منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07 Feb 2016, 12:21 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي فوائد وثمرات الاستغفار وفضائله [21 فائدة]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع لنا الاستغفار، والصلاة والسلام على خير من أستغفر وأناب، وعلى آله وصحبه الأخيار.
أم بعدُ:
فالمعاصي قيد يضعه المرء في يده، وسلسلة يسلسل بها عنقه، من أهم ما يكسر به هذا القيد ويفك به هذه السلسلة، الاستغفار.
وللاستغفار فوائد وثمرات أستعرضها لكم من باب الذكري والذكرى تنفع المؤمنين:
(1) أنه طاعة لله عز وجل وامتثال أمره: والله سبحانه وتعالى يقول: }وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ{ [المزمل: 20]
وقال تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة النصر: 3].
وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار)) أخرجه مسلم.
(2) التأسي بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فلقد كان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ملازماً للاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، عن الأغرِّ المُزني أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة)) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) أخرجه الشيحان.
(3) غفران الذنوب ومحوها كبيرها وصغيرها: قال الله تبارك و تعالى }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((ومن أوضح ما وقع في فضل الاستغفار ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث يسار وغيره مرفوعا من قال استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وان كان فر من الزحف قال أبو نعيم الأصبهاني: هذا يدل على أن بعض الكبائر تغفر ببعض)) اهـ.
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه ((تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين)): ((وفي الحديث دليل على أن الاستغفار يمحو الذنوب سواء كانت كبائر أو صغائر فإن الفرار من الزحف من الكبائر بلا خلاف)) اهـ.
(4) رفع الدرجات: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أني لي هذه ؟ فيقول: باستغفار ولدك لك)). أخرجه ابن ماجة وأحمد.
(5) نزول المطر وجلب الغيث.
(6) كثرة الولد.
(7) طيب الرزق وزيادته: قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنَينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا}.
وجاء في الأثر عن الحسن البصري رحمه الله: أنَّ رجلاً شكي إليه الجدبَ، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكي إليه آخر الفقرَ، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكي إليه آخر جفاف بُستانه، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكي إليه آخر عدم الولد، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، ثمَّ تلا عليهم الآية.
(8) المتاع الحسن: فقال الله عز وجل: }أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ{ [هود:2، 3].
(9) الأجور العظيمة: عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً)) أخرجه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني، وعن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن تسرَّه صحيفتُه فليُكثر فيها من الاستغفار)) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط والبيهقى في شعب الإيمان والضياء وحسنه الألباني.
(10) طهارة القلب ونقائه: عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنّ المؤمنَ إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تَاب ونزع واستغفر صُقِل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه: }كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{ [المطففين:14])) أخرجه أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة وحسنه الإمام الألباني رحمه الله.
وجاء في الأثر قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ).
(11) انشراح الصدر: وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة)). رواه أحمد وقال محقق المسند ((إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه وحماد بن سلمة فمن رجال مسلم.)).
(12) نيل رحمة الله أرحم الراحمين: قال الله تعالى على لسان نبي الله صالح لقومه: }لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{ [النمل:46].
(13) دفع النقم ويمنع العذاب: فالكوارث الشنيعة والحوادث المؤذية والمحن والفتن لا تصيب المستغفر، قال الله تعالى: { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [الأنفال:33].
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((العبد آمن من عذاب الله، ما استغفر الله)) رواه أحمد وقال محقق المسند ((حسن بمجموع طريقيه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- ولإبهام الراوي عن فضالة)).
(14) تفريج الهم: كما جاء في الحديث - وإن كان فيه ضعف - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)) والحديث ضعفه الألباني.
قال ابن رجب في ((مجموع رسائل)) (2 / 525): وحديث: ((مَنِ أكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا)) أخَرَّجَهُ أحمد من حديث ابن عباس ويعضده قوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}، وقوله: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا}.
(15) فرح العبد وسروره عند لقاء الله تعالى: عن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن تسرَّه صحيفتُه فليُكثر فيها من الاستغفار)) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط والبيهقى فى شعب الإيمان والضياء وحسنه الألباني.
(16) زيادة القوة بكل معانيها: قال الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} [سورة هود: 52].
(17) ثناء الله على المستغفرين في أوقات السحر: قال الله تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ).
(18) الاستغفار سبب لإيتاء كل ذي فضل فضله: قال الله تعالى على لسان نبيّه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: }وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ{ [هود:3].
(19) يكثر الحسنات: قال - صلى الله عليه وسلم - ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) أخرجه أبو يعلى والطبراني في المعجم الكبير وحسنه الألباني.
(20) فيه الإقرار بصفة الله تعالى الغفار وأن الله هو العفو الغفور: قال الله تعالى على لسان نبيّه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران: 135].
(21) فيه أثبات اسم الله الغفور: قال الله تعالى: { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [يوسف: 98].
هذا ما وقفت عليه من ثمرات الاستغفار وفوائده.
وأما شروط الاستغفار:
وقال ابن أبي جمرة كما في ((فتح الباري)): من شروط الاستغفار صحة النية والتوجه والأدب.
