عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19 Apr 2014, 12:13 AM
أبو عبد الله محمد تشلابي أبو عبد الله محمد تشلابي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 15
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوكم أبو عبد الله من البليدة ضيف جديد عليكم يشكر ويشجع كل من يكتب ويفيد في هذا المنتدى السلفي الطيب المبارك بإذن الله، و يريد أن يشارك بإضافة هذه الفائدة التي ما زال معناها عالقا بذهني وقد قرأتها في "الفتح" منذ ما يقارب 15 سنة ، ومفادها "جواز إيهام القاضي الخصوم بفعل شيء لا يريده باطنا إذا كان غرضه الوصول إلى معرفة الحق واستبيانه"، والله أعلم
وهذا عند من يقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه، وهو الذي ندين الله به.
وأزيد هنا فأقول، وليس بعيدا عن هذا ما قصه المولى عز وجل عما فعله يوسف عليه السلام بإخوته لما قال (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) فإنه يظهر لي، والله أعلم، أنه من نفس القبيل، إذ لا يعدو الأمر حيلة شرعية قصد نبي الله يوسف التوصل بها إلى أخذ أخيه من إخوته من حيث لا يشعرون.
والقدر المشترك بين القصتين هو أنه كما أوهم سليمان عليه السلام المرأتين أنه يريد قطع الصبي نصفين مع أن قصده كان محاولة الوصول إلى معرفة من هي أمه الحقيقية، فكذلك يوسف عليه السلام أوهم إخوته بأنهم سارقون، مع أن قصده كان "سارقون ليوسف من أبيه" على التحقيق من أقوال المفسرين، إذ لا يمكن ليوسف نسبة السرقة إلى إخوته وهم برآء، وإنما مراده وغرضه الوصول إلى أخذ أخيه منهم واستبقائه عنده، والله أعلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله محمد تشلابي ; 20 Apr 2014 الساعة 05:58 AM
رد مع اقتباس