عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03 Mar 2018, 07:54 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



التعليق على السؤال السادس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
أما بعد
معنا اليوم السؤال السادس
يقول السائل : هل من انتمى إلى الجماعات يعتبر مبتدعا ؟
فأجاب الشيخ صالح الفوزان في كتابه الأجوبة المفيدة ؛ قال : هذا حسب الجماعات ؛ فالجماعات التي عندها مخالفات للكتاب والسنة يعتبر المنتمي إليها مبتدعا .
الأصل عندنا في هذا بارك الله فيكم هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقةكلها في النار إلا واحدة" قالوا من هي يا رسول الله؟قال : " الجماعة " وفي رواية " ما أنا عليه وأصحابي ".
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض : "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ "
بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن الفرق الضالة ستوجد ولابد وأن جميعها في النار وأن فرقة الحق واحدة .
وفي الحديث الثاني وأيضا الأول بين ما هي هذه الفرقة ، فقال : " الجماعة " وفي رواية " ما أنا عليه وأصحابي "وفي الحديث الثاني قال : " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ".
فصار عندنا الضابط بارك الله فيكم في كون الشخص من أهل السنة ؛ هو أن يتقيد بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم، لا يكفي أن يقول أنا على الكتاب والسنة فقط ؛ لأن كل واحد من الفرق الموجودة الآن أو غالبها تقول أنا على الكتاب والسنة ، لكنهم يفسرون الكتاب والسنة بأهوائهم بما يحلو لهم ، فما هو الضابط في معرفة الحق في ذلك ؟ هو الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان فقط .
هذا هو الأصل العظيم الذي تفرعت عليه بقية الأصول التي من خالف منها أصلا واحدا صار مبتدعا ولم يكن من أهلها ، بين ذلك الإمام أحمد في أصول السنة ، فذكر ،فقال : هذه أصول السنة التي من خالف أصلا واحدا منها لم يكن من أهلها ، فبين عندنا أن هناك أصولا للسنة والجماعة بها يكون الشخص سنيا وبها يكون مبتدعا ، هي الضابط يعني ، هي الميزان ؛ فإن أخذ بها واعتقدها وعمل بمقتضاها فهو سني ، وإن خالف أصلا واحدا منها فهو مبتدع ، هذا مقتضى كلام الإمام أحمد.
وجمع علماء السلف رضي الله عنهم هذه في كتب الاعتقاد .
وقال نعيم بن حماد وهو من علماء السلف رضي الله عنهم: من رد حديثا معروفا لم يعمل به وأراد له علة فهو مبتدع .
حديث معروف أصل واحد ، هذا الحديث المعروف ما أوصافه ؟
الصحة لا علة له ، معروف عند السلف بأنه صحيح لا علة له ، كحديث الجارية أين الله ، قالت : في السماء ، قال : " أعتقها فإنها مؤمنة " هذا الحديث عند السلف ، عندهم أنه صحيح ودلالته التي يدل عليها واضحة وصريحة وقال بها السلف رضي الله عنهم ، بهذه الضوابط ، ولا معارض لهذا الحديث ؛ معارض صحيح لا شبهات ؛ فهذا الحديث يعتبر حديثا محكما ومن خالفه فقد خالف أصلا من أصول أهل السنة والجماعة ، كحديث الجارية ؛ حديث صحيح لا غبار على صحته أبدا عند السلف بغض النظر عن المبتدعة الذين يضعفونه من أجل أن يتخلصوا منه ، حتى المبتدعة القدامى ما كانوا يضعفونه ؛كانوا يحرفونه ، أما لما تجرأ الناس على دين الله وصار الأمر سهلا صاروا يضعفونه مؤخرا .
إذن الحديث صحيح لاغبار عليه عند السلف ، دائما الضابط عند السلف بغض النظر عن الخلف والمبتدعة ، ما ننظر إليهم .
دلالة الحديث وأن الله في العلو ؛ لا خلاف فيها بين السلف رضي الله عنهم وكتبهم مسطرة وكلامهم واضح وصريح ولا معارض له صحيح أيضا ، وإنما هي شبهات عند أهل البدع بتنصيص السلف رضي الله عنهم وليس نحن الذين نحكم في هذه ، هم الذين يحكمون فنرجع إليهم ؛ لأن الله سبحانه وتعالى امرنا باتباعهم ؛لذلك من رد هذا الحديث وهو حديث معروف عند السلف ولم يعمل به وأراد له علة فهو مبتدع .
هذا الضابط بارك الله فيكم في وصف الشخص بأنه مبتدع سواء كانت القضية قضية عقائدية أو غير عقائدية ؛ عندي حديث محكم لا غبار عليه السلف قد نصوا على دلالته وأخذوا به ؛ مخالفته تعتبر بدعة .
المسائل الاجتهادية معلومة عند السلف والأصول معلومة ، فقط تعلم حتى تعرفها .
هذا هو ضابط أن يكون الشخص مبتدعا .
فإذا اجتمعت جماعة على أصل مخالف لهذه الأصول ؛فهي فرقة ضالة ، فرقة مبتدعة ، لا يجوز الانتماء إليها ، ومن انتمى إليها كان من أهلها .
