منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Dec 2014, 10:29 PM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي نفيُ السِّحر جهل، والرَّدُّ على من نفاه لغو وفضل

نَفْيُ السِّحر جهل، والرَّدُّ على مَنْ نَفَاهُ لغوٌ وفضل
الخطَّابي ـ رحمه الله ـ



طلعت علينا جريدة الشُّروق الجزائرية في عددها رقم: 4587 الصَّادر بتاريخ 15/12/2014م، بحوار أجْرَتْه مع الدَّاعيةِ الكويتي طارق السُّوَيْدان؛ قد حوى مُنكَرَاتٍ عظيمةً، وضلالاتٍ كثيرةً، خرجَتْ من مَعدِنِها فلم تُسْتَغْرَبْ؛ كلُّ هذا وهو حوارٌ واحدٌ، فكيف لو كان كتابًا كامِلًا؟
ومن جملة ما صرَّح به من الباطل:
1- أنَّ التَّعايُشَ بين السُّنَّةِ والشِّيعةِ ضرورةٌ لا مفرَّ منها.
2- تجويزُه الخروجَ على الحاكم الظَّالِمِ؛ مصادِمًا النُّصوصَ والإجماعَ بلا تحفُّظ.
3- قوله بقول المعتزلة في مسألة السِّحر حيث أنكرَه مثلَهم تمامًا، وجَعَلَه محصورًا في التَّخييل مُستَشْهِدًا بآيةٍ واحدةٍ هي في حقِّه من المتشابه، مُعرِضًا عن المُحكَمَاتِ الكثيرةِ ـ وسيأتي بعضُها ـ الَّتي تُثبِتُ بما لا يَدَعُ مجالًا للارتيابِ أنَّ للسِّحرِ حقيقةً.

وقد كنت وجدتُّ كلمةً للخطَّابي، فإذا هي من جوامعِ الكَلِم ومحاسِنِ الحِكَم، جمع فيها بين حالِ نفيِ السِّحر ومنْ اشتغل بالرَّد على نافيه؛ وذلك عند شرحه وتعليقه على حديث بِئْرِ ذَرْوَان الَّذي فيه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُحِرَ فأحبَبتُ أن أنقُلَ كلامَه كاملًا ثمَّ أُتبِعَهُ بكلام بعضِ العلماءِ الأعلامِ على حقيقةِ ما أصابَ نبيَّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه والرَّدِّ على منْ كذَّب به من العقلانيِّين قديمًا وحديثًا، وهو وإن كان استطرادًا عن أصل القضيَّةِ إلَّا أنَّه فقهٌ قد يُحمَلُ إلى منْ هو أَفْقَهُ.


كلمة أبي سُلَيْمَان حمد بن محمَّد الخطَّابي (ت 388هـ) في الرَّدِّ على من أنكر حقيقةَ السِّحر، وبيانِ حقيقةِ ما أصاب النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه.



وقبل ذلك، يحسُنُ إيرادُ الحديث على وجهِه، وهو من رواية البخاري في «صحيحه» في كتاب الطِّب تحت باب السِّحر وقولِه تعالى: ï´؟وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ ببَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَ...ï´¾ الآية، من روايةِ عائشةَ رضي الله عنها الآتي ذكرُها، غيرَ أنِّي آثَرْتُ إيرادَه من (مختصر البخاري) للعلَّامة الألباني؛ لما فيه من جَمْعٍ لألفاظ الحديث المُتفرِّقَةِ، ولا يخفى على نبيهٍ مَا في ذلك من تيسيرٍ لاستيعاب الحديثِ وفهمِ معناه على أَتَمِّ وجهٍ، وتَبَيُّنِ ما حَفَّ الواقعَةَ من الملابساتِ المُزِيلَةِ لبعض الإشكالات الَّتي قد تحول دون فَهْمِ الحديث، وكذا تذليلِ سبيلِ استنباطِ الأحكام الشَّرعيَّةِ والفوائدِ العلميَّةِ:

