عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 Apr 2014, 05:34 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي

قال العلامة الألباني رحمه الله :الذي أراه في هذه المسألة أن الصلاة حاسر الرأس مكروهة ذلك أنه من المسلم به استحباب دخول المسلم في الصلاة في أكمل هيئة إسلامية للحديث المتقدم في الكتاب : " . . فإن الله أحق أن يتزين له " وليس من الهيئة الحسنة في عرف السلف اعتياد حسر الرأس والسير كذلك في الطرقات والدخول كذلك في أماكن العبادات بل هذه عادة أجنبية تسربت إلى كثير من البلاد الإسلامية حينما دخلها الكفار وجلبوا إليها عاداتهم الفاسدة فقلدهم المسلمون فيها فأضاعوا بها وبأمثالها من التقاليد شخصيتهم الإسلامية فهذا العرض الطارئ لا يصلح أن يكون مسوغا لمخالفة العرف الإسلامي السابق ولا اتخاذه حجة لجواز الدخول في الصلاة حاسر الرأس
وأما استدلال بعض إخواننا من أنصار السنة في مصر على جوازه قياسا على حسر المحرم في الحج فمن أبطل قياس قرأته عن هؤلاء الإخوان كيف والحسر في الحج شعيرة إسلامية ومن مناسكه التي لا تشاركه فيها عبادة أخرى ولو كان القياس المذكور صحيحا للزم القول بوجوب الحسر في الصلاة لأنه واجب في الحج وهذا إلزام لا انفكاك لهم عنه إلا بالرجوع عن القياس المذكور ولعلهم يفعلون
وكذلك استدلاله بحديث علي مرفوعا : " ائتوا المساجد حسرا ومعصبين فإن العمائم تيجان المسلمين " استدلال واه لأن الحديث ضعيف جدا أعتقد أنه موضوع لأنه من رواية ميسرة بن عبد ربه وهو وضاع باعترافه وقال العراقي : " متروك " .اهـ ( تمام المنة 164-166 )

وسئل رحمه الله كما في شريطرقم (189) من ( سلسلة الهدى والنور ) مانصه :ما حكم صلاة الرجل مكشوفالرأس ؟
فأجاب بقوله : الذي أعتقده الكراهة ؛ لأن كشف الرأس هو – أيضاً - من العادات والتقاليد التي تسربت إلى بلاد المسلمين بسبب استعمار الكافرينلها فهم أذاعوا عاداتهم وتقاليدهم فيها ، واستمر كثير من المسلمين في تلك البلادبعد خروج الكافر منها استمروا متأثرين ببعض عاداتهم ومنها حسر الرأس ، وإن كانتالبلاد تختلف في هذه العادة ، فعادة حسر الرأس في سوريا وفي الأردن في مصر أكثربكثير من البلاد العربية الأخرى ، كـ السعودية و اليمن و الكويت و ..و إلى آخر فلماكانت هذه العادة ليست عادة إسلامية، فالمفروض أن المسلم يدخل في الصلاة في أحسنزينة؛ لقوله تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } والزينة هنا وإن كانت من حيث سبب نزول الآية تعني ستر العورة ، لكنّ العبرة بعموماللفظ ولا بخصوص السبب ؛ هذا أولا .
وثانياً: قد جاء في السنةالصحيحة ما يؤيد هذا العموم من الآية ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( منكان له إزار ورداء فليأتزر وليرتد ، فإن الله أحق أن يتزين له ) ففي هذا الحديث أنالمسلم يؤمر أن يدخل الصلاة في أكمل حالة ، في الوقت الذي سئل الرسول – عليه السلام - : ( أيصلي الرجل في ثوب واحد؟ فقال - عليه السلام - : أوكلكم يجد ثوبين ؟ ) هذاالحديث يفيد جواز الصلاة بثوب واحد، وهو الإزار الذي يستر العورة ، لكن أيضاً يلمحويشير إلى أن من يجد ثوبين لا ينبغي له أن يصلي في ثوب واحد ، يقتصر بهذا الثوب علىستر العورة المعروفة أنها عورة في الصلاة وخارج الصلاة ؛ بل عليه أن يستر العورةالمتعلقة بالصلاة - إذا صح تعبيري - ؛ وذلك لقوله - عليه السلام - : ( لا يصلينأحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) ولذلك صرح الإمام أحمد أن من صلى مكشوفالمنكبين فصلاته باطلة ، وهذا حق ندين الله به ، لهذا الحديث الصحيح : ( لا يصلين - نهي عن الصلاة - أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ).
وإذ ثبتعموم الأمر بالتزين للصلاة ، وثبت أن من عادات المسلمين ستر الرأس وليس الحسر ؛فحينئذٍ نعتقد أن صلاة حاسر الرأس مكروهة ، لا لأن هناك نهياً خاصاً، وإنما لأن فيهمخالفة للعادات التي جرى عليها المسلمون .

