عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01 Jul 2013, 07:32 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

ثانيا : فيها تحقيق لتوحيد الألوهية و توحيد الربوبية:
تعريف التوحيد :
التوحيد في اللغة:
مصدر : '' وحَّد، يوحِّد، توحيدًا''أي: جعله واحدًا، ومادَّة (وحَّد) تدور على انفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله، والتوحيد على وزن (تفعيل) تعني الوحدة والانفراد والتفرُّد، والمقصود من التفعيل هو للنسبة لا للجعل، فمعنى: (وحَّدتُ الله تعالى): نَسَبْتُه إلى الوحدانيةلا جعلتُه واحدًا، لأنَّ وحدانيته صفةٌ ذاتيَّةٌ له لا بجعل جاعلٍ، والتشديد فيه للمبالغة أي: بالغتُ في وصفه بذلك.([1])
أمَّا التوحيد في الشرع:
فهو الإيمان بأنَّ الله تعالى متفرِّدٌ بصفات العظمة والكمال والجلال والجمال، والاعترافُ بتوحُّده بها، والاعتقاد أنه لا شريك له فيها، وإفراده وحده بالعبادة([2])، قال السفاريني -رحمه الله- في تعريفه للتوحيد بالمعنى الشرعي: ''هو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتًا وصفاتٍ وأفعالاً، فلا تقبل ذاته الانقسامَ بوجهٍ، ولا تشبه صفاته الصفاتِ ولا تنفكُّ عن الذات، ولا يدخل أفعالَه الاشتراك''([3])
شبهة :
قالوا : لماذا تهتمون بالتوحيد و لا تهتمون بقتال الكفار ؟ فلا تُثِّبطوا المجاهدين بالحديث عن التوحيد والتحذير من الشرك .
قلنا : ويحكم أما علمتم يوما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسكت عن الدعوة إلى التوحيد حتى في الجهاد ؟فلقد خرجت عُصبةُ المؤمنين أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حُنين، وكان منهم رجالٌ حديثو عهد بالإسلام، فرأوا أنَّ المشركين يُعلَّقون اسلحتهم بشجرةٍ يقالُ لها ذات أنْوَاط، يطلبون منها البرَكَةَ – كما يفعل كثيرٌ من جهَّال المسلمين اليوم، الذين فقدوا الله وضيَّعوه، فلجأوا إلى خلقه – فقال هؤلاء الضعَفَةُ – وكانوا حديثي عهدٍ بالجاهليَّة والشِّرْك – قالوا: يا رسول الله، اجْعَل لنا ذات أنْوَاطٍ كما لهم ذات أنواط.
فقال عليه الصلاة والسّلام: " اللهُ أكبر – وفي روايةٍ: سبحان الله – إنَّها السّنن، لقد قلتم والذي نفسي بيده كما قال قومُ موسى لموسى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ [الأعراف : 138] ". رواه أحمدُ، وهو صحيحٌ([4]).فتأمَّلوا هذا الحديث بارك الله فيكم ، فما أعظَمَه من حديث ! في هذا الوقت العصيب و لَم يَمنع النبيَّ صلى الله عليه وسلم جِدةُ إسلامِهم مِن أن يُنكرَ عليهم كلمةً مفضيةً إلى شركٍ، ولم يمنع النبيَّ صلى الله عليه وسلم كونُه خارجاً بهذه العُصبة الطيِّبة لمجاهدة الكفَّار الخُلَّص أن يسكُتَ عن خطأٍ منهم عقديّ؛ لأنَّه لو سكت عنه لتعثَّر الجهادُ، وأصابه ما الله به عليمٌ. فلا يجوز أبدأ أن يُسكتَ عن حقِّ الله في أن يُعبد وحده، هذا شرطٌ عظيمٌ.
وإذا كانت هذه هي شدَّةُ الرسول صلى الله عليه وسلم وغضبُه في الله على مَن طلب مجرَّدَ التشبُّهِ بمن يُعلِّق سلاحَه بشجرةٍ دون أن يعبدَها أو أن يدعوَها، فكيف يكون غضبُه على مَن يستنصرُ بصاحب قبرٍ، أو يحمل معه شيئاً من ترابه أو آثاره طلباً للظَّفر، قال ابنُ القيِّم – رحمه الله – في إغاثة اللّهفان (2/205): "فإذا كان اتخاذَ هذه الشجرة لتعليق الأسحلة والعكوفِ حولها اتخاذَ إلهٍ مع الله تعالى، مع أنهم لا يعبدونَها ولا يسألونَها، فما الظَّنُّ بالعكوف حول القبر، والدَعاءِ به، ودعائِه، والدّعاءِ عنده؟!
فأيُّ نسبةٍ للفتنة بشجرةٍ إلى الفتنة بالقبر لو كان أهلُ الشِّرْك والبدعة يعلمون؟!".إ.هـ.و مع هذا فلا يزال الناسُ يذكرون مَن كان لا يخرجُ لقتال الشّيوعيّين حتى يتوسَّط إلى الله بصاحب قبرٍ، وإلى الله المشتكى! ولا يزال الناسُ يسمعون مُن يقول: لا تُثِّبطوا المجاهدين بالحديث عن التوحيد والتحذير من الشرك ...!!!
فانظر كم بين دعوتِهم هذه ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تلك! فاللهم سلم سلم([5]).
بيان ما هو توحيد الألوهية و توحيد الربوبية :
أولا : توحيد الربوبية :
'' و هو إفراد الله سبحانه و تعالى في أمور ثلاثة ، في الخلق ، و الملك ، و التدبير.
الخلق :
دليل ذلك قوله تعالى : {ألا له الخلق و الأمر} [ الأعراف : 54] ووجه الدلالة من الآية :أنه قدم فيها الخبر الذي من حقه التأخير ، و القاعدة البلاغية : أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر ، ثم تأمل افتتاح هذه الآية بـ (ألا) الدالة على التنبيه و التوكيد :{ألا له الخلق و الأمر} ، لا لغيره ، فالخلق هذا هو ، و الأمر هو التدبير .
أما الملك :