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سَحَرَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ من بني زُرَيْقٍ يقال له: لَبِيدُ بنُ الأعصم، حتَّى كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إليه أنَّه كان يفْعَلُ الشَّيءَ وما فعله، (وفي رواية: حتَّى كان يَرَى أنَّه يأتي النِّساءَ ولا يَأتِيهِنَّ) وفي روايةٍ (أهلَه ولَا يأتي). قال سفيان: وهذا أشَدُّ ما يكون من السِّحْرِ إذا كان كذا، حتَّى إذا كان ذاتَ يَوْمٍ، أو ذاتَ ليلةٍ، وهو عندي لكنَّه دعا اللهَ ودعاه، ثمَّ قال:
«يَا عَائِشَةُ! أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟».
قُلتُ: وما ذاك يا رسولَ الله؟ قال: «أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لصَاحِبِهِ (وفي روايةٍ: الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ للَّذِي عِنْدَ رَأْسِي): مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ [يعني مسحورًا]، قال: مَنْ طَبَّهُ؟ قال: لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ [اليهودي] [رجلٌ من بني زُرَيْق حِلْفٌ ليهود كان مُنافِقًا]، قال: في أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ (وفي رواية: ومُشَاقَةٍ) وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، قال: وأَيْنَ هُوَ؟ قال: [تحت رَعُوفَةٍ] في بِئْرِ ذَرْوَانَ [وذروان في بني زُرَيْق]»، فأتاها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ناسٍ من أصحابه فقال: «هَذِهِ البِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا»، فجاء إلى عائشة فقال: «يَا عَائِشَةُ! [والله لَـ]كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، و[لـ]كَأَنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ»، قلتُ: يا رسولَ الله! أفلا استخرجْتَه؟ (وفي روايةٍ: فهلَّا ـ تعني تَنَشَّرْتَ ـ) قال: «[لا، أَمَّا أَنَا] فَقَدْ عَافَانِيَ اللهُ وشَفَانِي، فكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ (وفي رواية: أُثِيرَ) عَلَى [أَحَدٍ مِنَ] النَّاسِ فِيهِ شَرًّا»، فأمر بها فدُفِنتْ.

يقال: المُشَاطَةُ: ما يخرجُ من الشَّعرِ إذا مُشِطَ.
والمُشَاقَةُ: من مشاقة الكَتَّانِ.

قال الخطَّابي رحمه الله: «وقد أنكر قومٌ من أصحاب الطَّبائع السِّحرَ، وأبطلوا حقيقتَه، ودفَعَ آخرون من أهل الكلام هذا الحديثَ وقالوا: لو جاز أن يعمل في نبيِّ الله السِّحرُ، أو يكونَ له تأثيرٌ، لم يُؤْمَنْ أن يُؤثِّرَ ذلك فيما يُوحَى إليه من أمورِ الدِّين والشَّريعةِ، ويكونَ فيه ضلالُ الأمَّةِ.
والجوابُ: أنَّ السِّحرَ ثابتٌ، وحقيقتَه موجودةٌ، وقد اتَّفقَ أكثرُ الأمم من العرب، والفُرْسِ، والهند، وبعضِ الرُّومِ على إثباتِه، وهؤلاء أفضلُ سُكَّانِ واسطةِ الأرض، وأكثرُهم علمًا وحكمةً، وقد ذكرَ اللهُ ï»· أَمْرَ السِّحرِ في كتابِه في قصَّةِ سُلَيْمَانَ، وما كان الشَّياطينُ يَعمَلُونَه من ذلك، ويُعلِّمون النَّاسَ منه، فقال: ï´؟وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ومَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَï´¾، وأمر بالاستعاذة منه [قلتُ:ولا يليق في حكمةِ الله وشرعِه الأمرُ بالاستعاذة ممَّا لا حقيقةَ له ولا أثر، سبحانه وتعالى عن ذلك]، فقال عز وجل: ï´؟وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِï´¾، وورد في ذلك عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعن الصَّحابة رضي الله عنهم أخبارٌ كثيرةٌ، لا يُنْكِرُهَا ـ لكثرَتِها ـ إلَّا مَنْ أَنْكَر العَيانَ وجحدوا الضَّرورةَ، ولذلك فرَّعَ الفقهاءُ في كُتُبِهم من الأحكام في السَّحَرَةِ وما يَلزَمُهُمْ من العقوبات فيما يأتونه من أفعالهم كما فعلوه في سائر الجنايات الَّتي يقترفها الجُناةُ من أهل العبث والفساد، ولا يَبْلُغُ ما لا أَصْلَ له ولا حقيقة هذا المبلغَ من الشُّهرَةِ والاستفاضةِ، فنَفْيُ السِّحْرِ جَهْل، والرَّدُّ على مَنْ نَفَاهُ لَغْوٌ وفضل.»

إلى هنا انتهى محلُّ الشَّاهِد في الرَّدِّ على مَنْ أنكر حقيقةَ السِّحر.


