عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 21 Apr 2010, 08:56 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

العليوية بالجزائر أخت القاديانية بالهند وشبه الشيء منجذب إليه...(2)



بقلم الإمام العلامة :


عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله






كنا وعدنا بنشر شيء من حقيقة القاديانية الحلولية ليتقي الناس شرها ولا يغتروا بما تنشره لها جريدة أختها عندنا (1) وليكونوا على علم من حقيقة هذه الأخت وغاياتها.

ووفاء بذلك الوعد ننشر في هذا العدد وتواليه مقتطفات من مجلة "المنار" بقلم صاحبها العلامة الأستاذ محمد رشيد رضا. وقد كان السيد أول من فضح ورد على صاحبها في حياته وعلى أصحابه بعد وفاته، فلفضيلته خيرة تامة بها.

نشر في ج 8 م 24 تحت عنوان "المسيحية الإسلامية القاديانية الملقبة بالأحمدية":
"نجم بمصر هذه الأيام قرين بدعة (ميرزا غلام أحمد القادياني( بعد أن كانت محصورة في الهند ثم بثت دعوتها في أوربة والبلاد الأمريكية فصارت كالبهائية ذات دعاة وأتباع يبثون تعاليمهم في رسائل يطبعونها ويوزعونها، ومقالات ينشرونها.

كانت مسألة الإعتقاد بالمهدي المنتظر مثار فتن كثيرة، وبدع كبيرة، وسفك دماء غزيرة، كان آخر مظاهرها في البلاد الإفريقية مهدي السودان، وفي آسية (الباب) الذي ظهر في إيران، وكان أمثال هؤلاء المبتدعين غافلين عن مسألة الإعتقاد بنزول المسيح على الأرض في آخر الزمان حتى قام بها البهائية ونظموا دعوتها وجعلوها قاعدة دعوتهم للنصارى، كما كانوا جعلوا قاعدة دعوتهم للمسلمين مسألة المهدي المنتظر، ولكل من الدعوتين عندهم درجات كدرجات سلفها من باطنية الإسماعيلية، وكلنها مناسبة لحال هذا الزمان، وآخر درجاتها دعوى الألوهية والربوبية لزعيمهم البهاء.
ثم ظهر ميزرا غلام أحمد القادياني في الهند فادعى أنه هو المسيح المنتظر وأن الوحي نزل عليه بذلك، وقد رددنا عليه في عصره، ورد علينا وهجانا في مصنف خاص أملاه عليه وحيه الشيطاني، وكان من وحيه هذا أن صاحب المنار "سيهزم فلا يرى" ولو نزل بناء قضاء الله تعالى بموت أو نكبة يبطل بها النار، لكان ذلك من أكبر فتن أتباعه الأغرار، ولكن ظهور الكذب والخذلان مما ينساه أو لا يراه أمثال هؤلاء العميان.

ضل كثير من المسلمين بدعوتي البهائية والقاديانية فلهذا كانت الدولة البريطانية مؤيدة ومساعدة لهما في الهند وإيران وفلسطين ومصر، وكلهم مخلصون لها، ومؤيدون لسياستها، وقد كان حسين روحي أفندي البهائي أمين معتمدها في الحجاز منذ بدء الثورة الحجازية وقد كنا نظن أن بدعة القاديانية لا تتجاوز بعد موته ما نسخه من أحكام الشريعة وأهمها وجوب الجهاد ثم علمنا أنهم يدعون استمرار الوحي والنبوة في أتباعه" وقد نشروا في هذه الأيام رسالة مطبوعة في الدعوة إلى دينهم المسيحي الإسلامي "وضعها بالإنجليزية [ميرزا بشير الدين محمود أحمد] زعيم الحركة الأحمدية من قاديان – بنجاب بلاد الهند" وترجمها بالعربية [الرجالة عبد المجيد كامل] صاحب (رحلة في بلاد الناس) "وطبع على نفقة الحركة الأحمدية بمصر".