فدليله مثل قوله تعالى : {و لله ملك السموات و الأرض} [ الجاثية : 27]، فإن هذا يدل على انفراده سبحانه و تعالى بالملك ، و وجه الدلالة من هذه الآية كما سبق تقديم ما حقه التأخير ...
إذا ، فالرب عزوجل منفرد بالخلق و الملك و التدبير .
فإن قلت : كيف تجمع بين ما قررت و بين إثبات الخلق لغير الله ، مثل قوله تعالى : {فتبارك اللهُ أحسنُ الخالقين }[المؤمنون :14] و مثل قوله صلى الله عليه و سلم في المصورين : ''يقال لهم : أحيوا ما خلقتهم " ([6]) ، و مثل قوله تعالى في الحديث القدسي : '' من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ''([7]) ، فكيف تجمع بين قولك : أن الله منفرد بالخلق ، و بين هذه النصوص؟!
فالجواب أن يقول : إن الخلق هو الإيجاد ، و هذا خاص بالله تعالى ([8])، أما تحويل الأشياء من صورة إلى أخرى ، فإنه ليس بخلق حقيقة ، و إن سمي خلقا باعتبار التكوين ، لكنه في الواقع ليس بخلق تام ، فمثلا : هذا النجار صنع من الخشب بابا فيقال : خلق بابا ، لكن مادة هذه الصناعة التي خلقها هو الله عزوجل ، لا يستطيع الناس مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبدا ، و لا أن يخلقوا ذرة ، و لا أن يخلقوا ذبابا .''([9]).
ثانيا : توحيد الألوهية:
'' و هو إفراد الله عزوجل بالعبادة ، بألا تكون عبدا لغير الله ، لا تعبد لا ملكا و لا نبيا ولا وليا و لا شيخا و لا أما و لا أبا ، لا تعبد إلا الله وحده ، فتفرد الله عزوجل وحده بالتأله و التعبد ، و لهذا يسمى توحيد الألوهية ، و يسمى توحيد العبادة ، باعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية ، و باعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة'' ([10])
قلت : و في هذه الآية {إياك نعبد و إياك نستعين} تحقيق لهذين النوعين من التوحيد ، فـ : {إياك نعبد} تحقيق لتوحيد الألوهية ، و: {إياك نستعين} تحقيق لتوحيد الربوبية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : '' ... و ذلك أن العبد بل كل حي بل و كل مخلوق سوى الله هو فقير محتاج إلى جلب ما ينفعه ، و دفع ما يضره ، و المنفعة للحي هي من جنس النعيم و اللذة ، و المضرة هي من جنس الألم و العذاب ، فلا بد له من أمرين :
أحدهما : هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع و يتلذ به .
و الثاني : هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود و المانع من دفع المكروه ، و هذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل و الغاية فهنا أربعة أشياء :
أحدها : أمر هو محبوب مطلوب الوجود.
و الثاني : أمر مكروه مبغض مطلوب العدم.
و الثالث : الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب.
و الرابع : الوسيلة إلى دفع المكروه ، فهذه الأربعة أمور ضرورية للعبد بل و كل حي لا يقوم وجوده و صلاحه إلا بها ، و أما ما ليس بحي فالكلام فيه على وجه آخر .
إذا تبين ذلك فبيان ما ذكرته من وجوه :
أحدها : أن الله تعالى هو الذي يحب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب ، و هو المعين على المطلوب و ما سواه هو المكروه ، و هو المعين على دفع المكروه ، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه ، و هذا معنى قوله : }إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، لكن على أكمل الوجوه ، و المستعان هو الذي يستعان به على المطلوب ، فالأول معنى الألوهية .''([11]) و قال ابن القيم :'' فـ { إياك نعبد }تحقيق لهذا التوحيد و إبطال الشرك في الإلهية''([12] )
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ''قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ { إيّاك([13]) }: مفعول به مقدم([14])؛ وعامله: { نعبد }؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و{ نعبد } أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب . كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده..
و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: { وإياك نستعين } أي لا نستعين إلا إياك على العبادة([15])، وغيرها؛ و "الاستعانة"([16]) طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل([17]) في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: { إياك نعبد }؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول..
.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: { وإياك نستعين }([18])، حيث قدم المفعول..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟)[19](فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 ].
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك..''([20])