وجاء فيه عدة صيغ، وأما الزيادة فيها؛ قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((ولا حرج على الإنسان أن يزيد شيئاً لكن لا بقصد التعبد لله بذلك، ولكن من باب الدعاء مفتوح، مثل: أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنب وما أشبه ذلك، وقد كان الخطباء يقولون على المنابر أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، ولا حرج أن تقول: اللهم اغفر لي، أو أستغفر الله من كل ذنب عظيم، أو ما أشبه ذلك، ليس فيه بأس، نعم)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فإن العباد لا بد لهم من الاستغفار أولهم وآخرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. وكان يقول: اللهم اغفر لي خطئي وعمدي...)) اهـ
وقال السفاريني رحمه الله في ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)): ((قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ: الِاسْتِغْفَارُ الَّذِي يَمْنَعُ الْعَذَابَ هُوَ الِاسْتِغْفَارُ بِالْإِقْلَاعِ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ، وَأَمَّا مَنْ أَصَرَّ عَلَى الذَّنْبِ وَطَلَبَ مِنْ اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ فَاسْتِغْفَارُهُ لَا يَمْنَعُ الْعَذَابَ لِأَنَّ الْمَغْفِرَةَ هِيَ مَحْوُ الذَّنْبِ وَإِزَالَةُ أَثَرِهِ وَوِقَايَةُ شَرِّهِ، لَا كَمَا ظَنَّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهَا السِّتْرُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتُرُ عَلَى مَنْ يَغْفِرُ لَهُ وَمَنْ لَا يَغْفِرُ لَهُ، فَحَقِيقَتُهَا وِقَايَةُ شَرِّ الذَّنْبِ، وَمِنْهُ الْمِغْفَرُ لِمَا يَقِي)) اهـ.
وقال الحسن: (لا تملُّوا من الاستغفار).
وقال رياح القيسي: (لي نيفٌ وأربعون ذنبًا، قد استغفرتُ لكل ذنب مائة ألف مرة).
وفي ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إنه قال: (إنها لتعجم علي المسألة الواحدة فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي).
وقَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ : ((قُلْت لِشَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - يَوْمًا: سُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَيُّمَا أَنْفَعُ لِلْعَبْدِ التَّسْبِيحُ أَوْ الِاسْتِغْفَارُ؟
فَقَالَ: إذَا كَانَ الثَّوْبُ نَقِيًّا فَالْبَخُورُ وَمَاءُ الْوَرْدِ أَنْفَعُ لَهُ. وَإِنْ كَانَ دَنِسًا فَالصَّابُون وَالْمَاءُ أَنْفَعُ لَهُ.
ثُمَّ قَالَ لِي: فَكَيْفَ وَالثِّيَابُ لَا تَزَالُ دَنِسَةً)) انْتَهَى .
وجاء في سيرة الإمام أحمد بن حنبل كان يريد أن يقضي ليلته في المسجد ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد، حاول معه الإمام ولكن لا جدوى.
فقال له الإمام: سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه.
فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر.
فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعّمه.
وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز.
وكان الإمام أحمد بن حنبل يسمع الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل؟
فأجابه الخباز: أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر.
فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمره؟
والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار ويعلم فضل الاستغفار وفوائده.
فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة!
فقال الإمام أحمد: وما هي؟
فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل!
فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل والله إني جُررت إليك جراً!!
وأختم بذكر سيد الاستغفار عن شداد بن أوس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) أخرجه البخاري.
قال ابن أبي جمرة كما في ((فتح الباري)): ((جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له انه يسمى سيد الاستغفار ففيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء بما وعده به والاستعاذة من شر ما جني العبد على نفسه وإضافة النعماء إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان في ذلك عون من الله تعالى وهذا القدر الذي يكنى عنه بالحقيقة فلو اتفق أن العبد خالف حتى يجرى عليه ما قدر عليه وقامت الحجة عليه ببيان المخالفة لم يبق إلا أحد أمرين إما العقوبة بمقتضى العدل أو العفو بمقتضى الفضل)) انتهى ملخصًا.
وجاء جملة من الأحاديث الضعيفة في هذا الباب أذكر ما وقفت عليه منها:
(1) الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نورا ، ( ابن عساكر فر ) عن معاوية بن حيدة .
قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم : 2277 في ضعيف الجامع .
(2) ما أصر من استغفر و إن عاد في اليوم سبعين مرة كما في ((الجامع الصغير وزيادته)) ( د ت ) عن أبي بكر .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 5004 في ضعيف الجامع .
(3) من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه غفرت ذنوبه و إن كان قد فر من يوم الزحف كما في ((الجامع الصغير وزيادته)) ( ع وابن السني ) عن البراء .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف جدا ) انظر حديث رقم : 5402 في ضعيف الجامع .
(4) من استغفر الله في كل يوم سبعين مرة لم يكتب من الكاذبين و من استغفر الله في ليلة سبعين مرة لم يكتب من الغافلين كما في ((الجامع الصغير وزيادته)) ( ابن السني ) عن عائشة .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف جدا ) انظر حديث رقم : 5403 في ضعيف الجامع .
(5) من استغفر للمؤمنين و المؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم و يرزق بهم أهل الأرض كما في ((الجامع الصغير وزيادته)) ( طب ) عن أبي الدرداء .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 5404 في ضعيف الجامع.
قال حذيفة: كان في لساني ذرب على أهلي وكان لا يعدوهم إلى غيرهم فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين أنت من الاستغفار تستغفر الله في اليوم سبعين مرة كما في ((ضعيف سنن ابن ماجة)).
قال الألباني : ضعيف ، الروض النضير ( 280 ).
(6) أنزل الله علي أمانين لامتي : }وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون{ فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة كما في ((ضعيف سنن ابن الترمذي)).
قال الألباني : (ضعيف الإسناد (ضعيف الجامع الصغير 1341)).
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وأسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويستر لنا عيوبنا وأن يرزقنا وإياكم الرزق الطيب المبارك، كما أسأله أن يرزقنا وإياكم التقوى وأن يعمر قلبنا بالأيمان، وأن يجعل بلادنا وسائر بلاد المسلمين أمن وأمان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 24 المحرم سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 16 نوفمبر سنة 2014 م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Feb 2016, 11:13 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء وأوفاه، جمع طيِّب مبارك نافع بإذن الله، أسأل الله تعالى أن ينفع بك..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Feb 2016, 08:59 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي

آمين ونفع الله بالجميع وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخانا أبا ميمونة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013