عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19 Oct 2014, 03:49 PM
خالد العايب خالد العايب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر/المسيلة
المشاركات: 77
افتراضي

.قال ابن عاشور:
{إِنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)}.
جملة {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}.
جواب عن قولهم {يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا} [الأنبياء: 97] إلى آخره.
فهي مقول قول محذوف على طريقة المحاورات.
فالتقدير: يقال لهم: إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَب جهنّم.
وهو ارتقاء في ثبورهم فهم قالوا: {يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا} [الأنبياء: 97] فأخبروا بأن آلهتهم وهم أعزّ عليهم من أنفسهم وأبعد في أنظارهم عن أن يلحقهم سوء صائرون إلى مصيرهم من الخزي والهوان، ولذلك أكد الخبر بحرف التأكيد لأنهم كانوا بحيث ينكرون ذلك.
و ما موصولة وأكثر استعمالها فيما يكون فيه صاحب الصلة غير عاقل.
وأطلقت هنا على معبوداتهم من الأصنام والجنّ والشياطين تغليبًا، على أن ما تستعمل فيما هو أعمّ من العاقل وغيره استعمالًا كثيرًا في كلام العرب.
وكانت أصنامهم ومعبوداتهم حاضرة في ذلك المشهد كما دلّت عليه الإشارة {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها}.
والحصَب: اسم بمعنى المحصوب به، أي المرمي به.
ومنه سُميت الحصباء لأنها حجارة يرمى بها، أي يُرمَوْن في جهنم، كما قال تعالى: {وقودها الناس والحجارة} [البقرة: 24] أي الكفار وأصنامهم.
وجملة {أنتم لها واردون} بيان لجملة {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}.
والمقصود منه: تقريب الحصْب بهم في جهنم لِما يدلّ عليه قوله: {واردون} من الاتصاف بورود النار في الحال كما هو شأن الخبر باسم الفاعل فإنه حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال.
وقد زيد في نكايتهم بإظهار خطئهم في عبادتهم تلك الأصنام بأن أشهدوا إيرادها النار وقيل لهم: {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها}.
وذُيل ذلك بقوله تعالى: {وكل فيها خالدون} أي هم وأصنامهم.
والزفير: النفَس يخرج من أقصى الرئتين لضغط الهواء من التأثر بالغمّ.
وهو هنا من أحوال المشركين دون الأصنام.
وقرينة معاد الضمائر واضحة.

رد مع اقتباس