- يتبع -

=========


[1]: انظر: الصحاح للجوهري (2/ 547)، مقاييس اللغة لابن فارس (6/ 90)، لسان العرب لابن منظور (15/ 230)، الحجَّة في بيان المحجَّة للأصفهاني (1/ 331)، بواسطة شرح العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية للعلامة ابن باديس رحمه الله للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس (المصدر موقع الشيخ فركوس )

[2]: الشيخ فركوس ( شرح العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية للعلامة ابن باديس رحمه تعالى )

[3]: لوامع الأنوار (1/ 57)

[4] : الحديث. أخرجه الترمذي (2180) وصحّحه، وصححه الألباني في صحيح السنن، وفي ظلال الجنة (1/37)، بل في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لم يدَع ذلك – أي التحذير من الشرك-، كما في حديث جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول – فذكر الحديث – وفيه: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". وكما في حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم (أي مرض الموت)طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجديحذر ما صنعوا. أخرجهما مسلم: (1188) و (1187).

[5] : السبيل إلى العز و التمكين لعبد المالك رمضاني بتصرف يسير

[6]: رواه البخاري (5961) ، و مسلم (2107) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : '' إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة و يقال لهم :أحيوا ما خلقتم ''

[7]: رواه البخاري (5953) ، و مسلم (2111) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .

[8]: و لهذا سمى الله نفسه البارئ ، فالبارئ الذي يوجد الشيء من العدم [انظر مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله (ص:13) ]

[9]: العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله بشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (1/21، 22)

[10] المصدر السابق (1/24).

[11]: قاعدة في توحيد الإلهية [مجموع الفتاوى (1/22)] .

[12] : مدارج السالكين (1/75).

[13] : قرأ السبعة و الجمهور بتشديد الياء من {إيّاك} و قرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر و هي قراءة شاذة مردودة لأن ( إيا) ضوء الشمس .[ تفسير ابن كثير (1/134)] ، و جاء في تفسير القرطبي عن عمرو فائد و هو أبو علي الأسواري البصري . ذكره ابن الجزري في طبقات القراء (1/602)، و ذكر له هذه القراءة ، و قال ابن حجر في لسان الميزان (3/372) : قدري معتزلي ، توفي بعد المئتين .
و قال القرطبي و هذه القراءة مرغوب عنها ، فإن المعنى يصير : شمسك نعبد ، أو ضوءَك . [ الجامع لأحكام القرآن : (1/225)

[14]: و إن قيل لما قدم المفعول على الفعل ؟ قيل له : قدم اهتماما ، و شأن العرب تقديم الأهم. [ الجامع لأحكام القرآن (1/224)].

[15] : { وإياك نستعين } أي نطلب العون و التأييد و التوفيق . الجامع لأحكام القرآن (1/223)

[16]: ''الإستعانة عبادة كما قال الله تعالى : {إياك نعبد وإياك نستعين } و في الحديث '' إذا استعنت فاستعن بالله '' رواه أحمد (1/307) ، فيستعين العبد بالله فتقول : اللهم اعني على ذكرك و شكرك ، اللهم أعني على طاعتك ، اللهم أعني على كل خير ، إلى غبر هذا ، تستعين بالله في كل المهمات '' [شرح ثلاثة الصول للشيخ ابن باز رحمه الله ، الصفحة : 39/40 طبعة دار الفرقان ].

[17]: قال ابن كثير في تفسيره (1/134):'' و قدم المفعول و هو : {إياك} ، و كرر ، للاهتمام و الحصر ، أي : لا نعبد إلا إياك ، و لا نتوكل إلا عليك ، و هذا هو كمال الطاعة ، و الدين يرجع كله إلى هذين المعنيين ، و هذا كما قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن ، و سرها هذه الكلمة {إياك نعبد وإياك نستعين } ، فالأول تبرؤ من الشرك ، و الثاني تبرؤ من الحول و القوة ، و التفويض إلى الله عزوجل.'' ، '' و (التوكل) معنى يلتئم من اصلين :من الثقة و الإعتماد ، و هو حقيقة {إياك نعبد وإياك نستعين } و هذان الأصلان – و هما التوكل و العبادة- قد ذكر في القرآن في عدة مواضع .''[مدارج السالكين (1/86)].

[18] : و هذا فيه توحيد الربوبية ، قال ابن القيم : '' كما أن { وإياك نستعين } تحقيق لتوحيد الربوبية ، و إبطال للشرك به فيها [ مدارج السالكين (1/75)]

[19]: أخرجه البخاري ص232، كتاب الجهاد، باب 72: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر حديث رقم 2891؛ وأخرجه مسلم ص837، كتاب الزكاة، باب 16: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، حديث رقم 2335 [56] 1009، واللفظ لمسلم.

[20]: تفسير سورة الفاتحة للشيخ ابن عثيمين (المصدر موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله )

رد مع اقتباس