عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 31 Mar 2018, 08:15 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



السؤال الثاني عشر

التفريغ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...

فمعنا اليوم السؤال الثاني عشر من أسئلة الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة التي أجاب عنها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله .
يقول السائل : هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة ؟
فأجاب الشيخ : نعم كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان ؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة ويشمله الوعيد ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته .
الحديث عند أبي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" أو " على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " الجماعة " وفي رواية قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .
هذا هو الحديث، أهم أمر نحتاجه في فهم هذا الحديث هو التفرقة ما بين أهل الحق وأهل الباطل، أهل الباطل هؤلاء قد ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنهم يستحقون دخول نار جهنم ، وأهل الحق بين أنهم إذا سلكوا هذا المسلك والتزموا به ؛ أنهم لا يستحقون دخول النار لأجل هذه المسألة ، وهي سبب الفرقة والاختلاف.
وقد بينا الضابط في جعل الشخص من أهل السنة والجماعة ومتى يخرج عن أهل السنة والجماعة في التعليقات السابقة ؛ فمن خالف أصول أهل السنة والجماعة مما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ؛ فهو من الفرق الهالكة وليس من أهل السنة ، فيكون مستحقا للعقاب ؛ فلذلك يحرص المرء على أن يكون متبعا لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمنهج الصحابة ومن اتبعهم بإحسان إذا أراد النجاة ، فبذلك يكون من الفرقة الناجية ، من الطائفة المنصورة ، من أهل السنة والجماعة ، من أتباع السلف الصالح رضي الله عنهم ، السلفيين ، من أهل الحديث ؛ هذه كلها أسماء لجماعة واحدة ، وردت السنة ووردت الآثار عن السلف بهذه التسميات ؛ فلذلك تسمى بها أهل السنة والجماعة.
فمن أراد النجاة فليلزم أصول أهل السنة والجماعة وليتعلمها ، يدرس كتب الاعتقاد إذا كان قادرا على الوصول إلى كتب السلف كشرح السنة للالكائي أو الشريعة للآجري أو السنة للخلال أو السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد أو التوحيد لابن خزيمة أو ماشابه من هذه الكتب ؛ فليدرسها وليعكف عليها وليكثر من النظر فيها ، وإذا لم يكن قادرا على ذلك ؛فليستعن بكتب علماء السنة من المتأخرين الذين ساروا على نهج الأولين كالعقيدة الواسطية لابن تيمية ، هذه العقيدة كتبها ابن تيمية على منهج السلف الصالح ، وكان يقول هو نفسه ، كان يقول : العقيدة لا تؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني ؛ إنما تؤخذ من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة .
وهذا حق لاشك في ذلك ، وهذا ما يميز أهل السنة والجماعة؛ ليس عندهم إنسان مقدس ، إنسان منزه عن الخطأ بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ علماؤهم يحبونهم ويحترمونهم ويعرفون لهم قدرهم ؛ لكنهم في جميع مسائل الدين لا يأخذون إلا بما دل عليه الدليل الشرعي ، لا يتعصبون لأي أحد منهم كائنا من كان؛ فالحق لا يعرف بالرجال ، وكما قال الإمام مال عندهم قاعدة قول الإمام مالك هذا ، قال : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر -يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فليس عندهم عالم منزه عن الخطأ، النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي لا يخطئ في التشريع ؛ لأنه معصوم عن الخطأ في التشريع، فكلامه وحي من الله {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }؛ لذلك يأخذون عن النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء ولا يأخذون عمن بعده عن شخص معين كل شيء أبدا ؛ هم بشر يخطئون ويصيبون ، يدركون أشياء وتفوتهم أشياء ، حتى بعض الصحابة كان أحيانا يفتي في أشياء وتفوته أحاديث ، فيفتي بخلافها لأنها فاتته ، لم تصله ، والعلماء جميعا على هذه الطريقة .
