الأزدي ، أبو القاسم البلخي ، نزيل الكوفة ، رواي التفسير : ضعيف جدا([5]).

كما أن الضحاك لم يلق ابن عباس ، قال الذهبي : وقال الطيالسي: حدثنا شعبة، سمعت عبد الملك بن ميسرة يقول: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقى سعيد بن جبير بالري، فأخذ عنه التفسير.
سلم بن قتيبة، حدثنا شعبة، قال: قلت لمشاش: سمع الضحاك من ابن عباس؟
قال: ما رآه قط. وقال يحيى بن سعيد: الضحاك ضعيف عندنا. ووثقه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة. وكان ابن معين يقول: الضحاك المشرقي هو ابن مزاحم، وتبعه على هذا يعقوب الفسوي، وإنما الضحاك المشرقي ابن شراحيل، حدث عن أبي سعيد الخدري. ومشرق: فخذ من همدان.
قال ابن عدي: الضحاك بن مزاحم إنما عرف بالتفسير، فأما رواياته عن ابن عباس وأبي هريرة، وجميع من روى عنه ففي ذلك كله نظر.
وأما عبد الله بن أحمد فقال: سمعت أبي يقول: الضحاك بن مزاحم ثقة مأمون.
قيل: مات سنة خمس ومائة. وقيل سنة ست([6]).

و أما ابن سمعان فهو : عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي أبو عبد الرحمن المدني مولى أم سلمة روى عن الزهري ومجاهد بن جبر وزيد بن أسلم وسعيد المقبري والأعرج والعلاء بن عبد الرحمن وابن المنكذر ويحيى بن سعيد وجماعة وعنه روح بن القاسم وهو من أقرانه وشبابة وعبد الرزاق وعبد الله بن وهب وبقية ومحمد بن فضيل والوليد بن مسلم والداروردي ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي وعلي بن الجعد وغيرهم قال عمر بن عبد الواحد سألت مالكا عنه فقال كان كذابا وقال عبد الرحمن بن القاسم سألت مالكا عنه فقال كذاب قلت فيزيد بن جعدبة قال كذب وأكذب وقال هشام بن عروة حدث عني بأحاديث والله ما حدثته بها ولقد كذب علي وقال المروذي عن أحمد متروك الحديث وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه إنما كان يعرف بالصلوة ولم يكن يعرف الحديث وقال مرة سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله لقد كان بن سمعان يكذب وقال بن أخي الزهري والله ما رأيته عند عمي قط وقال بن أبي مريم عن بن معين ليس بثقة وقال معاوية بن صالح عن يحيى ليس بشيء وقال عبيد بن محمد الكشوري سألت أبا مصعب عنه فقال كان مربدا وسألت بن معين عنه فقال كان كذابا وقال أبو بكر بن أبي أويس حدث بن سمعان مرة فقال حدثني شهر بن جوست فقلت من هذا قال بعض العجم من أهل خراسان قدم علينا فقلت لعلك تربد بن حوشب فسكت قال أبو معشر إنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف وقال بن المديني وعمرو بن علي ضعيف الحديث جدا سمعه بن إسحاق يقول سمعت مجاهدا فقال والله أنا أكبر منه ما رأيت مجاهدا ولا سمعت منه وقال أحمد بن صالح كان يغير الأسماء يقول حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أحمد وهو كذب وقال بن وهب قلب لابن سمعان أين لقيت عبد الله بن عبد الرحمن الذي رويت عنه قال بالبحر وقال أبو زرعة لا شيء وقال أبو حاتم ضعيف الحديث سبيله سبيل الترك وقال البخاري سكتوا عنه وقال أبو داود كان من الكذابين ولي قضاء المدينة وقال النسائي والدارقطني متروك وقال النسائي أيضا لا يكتب حديثه وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قدم بن سمعان العراق فزادوا في كتبه ثم دفعوها إليه فقرأها فقالوا كذاب وقال بن عدي ضعيف جدا وله أحاديث صالحة وأروى الناس عنه بن وهب والضعف على حديثه ورواياته بين وقال الأوزاعي لم يكن بصاحب علم وقال أحمد بن صالح قلت لابن وهب ما كان مالك يقول في بن سمعان قال لا يقبل قول بعضهم في بعض روى البخاري في آخر العتق حديثا من رواية بن وهب عن مالك وابن فلان عن سعيد المقبري فقال أبو نصر الكلابادي بن فلان هو عبد الله بن زياد بن سمعان قلت وكذا قال الدارقطني في غرائب مالك وأبو مسعود في الأطراف وأبو نعيم في المستخرج وأبو إسحاق المستملي أحد رواة الصحيح عن أبي حرب وغيرهم وفي النسائي في المحاربة عن أبي السراج عن بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن وذكر آخر كلهم عن هشام بن عروة والمبهم المذكور هو عبد الله بن زياد بن سمعان بينه الطبري في التفسير في روايته لهذا الحديث عن يونس عن بن وهب وقال بن المديني ذاك عندنا ضعيف ضعيف وفي رواية روى أحاديث مناكير وقال بن أبي حاتم قال أحمد بن صالح أظن بن سمعان يضع للناس قال بن أبي حاتم وامتنع أبو زرعة أن يقرأ علينا حديثه وذكره بن البرقي في باب من اتهم في روايته وترك حديثه وقال أبو أحمد الحاكم ذاهب الحديث وقال بن المبارك حدث عن مجاهد عن بن عباس فتركته وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم وقال إبراهيم الجوزجاني كان كذابا وضاعا وقال الساجي ضعيف جدا وقال علي بن الجنيد وأبو بكر بن أبي عاصم في كتاب الدعاء متروك وقال بن حبان كان يروي عن من لم يره ويحدث بما لم يسمع ([7])

كما أنه توجد في المتن جهالة فهذا الذي حدث عنه ابن سمعان لا يدرى من هو ؟.
هذا ما وصلت إليه فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان فالله أسأل أن يغفر لي و أن يرحمني و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

- يتبع -

=======
[1]: ميزان الإعتدال للذهبي (505/6-507).

[2]: تعني بالفارسية خياط الجلد ، أو خياط الجواليق. دوال : جلد الحيوان ، دوز : خياط.

[3]: تقريب التهذيب لابن حجر (ص: 737) طبعة مؤسسة الرسالة .

[4]: ميزان الإعتدال للذهبي (160/2-161).

[5]: تقريب التهذيب لابن حجر (ص: 147) .

[6]: ميزان الإعتدال للذهبي (3/446).

[7]: التهذيب لابن حجر (336/2-337-338) ، و انظر ميزان الإعتدال للذهبي (100/4-101).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 06 Aug 2013 الساعة 03:06 AM
رد مع اقتباس