عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 06 Feb 2016, 12:33 PM
خالد فضيل خالد فضيل غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 49
افتراضي

أسأل الله تعالى أن يجعلك ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يغيظ بك أعداء الدين، ويبين بك زلل المضلين، فإن مقالك مقال متحقق بالمعاني المرادة في الكتاب والسنة وكلام أهل العلم، وأما مقال المبتغي العنت للبرآء فإنه مقال رجل ظهر على بعض ألفاظ العلم ولم يتحقق معانيها فراح يصول ويجول بها من غير بينة ولا برهان، حاله حال من يمشي مع ظواهر ألفاظ من العلوم، ثم اتخذه الناس رأسا، وحاولوا نصره، فكان من أولئك القوم صاحب الكأس الفارغ،الذي زعم أن البخاري أراد بإطلاق لفظ "شيء" على الله التسمية لا الإخبار، وهذا منتهى علم القوم في هذا الباب، وما درى المسكين أنه رمى البخاري بما هو منه بريء، وأن لفظ"شيء" ليس بحسن ولا سيء فضلا أن يكون من الأسماء الحسنى، و إنما هو في مقابل المعدوم، فيستوى في حقيقته كل موجود، لا فضل للإطلاق حقيقة لشيء على شيء، والله منزه عن أن تكون أسماؤه ليست بحسنة أو أن تكون أسماؤه مساوية حقيقة لخلقه، فإن هذا كفر بالله رب العالمين،" تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون "، فإن زعم هذا المتفيهق أن البخاري أراد أنه شيء لا كالأشياء، قلنا له: قد اهتدى إلى هذا الجواب جهم وأصحابه، و هو كفر بالله ربّ العالمين، لأنه نفي لوجود الله تعالى، و إنما قالوه لأن السلف علموا أن الجهمية ينفون الخالق سبحانه، فألزموهم بأنه شيء، والشيء موجود، فقالت الجهمية هو شيء لا كالأشياء، يريدون بذلك التلطف في نفي الخالق سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى قد نزه الإمام البخاري =الذي جعل الله أهل الإسلام عالة على كتابه= أن يكون فيه لوثة من مثل هذه المذاهب، فكان حريا بصاحب الكأس أن لا تتجرى به الأهواء، فيتكلم في شيء لو أخطأ فيه لقيل له كفرت كما أوصى بذلك الإمام أبو عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى.


التعديل الأخير تم بواسطة خالد فضيل ; 06 Feb 2016 الساعة 12:37 PM
رد مع اقتباس