عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22 Jul 2014, 06:53 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي

سئل الجهني السلفي القديم -وهو يردّ على الجهني الحدادي الجديد- مانصه : -بارك الله فيك- بيانا مختصرا عن المرجئة، ونسمع اليوم عبارة: فلان مرجئ، وسمعناها تطلق على بعض الأفاضل من العلماء وطلاب العلم؛ فما هو الضابط في إطلاق هذه العبارة؟ ومن الذي يستطيع أن يطلقها؟ -بارك الله فيك- نريد البيان لعموم البلوى، وجزاك الله خيرا.

الجواب: أسأل الله سبحانه وتعالى ألا يبتلينا،
السائل يقول: لعموم البلوى، نسأل الله أن يعافينا جميعا من التنابز بالألقاب، ومن -كذلك- الشدة والعنف وعدم الرأفة والرحمة وعدم التماس المعاذير، والله المستعان؛
- المقصود أن الإرجاء هذا، كنت قد ذكرته وفصّلت فيه في مقدمة الشرح على كتاب الإيمان لصحيح البخاري، بيّنت هنالك تعريف السلف للإيمان، وكذلك أصناف المرجئة الغلاة وغير الغلاة، في تفصيل إن شاء الله جيد ومفيد حول هذه المسألة هنالك في الموضع المذكور؛
- لكن اليوم هذه المسألة مسألة الإرجاء استغلتها طائفتان من الناس، لأن الأخ يسأل أنا أُحيله إن كان يريد المسألة العلمية بالتفصيل أنا أحيله إلى موضع أفضل أنا الآن ما أنشط حقيقة إلى التفصيل والوقت كذلك ما يسمح، لكن هنالك فيه التفصيل المفيد إن شاء الله، لكن أنا أختصر له الجواب، وأعطيه ما يريده ويكمّل له ما يسمعه هنالك في الموضع المذكور؛
- الآن في هذا العصر استغلت قضية الإرجاء طائفتان من الناس، وهذا الكلام يعني قد لا تسمعه الآن، هذه القضية قضية الإرجاء والتهمة بالإرجاء استغلتها، لأن بعض الناس يحب أن يصطاد في الماء العكِر، هذه القضية قضية الإرجاء استغلتها طائفتان من الناس:
الطائفة الأولى: طائفة التكفيريين، استغلوا هذه القضية في إسقاط الشيخ الألباني وتلاميذه، هم يريدون هذا، التكفيريون المعاصرون من أتباع سيد قطب التكفيري الذي يكفر المجتمعات الإسلامية، استغلوا هذه التهمة،وأخذوا هذه القضية من قضية علمية فيها ردّ وأخذ، أخذوها وجعلوها استغلوها في إسقاط الشيخ ناصر الدين الألباني وإسقاط مدرسته وأنه لا يُعتمد عليه ولا يُعوّل عليه، هذه القضية الأولى؛ ولا يعني ذلك أن كل ما يقوله الشيخ الألباني حقّ وصواب، الشيخ الألباني عالم من العلماء يؤخذ منه ويرد عليه، ما قاله إذا قال شيئا صحيحا وصوابا وافق فيه السلف أخذنا به، وإذا قال قولاً خالف فيه السلف رددناه كما نردّ على من هو أفضل وأعلى منه مقاما ومنزلة في الأمة، الشيخ الألباني ما هو معصوم، ونحن لا ندعي له العصمة ولا نقلده التقليد الأعمى، هو الشيخ نفسه ربّانا على ألا نقلد أحدا، وأن نتبع الأثر ونأخذ بالدليل رحمةُ الله عليه؛
الطائفة الثانية: التي استغلت هذه القضية هي طائفة الحدادية، الحدادية المعاصرين اليوم استغلوا هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع المدخلي ومن معه، فأصبحوا الآن يتهمون الشيخ ربيع بأنه مرجئ، فانظروا إلى الاصطياد في الماء العكر؛
فننتبه لأولئك الذين المفتونين الأولين الذين أرادوا إسقاط الألباني وهم يحاولون إسقاط جبل، وهيهات!
وننتبه أيضا لمن جاء بعدهم الحدادية اليوم الذين ما يتركون أحدا في حاله، الآن يحاولون استغلال هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع، وفي إسقاطه وإسقاط جهاده العظيم ضد أعداء السنة والمخالفين لمنهج السلف؛
فنحن ننكر على الأولين وننكر على الآخِرين؛ وفي الوقت نفسه لا نقول: إن عالما من العلماء لا الشيخ الألباني ولا الشيخ ربيع ولا الفوزان ولا أحد من علماء الأمة يكون معصوما ممنوعا من الخطأ أو من الزلل أو من الهفوة، ما أحد يدعي لنفسه ذلك، والله المستعان، حتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيضا عنده أشياء مرجوحة خالفه فيها العلماء، ما أحد قال: إن ابن تيمية معصوم، وما جاء أحد من محبّي ابن تيمية وأنكر على من خالفهم في المسائل التي يسوغ فيه الاجتهاد؛
فننتبه لهذه المسألة، لأن المسائل الآن أصبحت يدخلها الهوى والعياذ بالله، يدخلها الهوى وتصفية الحسابات.
- التكفيريون فرحوا فرحاً عظيما لمّا قام بعض العلماء وخطئوا الشيخ الألباني في مسائل في باب الإيمان هذا، فرحوا بذلك خطفوه خطفا وطاروا به في كل مكان، وقالوا: الألباني مرجئ! الألباني مرجئ! لماذا؟ يريدون إسقاط هذه المدرسة السلفية أصلا، التي كانت شوكة في حلوقهم ولا زالت؛ وكذلك اليوم أيضا الحدادية اليوم نفس الأسلوب -والعياذ بالله- نفس الأسلوب الذي مارسه التكفيريون مع الشيخ الألباني اليوم يمارسونه مع الشيخ ربيع، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فننتبه لهاتين الفتنتين؛
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب السلفيين وأن يجمع أهل السنة على الحقّ والهدى وأن يقيَهم شرّ المغرضين والمصطادين في الماء العكر الذين يريدون تفريق الصف والتشكيك بين أهل السنة ويريدون إفساد القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 06 Jan 2016 الساعة 08:14 AM
رد مع اقتباس