خطأ لايتنبه له بعض الناس عند تغسيل الأيدي بعد الطعام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين وعلىءاله وصحبه ومن والاه وبعد :
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز حفظه الله تعالى المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة ( 162) :
التساهل بتصريف مجاري الأطعمة واشتراكهما مع دورات المياه ، والتساهل برمي بقية الأطعمة السائلة مع مصاريف المجاري .
قد سئل الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم عن نحو ذلك فأجاب :
" لقد أنعم الله على عباده بأنواع النعم ، وأمرهم بشكرها ، ومنها نعمة الأطعمة والأشربة ، قال تعالى : ( كلوا من رزق ربكم واشكروا له ) سبأ: 15 ، فيجب على العبد شكر هذه النعم ، ومن شكرها أن لا يستخف بها ولا يمتهنها ، أو يلقيها في المواضع القذرة .
وأما تغسيل الأيدي بعد الطعام في هذه الأحواض المذكورة ففيه تفصيل ، فإن كان معها شيء من الطعام ، وتعمد إلقاءه في تلك المواضع فهذا لا يحل و لا يجوز ؛ لأنه من امتهان النعم وعدم توقيرها .
وإن لم يكن إلا تلك الأشياء التي علقت باليد أو بالإناء بدون أن يتبعها شيء من أجزاء الطعام وفتات الخبز ونحوه فلا بأس بغسلها في أي موضع شاء ؛ لأن ما يجتمع منها شيء وسخ لا قيمة له ، و لا أحد يرغب في تناوله ، بل هو من أوساخ اليدين اللزجة التي لو جمعت في إناء لم يكن لها راغب مهما بلغ به الجوع والعطش ، وكذلك إن تبعها شيء يسير يشق التحرز عنه كحبات أرز ونحوها ) انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
ومنه يعلم أن إلقاء الأطعمة السائلة ، أو المشروبات مما ينتفع به مع المجاري منهي عنه ؛ لأنه من امتهان النعم .
وصلى الله على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم .