تنبيه على سفاهة منتشرة في الدلالة على إعجاز القرآن بعلاقة العمر مع عدد سور 114

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

تنبيه على سفاهة منتشرة في الدلالة على إعجاز القرآن بعلاقة العمر مع عدد سور 114

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله و صلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه , و آله وصحبه و من والاه , وبعد :



انتشر بين البعض قضية علاقة العدد 114 بعمر الإنسان , و أن ذلك من علامات الإعجاز و دلالئل ثبوت الوحي الرباني !!, حيث دعى أناس إلى طرح سنة ميلادك من العدد 114 لتجد عمرك .

أولا :

هذه العلاقة غير مطردة في جميع السنوات , و الأعوام , فعدد 114 لن يكون 114 لو كنا في سنة 2013 , و تخيل نفسك لو كنت سنة 2013 و انقصت منها سنك ستجد سنة ميلادك , و لكن لن تحصل 114 التي يتكلمون عنها , بل لا بد لك من استعمال العدد 113 و تنقص منه سنة ميلادك لتجد مقدار عمرك.

و هكذا لو زدت عاما و أنقصت, لكنهم حرفوا العلاقة و أنقصوا 1900 سنة من ميلادك و من السنة التي نحن فيها ,فالأمر ما هو إلا معادلة رياضية سمجة :

سنة ميلادك + عمرك = السنة التي أنت فيها


فلو كنت من مواليد 1984
فيحصل لنا:

1984 + 30 = 2014



و لذلك أقول : لو كنت في سنة 2013 و أنقصت من تاريخ ميلادك ستجد 113
و لو فعلت مع 2015 لوجدت 115
و مع 2016 تجد 116 و مع 2017 تجد 117 , فالعلاقة واضحة تزيد عاما و يزيد عمرك عاما فسيحصل التوافق بين آخر رقمين .

فهم لم يزيدوا على أن أنقصوا نفس العدد من كلا طرفي المعادلة , فصار ميلادك بدل 1984 , 84 و لو أنقصت من 2014 , 1900 سيبقى 114 , و هم ما زادوا على أن أنقصوا نفس العدد من تاريخ ازدياد و سنة 2014 ليوهموا الناس بأن ثمة علاقة بين 114 و عمرك , وهذا من السفه, بل من التجني , بل هو لعله قول على الله بغير علم .


بل أقول : لعله من دسائس الملاحدة , كما دسوا على المسلمين قصة رؤية نور الكعبة من القمر ليصدقوا صعودهم للقمر, و قصة البنت التي رمت القرآن فمسخت , و ما هي إلا دمية , و قصة الحجر الطائر , و غيرها من الأكاذيب الإلحادية للاستهزاء بالمسلمين .


ثانيا :


لو كان للعدد علاقة بالسن , لكان الأولى أن تتصل علاقته بالتاريخ الهجري الذي له مدلول قوي , و علاقة صريحة بنبينا صلى الله عليه وسلم , بانتشار ديننا , أليس 114 هو عدد سور قرآننا ؟ ! لا أن تكون العلاقة متحققة بالتاريخ الميلادي الافرنجي , الله المستعان.