عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31 Oct 2014, 11:36 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي أصاحاب "الشرور" لا يتركوننا حتى في "معرض الكتاب"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:

فأصحاب "الشرور" لا يتركونا حتى في "معرض الكتاب"، وأرجو أن لا يتتبعونا في "مرحاض معرض الكتاب" - أكرمكم الله أهلَ السنة - ولن يتبعوكم هناك لأنكم قلتم عند دخولها: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث".

أقول: قد جاء في العدد: 4542 من جريدة "الشرور" اليومَ الجمعة 31 أكتوبر 2014 مـ الموافق لـ 07 محرم 1436 هـ ص: 11، ما يأتي: "الملتحون يغزون الصالون الـ19 وأجنحة معزولة للكتاب الديني" بخط كبير الحجم ملفت للأنظار وجعل في الواجهة على اليمين، ثم قالت صاحبة الروبورتاج: وهيبة سليماني: "توافد أمس "الملتحون" بقوَّة في الصالون الدولي للكتاب في طبعته التاسع عشرة، حيث احتلوا حصَّة الأسد في شراء الكتب الدينية، التي تتعلق في مجملها بلفقه والسيرة النبوية، وشرح الأحاديث والآداب، والأخلاق وصحيح البخاري، وشرح مسند الإمام أبي حنيفة، ورغم وجود الأجنحة الخاصة بهذا النوع من الكتب في أماكن بعيدة عن أنظار المتوافدين للمعرض، إلا أنَّ ذلك لم يمنع هؤلاء من شراء ما يرغبون فيه لإعادة بيعها في الأسواق".
وجاء في مقالها – أيضا - : "والفرصة كانت للمختصين في بيع الكتب الدينية، الذين ينتهزون في كل سنة الفرصة لشراء ما هو مطلوب من هذه الكتب بكميات كبيرة يعاد بيعها حسب تصريح أحدهم للشروق" اهـ.

وجاء فيه – أيضا -: "حسب جولة الشروق، فإن "الملتحين" اكتظ بهم المكان في دور النشر الخاصة بالكتب الدينية، وكانت سلسلة "الحضارة الإسلامية ونظرية نشوئها" للدكتور بسيوني محمد الخولي المصري، وسلسلة الإمام ابن رجب الحنيفي لشرح الحديث النبوي وشرح مسند أبي حنيفة، وصحيح البخاري، من بين الجديد الذي شدَّ انتباههم" اهـ.

وصدَّرت الكاتبة مقالها بقولها: "القذافي ومانديلا وفرانكو وأردوغان والألباني في الصدارة".

قلت: ولي على هذا المقال تعليقات:

الأول: أذكِّر صاحبة المقال بقول الله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، وبقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، وبقوله صلى الله عليه وسلم: "من صمت نجا" ، وبقوله صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم" أو قال: "على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"

والقلم أحد اللسانين، فإنكِ تحاسبين على ما تكتبين كما تحاسبين على ما تقولين سواء بسواء، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

الثاني: قولها: "الملتحين" إن قصدت به التسمية فقط، فهو لا يخلوا من أن يكون نبزا بالألقاب والله عز وجل يقول: "ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان"، أو أن يكون ازدراء بأصحاب اللحى وسخرية بهم، ويفهم ذلك من تسليطها الضوء على هذه الفئة بالخصوص، والله عز وجل يقول: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرا منهنَّ"، ولا شك أن أدنى من وصفتي من هذه الفئة خير منك بألف درجة، لعدة أمور يعلمها كل من له أدنى نصيب من العلم ندع ذكرها، أو أن يكون استهزاء باللحية التي واجب توفيرها وإرخاؤها، وحرام حلقها وتقصيرها بالاتفاق، فهذا ناقض من نواقض الإسلام التي ذكرها العلماء، فقد قال محمد بن عبد الوهاب في رسالته: "نواقض الإسلام" : من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثواب الله او عقابه كفر، والدليل قوله تعالى:"قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"، ثم إن أصحاب اللحى فيهم المشايخ والعلماء، وفيهم طلاب العلم والعوام فينبغي التحرز من استعمال هذه التسمية التي لم نسمع بها إلا عند الشانئين للسلفييين وأهل السنة، والله المستعان.

الثالث: قرنكِ العلامة "الألباني" رحمه الله بهؤلاء الأراذل الأخباث هذا نقص لحق المحدث العلامة الألباني رحمه الله، وإجحاف وهضم لحقه على المسلمين، وقد قال الشاعر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

وجاء في "سير أعلام النبلاء": قال الطحاوي: حدثنا يونس قال: سمعت سفيان بن عيينة ذكر حديثا، فقالوا: إن مالك يخالفك فيه، فقال: أتقرنونني بمالك؟ ما أنا وهو إلا كما قال جرير:

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قرن *** لم يستطع صولة البزل القعانيس

هذا سفيان بن عيينة العالم الكبير يستحي من قرنه بمالك إمام دار الهجرة، مع أنهما قرينان كما قال الشافعي رحمهم الله، فكيف إذا قرن مالك بأراذل القوم؟ فكيف بمن قرن هؤلاء ممن ذكرتي بالعلماء؟، سبحانك يا ربنا هذا بهتان عظيم.

الرابع: نشركِ لصور بعض الإخوة في هذا المقال، وهذا لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون" والأحاديث في هذا كثيرة، ونشرها يثير الفتنة، ولا شك عندي أنكِ تريدين الفتنة بمقالك ونشر مثل هذه الصور، وأقول لكِ: إنك تصطادين في الماء العكر، "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله".

الخامس: قولكِ: "حيث احتلوا حصَّة الأسد في شراء الكتب الدينية"، وقولك:" إلا أنَّ ذلك لم يمنع هؤلاء من شراء ما يرغبون فيه لإعادة بيعها في الأسواق"
أقول: ما العيب في ابتياع الكتب وبيعها، وقد نص العلماء على جوازها إذا كانت بإذن المؤلفين أو أصاحب الحقوق في الدور للنشر.

السادس:أنصح صاحبة المقال وأوصيها بتقوى الله عز وجل وأن تلزم بيتها وتترك التجوال في الأسواق والشوارع وتتبع عورات الناس، ذلك خير لها إن كانت تعقل ما أقول، وأسأل الله تعالى أن يهدي شبابنا وشاباتنا إلى الطريق المستقيم، آمين وهذا ما حضر بالبال في عجالة وضرورة، والحمد لله رب العالمين.






أبو الحارث يوسف بن عومر
صباح يوم الجمعة 07 محرم 1436هـ


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 01 Nov 2014 الساعة 08:11 AM
رد مع اقتباس