لكن نلزم منهج السلف الصالح ، ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ما اتفقوا عليه ، ما اتفق عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وما لا يعرف فيه بينهم خلاف ، نلتزم به ولا نخرج عنه كي نكون من الفرقة الناجية .
أما الفرق الأخرى ؛ فاختلف أهل العلم ؛ هل يدخل فيها من هو في الأصل ينطق بالشهادتين لكن ارتكب أصلا مكفرا ، فكان كافرا ؛ فهذه الفرقة تكون كافرة ، مثل غلاة الجهمية وغلاة الصوفية الذين يعبدون القبور وغلاة الشيعة الذين يكفرون الصحابة ويعبدون القبور ويدعون أن القرآن محرف ؛ هل هؤلاء يدخلون في ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من أن عذه الامة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، أم هؤلاء غير داخلين أصلا لأنهم كفار ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ستفترق هذه الأمة " أو " ستفترق أمتي " ؛ فميز وفرق بين افتراق اليهود والنصارى وافتراق أمته صلى الله عليه وسلم؟
فقال بعض أهل العلم : المراد بالأمة أمة النجاة ، بعني أمة النبي صلى الله عليه وسلم، يعني المسلمين فقط .
فيكون بذلك على هذا التفسير الثاني أن من كفر ؛ الفرق الكافرة لا تدخل في هذا الحديث أصلا ؛ هذه كافرة ، فلا تعد من الثنتين وسبعين فرقة؛ وإنما تعد من الثنتين وسبعين فرقة الفرق المسلمة كالخوارج والمرجئة والقدرية غير الغلاة؛ لأن الغلاة كفار باتفاق أهل العلم ؛ لأنهم ينكرون العلم ، أما غير الغلاة فليسوا كفارا فيدخلون في هذه الفرق.
ومعنى دخولهم للنار أنهم إذا ماتوا على ذلك هم تحت مشيئة الله ؛ إن شاء الله عذبهم وإن شاء لم يعذبهم ، وإذا دخلوا النار لا يخلدون فيها ؛ هذا معنى كونهم من المسلمين ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }.
ولا يلزم بعد هذا كله أن يكونوا هم أكثر الأمة حتى وإن كثر عدد الفرق ، يعني مثلا ممكن أن تكون فرقة واحدة عددها عشرة آلاف ، وممكن تكون ثنتين وسبعين فرقة كل فرقة فيها خمسة ، أيهما يكون أكثر ؟ الفرقة الواحدة تكون أكثر من الثنتين وسبعين فرقة.
إذن اللازم الذي ظنه بعض أهل العلم أنه يلزم من ذلك أن أكثر الأمة في النار ؛ هذا باطل ليس بصحيح ؛ لأن كونها ثنتين وسبعين فرقة لا يلزم من ذلك أن تكون أكثر من الفرقة الواحدةكما مثلنا لكم مثالا يدل على ذلك .
إذن الصحيح أن المقصود بهذه الأمة هم المسلمون فقط ، أما الفرقة التي تكفر فلا تعد من الثنتين وسبعين فرقة، ثم هؤلاء ليسوا مخلدين في النار وهم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ، لكن المهم هم في الدنيا من أهل الضلال ومن الذين يستحقون دخول نار جهنم ، ثم في الآخرة إن شاء الله عذبهم وإن شاء عفا عنهم .
المهم عندنا نحن أن نفهم من هذا الحديث أن هناك فرق تستحق عذاب جهنم وهناك فرقة واحدة هي الناجية من هذا ؛ وأن هذه الفرقة هي التي التزمت بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولم تخرج عن تلك الأصول التي كان يلتزمها هؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم .
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على هذا الطريق وأن يجنبنا البدع والضلالات والحمد لله .
نكتفي بهذا القدر ، أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 12 حديث الافتراق.mp3‏ (2.21 ميجابايت, المشاهدات 885)
رد مع اقتباس