عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28 Apr 2015, 04:21 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [من درر السلسة الصحيحة]:الآثار السلفية المنثورة والبراهين الساطعة المسطورة على أن أهل الحديث هم الفرقة الناجية المنصورة.


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

قال العلامة العلم والطود الأشم محدث العصر وحسنة الدهر محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه في السلسة الصحيحة (539/1):

من هي الطائفة المنصورة؟

270 : “ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة “ .


الرامهرمزي في “ المحدث ال “ ( 6 / 1 ) حدثنا الحسن بن عثمان التستري حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن “ عمران بن حصين “ مرفوعا به . و زاد في آخره : “ قال يزيد بن هارون : إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ? “ . قلت : و هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات من رجال الصحيح غير التستري و ليس بثقة , فاتهم بالكذب و سرقة الحديث , لكن يظهر أن للحديث أصلا من غير طريقه , فقد ذكره السيوطي في “ الجامع الكبير “ ( 1 / 341 / 1 ) من رواية ابن قانع و ابن عساكر و الضياء المقدسي في “ المختارة “ عن قتادة عن أنس , ثم قال : “ قال البخاري : هذا خطأ , إنما هو قتادة عن مطرف عن عمران “ . قلت : فهذا نص من البخاري على أن الحديث محفوظ من حديث عمران ابن حصين . و اعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة :

1 معاوية بن أبي سفيان . عند الشيخين و أحمد .

2 المغيرة بن شعبة . عندهما .

3 ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عند مسلم و الترمذي و ابن ماجه و أحمد ( 5 / 278 , 279 ) و أبي داود في “ الفتن “ و الحاكم ( 4 / 449 ) .

4 عقبة بن عامر . عند مسلم .

5 قرة المزني . في “ المسند “ ( 3 / 436 و 5 / 34 ) بسند صحيح و صححه الترمذي.

6 أبو أمامة . في “ المسند “ ( 5 / 269 ) .

7 عمران بن حصين . عند أحمد أيضا ( 5 / 429 , 437 ) من طرق أخرى عن حماد ابن سلمة به دون الزيادة . و كذا رواه أبو داود في أول “ الجهاد “ و الحاكم ( 4 / 450 ) و صححه و وافقه الذهبي .

8 عمر بن الخطاب . في “ المستدرك “ ( 4 / 449 ) و صححه و وافقه الذهبي . فالحديث صحيح قطعا , و إنما أوردته من أجل هذه الزيادة , و قد عرفت أن سندها إلى يزيد بن هارون ضعيف , و بهذا الإسناد رواه أبو بكر الخطيب في كتابه “ شرف أصحاب الحديث “ ( ق / 34 / 1 ) .

و قد عزاها الحافظ في “ الفتح “ ( 13 / 249 / بولاق ) إلى الحاكم في “ علوم الحديث “ , و ما أظنه إلا وهما , فإني قد بحثت عنها فيه , فلم أجدها , و إنما وجدت عنده ما يأتي عن الإمام أحمد . بيد أن هذه الزيادة معروفة و ثابتة عن جماعة من أهل الحديث من طبقة يزيد ابن هارون و غيرها , و هم :

1 عبد الله بن المبارك ( 118 181 ) , فروى الخطيب بسنده عن سعيد ابن يعقوب الطالقاني أو غيره قال : “ ذكر ابن المبارك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة ... قال ابن المبارك : هم عندي أصحاب الحديث “ .

2 علي بن المديني ( 161 234 ) , و روى الخطيب أيضا من طريق الترمذي و هذا في “ سننه “ ( 2 / 30 ) و قد ساق الحديث من رواية المزني المتقدمة ( رقم 5 ) ثم قال : “ قال محمد بن إسماعيل ( هو البخاري ) قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث “.

3 أحمد بن حنبل ( 164 241 ) , روى الحاكم في “ معرفة علوم الحديث “ ( ص 2 ) و الخطيب بإسنادين , صحح أحدهما الحافظ ابن حجر عن الإمام أحمد أنه سئل عن معنى هذا الحديث فقال : “ إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث , فلا أدري من هم “ . و روى الخطيب ( 33 / 3 ) مثل هذا في تفسير الفرقة الناجية .

