عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12 Jan 2017, 05:14 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي رسالة: من مسلم أمازيغي إلى إخوانه المسلمين الأمازيغ في كل مصر.

بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة من مسلم أمازيغي إلى إخوانه المسلمين الأمازيغ.

بسم الله والصلاة والسلام على محمد خير الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين:
كل واحد منا لا يمكن له أن يختار لون بشرته ولا لسانه الذّي يولد به، ولا أن يختار العرق والجنس الذي ينتسب إليه، فهذا مما كتبه الله على عباده ودليل على قوته وقدرته عزوجل فقال تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات – 13
ومن رحمة الإسلام أخي المسلم الأمازيغي، أنه لا يمنعك من معرفة نسبك وتاريخك لتصل رحمك وتأخذ العظات والعبر ممن سبق، مع صده وتحريمه للعصبية والتفاخر بالنسب والتعالي به على الغير، جاء في مسند الإمام أحمد عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بْنِ فُلَانٍ، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ " قَالَ: " فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوِ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ " رواه احمد في مسنده (35/110) ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1492، الصَّحِيحَة: 1270.
وقال تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) سورة الروم -22،
نعم أخي المسلم لم يحرم الشرع الحنيف الكلام باللغات غير العربية للحاجة، وبخاصة من أجل الدعوة إلى الله عزوجل للدعاة العرب، فكيف لغير العربي الذي يتكلم مع أهل بلدته وقريته بلغته التّي ولد بها ليرشدهم ويعلمهم أمر دينهم وما ينفعهم في دنياهم فهذا من الحاجة التّي ذكرها أهل العلم، وفي هذا جاء في فتاوى اللجنة الدائمة وعلى رأسها الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا بأس بمخاطبة الأعاجم بلغتهم لمن احتاج إلى ذلك، أو لدعوتهم إلى الإسلام، وليس ذلك من الرطانة المكروهة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم." (26/146) .
وكما أن الشرع الإسلامي لم يحرم العادات والأعراف التّي لا تخالف الشرع والقاعدة: فالأصل في العادات العفو، وبالموازاة منعت الشريعة كل ما يمس عقيدة المسلمين وبوحدتهم واجتماعهم من أعياد مبينة على عقائد فاسدة أو ترجع إلى عصبية ما، أو ترجع إلى عادات وتقاليد وثنية ولو كانت عربية، جاء في سنن أبي داود عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ) رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني الصحيحة 2021، قال ابن حجر: " وَاسْتُنْبِطَ مِنْهُ كَرَاهَةُ الْفَرَحِ فِي أَعْيَادِ الْمُشْرِكِينَ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ وَبَالَغَ الشَّيْخُ أَبُو حَفْصٍ الْكَبِيرُ النَّسَفِيُّ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ فَقَالَ مَنْ أَهْدَى فِيهِ بَيْضَةً إِلَى مُشْرِكٍ تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ تَعَالَى" فتح الباري (2/442) .
رأيت (أخي المسلم الأمازيغي) أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى العرب عن يومين اعتادوا الفرح فيهما، حتى لا يقال: أن الإسلام جاء لمحاربة الثقافات غير العربية (من فارسية او أمازيغية كما يدعي العلمانيون ودعاة الفتن في مصر)، وإياك أن يلبس عليك الملبسون ب: (شبهة أن الأعياد من العادات الجائزة)، فلو أخذنا بها أخي المسلم لاتخذ كثير من المسلمين أياما عديدة واتخذوها عيدا، فيفتح باب الابتداع ويدخل النقص في قدر الأعياد الشرعية عند الناس، التي تتعلق بالعبادات العظيمة الفطر بعد الصيام والأضحى بعد الحج الأكبر، وانظر إلى فتوى عالم، يعرف مداخل الشبهات في هذا الباب لما سئل عن حكم الاحتفال بالسنة الهجرية .
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح بن العثيمين - رحمه الله تعالى -: " شاع في بعض البلاد الإسلامية الاحتفال بأول يوم من شهر محرم من كل عام، باعتباره أول أيام العام الهجري، ويجعله بعضهم إجازة له عن العمل، فلا يحضر إلى عمله، كما يتبادلون فيه الهدايا المكلفة مادياً، وإذا قيل لهم في ذلك قالوا: مسألة الأعياد هذه مرجعها إلى أعراف الناس، فلا بأس باستحداث أعياد لهم للتهاني وتبادل الهدايا، ولاسيما في الوقت الحاضر حيث انشغل الناس بأعمالهم وتفرقوا، فهذا من البدع الحسنة، هذا قولهم، فما رأي فضيلتكم وفقكم الله؟ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأجاب فضيلته بقوله: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تخصيص الأيام، أو الشهور، أو السنوات بعيد مرجعه إلى الشرع وليس إلى العادة، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ما هذان اليومان» ؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر» . ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات ((لأحدث الناس لكل حدث عيداً ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة))." مجموع الفتاوى والرسائل (16/203).
صدق الشيخ زيادة على ما ذكر فهذه الأعياد تفتح باب التعصب والاعتقادات الفاسدة المتعلقة بالنجوم والأشهر وتعدد الآلهة كما هو معروف عند الأمم الوثنية، ويضيف الشيخ فركوس الجزائري حفظه في دفع هذه الشبهة بقوله في فتوى له: " ولَمَّا كانَتْ هذه الاحتفالاتُ وتخصيصُ أيَّامها بالأكل والشرب والإطعام والفرحة على سبيل الاعتياد والدوام؛ ((جانَسَتْ بشَكْلِها أعيادَ المسلمين التي يُتوخَّى مِنْ ورائها الْتماسُ الأجرِ وتحقيقُ المودَّة والقُرْبةِ والألفة والاجتماعِ في ذلك اليوم أكلًا وشربًا ولهوًا))، وما إلى ذلك ممَّا يُعْرف في الأفراح؛ لذلك فالقولُ بأنها عادةٌ فقط غيرُ صحيحٍ لِمُلابَستها لأفعالِ أعيادِ أهلِ الإسلام، وأهلُ الإسلام ليس لهم إلَّا عيدانِ: عيدُ الأضحى وعيدُ الفطر." فتاوى منهجية / حكم الاحتفال بفصول السنة رقم 404.
أخي المسلم الأمازيغي أعيادك عيد الفطر وعيد الأضحى، لنجتمع على ما أمرنا أن نجتمع عليه وهو الإسلام الصافي المستمد من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفهم أصحابه رضوان الله عليهم وسلف الأمة، ودعك من عيد شاشناق وغيره مما يسمى الأول من يناير (ترجع التسمية كما ذكر البعض لإله كان يعبد من دون الله وهو أريوس) ، فهذا عيد وثني عرف قبل الإسلام فاتركه أخي الحبيب طاعة لربك ونبيك صلى الله عليه وسلم، ولا تترك العصبية تقودك في مثل هذه المسائل المتعلقة بالولاء والبراء الذي يعتبر في الشرع أوثق عرى الإيمان.


أخوكم: أبو صهيب منير بن عبد الرحمن بوجلطية الجزائري.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو صهيب منير الجزائري ; 31 Dec 2017 الساعة 11:07 PM
رد مع اقتباس