عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 23 Mar 2018, 09:49 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


تفريغ التعليق على السؤال ١١

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...
فمعنا اليوم السؤال الحادي عشر من أسئلة الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
جاء في السؤال وقد سبق الأسئلة عن الجماعات الإسلامية، قال : جماعة التبليغ على سبيل المثال يقولون نحن نريد أن نسير على منهج أهل السنة والجماعة ، ولكن بعضهم قد يخطيء فيقولون كيف تحكمون علينا وتحذرون منا ؟
فكان جواب الشيخ : جماعة التبليغ كتب عنهم من ذهبوا معهم ودارسوهم وكتبوا عنهم الكثير وشخصوا الأخطاء التي عندهم ، فعليكم أن تقرأوا ما كتب عنهم ليتبين لكم الحكم في هذا ، إلى آخر ما قال حفظه الله وبارك فيه .
قبل أن ندخل في جماعة التبليغ يجب أن نعلم أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أعظم القرب إلى الله سبحانه وتعالى ، لكن الدعوة إلى الله ؛ هذه يجب أن نفهمها جيدا حتى لا تلتبس علينا الأمور ، الدعوة إلى الله {ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني }؛ إذن الدعوة تكون إلى ماذا ؟ إلى سبيل الله إلى الصراط المستقيم إلى الله سبحانه وتعالى إلى الطريق الذي يوصل إلى الله سبحانه وتعالى؛ تدعو الناس إلى هذا .
ما هو الطريق الذي يوصل إلى الله ؟ قد بيناه في التعليقات السابقة ؛ الطريق المستقيم الصراط المستقيم الصراط الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الصراط وهذا الطريق الذي ندعوا الناس إليه أيضا نتحاكم مع الناس بناء عليه ؛ فنحكم عليهم بناء على هذا ؛ فنقول لكل من جاء بطريقة أو أراد أن يتعبد بعبادة : اعرض عبادتك هذه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح رضي الله عنهم كي نعلم أن هذه الطريقة طريقة صحيحة أم طريقة مبتدعة مخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى ، لا ترضي الله ولا يريدها الله سبحانه وتعالى وإن ظننت أنت أنها حسنة ؛ هذه هي القاعدة عندنا وهذا هو الضابط .
إذن دعوتنا إلى الله لا إلى أنفسنا ، لا ندعوا إلى أنفسنا ولا ندعوا إلى حزب من الأحزاب ؛ هذا أمر مهم ؛ لا ندعوا إلى أنفسنا .
كيف تمتحن نفسك هل تدعو إلى الناس إلى نفسك أم إلى شرع الله ؟
انظر إلى نفسك ؛ هل تعلق الناس بنفسك ؟ هل تغضب إذا تركك أحد وذهب مع أنه باق على الطريق المستقيم ؟ أم تفرح وتبقى فرحا ويعجبك هذا ؛ أن الرجل ما زال على الطريق المستقيم حتى وإن ذهب من عندك ؟
إذا كنت لا تراه على خير إلا إذا أقبل عليك ، وتراه على شر إذا تركك، مع أنه على الطريق المستقيم ؛فمعنى ذلك أنت تدعو إلى نفسك لا تدعو إلى الله سبحانه وتعالى.
إذا كنت تنتظر منه أن يجلب عليك المنافع أو أن تستفيد منه في هذه الدنيا وتريد أن تكتل وتجمع الناس من حولك ؛ فأنت تدعو إلى نفسك لا تدعو إلى شرع الله .
أما إذا كنت تدعو الناس ليتمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم وتفرح إذا رأيت الشخص يتمسك بهذا الطريق سواء كان عندك أو عند غيرك من أهل السنة ؛ فأنت تدعو إلى الله لا تدعو إلى نفسك ، ولا تنتظر من الناس منفعة في هذه الدنيا ، فلا تريد أن تكون رئيس حزب أو رئيس جماعة يوالي الناس عليك ويعادوا عليك، لا ؛ إنما تريد من الناس أن يتمسكوا بشرع ربهم وأن ينتهجوا هذا النهج المستقيم، وتريد أن يبقى هذا النهج صافيا نقيا ؛ عندئذ تكون أنت داعيا إلى الله سبحانه وتعالى.
كيف تعرف نفسك أنت تدعو إلى حزب أم تدعو إلى منهج صحيح مستقيم ؟
إذا كان همك أن يدخل الناس في الحزب وكنت توالي وتعادي على ذلك ؛ فأنت حزبي ، أنت لا تدعو إلى الله تدعو إلى الحزب.
وإذا كنت لا تدعو أحدا إلى أن يبايعوا أن يوالوا ويعادوا على أصول وضعتها أنت من عندك؛ وإنما تريدهم أن يتمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرفوا منهج السلف الصالح ويتمسكوا به؛عندئذ أنت تدعو إلى الله تدعو إلى الطريق المستقيم لا تدعو إلى حزب .
هذا الفارق إذا عرف عندك ؛ عرفت معنى جماعة التبليغ وحزب الإخوان وغيرهم الذين قد بنوا أحزابا داخل جسم هذه الأمة فانشقوا عنها وانفصلوا وفرقوها ، والله سبحانه وتعالى قد حرم هذا ، فقال : { لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون } وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}، فالتحزب محرم في دين الله.