ويعجبني بهذه المناسبة وهو نهايةالجواب ، ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (( حجاب المرأة ولباسهافي الصلاة )) ، رسالة صغيرة لعلكم وقفتم عليها، ذكر هناك رواية أن ابن عمر - رضيالله عنهما - رأى مولاه نافعاً يصلي حاسر الرأس ، فقال له: " أرأيت لو أنك ذهبت إلىمقابلة أحد هؤلاء الأمراء أكنت تقابله وأنت حاسر الرأس ؟قال: لا .

قال: فالله أحق أن يتزين له . انتهى .

وقال : كثيرٌ من الكتاب الإسلاميين اليوم ومن المحاضرين وأمثالهم يصرِّحون بأن هذه القضاياالتي جعلها الإسلام مبادئ وقواعد ؛ ( مَنْ تشبَّه بقوم فهو منهم ) ، يقولون : هذهمسائل تافهة، وهذه أمور تعتبر من القشور ، نحن نريد أن نشتغل الآن باللباب ،
وليتهميشتغلون باللباب ؛ لأن الذي لا يحافظ على القشر لا يمكن أن يحافظ على اللباب ؛ لأنربنا - عز وجل - بحكمته كما حصَّن لباباً مادياً ببعض القشور المتنوعة ، كذلك - أيضاً - حصَّن لباباً روحياً معنوياً بأمور أخرى يسميها هؤلاء بالقشور ، نحن نسميهابمثل ما قال في الحديث القدسي : ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذاأحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... إلى آخره ) .

لذلك فالأمةالمسلمة الحية لا يمكن أبداً أن تكون مسلمة في قلبها ، وغير مسلمة في قالبها ؛ لأنالإسلام كلٌّ لا يتجزأ أبداً .
ولذلك ... وإن كنت أرى تباشيرَ فيالعصر الحاضر باعتبار يمكن أعد نفسي يعني شبه مخضرم ، يعني أدركت أنا زمناًَ كانطلاب العلم يحضرون في المساجد ، يحملون شعاراً دخيلاً في الإسلام ، وهو اللفة التييسمونها اللام ألف ، اللفة الصفراء على الطربوش الأحمر ؛ هذا طالب علم ، أما لحيته = حليقة ، بينما القرآن والسنة والمذاهب الأربعة تؤكد في إعفاء اللحية ما لا تؤكدمطلقاً في العمامة ، خاصة هذه العمامة التي وضعوها هؤلاء طلاب العلم ؛فأنا أدركتذلك الزمان ، أما الآن فأجد القضية انعكست ، لكن هذا الانعكاس يحتاج إلى تعديل .
اليوم مظاهر الإسلام والتمسك بالدين في الشباب المؤمن واضحةتماماً:

أولاً:

في إقباله على بيوت الله - عز وجل - .

