عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 Dec 2013, 05:44 PM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي شيخ الإسلام بقيّ بن مَخلد

إن مما تشغف القلوب لمعرفته وتطرب الأسماع به أخبار الأولين من العلماء والأئمة لما في أخبارهم من نوادر وأثار عزيزة ،وقد نال هذا الأمر حظّه في مجلتنا السلفية ،جزا الله خيرا من قام على نشرها وتخريجها .
قد أتحفنا الشيخ رضا بوشامة حفظه الله في العدد الأخير منها رقم 38 بمقال عن شيخ الإسلام بقي بن مخلد رحمه الله ،الإمام السلفي ،وأبرز فيه جانبا من حياة الإمام فأتقن وأجاد .
بقيّ الأندلسي سمع من الإمام أحمد رحمه الله ،قيل الحديث وقيل غير الحديث من المسائل والأثار .
فقد كان من أوائل من أدخل علم الحديث إلى الأندلس رحمه الله ،وله رحلتان إلى المشرق في طلب الحديث ،أول من أدخل مصنّف ابن أبي شيبة إلى الأندلس ،حتى ألّب عليه أصحابه الأندلسيون عبد الله بن خالد ومحمد بن الحارث وأبو زيد لما أدخله من كتب الإختلاف وغرائب الحديث وأخافوه بالسلطان ولم يكن لهم ذلك بفضل الله ،
ثم تلاه ابن وضّاح فصارت الأندلس دار حديث وإسناد وإنما كان الغالب عليها قبل ذلك حفظ رأي مالك وأصحابه .
بعد رجوعه إلى الأندلس وقعت له وقائع تبين إحداهما ما كان عليه علماء الحديث من مجاهدة ودعوة للعلم رغم محاولة بعض المقلّدة الصد عن سبيلهم وطريقهم .
والثانية فيها قصّتان يستخلص منهما أن كلام الأقران بعضهم في بعض قد يكون لأسباب خارجة عن الجرح والتعديل فينبغي مراعاة ذلك في التصنيف والتوثيق والتضعيف _راجع كلام الأقران والمتعاصرين بعضهم في بعض ضوابط قبوله وردّه للسيخ رضا حفظه الله _.
1__ قال محمد بن علي الخشني في أخبار الفقهاء والمحدّثين 129 .130:ذكر بعض أهل العلم قال :
أقام محمد بن وضّاح بالكوفة ثمانية عشر يوما فسمع من ابن أبي شيبة مسنده في تلك الأيام ،فلما قدم قرطبة وذكر ذلك أنكر ذلك بقي ّ بن مخلد وقال لأصحابه إنه ليس كام يتمّ المسند عند ابن أبي شيبة إلا في عام كامل فطعنوا بذلك على ابن وضّاح .
قال بعض الروّاة :فتذاكرت ذلك مع محمد ابن أبي قاسم فقال لي :
سمعت أبا جعفر الحضرمي محمد بن عبد الله ابن سليمان الثقة المأمون بالكوفة يقول :
...ابا بكر بن أبي شيبة فإنه كان يحدّث احتسابا من وقت صلاة الغداة إلى العشاء الأخرة على تأخير أهل بلدنا صلاة العشاء ،وكان من يكتب له لمضيّ قراءة عليه ،..وإن من ذكر أن المسند والمصنّف والتفسير كان يقرأعليه في سنة فقال صدق قراءة من لفظه ،إنما كان يقرأ ذلك على تقدير الفراغ منه في سنة .
قال محمد بن قاسم :فقلت له ،بعض من عندنا يقول إنه سمع المسند في ثمانية عشر يوما ،فقال :صدق ،وفي اقل من ذلك لمن قرأ عليه ،وسمع القراءة عليه وسمع من لفظه .
فصدق بقيّ فيما قال وصدق ابن وضّاح فيما قال ،لأن بقيا كان سمع من لفظه ولابن وضاح جمع ٌ السماع من لفظه ومن القراءة عليه ،وما سمع يقرأ عليه .

2__ روى القاضي عياض وابن بشكوال بسنديهما عن أسلم بن عبد العزيز قال :قال بقيّ بن مخلد :لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله واسحاق ابنا يحي بن يحي فقالا لي :وضعت كتابا قدّمت فيه ابا مصعب الزهري ويحي بن بكير وأخّرت أبانا ،فقلت لهما :أما تقديمي لابي مصعب فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم :قدّموا قريشا ولا تقدّموها ،وأما تقديمي لابن بكير فلسنّه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :كبّر كبّر ،ولأنه سمع الموطّأ من مالك سبع عشر مرة وأباكما لم يسمع منه إلا مرة واحدة ،فخرجا من عنده وخرجا معه إلى حد العداوة .


التعديل الأخير تم بواسطة خالد أبو علي ; 27 Dec 2013 الساعة 03:25 PM
رد مع اقتباس