وهؤلاء جماعة التبليغ وجماعة الإخوان عندهم أحزاب ، وهذا لا ينكرونه ؛ عندهم أمراء وعندهم دستور ويبايعون على هذا الدستور أمراءهم ويوالون ويعادون عليها ، فعندما ترى أصولهم التي وضعوها في الدستور أول شيء تفعله تفسر هذه الكلمات التي وضعت في الدستور بناء على تفسيرهم ؛ لا بناء على ما تفهم أنت من شريعة الله الصحيحة ؛ حتى لا تنخدع .
فلما تمر أنت على الأصل الأول عند جماعة التبليغ كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تقول هذا عظيم ماذا في ذلك ؟ لكن ادخل في عمقهم واعرف ماذا يعنون بهذا ؛ بعضهم يعني وحدة الوجود وهذا ما نقله عنهم البعض، عندما يقولون لك أخرج اليقين الفاسد من قلبك وأدخل اليقين الصحيح.
والبعض قال جل ما يعنون بذلك توحيد الربوبية ، أي إنهم لا يرفعون رأسا بتوحيد الألوهية الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء به ؛ لذلك تجد فيهم عبادة القبور على قدم وساق، يشركون ؛ لأن جماعة التبليغ يبايعون على أربع طرق صوفية ، والطرق الصوفية هذه يقوم دينها على أمرين ، وهذان الأمران هما اللذان يقوم عليهما دين جماعة التبليغ أيضا ؛ الشرك والبدعة .
جماعة التبليغ بنيت أساسا من قبل محمد بن إلياس ، ومحمد بن إلياس هذا كان دينه دينا جديدا سواء كان في العقيدة أو في السلوك أو في المنهج ؛ كل ذلك عنده شيء جديد ، فهو على طريقة من الطرق الصوفية التي تقوم على عبادة القبور .
في الأسماء والصفات ماتوريدي، على عقيدة أبي محمد الماتوريدي التي اخترعها أبو محمد الماتوريدي .
والماتوريدية هؤلاء في الإيمان مرجئة .
أما طريقته في التبليغ والدعوة ؛ فطريقة محدثة جديدة أحدثها هو ، ويزعم أنها إلهام من الله سبحانه وتعالى ، يعني يجعل نفسه كالنبي ، فتكون الأحكام الشرعية أو بعض الأحكام الشرعية يتلقاها من رب العالمين مباشرة ؛ يأتيه إلهام بها .
وأما في الفقه ؛ فهم أحناف متعصبون جدا ، يعني إذا جاءتهم النصوص الشرعية يتحاكمون إلى أبي حنيفة لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى شريعته .
هذا الذي يقوم عليه دين جماعة التبليغ .
عندما يخرج التبليغي للدعوة ، يدعو إلى ماذا ؟ يدعو إلى حزبه؛ فهمهم أن يجمعوا الناس وأن يكتلوهم تحت رايتهم ، فعندما يقول لك التبليغي إكرام المسلم - وهذا أصل من أصولهم - ماذا يعني بإكرام المسلم ؟
المسلم الذي معه على حزبه، أما من أنكر عليه وخالفه فهذا يعاديه ويبغضه ، أما الذي لا يعاديه او الذي لا ينكر عليه فهذا يتلطف به إلى ان يسحبه إلى حزبه.
هذه طريقة جماعة التبليغ ؛ لأن هذا معنى الحزبية .
الحزبية لماذا حرمها ربنا تبارك وتعالى ؟ لأنها تشتيت وتفريق للأمة ، يصبح الولاء والعداء عند الحزبي على حزبه فقط ، إذا كان ذاك المسلم الذي هو خارج حزبه مسلم تقي صالح أقرب إلى الله سبحانه وتعالى ممن هو في حزبه يبغضه ويكرهه؛ لأنه ليس من حزبه، أما الفاسد العاصي او الفاسق أو حتى الكافر إذا كان من ضمن حزبه فهو أخوه وحبيبه ؛ هذا معنى الحزبية ؛ الولاء والبراء على الحزب وليس على الإسلام .
ونحن ديننا الولاء والبراء على الإسلام ، والإسلام فقط ؛ لا أرض لا دستور لا حزب ولا قومية ولا جنسية ولا شيء ، إنما هو الإسلام والإسلام فقط ؛ الذي نوالي ونعادي عليه، بخلاف المناهج والطرق الأخرى .
هذا معنى أن تكون مسلما بحق على الطريق المستقيم .
والكلام في جماعة التبليغ يطول ، لكن باختصار :
هم قوم لا يرفعون رأسا بشرع الله ودينه الحق القائم على التوحيد وعلى السنة وعلى الطاعة ؛ هذه ثلاث أصول ، ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هم يذكرون هذا أصلا عندهم ، لكن ماذا يعنون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحن نرى جماعة التبليغ لايرفعون رأسا ابدا بالنهي عن المنكر ، ولا ينكرون شيئا من المنكرات ؛ بل فيهم كثير من المنكرات، هم عندهم معنى خاص بهذا ، وهو يتعلق بحزبهم .