ثانياً:
في إقباله على التمسك بهذه السنةبلبهذا الواجببلبهذهالفريضة ، بكثرة – يعني - تبشر بخيرولكنلمَّا يستقيموا على الطريقة ؛ لأنهم لايزالون يمشون في الطرقات حُسَّراً كالكفارثم هذه اللحية قد يفعلها بعض الناس - أيضاً – تقليداً لمن يسمونهم بالـ ( كلمة غير واضحة ولعلها الهنديين !! ) وأمثالهم؛ لأنه في أوروبا - أيضاً - توجد هذه الظاهرة ولو بنسبة – يعني - أقل مما عندنا ،فيمكن ( كلمة غير واضحة ) بعض الشباب يفعلونها تقليداً - أيضاً - لأولئك ؛ لذلكفأنا أرغب من شبابنا المسلم حقاً ألا يختلط مظهره بمظهر الكفار ، فلا بد من وضع شيءعلى الرؤوسأما السير حُسَّراً = هذا ليس من الإسلام في شيء ، إلى ما قبل خمسينسنة لم يكن في المسجد يدخله أحدنا - إنسانٌ حاسر الرأس ، فما الذي أصاب المسلمين ؟! هل نزل عليهم وحي من السماء جديد ؟أنه الأفضل ديناً وصحةوفلسفة ، وما أدري ماذا ؟ ، أنه يمشوا حُسَّراً ؟! لا والله! وإنما هذه من الأوبئةالتي جاءتهم مع هؤلاء الذين استعمرونا في بلاد الإسلام ، في سوريا ، في الأردن ، فيمصر إلى آخره .

فيجب إذاً أن نتبنى الإسلام :

أولا : عقيدة ؛ إسلاما كاملا ، ثم أن نطبقه كاملاً ، وأنا أعتقد حينما أقول : كاملاً ،بأننا لن نستطيع أن نطبقه كاملاً ، ولكن أن نضع هدفنا أمامنا = أن نطبق إسلامناكاملاً غير منقوص في حدود: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) .

أنا أرى أنه من الأسهل أن الشباب المسلم يتخذ لباس رأس من إعفاءاللحية ؛ لأن إعفاء اللحية – حقيقة - تحتاج إلى جهاد ، فلماذا لا يُتِمُّ هذاالمجاهد المسلم إسلامَه ظاهراً ؛ لأن هذا الظاهر هو عنوان الباطن .

فأعتقد أن الأمر يحتاج إلى شيء من الوعي من أهل العلم ، وأهل الوعظوالإرشاد ، ثم شيء من الاجتهاد من هؤلاء الشباب المكلَّفين باتباع السنة بحذافيرها .

نسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا وإياهم لاتباع السنة.



وسئل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مانصه : ما حكم تغطية الرأس للرجال ؟
فأجاب بقوله : تغطية الرأس في الحج لا يجوز ,أما في غير الحج فالمروءة تقتضي أن لا يمشي المرء مكشوف الرأس ,وإذا كان كشفه للرأس تشبها بالكفار فهذا أمر سيء .
وأعتقد أن كثيرا من الشباب ما أتوا إلاّ من تقليد الكفار ! وإلاّ فالعرب كان منهم من يكشف رأسه لكن عنده جمّةولا نقول يحرم كشف الرأسولكن نقول يغطي رأسه مروءةً

