إثباتُ رؤيةِ المؤمنينَ لربِّهِم
يؤمنُ أهلُ السنةِ والجماعة برؤيتِهم لربهم عز وجل يومَ القيامةِ رؤيةً بصرية، لا يحجبُ أحدٌ أحدًا، ولا يتضررون من رؤيتهِم لربهم، فإنه دل على هذا أدلةٌ كثيرة منها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترونَ ربَّكم كما ترونَ القمرَ ليلةَ البدرِ، لا تضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم ألا تغلبُوا على صلاةٍ قبل طلوعِ الشمس وصلاة قبلَ غروبها فافعلُوا" متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله.
وروى أحمد في المسند عن لقيطِ بن صبرةَ قال : يا رسولَ الله، أكلنا يرى ربَّه عز وجل يومَ القيامة؟ وما آيةُ ذلك في خلقِه؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "أليسَ كلكُم ينظرُ إلى القمرِ مخليا به؟" قال : بلى، قال : "فاللهُ أعظم" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في ظلال الجنة (459).
مكانةُ أهلِ السنةِ والجماعةِ بين فرقِ الأمةِ واتصافُهم بالوسطيةِ
بيانُ وسطيةِ الأمةِ المحمديةِ بين الأممِ
أمةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأمم، وتظهرُ وسطيتها من وجوهٍ :
الوجه الأول : في حقِّ الله تعالى، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين تنقصُوا اللهَ تعالى فألحقُوه بالمخلوقِ، وبينَ النصارَى الذين تنقصُوه فألحقُوا المخلوقَ به، أما هذه الأمةُ فلم تصفِ الربَّ بالنقصِ من كلا الوجهينِ.
الوجه الثاني : في حق الأنبياءِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين كذبُّوا عيسَى ابنَ مريم عليه السلام، وبين النصارَى الذين غَلَوْا فيه فألَّهُوه، فهو عبدُ اللهِ ورسولُه.
الوجه الثالث : في العباداتِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين غَلَوْا في بعضِها، فإنهم إذا أصابتهم نجاسةٌ قرضُوا ثيابَهم، وبين النصارَى الذين يتعبدونَ اللهَ بعدمِ الطهارةِ، فهذه الأمةُ تغسلُ ثيابَها منَ النجاسةِ وتصلِّي بها.
الوجه الرابع : في المحرماتِ، فهم وسطٌ بينَ اليهودِ الذين حُرِّمَ عليهِم كلُّ ذِي ظُُفُر، وبينَ النصارَى الذين استحلُّوا الخبائثَ وجميعَ المحرماتِ.
الوجه الخامس : في القصاصِ، فهم وسطٌ بين اليهودِ الذين فُرِض عليهم القصاصُ، والنصارَى الذين فُرض عليهم التسامحُ عن القصاص، فهذه الأمةُ مخيرةٌ بين القصاصِ والديةِ والعفوِ.