والصلاة هي أصل من أصولهم .
أنا شخصيا التقيت بواحد من جماعة التبليغ في مسجد كان يتجاوز عمره ستين سنة ، فكان يصلي بجانبي ، فرأيت صلاته لا علاقة لها بالسنة أبدا ، لا يحسن الرجل يصلي ؛ بل أخل ببعض الأركان ؛ فصلاته باطلة ، رجل كبير ومع جماعة التبليغ كانوا خارجين عندنا في المسجد ، فأردت أن أعرف الذي هو أصل عندهم إقامة الصلاة ، فقلت له أسألك ، قال تفضل ، قلت كم لك في جماعة التبليغ ؟قال لي خمسة عشر سنة ، وهو فرح ومفتخر بهذا الشيء، قلت سبحان الله ! خمسة عشر سنة لا يحسن يصلي مع جماعة التبليغ .
جماعة التبليغ يخرجون لماذا ؟ من أجل فقط أن يكون هذا في جماعتهم ، هذا هو أصلهم ، نحن نخرج وندعوا إلى الله ؛لكن من هو الله الذي تدعون إليه ؟أين شريعة الله التي تدعون الناس إليها ؟
هو حزبهم فقط ؛ وإلا أين تعليم الناس التوحيد ؟ أين تحذير الناس من الشرك ؟ أين تعليم الناس السنة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أين تحذير من البدع ؟ هم دينهم كله قائم على البدع ؛فكيف يحذرون الناس من البدع ؟
ثم من الذي يخرج للدعوة ؟ الجهال ؛ وهم كلهم جهال ؛ لأنهم لا يهتمون بالعلم، العلم عند جماعة التبليغ ضعه خلف ظهرك، طيب فاقد الشيء لايعطيه، من أين سيعطي وكيف سيعطي وهو لايعرف توحيدا ولا يعرف سنة، ولايعرف شركا ولايعرف بدعة ؛حتى يحذر الناس منها .
هذا هو دين جماعة التبليغ ، وهذه هي أصولهم .
ربما يقول لي قائل أنت تفتري عليهم ياشيخ؛هذا ليس عندهم ؟
أقول لك : سهل ؛ قد ألفت كتب جعلت لها مصادر ترجع فيها إلى كتبهم وإلى كلامهم وإلى التائبين منهم حتى يشرحوا لك ما ذكرت، وأنا اعزوك إليها وهكذا أكون قد أقمت عليك الحجة والحمد لله، وبينت لك الحق من الباطل ، فلن يبقى عندك عذر أمام الله سبحانه وتعالى.
خذ هذه الكتب :
القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري ، هذا أحسن كتاب صنف في هذا الباب؛لأنه كتاب جامع ،ويذكر لك المصادر ، إرجع إلى المصادر بنفسك وتأكد بنفسك ؛حتى لا يبقى لك عذر بعد ذلك.
وهذه طريقة أهل السنة في الرد على البدع ؛لايفترون على أحد ولا يكذبون على أحد فليست لهم مصلحة في هذا ، هم ليس عندهم حزب ولا عندهم أغراض شخصية ولادنيوية ، الحمد لله الذي عرفناه عن علماء السنة هو الزهد في الدنيا ووضع الدنيا خلف ظهورهم ، وهذه سيرتهم تشهد بذلك مهما افترى عليهم المفترون وكذب عليهم الكاذبون ؛ الله سبحانه وتعالى يصدقهم في نهاية الأمر ؛ يذكرون البدع من أصول أصحابها يقول لك ارجع إلى كتابه أو ارجع إلى صوتيته أو اذهب وانظر بنفسك حتى تعلم حقيقة ما يقولونه عنهم .
الكتاب الثاني : السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم ، وهذا للشيخ محمد تقي الدين الهلالي المغربي.
والكتاب الثالث : جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية ؛ ﻷن صاحبها أصلا وأصلها من الهند لا كدعوة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت من مكة والمدينة ؛ هذه خرجت من الهند .
وهم لهم بعض الكلام الذي يزعمون فيه أن أمراءهم وأئمتهم مثل الأنبياء، يعني كأنها ديانة جديدة - كأنها أقول - جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية ؛تعريفها وعقائدها تأليف سيد طالب الرحمن ، وهذا باكستاني .
هذه الكتب ذكرت لك ما ينتقد على جماعة التبليغ من أصولهم من كتبهم ومن صوتياتهم حتى تتأكد بنفسك ولا يبقى لك عذر .
لهذا السبب نحذر من جماعة التبليغ ؛ لأنهم لا يرفعون رأسا لا بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بهدي السلف الصالح رضي الله عنهم ؛ إنما هو الدين الذي اخترعه أئمتهم وجاء به مشايخهم فقط ، يوالون ويعادون عليه ، يحبون ويبغضون فيه.
هذا ما عندي والله أعلم .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 11 جماعة التبليغ.mp3‏ (4.52 ميجابايت, المشاهدات 902)
رد مع اقتباس