عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03 Aug 2015, 03:43 PM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي مختارات من العدد 46

لغة العلم
يتميز السلفيون عن غيرهم أنهم يتعاملون بلغة العلم الشرعي الصحيح ،فلا السياسة يمارسون ولا طقوس الصوفية يعانون ولا طرائق الفلسفة ييسلكون ولا أساليب الحزبية يستعملون
وأما النغمات الجاهلية اليوم فهي تريد للعلم أن ينحصر مجاله وتقوّض أركانه ويحدّ انتشاره ويُصد الناس عن حملته بشبه واهية ،كقولهم :إن العالم الذي بالحجاز أو بالشام لا يمكن للمغربي أو الجزائري أن يأخذ عنه العلم لاختلاف الأقاليم والعادات والمذاهب ونحو ذلك ،والحق أنه لا ينكر أثر بعض ذلك في الفتوى ،لكن لا يصح أن يسحب ليكون حجة لحجب الناس عن العالِم وحجزهم عن علمه ،وإن المفتي المؤهل يفقه الواقع ويفهم الواجب في هذا الواقع بإنزال الحكم الشرعي المناسب ،فلا يهمه الفروقات ولا يفرق بين المتماثلات .
لهذ لم يكن للحدود الوهمية يوما ما أثر في لغة العلم وفي علاقة العالم بالمتعلّم ،بل لم تحفظ كتب العلم والتراجم سوى التواصل والتداخل بين الشيوخ والطلاب ،وبين علماء الأمصار المختلفة ،فالعراقي يتعلم من الحجازي ،والمغربي يروي عن المصري واليمني يستفتي الشامي وهكذا .
فالبلد أو الجهة وصف طردي لا أثر له في الحكم ،والعالم لا يصبغ علمه بجنسيته ولا تقتصر الإستفادة منه على أهل بله فقط .

وصية جامعة وأصل من أصول السنة ،في العدد ،وهي كذلك تميز بطلان منهج الموازنات وتميزه عن منهج أهل السنة فتدبّر .
عليك بالسنة فإن من الناس من لا يعاب:
خرّج أبو عمر بن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله وفي التمهيد من طريق وهب عن ابن لهيعة عن بكر بن الأشج عن القاسم بن محمد أن رجلاً قال له: عجبتُ من عائشة حين كانت تصلي أربعاً في السفر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين! فقال القاسم بن محمد: "عليك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من الناس من لا يُعاب".
قائل ذلك هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
وهذا القول أصل ومنهج سلفي ولفتة إلى أمر مهم من أمور الشرع وهو مراعاة الدليل بغض النظرعن تصرفات من يظن بهم الإقتداء في أفعالهم كما أنه دعوة إلى الإعتراف لأهل الفضل بفضلهم وعدم عيبهم أو التقليل من شأنهم .
وجاء في الموضوع كذلك عن إسحاق بن أبي الدرداء قال :حج مسلم الخوّاص فلقي ابن عيينة رحمه الله في السوق فقال :"كنت أحب لقيّك وما كنت أحب أن ألقاك في هذا المكان ،قال :فأنشا ابن عيينة يقول :
عليك بعلمي وإن قصّرت في عملي ...ينفعك علمي ولا يضرك تقصيري
وكثيرا ما يفعل الرجل النبيل الشيء مه ذهوله عمّا في ضمنه من مفسدة فإذا نُبّه انتبه (بيان الدليل على بطلان التحليل لابن تيمية رحمه الله ص 76) فلا ينبغي ان يقتدى به فيما ذهل عنه أو غفل .
ومما يدخل في هذه القاعدة كلام الغالم إذا لم يكن من باب الرواية أو الفتوى أو الحكم ،قال علامة اليمن عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله : وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية أو الفتوى أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ ويتثبت كما يتحفظ ويثبت في الرواية والفتوى والحكم.(أثار المعلمي رحمه الله ).


التعديل الأخير تم بواسطة خالد أبو علي ; 04 Aug 2015 الساعة 03:53 PM
رد مع اقتباس