عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 15 Jan 2008, 09:00 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

6- سئل فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى -: ما نصيحة فضيلتكم لمن يجعل الولاء والبراء لإخوانه في موافقتهم له في مسألة أو عدم موافقتهم له ؛ وكذلك ما يحصل من الحسد والبغض من طلاب العلم ؟

فأجاب فضيلته بقوله: هذا صحيح ؛ فإن بعض الناس يجعلون الولاء والبراء مقيد بالموافقة له أو عدم الموافقة ؛ فتجد الشخص يتولى الشخص لأنه وافقه فيها ؛ يتبرأ منه لأنه خالفه فيها ؛ وأذكر لكم قصة مرت علينا في منى بين طائفتين من الإفريقيين ، كل واحد يلعن الثاني ويكفره ؛ فجيء بهم إلينا، وهم يتنازعون قلنا: ما الذي حدث؟ قال الأول: هذا الرجل إذا قام إلى الصلاة يضع يده اليمنى على اليسرى فوق الصدر وهذا كفر بالسنة ؛ وقال الثاني: هذا إذا قام للصلاة يرسل يديه على الفخذين دون أن يجعل اليمنى على اليسرى وهذا كفر ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( من رغب عن سنتي فليس مني )) (1) ؛ وعلى هذا يكفر بعضهم بعضاً !! مع العلم أن هذه المسألة مسألة سنة، وليست واجبة ولا ركن ولا شرط للصحة ؛ وبعد جهد وعناء كبير ، اقتنعوا أمامنا ، والله أعلم بما وراءنا ؛ والآن تجد بعض الإخوان -مع الأسف- يرد على إخوانه أكثر مما يرد على الملحدين الذين كفرهم صريح ؛ يعاديهم أكثر مما يعادي هؤلاء ؛ ويشهر بهم في كلام لا أصل له، ولا حقيقة له ؛ لكن حسد وبغي ؛ ولا شك أن الحسد من أخلاق اليهود أخبث عباد الله.

ثم إن الحسد لا يستفيد منه الحاسد إطلاقا ؛ بل لايزيده إلا غماً وحسرة ؛ ابغ الخير للغير يحصل لك الخير ؛ و اعلم أن فضل الله يؤتيه من يشاء ؛ لو حسدت فإنك لن تمنع فضل الله ؛ ربما تمنع فضل الله عليك بمحبتك زوال فضل الله على غيرك ، وكراهتك نعمة الله على غيرك ؛ لذلك الحاسد في ظروف طالب العلم مشكوك في نيته وإخلاصه في طلب العلم ؛ لأنه إنما حسد لكون الثاني صار له جاه عند الناس ، وله كلمة والتف الناس حوله فحسده ، لكونه يريد الدنيا ؛ أما لو كان يريد الآخرة –حقاً- ويريد العلم –حقاً- لسأل عن هذا الرجل الذي التف الناس حوله وأخذوا بقوله ؛ تسأل عن علمه لتكون مثله أيضاً ؛ تجيء أنت لتستفيد منه ؛ أما أن تحسده وتشوه سمعته، وتذكر فيه من العيوب ما ليس فيه ، فهذا لا شك أنه بغي وعدوان وخصلة ذميمة.

------------
(1) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب : الترغيب في النكاح، ومسلم، كتاب النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 15 Jan 2008 الساعة 09:32 PM
رد مع اقتباس