عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 04 Apr 2016, 03:40 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ صفةِ الفرحِِ
و هذهِ الصفةُ دلَّ عليها قولُ النبي : "للهُ أشد فرحًا بتوبةِ أحدِكم، من أحدِكم بضالتِه، إذا وجدَها" أخرجه الشيخان من حديث أنسٍ و هو لفظ مسلم، أما لفظُ البخاري : "لله أفرحُ بتوبةِ عبدِه".
و قد أجمعَ أهلُ السنةِ على إثباتِ هذه الصفةِ لله تعالى.
فرحُ اللهِ حقيقيٌّ
إنَّ فرحَ اللهِ تعالى حقيقي، ليسَ كفرحِ المخلوقين، الذي هو : نَشْوَةٌ و خفةٌ يجدُها المرءُ من نفسِه عند حصولِ ما يسره، و لكن فرحَ اللهِ تعالى لا يماثلُ فرحَ المخلوقين.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الفرحِ
خالفَ أهلُ البدعِ و تأولوا صفةَ الفرحِ فقالوا : أن اللهَ تعالى لا يفرحُ حقيقةً، و إنما هو إثابةُ التائبِ،أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا بعيد مخالفٌ لظاهرِ النصوصِ.
إثباتُ صفةِ الضحكِ
دل على هذه الصفةِ حديثُ النبي : "يضحكُ اللهُ إلى رجلين يقتلُ أحدُهما الآخرَ يدخلانِ الجنةَ : يقاتلُ هذا في سبيلِ اللهِ، فيقتلُ، ثم يتوبُ الله على القاتلِ، فيستشهدُ" رواه الشيخان عن أبي هريرة.
و من الأدلةِ أيضا، ما رواه مسلم عن جابرٍ أنه سئلَ عن الورودِ، فقال : نجيءُ نحنُ يومَ القيامةِ عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوقَ الناسِ؟ قال : فتدعى الأممُ بأوثانِها، وما كانتْ تعبدُ، الأول فالأول، ثم يأتينا ربُّنا بعدَ ذلك، فيقول : من تنظرونَ؟ فيقولون : ننظرُ ربنا، فيقول : أنا ربكم، فيقولون : حتى ننظرَ إليك، فيتجلى لهم يضحكُ...".
ففيهمَا إثباتُ صفةِ الضحكِ لله تعالى حقيقةً على الوجه الذي يليقُ به، لا مماثلةَ للمخلوقينَ فيه، و هذا مما أجمعَ عليه السلفُ.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الضحكِ
قالَ أهلُ التعطيلِ أن المرادَ بالضحكِ الرضى، و الرضَى هو الثوابُ أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا باطلٌ من وجهينِ :
1 _ أنه صرفٌ للنصوصِ عن الظاهرِ.
2 _ أن فيه إثباتًا لمعنى مخالفٍ للظاهرِ.
إثباتُ صفةِ العجبِ
دلَّ على هذه الصفةِ قولُ الله {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات 12] على قراءةِ ضمِّ التاءِ.
و من السنةِ قولُه : "عجبَ اللهُ من قومٍ يدخلونَ الجنة في السلاسلِ" رواه البخاري عن أبي هريرة.
و لمسلم عنه قالَ رسولُ الله : "قد عجبَ اللهُ من صنيعِكما بضيفِكما الليلةَ" و في الحديث قصة.
روى ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعودٍ ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ : "عجبَ ربنا من رجلينِ : رجلٍ ثارَ من وطائِه ولحافِه من بين حبِّه وأهلِه إلى الصلاةِ، فيقول الله جل وعلا : انظرُوا إلى عبدي ثارَ من فراشِه ووطائه من بين حبه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندِي، وشفقةً مما عندِي، ورجلٍِ غزَا في سبيلِ الله، فانهزمَ الناسُ، وعلم ما عليه في الانهزامِ، وما له في الرجوعِ، فرجعَ حتى أهريقَ دمُه، فيقول اللهُ لملائكتِه : انظروا إلى عبدِي، رجعَ رجاءً فيما عندِي، وشفقةً مما عندي حتى أهريقَ دمُه" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3981).
روى أبو داود في السنن عن عقبة بن عامر، قال : سمعتُ رسولَ الله يقولُ : "يعجبُ ربُّكم من راعِي غنمٍ في رأسْ شظيةٍ بجبلٍ، يؤذنُ بالصلاةِ، ويصلِّي، فيقول اللهُ عز وجل : انظرُوا إلى عبدِي هذا يؤذنُ، ويقيمُ الصلاةَ، يخافُ مني، قد غفرتُ لعبدِي وأدخلته الجنةَ" صححه الإمام الألباني في صحيح سنن أبي داود (1203).
معنَى العجبِ : هو استغرابُ الشيءِ، و هذا الاستغرابُ يكون لسببينِ :
1 _ خفاءُ الأسبابِ على المستغربِِ، و هذا مستحيلُ في حقِّ الله تعالى؛ فإنه قد أحاطَ بكل شيء علمًا.
2 _ أن يكونَ السببُ فيه خروجُ هذا الشيءِ عن نظائِره، أو عمَّا ينبغِي أن يكونَ عليهِ، و هذا الثابتُ للهِ تعالى، و لا نقصَ فيه.

رد مع اقتباس