موضوع الرسالة "الصلاة عند الإسلام" وصلاتهم صلاة المسلمين في الصورة وإنما تخالفها في المعنى والعقيدة، فقد علق الرسالة على تفسير ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ [الفاتحة:7]، تعليقا صرح فيه بأصل ارتدادهم عن الإسلام وهذا نصه:

"ملحوظة – لقد وضع كل دين من الأديان المتبعة نموذجا خصوصيا، ولا شك أن أفضل تلك النماذج هو ما وضعه الإسلام. إن هذا الدعاء – لإرشاد المسلم بأن يتوسل إلى الله أن ينعم عليه بمثل ما أنعم به على أولئك المنعم عليهم – الذين قيل عنهم في موضع آخر من القرآن ما يفهم منه إنهم أصحاب النبي والصديقون والشهداء والصالحون وقيل في موضع آخر:
﴿وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يأت أحدا من العالمين﴾. [المائدة: 20].
وجاء في آية أخرى إن الذين أنعم الله عليهم – إنما هم الأنبياء.

فالنبوة إذا هي أسمى المراتب التي يتطلع إليها المسلم، لذلك ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحشره في زمرة الأنبياء، وهو نموذج لم ينسج على منواله دين من الأديان على الإطلاق، بل جميعها سدت طريق الوحي الإلهي في وجوه العالم، فالدين الإسلامي وحده هو الذي يرشد تابعيه إلى أن طريق الوحي لا يمكن أن يسد في وجه الناس، إذ إن الله الذي خاطب الناس وقتا ما – لن يكف على هداية شعبه ومخاطبته.

" إن هذا النموذج فضلا عن كونه ناف[؟] للإستحالة – فإنه يفتح أمام ذوي القلوب الطاهرة طرق النجاح التي لا نهاية لها، ويرسم لهم طريق السعي للإتصال بالله خالق الأكوان ومنبع كل قوة ومحبة.

" لقد أنبأ النبي الأقدس صلى الله عليه وسلم بظهور أحد أعاظم أولئك الذين أنعم الله عليهم واسمه "المهدي والمسيح"، فهو يدعى "المهدي" لأنه يهدي مسلمي وقته الذين انغمسوا في الخطايا ونسوا أوامر الدين الإسلامي حتى لم يعد في أقوالهم وأفعالهم أثر لجمال الإيمان، ويسمى "المسيح" لأنه يتمم النبوات المختصة بعودة يسوع المسيح إلى الأرض، وهداية العالم المسيحي الذي يخالف التعاليم المسيحية كل المخالفة.

" ولقد ظهر ذلك الذات في الهند" بمحل يقال له "قاديان" وفي ظرف ثلاثين عاما في حياته الرسولية – قوى دعائم الإسلام بمعجزات جديدة من عند الله، وقد يوجد الآن آلاف من حوارييه يستمعون الوحي الإلهي-.

" ولقد عاش عيشة ملؤها الهداية الروحية بين أشياعه الذين فازوا فوزا مبينا باتجاه العالم إليهم، فهناك الشيخ "فاتح محمد سيال" وحضرة "عبد الرحيم نيار" يبشران بالإسلام في إنجلترا، وفتي "محمد صادق" في أمريكا، فلا غرو أن أعلم الناس بأنه من الممكن الحصول على الوحي في أي وقت – قد كان من الأخبار السارة التي تدعو إلى تشجيع المسلم الحقيقي في كل آن، وتعد قياسا للحكم بين الأديان المختلفة.

" إن الدين الصحيح الحي – لهو الذي لا يخلو من الثمر أبدا، ولا ثمرة للدين إلا الإتصال بالله، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بواسطة الوحي.

" ليس الإسلام كغيره من الأديان التي تتمشى بأتباعها إلى أحط الدرجات بل هو يسمو بتابعيه إلى أعلى ذروة الخيال الذي يمكن أن يصل إليه فكر الإنسان، وعلى ذلك فهو أوحد الأديان الذي يشفى غلة الطبيعة البشرية، وإن أكبر حجة يتمسك بها الملحد ضد جميع الأديان – إنما هي قوله إنه إذا كان هناك إله كما يدعون – فلماذا لا يظهر بنفسه للناس؟ أما هذا الإعتراض فلا يمكن أن يوجه إلى الإسلام الذي لا يعتمد في براهينه على القصص الماضية، بل يعلن بأن هناك رجالا [؟] حتى الآن يوحي إليهم علمهم "الزعيم الروحي" ومهدي هذا الزمن" اهـ.(2)



*****

(1) هي جريدة " البلاغ " لسان حا الطريقة العليوية بالجزائر آنذاك.
(2) جريدة " الشهاب " : العدد (99) الصادر بتاريخ : الخميس 2 ذي الحجة 1345ه/ 2 جوان 1927م.



نفس المصدر

رد مع اقتباس