4 أحمد بن سنان الثقة الحافظ ( ... 259 ) روى الخطيب عن أبي حاتم قال : سمعت أحمد بن سنان و ذكر حديث “ لا تزال طائفة من أمتي على الحق “ فقال : هم أهل العلم و أصحاب الآثار . 5 البخاري محمد بن إسماعيل ( 194 256 ) , روى الخطيب عن إسحاق بن أحمد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري و ذكر حديث موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : “ لا تزال طائفة من أمتي “ , فقال البخاري : يعني أصحاب الحديث . و قال في “ صحيحه “ و قد علق الحديث و جعله بابا : “ و هم أهل العلم “ و لا منافاة بينه و بين ما قبله كما هو ظاهر , لأن أهل العلم هم أهل الحديث , و كلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى . و قال في كتابه “ خلق أفعال العباد “ ( ص 77 طبع الهند ) و قد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) قال البخاري : “ هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : “ فذكر الحديث . و قد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث , و لا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي .

أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة و ما يتعلق من معرفة تراجم الرواة و علل الحديث و طرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم و هديه و أخلاقه و غزواته و ما يتصل به صلى الله عليه وسلم .

ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق و مذاهب لم تكن في القرن الأول , و لكل مذهب أصوله و فروعه , و أحاديثه التي يستدل بها و يعتمد عليها . و أن المتمذهب بواحد منها يتعصب له و يتمسك بكل ما فيه , دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى و ينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلده , فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة و الأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر , فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل و لابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى , و ليس على هذا أهل الحديث فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده , في أي مذهب كان , و من أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة , حتى لو كان شيعيا أو قدريا أو خارجيا فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غير ذلك , و قد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله : “ أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبرني به حتى أذهب إليه سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا “ فأهل الحديث حشرنا الله معهم لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا و سما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم , بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى الحديث و العمل به , فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم و قد نهوهم عن ذلك كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم !!فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث . هم الطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية . بل و الأمة الوسط , الشهداء على الخلق . و يعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه “ شرف أصحاب الحديث “ انتصارا لهم و ردا على من خالفهم :

“ و لو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم , و طلب سنن رسول رب العالمين , و اقتفى آثار الفقهاء و المحدثين , لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه , و اكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه , لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد و بيان ما جاء من وجوه الوعد و الوعيد , و صفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين و الإخبار عن صفة الجنة و النار , و ما أعد الله فيها للمتقين و الفجار , و ما خلق الله في الأرضين و السماوات و صنوف العجائب و عظيم الآيات و ذكر الملائكة المقربين , و نعت الصافين و المسبحين . و في الحديث قصص الأنبياء و أخبار الزهاد و الأولياء و مواعظ البلغاء , و كلام الفقهاء , و سير ملوك العرب و العجم , و أقاصيص المتقدمين من الأمم , و شرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم , و سراياه , و جمل أحكامه و قضاياه , و خطبه و عظاته , و أعلامه و معجزاته , و عدة أزواجه و أولاده , و أصهاره و أصحابه , و ذكر فضائلهم و مآثرهم , و شرح أخبارهم و مناقبهم , و مبلغ أعمارهم , و بيان أنسابهم . و فيه تفسير القرآن العظيم , و ما فيه من النبأ و الذكر الحكيم , و أقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم , و تسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم , من الأئمة الخالفين , و الفقهاء المجتهدين . و قد جعل الله أهله أركان الشريعة , و هدم بهم كل بدعة شنيعة , فهم أمناء الله في خليقته , و الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم و أمته , و المجتهدون في حفظ ملته , أنوارهم زاهرة , و فضائلهم سائرة , و آياتهم باهرة , و مذاهبهم ظاهرة , و حججهم قاهرة . و كل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه , و تستحسن رأيا تعكف عليه , سوى أصحاب الحديث , فإن الكتاب عدتهم , و السنة حجتهم , و الرسول فئتهم , و إليه نسبتهم , لا يعرجون على الأهواء , و لا يلتفتون إلى الآراء . يقبل منهم ما رووا عن الرسول , و هم المأمونون عليه العدول . حفظة الدين و خزنته , و أوعية العلم و حملته , إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع , فما حكموا به فهو المقبول المسموع . منهم كل عالم فقيه , و إمام رفيع نبيه , و زاهد في قبيلة , و مخصوص بفضيلة , و قارىء متقن , و خطيب محسن . و هم الجمهور العظيم و سبيلهم السبيل المستقيم , و كل مبتدع باعتقادهم يتظاهر , و على الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر , من كادهم قصمهم الله , و من عاندهم خذله الله , لا يضرهم من خذلهم , و لا يفلح من اعتزلهم , المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير , و بصر الناظر بالسوء إليهم حسير , و إن الله على نصرهم لقدير . ( ثم ساق الحديث من رواية قرة ثم روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال : هم أهل الحديث و الذين يتعاهدون مذاهب الرسول , و يذبون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة و الرافضة و الجهمية و أهل الإرجاء و الرأي شيئا من السنن : قال الخطيب ) فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين , و صرف عنهم كيد العاندين , لتمسكهم بالشرع المتين , و اقتفائهم آثار الصحابة و التابعين , فشأنهم حفظ الآثار , و قطع المفاوز و القفار , و ركوب البراري و البحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى , لا يعرجون عنه إلى رأي و لا هوى . قبلوا شريعته قولا و فعلا , و حرسوا سنته حفظا و نقلا , حتى ثبتوا بذلك أصلها , و كانوا أحق بها و أهلها , و كم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها , و الله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها , فهم الحفاظ لأركانها , و القوامون بأمرها و شأنها , إذا صدف عن الدفاع عنها , فهم دونها يناضلون , أولئك حزب الله , ألا إن حزب الله هم المفلحون “ .


ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدل على شرف أصحاب الحديث و فضلهم لا بأس من ذكر بعضها , و إن طال المقال , لتتم الفائدة , لكني أقتصر على أهمها و أمسها بالموضوع :

1 قوله صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه .

2 وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث .

3 قول النبي صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله .

4 كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه .

5 وصف الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان أصحاب الحديث .

6 كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه.

7 بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده و اتصال الإسناد بينهم و بينه .

8 البيان أن الأسانيد هي الطريق إلى معرفة أحكام الشريعة .

9 كون أصحاب الحديث أمناء الرسل صلى الله عليهم و سلم لحفظهم السنن و تبيينهم لها .

10 كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن .

11 كون أصحاب الحديث ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلفه من السنة و أنواع الحكمة .

12 كونهم الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر .

13 كونهم خيار الناس .

14 من قال : إن الأبدال و الأولياء أصحاب الحديث .

15 من قال : لولا أهل الحديث لا ندرس الإسلام .

16 كون أصحاب الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة , و أسبق الخلق إلى الجنة.

17 اجتماع صلاح الدنيا و الآخرة في سماع الحديث و كتبه .

18 ثبوت حجة صاحب الحديث .

19 الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث .

20 الاستدلال على المبتدعة ببغض الحديث و أهله .

21 من جمع بين مدح أصحاب الحديث و ذم أهل الرأي و الكلام الخبيث .

22 من قال : طلب الحديث من أفضل العبادات .

23 من قال : رواية الحديث أفضل من التسبيح .

24 من قال : التحديث أفضل من صلاة النافلة .

25 من تمنى رواية الحديث من الخلفاء و رأى أن المحدثين أفضل العلماء .

هذه هي أهم أبواب الكتاب و فصوله . أسأل الله تعالى أن ييسر له من يقوم بطبعه من أنصار الحديث و أهله , حتى يسوغ لمثلي أن يحيل عليه من شاء التفصيل في معرفة ما جاء في هذه الفصول الرائعة من الأحاديث و النقول عن الأئمة الفحول !


و أختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند , ألا و هو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 1304 ) قال رحمه الله :

“ و من نظر بنظر الإنصاف , و غاص في بحار الفقه و الأصول متجنبا الاعتساف , يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية و الأصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , و إني كلما أسير في شعب الاختلاف أجد قول المحدثين فيه قريبا من الإنصاف , فلله درهم , و عليه شكرهم ( كذا ) كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقا , و نواب شرعه صدقا , حشرنا الله في زمرتهم , و أماتنا على حبهم و سيرتهم “ .



التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 28 Apr 2015 الساعة 07:58 PM
رد مع اقتباس