منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 08 Feb 2016, 09:51 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي يا معشر الإخوان قد يكون الزواج بالثيبات أرجح من الزواج بالأبكار.

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن المتأمل في واقع مجتمعنا يرى كثيرا من مسائل الطلاق التي تقع،وأسباب ذلك عديدة،ولعل من الأسباب التي تخفى على كثير من الناس هو الخلل في الاختيار للمرأة المناسبة التي تعينه على دينه ودنياه،ومن ذلك أن أكثر المقبلين على الزواج يختارون البكر على الثيب من غير مراعاة ظروفهم التي يعيشون فيها،فربما في كثير من الأحيان لا تصلح أن تعيش معه البكر الصغيرة التي لم تجرب الحياة ولا تصبر على مشاكلها،كأن يسكن الرجل في بيت فيه أهله من والدين كبيرين وإخوة وأخوات مما يحتاج إلى معرفة وخبرة في الحياة،وحسن رعاية لهؤلاء،فإذا جاءت البكر الصغيرة لم تستطع تلك الظروف فتبدأ الاضطرابات والتوترات،وكل ذلك يدفع الزوج فيه الثمن،فلا بد معاشر الإخوة من مراعاة الأحوال،ولا بد لكل أخ في الله أن يتأنى ويتثبت ويتأمل فيمن تصلح له،فلربما أدرك السعادة مع الثيب،وربما أدرك الشقاء مع البكر.

ومما يدل على هذا الفقه العظيم،والعلم المتين ما جاء في قصة جابر بن عبد الله التي رواها البخاري ومسلم،ولفظ عند البخاري: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: «فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ، فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ» أَوْ قَالَ: «خَيْرً»
قال ابن الجوزي في كشف المشكل عن الصحيحن(ج3ص21،من الشاملة): وَفِي الْبكر معَان: مِنْهَا: حَدَاثَة السن، وللنفس فِي ذَلِك حَظّ وافر. وَمِنْهَا: قُوَّة الْحَرَارَة الَّتِي تحرّك الْبَاءَة. وَمِنْهَا: أَن الْمَرْأَة يتَعَلَّق قَلبهَا بِأول زوج، إِذْ لم تعرف سواهُ، فَيكون ودها منصرفا إِلَيْهِ. وَمِنْهَا: أَن كثيرا من الطباع تنبو عَمَّن كَانَ لَهَا زوج، وَمِنْهَا: التهيؤ للْوَلَد. وَمِنْهَا: أَن المداعبة تلِيق بالجواري دون غَيْرهنَّ، والمداعبة تبْعَث على اجْتِمَاع المَاء وكثرته، إِلَى غير ذَلِك من الْفَوَائِد.
قال النووي مستنبطا فوائد الحديث(شرح النووي على مسلم،ج5،ص278،دار الفجر،القاهرة): فِيهِ فَضِيلَةُ تَزَوُّجِ الْأَبْكَارِ وَثَوَابُهُنَّ أَفْضَلُ. وَفِيهِ مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَمُلَاطَفَتُهُ لَهَا وَمُضَاحَكَتُهَا وَحُسْنُ الْعِشْرَةِ .
وَفِيهِ سُؤَالُ الْإِمَامِ والْكَبِيرِ أَصْحَابَهُ عَنْ أُمُورِهِمْ وَتَفَقُّدُ أَحْوَالِهِمْ وَإِرْشَادُهُمْ إِلَى مَصَالِحِهِمْ وَتَنْبِيهُهُمْ عَلَى وَجْهِ الْمَصْلَحَةِ فيها.)
وقال في ج5،ص279:(فِيهِ فضيلة لجابر وإيثاره مصلحة أخواته عَلَى حَظِّ نَفْسِهِ.
وَفِيهِ الدُّعَاءُ لِمَنْ فَعَلَ خيرا وطاعة سَوَاءٌ تَعَلَّقَتْ بِالدَّاعِي أَمْ لَا.
وَفِيهِ جَوَازُ خِدْمَةِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا وَأَوْلَادَهُ وَعِيَالَهُ بِرِضَاهَا وَأَمَّا مِنْ غَيْرِ رِضَاهَا)
وفي طرح التثريب ج7ص12،من الشاملة: (وَفِيهِ فَضِيلَةٌ لِجَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِإِيثَارِهِ مَصْلَحَةَ إخْوَانِهِ عَلَى حَظِّ نَفْسِهِ وَأَنَّهُ عِنْدَ تَزَاحُمِ الْمَصْلَحَتَيْنِ يَنْبَغِي تَقَدُّمُ أَهَمِّهِمَا وَقَدْ صَوَّبَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَفْعَلُ وَدَعَا لَهُ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الدُّعَاءُ لِمَنْ فَعَلَ خَيْرًا وَإِنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِالدَّاعِي.)

والشاهد في هذا الحديث،أن جابر بن عبد الله كان له من الفقه العظيم في باب المصالح،وتقديم أهمهما،فليحرص المرء على هذا العلم،ولا ينظر فقط لمصلحة نفسه،بل ينظر لمصلحة غيره،بل ولينظر لما قد يكون من المفاسد،ونسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013