عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06 Oct 2014, 11:33 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي فائدة في منهج تذوق البيان....


بـسم الله الرَّحمـن الرَّحـيـم


الإبداع هو أن يأتي الشاعر في البيت الواحد بعدة أنواع أو في القرينة الواحدة من النثر وربما كان في الكلمة الواحدة ضربان من البديع ومتى لم يكن كذلك فليس بإبداع .

ومن ذلك ما جاء في كتاب "خزانة الأدب، وغاية الأرب" لابن حجة الحموي، فقد ذكر آيةَ: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44].

قال: "هذه الآية استخرج منها زكي الدين بن أبي الإصبع أنواعًا كثيرة من البديع؛ منها:


• المناسبة التامة بين ﴿ أَقْلِعِي ﴾ و﴿ ابْلَعِي ﴾.


والمطابقة اللطيفة بذكر (الأرض) و(السماء).


والمجاز في قوله - تعالى -: ﴿ وَيَا سَمَاءُ ﴾، ومراده (مطر السماء).

والإشارة في قوله تعالى ﴿وغيض الماء فإنه بهاتين اللفظتين عبر عن معان كثيرة.

والاستعارة في قوله ﴿ أَقْلِعِي ﴾


والتمثيل في قوله - تعالى -: ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾، فإنه عبَّر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بغير لفظِ المعنى الموضوع له.


والإرداف في قوله - تعالى -: ﴿ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾، فإنه عبَّر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظ المعنى.


والتعليل؛ لأن قوله - تعالى -: ﴿ وَغِيضَ الْمَاءُ ﴾ علة الاستواء.


وصحة التقسيم؛ إذ قد استوعب - سبحانه - أقسام أحوال الماء حالة نقصه.


والاحتراس، في قوله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾، احتراسًا من ضعيف يتوهَّم أن الهلاك شمل مَن يستحق ومَن لا يستحق، فأكَّد بالدعاء على المستحقين.


والمساواة؛ لأن لفظ الآية الشريفة لا تزيد عن معناها.


وحسن النسق؛ لأن الله - تعالى - قصَّ القصة وعطف بعضها على بعض بحسن ترتيب.


وائتلاف اللفظ مع المعنى؛ لأن كل لفظة لا يصلح معها غيرها.


والإيجاز؛ لأنه - سبحانه - قصَّ القصة بلفظة مستوعبة بأقصر عبارة.


والتسهيم؛ لأن أول الآية إلى قوله: ﴿ أَقْلِعِي ﴾ يقتضي آخرها.


والتهذيب؛ لأن مرادات الألفاظ موصوفةٌ بصفات الحسن، وعليها رونقُ الفصاحة لسلامتها من التعقيد والتقديم والتأخير.


والتمكين؛ لأن الة مستقرة في قرارها، مطمئنَّة في مكانها.


والانسجام؛ وهو: تحدر الكلام بسهولة كما ينسجم الماء.


• وباقي مجموع الآية الشريفة هو الإبداع.الذي هو المراد هنا مع تكرار الأنواع البديعية


•وسهوت عن تقديم حُسن البيان وهو أن السامع لا يتوقف في معرفة معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء من هذه النظائر وهذا الكلام تعجز عنه قدرة البشر.

رد مع اقتباس