عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19 Nov 2014, 07:24 PM
أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 380
افتراضي دفاع فضيلة الشيخ عبد الغني عوسات عن العلمين ربيع المدخلي وعبيد الجابري -حفظهم الله جميعا-

دفاع الشيخ الوالد عبد الغني بن الحسن عوسات حفظه الله تعالى عن العلمين السلفيين: الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الله الجابري حفظهما الله تعالى وبارك في عمريهما


بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد، وبعد:
فننقل لإخواننا القراء جواب شيخنا الوالد عبد الغني عوسات حفظه الله تعالى ومتع به وجزاه خيرا، الذي أدلى به في خاتمة محاضرته (الموعظة النبوية) التي نقلتها "منتديات التصفية" أول أمس على المباشر؛ فجواب شيخنا حفظه الله قد بين فيه الحق فيمن يلمز ويطعن في الشيخين الجليلين ربيع المدخلي وعبيد الجابري حفظهما الله تعالى، وفي الحقيقة فقد جاء في وقتٍ الشبابُ في حاجة ماسة إليه جدا جدا، وذلك لأن أهل الأهواء لكثرة لمزهم وهمزهم وتأجج مراجلهم للتشميت بهذين العلمين فقد انطلى الأمر للأسف الشديد والتبست الحقائق على عدد من الشباب ممن أصبحوا لا يميزون بين الغالي والجافي والمحق والمبطل والمتطرف والوسطي والعالم وغير العالم، مما يجعلنا نفرح والله ونسر ونسعد -بل تحيا القلوب التي اغتالتها سهام الظلم والعدوان من أهل الباطل والإرجاف- بمثل هذا الدفاع بحق من مشايخنا حفظهم الله تعالى، فنسأل الله عزوجل أن ينفع بهذا الجواب النافع والدفاع الماتع عن علمائنا جزاهم الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خيرا لما قدموا من الغالي والنفيس والأجسام والأموال والأعمار والأعراض في سبيل هذه الدعوة المباركة المنصورة.
فإلى السؤال والجواب عليه من شيخنا حفظه الله تعالى:
الســؤال:
"أحسن الله إليكم شيخنا وبارك فيكم وفى عمركم ، أشرتم شيخنا - حفظكم الله - إلى خطر الفتن والبدع والأهواء ومآلاتها ، ومن المعلوم شيخنا - حفظكم الله - أن "من علامة أهل البدع الوقيعة فى أهل الأثر" ، فما نصيحتكم لمن يطعنون فى الشيخين الفاضلين: الشيخ ربيع حفظه الله والشيخ عبيد، ورميهم بالتشدد والغلو أو من الطرف الآخر برميهم بالإرجاء والتميع؟"

الجـــواب:
"لقد أجبت وأصبت حينما قلت في مطلع كلامك وبداية حديثك ومستهل قراءتك " أن من علامة أهل البدع ..." ، فهل يا أخوان نعلق عليهم؟! بل نزجرهم وننهاهم ونهجرهم ونتقي شرَّهم ؛ يعنى لمَّا الآن يبقى يتكلم! لا يتكلم فى هؤلاء إلا من كان من أولئك، لا يتكلم فى أهل السُنّة إلا أهل البدع، فيكفي هؤلاء كما قال القائل: "إذا أتتك مذمَّتي من ناقصٍ فتلك شهادةٌ أنيِّ كاملٌ".
بالله عليكم يا أخوان! بماذا يتكلم الشيخ ربيع وبماذا نقول لا يخطئ ، هكذا هو نفسه أقول حفظه الله ورحمه وسائر إخوانه الأموات والأحياء.
صراحة؛ً هــذا الرجل الذي أبلى بلاءً حسناً في سبيل هـذه الدعوة ، وأعطى عطاءً جميلاً حسناً، وأبدى إبداءً طيباً حسناً فى هذه الدعوة، ولقد تُكُلِّم كما قال فيمن سلف، فيمن تقدَّم: الأنبياء، وقد تُكُلِّم فيهم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا))؛ فهذا العالم فى الحقيقة وأهل السُنّة هكذا ، كما أن دين الله بين الغالى فيه والجافى عنه ، أهل السُنّة هم وسط، يحسدهم الغُلاة على وَسَطِيَّتهم؛ فيرمونهم ويصفونهم، وينعتون كذلك هؤلاء بنعوت وصفات قبيحة، والقبح في الحقيقة في هؤلاء الحُسَّاد الذين يحسدونهم على هــذا، والجُفاة كذلك يحسبونهم متشددين!!
بالله عليكم يا عباد الله! الشدّة في موطنها من الحكمة، الشدّة فى موطنها من الحكمة ] فمثلا] في إقامة الحدود ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ((وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)) وذكر فقال ((وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ))؛ الرأفة من الدين، فإذا كانت على حساب الحدِّ وعلى حساب الدين فــــلا!! ولهذا الشدّة فى موطنها، قلنا قبل قليل في الترغيب والترهيب، حيث ينبغي الترهيب ينبغي الترهيب، تخويف الناس من عقاب الله، وترهيب الناس من البدع التي ستؤول وتودي بهم وتُلقى بهم في جهنم، وإلاَّ كيف نقول؟ نقول[ كما قال إبراهيم عليه السلام لقومه لمَّا رآهم على ما هم عليه من الشرك ((وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون))؛ فأهل السنّة يا إخوان، لا يُلقون ولا يعبئون ولا يكترثون ولا يأبهون ولا ولا.. لاينتظرون من الناس ثناءً ولا سناءً! "فإرضاء الناس غايةٌ لا تدرك"؛ إنما يريدون إرضاء الرب الذي ارضاؤه غايةٌ لا تُترك، فمن أرضى الناس فى سخط الله، سخط الله عليه وأسخط من أرضاه فى سخطه، ومن أرضى الله فى سخط الناس... ، يأتي إن شاء الله حينٌ من الوقت والدهر من بعض هؤلاء المُضَلَّلِين أو المُغَرَّر بهم سيعرفون حقيقة أولئك العلمـــاء، إنما الذين يتكلم فيهم هؤلاء هم الضُلاَّل المُضَلِّلُون الذين يُزعجهم ويَقُضُّ مضجعهم ويُقوِّضُ بنيانهم، ويكون بكل صراحة حاجزاً ومانعاً للناس منهم، كما أن العلماء يحفظون العلم كما قال عليه الصلاة والسلام فى الحديث الحسن: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين" فهل تظن الغالين يسكتون؟! لايسكتون، "وانتحال المبطلين" ، فهل تحسبون المبطلين يصمتون؟! لا .. وكذلك "تأويل الجاهلين"، وهل تظن الجاهل يسكت؟! والله يتطاول ويتحامل ويسيء التعامل وما إلى ذلك، ولكن لا يضرُّهم ذلك، لهم أُسوةٌ حسنة فى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه والسلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
ولهذا عباد، الله هؤلاء وسطٌ بين الغُلاة والجُفاة، الغُلاة يرمونهم بالجفاء، والجُفاة يرمونهم بالغُلُو ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)) ؛ أى خياراً وعدولاً فى الحقيقة ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ))، فيه ناس لا يحبون لمَّا تشهد بالحق والصدق عليهم !! تقـــول له أخطأت،، لا ما يحب!!
فهؤلاء صادقون عدول مُحقُّون عالمون لا يكذبون ، ليس هـذا إلاَّ عند أهل السُنّة، حتى في شدّتهم تلقى الرحمة، فى شدّتهم رحمة بك يعنى لعلك يا أخي ترعوي، ولعلك تزدجر، ولعلك ولعلك تمتنع، ولعلك كذا وإلاَّ لا؟!