هكذا أحكام الله سبحانه وتعالى على الناس؛ كل من انتمى إلى جماعة فهو منها يأخذ أحكامها {ومن يتولهم منكم فإنه منهم }ليس عندنا ، الحب والبغض والانتماء يعطيك حكم الجماعة التي تنتمي إليها ، هكذا يكون الشخص مبتدعا ،وهكذا تكون الفرقة فرقة مستقلة عن بقية الفرق .
جماعة الإخوان المسلمين مثلا وضعوا لهم أصولا فاسدة بتفسيراتهم .
وجماعة التبليغ كذلك ، اجتمعوا عليها ووالوا وعادوا عليها ، صاروا فرقا ضالة .
السرورية كذلك
القطبية كذلك ؛ هذا هو الضابط .
أنبه على أمر أخير وهو :
عندما تنظر في الأصل الذي يقرره المبتدع أو المبتدعة -الفرقة - لا تركز فقط على اللفظ ؛ بل افهم ما الذي يريده من هذا اللفظ .
يعني مثلا ؛ الآن لما تمر بك كلمة من أصول المعتزلة التوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فأنت عندما تقرأ هذه الألفاظ ؛ فيها منكر ؟
في ظاهر ما مر معك في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ألفاظ كلها طيبة ، قد حث الشرع عليها ؛ على التوحيد وعلى العدل وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لكن لا ؛ إرجع إلى تفسيرهم لهذه الكلمات ، لاتفهم مباشرة ماتعرفه أنت من دلالات الشرع، لا ، ماذا يريد المعنزلة من التوحيد عندما يذكرون التوحيد ؟ يريدون نفي الصفات عن الله .
ماذا يريدون بالعدل ؟ يريدون نفي خلق أفعال العباد لله سبحانه وتعالى ، نفي خلق الله لأفعال العباد .
ماذا يريدون من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ منازعة السلاطين والحكام والخروج عليهم ، وهذا الأصل موجود عند الخوارج أصلا، وهو الذي يعتمده القطبيون جميعا مؤخرا ، ومنهم الإخوان والسرورية والقطبيون ، جماعة سيد قطب جميعا، عندهم هذا أصل ؛الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لكن ماذا يريدون به ؟ منازعة السلطان الحاكم المسلم .
وإن شاء الله سيأتي رد خاص عن هذه المسألة ، لكن بشكل عاجل :
أمر الله تبارك وتعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لكن هل قال لك الحاكم الظالم الفاسد أخرج عليه كي تنهى عن المنكر؟ أم علمك وبين لك أن تنكر في قلبك ولا ترضى بما يفعل من منكرات ولا تقره عليها ولا تعينه عليها ، ولكن لا تنزع يدا من طاعة .
أكثر من مائة حديث تبين لك هذه الأحكام وأن ولي الأمر له حكم خاص في كيفية النهي عن المنكر معه ؛ لأن إعلان النهي عن المنكر معه يؤدي إلى منكر أعظم .
وقد نص أهل العلم ومنهم السلف رضي الله عنهم على أن إزالة المنكر إذا كانت ستؤدي إلى منكر أعظم ؛ فتكون هذه الإزالة منكرة في نفسها ، محرم أن تفعل ذلك .
هذه أصول أهل السنة وهي منضبطة .
يحاول الإخوان الكذبة - وهم كذبة يتقربون إلى الله بالكذب هؤلاء الإخوان -يحاولون أن يلبسوا على الناس وأن يفهموهم أن أهل السنة أهل الحديث السلفيون يوالون الظلمة ، -هكذا يروجون بين العامة-يوالون الظلمة وينصرونهم على الظلم ؛ باطل أعوذ بالله وكذب ؛ نحن ننكر ما يفعله الحكام من ظلم ومن فساد في الأرض ومن عدم تحكيم شريعة الله ؛ هذا كله ننكره ، ونقول محرم لا يجوز ، لكننا نتقيد بشرع الله في معاملتنا معهم ، نحن لسنا أصحاب أهواء ولسنا أصحاب دنيا ، نحن لو أردنا أن نتبع أهواءنا لاتخذنا الطريق التي أنتم عليه ؛لأن هذا هو طريق الهوى ، وهو الذي يحقق الرغبات الدنيوية ؛ لذلك تجدون معكم وخلفكم كل الهمج الرعاع ، أما من يريد الدين ويتبع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فينفر عنكم مباشرة ؛ لأنه يعلم أنكم على باطل ، تريدون الدنيا الكراسي ، هذا همكم الأكبر ، أما نحن فهمنا رضا الله سبحانه وتعالى لا نبالي بكم ولا بما تقولون ، والحكام عندنا لا نغلو فيهم ولا نقصر .
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أن أول ما ينقض من الإسلام الحكم ، ومع ذلك لم يقل لنا اخرجوا عليهم ، بين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ؛ أنه سيأتي حكام لا يحكمون بشريعة الله ومع ذلك ملأت النصوص بالصبر عليهم ؛ لأن الخروج عليهم يؤدي إلى مفاسد عريضة .
كنا في السابق تبعا لأئمتنا ولنصوص الشريعة نقرر ذلك في الكتب ، لكن اليوم قد رأيناه وسمعناه وعايشناه ، انتهى الأمر ، التلبيس والتضليل الذي كنتم تعيشون فيه قد انتهى وقته .
هذا ما عندي في العليق على هذه المسألة ،ونسأل الله التوفيق والسداد لي ولكم والحمد لله .

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 6 .mp3‏ (3.10 ميجابايت, المشاهدات 1221)
رد مع اقتباس