عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04 Oct 2015, 07:36 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بلية التظاهر بالتواضع
مستفاد من : شرح حديث ما ذئبان جائعان - الدرس 04 |
للشيخ : محمد بن هادي المدخلي
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
"ها هنا نكتةٌ دقيقةٌ وهي أنَّ اﻹنسان قد يَذمُّ نفسه بين النّاس يُريد بذلك أن يُريَ أنَه متواضعٌ عندَ نفسهِ ، فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه وهذا من دقائق أبواب الرّياءِ قد نبَّهَ عليه السّلَفُ الصّالح .
قال مطرفٌ بن عبد الله بن الشّخير ":كفى بالنّفسِ إطراءً أن تذُمَّهَا على المَلَأ،كأّنّك تريدُ بذمِّها زَينَتَها وذلك عند الله سَفَهٌ ."
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله معلقا: هذه مصيبةٌ، هذه مخادعةُ ومُغالطةٌ إذا انطلت على النّاس أين تذهب من الله تبارك وتعالى الذي يعلم خائنة اﻷعين وما
تُخفي الصّدور ، والذي يحول بين المَرءِ وقلبهِ ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ للَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [ اﻷنفال :24] هذه مخادعةٌ يكون يتظاهر بالتّواضع وهو في الحقيقة
يُريد المدح عليه مُخادعة ، يُريد أن يُقبل النّاس إليه ويريد أن يمدحه النّاس وهو يتظاهر بعدم حبِّ المدح من المُغالطة فيكون مثل قول القائل :
سأطلُبُ بُعدَ الدَّارِ عَنكُمُ لِتَقرُبوا وتَسكبُ عيناي الدُّمُوعَ لِتَجمُدَ
أنا أقول الله يباعدهم ( ...) هذا غير صحيح فهذا مقصده خبيث مُغالطة، أطلب بعد الدّار عنكم لتقربوا وتسكب عين ايالدموع لتجمُدَ، الله يباعدهم عنّا.
والمقصودُ الله يِجِيبَهُم يُعجل بهم، فهذا الذي يذمُّ نفسهُ ويريدُ أنّهُ مُتواضعٌ والمقصود الله يِجِيب لنا التَعظيم، الله يجيب لنا الثناء، الله يجيب لنا المدح، الله يجِيب لنا اﻹجﻼل
هذا حقيقةً فعياذا بالله من ذلك، هذا هو المُخادعُة هذا من الرِّياءِ الباطلِ فإذا انطَلَى على الخَلقِ بما عكسته في الظّاهر فالله ﻻ ينطَلِي عليه مثلُ هذا .


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 04 Oct 2015 الساعة 07:38 PM
رد مع اقتباس