انظروا ما ورد في التحذير من البدعة من عبارات شديدة وسديدة؛ في الحقيقة حتى يحذر الناس (( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً )) وإلاَّ لا؟!
هــذا بإيجاز يا إخوان، وإلاَّ هــذان العالمان يستحقان من الكلام أكثر، ولكن هما لا يريدانه في الحقيقة، لا يريدانه، إنما الذي يريده هؤلاء وأولئك الذين يسعون وتراهم يلهثون ويجرون ويترصدون ويتربصون ويتملقون لكي يُثْنَى عليهم ويُمْدَحُوا و..و..وإلى غير ذلك، وإن السلف الصالح يكفيهم، يا إخوان! يكفيهم فضلاً وشرفاً أنهم مُتبِعون، والمتبِع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يستمر على ذلك ويستقر كذلك ويستبصر أيضاً ويبقى مستمراً إلى أن يلقى الله على ذلك، بكل صراحة لمّا قال النبي صلى الله عليه وسلم " اصبروا حتى تلقونى"، سنأتى إن شاء الله إلى ذلك ونعلم كما قال وبه أختم ، لهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق"، احنا واياكم نتناقشوا هل هذا حق وإلا مش حق؟ لو تقولون مش حق وتبينون انه مش حق ، انشوفوا صح!! يا أخي هكذا، ولكن ما دام حق، فماذا بعد الحق أيها الإخوان إلا الضلال، ترضون لنا بأن نكون ضالين مثلك مثلاً، غلط !! أنت الذي تتـقِ الله، وتستعيذ بالله، وتعود إلى رشدك، وتتوب إلى ربك، وتُقلع عن سيئتك وسيئاتك وحوبك كذلك عبد الله! "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك".
فإذاً، يا إخوان! لكنك أجبت ولكنى أحببتُ أن أزيد، فإنك ترى أجبت في ذلك الجواب لمَّا قلت "من علامات أهل البدع" والله يكفيهم قبحاً وسوءً هذا الوصف، وإلاَّ لا؟! ما دابيك "يا حبــذا" تُوصف بالسُنّة التي رَبىِّ رفع مقام أهل السُنّة، والعالمين بالسُنّة، والعاملين بها، والدُعاةِ إليها، والصابرين على الأذى فيها، كما قال محمد بن عبد الوهاب "اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم أربع مسائل" وإلاَّ لا؟! إيش هي الأربع مسائل؟ العلم ، العمل به ، الدعوة إليه ، الصبر على الأذى فيه ، الله يبارك فيكم، إذاً، هــكذا يا إخوان بارك الله فيكم! "وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"، جزاكم الله خيراً.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي ; 23 Jul 2015 الساعة 11:02 AM
رد مع اقتباس