وفي الصلاة خاصة ينبغي أن يغطي الإنسان رأسه وقد أنكر ابن عمر على مولاه رضي الله عنه ,أنكر عليه - وأظنه أنكر على نافع - رآه يصلي مكشوف الرأس فأنكر عليه ,قال له في معنى كلامه : هذه الهيأة تقابلبها العظماء ؟ قال له : لا ,قال : فربّك أولى بالتعظيم (يَا بَنِي آدَمَخُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) .وتغطية الرأس من الزينة لا شكّ بارك الله فيكموإذا كان الكشف لأمر عادي ليس فيه تقليد ولا تشبه بالكفار فلا نستطيع أن نحرم ولكن نقول الأولى والأشرف أن تغطي رأسك ,خاصة إذا كان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس ! هذا لا يليق .وأذكرلما بدأت هذه الظاهرة في بعض البلدان ,في الأردن وفي غيرها ,كتب الملك عبدالله الأول ملك الأردن رسالة جيدة ,أنا قرأتها لكن ضاعت مني في كشف الرؤوس؛يعني تكلم فيها من ناحية أنهم قلدوا فيها الكفار وشدد فيها وله الحقّ فيذلك ,إذا كان كشف الرؤوس ولبس الكرافتات والبنطلونات ولباس النساء والزيناتهذه التي تلبسها النساء تقليدا لأعداء الله ؛هذا والله من الخزي والعارعلى المسلمين !

واللهالمسلمون أكمل عقيدة لا نقول كمال ,لأن ليس معنى هذا أن أولئك عندهم عقيدة؛ما عندهم إلا الشرك ,لكن نقول : المسلمون أصح عقيدة ,وعقيدتهم هي الحقوأخلاقهم وتقاليدهم التي ورثوها عن الإسلام والله مع الأسف يجب على الأممكلها أن تركض وراء المسلمين ليتخلقوا بأخلاقهم ويأخذوا بعاداتهم فإنها أعظمالأخلاق وأشرف العادات لأنها منبثقة عن الإسلام ,والأخلاق العربية التيكان يتصف بها العرب في جاهليتهم على ما فيهم من الضلال ,فلباسهم خير لباسوغيرتهم على النساء - ما شاء الله - موجودة بل زائدة حتى إن الإنسان ليذبحابنته خشية العار ,وهذا من الغلو في الغيرة وإلاّ فأصل الغيرة محمود فقدقال صلى الله عليه وسلم (أتعجبون من غيرة سعد ؟ والله لأنا أغير منه واللهأغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

الفواحش الآن تشيع يا إخواني في أوساط المسلمين تقليدا للغرب ! تهتّك النّساء ,ولباس الرجال مثل لباس اليهود والنصارى حتى إنك في بعض البلدان لا تستطيعأن تميز بين اليهودي والنصراني والشيوعي والمسلم ! لباس الجميع سواء ,رجالاونساء مع الأسف الشديد ,والمسلم يجب أن يتميز في أكله ,في شربه ,في نومه ,في ركوبه ,في جلوسه ,في لباسه ,في كل شيء ,يجب أن يتميز عن الكافر ,حتى إنّ عمر ومعه الصحابة لما صالحوا أهل الذمّة واشترطوا عليهم شروطا ,اشترط عليهم شروطا كثيرة يتميزون بها عن المسلمين ويتميز بها المسلمونعليهم ,حتى وهم في ذمتنا يجب أن نتميز عنهم ,والرسول عليه الصلاة والسلاميقول: (لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) كيف ؟ يعني يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ويُهانوامثل هذه الإهانة لماذا ؟! للتعالي ؟لا ,لأن هذه الأمور تدفع من عنده الشرف منهم إلى أن يدخل في الإسلام ,ولهذا دخل أكثر اليهود في ذلك الوقت في بلاد العرب ,وأكثر النصارى دخلوافي الإسلام ,لأن بعض الناس قد تدفعه الأنفة أن يبقى على الذلّ فيلتمس مخرجاوالمخرج عنده ,طريق العزّ ,طريق السعادة والكرامة والعزّة في الدنياوالآخرة عنده ,يعني من أجل عقيدة محرفة شوهاء كافرة يتحمل هذا الذلّ ؟!يفكر ,يفكر حتى يدرك أن الإسلام هو الحق ,وللمسلمين أن يعاملوه هذهالمعاملة فيخرج من هذه الدوامة السيّئة .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 12 Apr 2014 الساعة 12:01 AM
رد مع اقتباس