ثمَّ قال ردًّا على منْ أنكر حديثَ سحرِ لبيدِ بنِ الأعصم اليهودي للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

«فأمَّا ما زعموا من دخولِ الضَّرَرِ على النُّبوَّةِ من أجل إثباتِ السِّحْرِ، وتأثيرِه في أهلِها، ووقوعِ الوهنِ في أَمْرِها، فليس الأمرُ في ذلك على ما قدَّرُوه، والأنبياءُ ـ صلوات الله عليهم ـ يجوز عليهم من الأعراض والعلل ما يجوزُ على غيرِهم إلَّا فيما خصَّهُمُ اللهُ به من العصمة في أمر الدِّين الَّذي أَرْصَدَهم له وبعَثَهم به، وليس تأثيرُ السِّحْرِ في أبدانهم بأكْثَرَ من القَتْلِ وتأثيرِ السُّمِّ والأمراضِ وعوارضِ الأسقَامِ فيهم، وقد قُتِلَ زكريَّا وابنَه يحيى ـ عليهما السَّلام ـ، وسُمَّ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الشَّاةِ الَّتِي أُهدِيَتْ له بخَيْبَر، وقال آخِرَ عُمُرِه: «مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّنِي، فهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي»، وقال عبدُ الله بن مسعود: «دخلتُ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو محمومٌ فقلتُ: يا رسولَ الله! إنَّكَ لَتُوعَك وَعْكًا، فقال: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ».

فلم يكن شيءٌ ممَّا ذَكَرْنا قادِحًا في نبوَّتِهم، ولا دافِعًا لفضيلَتِهم، وإنَّما هو امتحان وابتلاء.
وقد قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنَّا ـ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ ـ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا البَلَاءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الثَّوَابُ» أو كما قال.

ولم يكن أحَدٌ يلقى من عَداوَةِ الشَّيطان وكيدِه ما يلقَاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقد أخبر اللهُ ـ تبارك وتعالى ـ في مُحكَمِ كتابِه أنَّ الشَّيطانَ يَكيدُ الأنبياءَ أشَدَّ الكيدِ، ويعرِضُ لهم بأبلَغِ ما يكون من العَنَتِ، فقال: ï´؟وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِï´¾ أي: في قراءَتِه؛ كيدًا له وتلبيسًا على أمَّتِه.

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما رواه شريك بنُ طارق: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلَّا وَلَهُ شَيْطَانٌ»، فقيل: ولك يا رسولَ الله؟ فقال: «وَلِي، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ».

والسِّحرُ من عملِ الشَّيْطاَنِ يفعلُه في الإنسان بنَفْثِه، وهَمْزِه، ووَسْوَسَتِه، ويتولَّاه السَّاحِرُ بتعلِيمِه إيَّاه، ومعُونَتِه عليه، فإذا تلقَّاه عنه استعمَلَه في غيرِه بالقَولِ والنَّفْثِ في العُقَدِ، وللكلال (كذا ولعلَّ الصَّواب: الكلام) والقولِ تأثيرٌ بَيِّنٌ في النُّفوسِ والطِّباعِ، ولذلك صار الإنسانُ يَحْمَى ويغضَبُ إذا سمع الكلامَ المكروهَ، ورُبَّما حُمَّ الإنسان من غَمٍّ يُصيبُه، وقد ماتَ ـ فيما رُوِّينَا من الأخبار ـ قومٌ بكلامٍ سمعوه، ولقولٍ امتعَضُوا منه، ولولا أن يطولَ الكتابُ لذكَرْنا منها أخبارًا بأسانيدِها، وعزَيْنَا إلى أصحابها.


فأمَّا ما يتعلَّقُ من أمرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالنُّبوَّة، فقد عصمه اللهُ في ذلك، وحَرَس وحيَهُ أن يلحَقَهُ الفسادُ والتَّبديلُ، وإنَّما كان يُخَيَّلُ إليه من أنَّه يَفعَلُ الشَّيءَ ولا يَفعَلُه؛ في أمرِ النِّساء خصوصًا [كما سيأتي في كلام المُعلِّمي أنَّه الخاطِرُ يخطُرُ بباله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعاوده المرَّةَ بعد المرَّةِ حتَّى تأذَّى منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يعلم أنَّه لم يأْتِ نساءَه]، وفي إتيان أهلِه قصرةً، إذا (كذا، ولعلَّ الصواب: إِذْ) كان قد أُخِّذَ عنهنَّ بالسِّحْرِ، دون ما سواه من أمر الدِّينِ والنُّبُوَّةِ، وهذا من جُملَةِ ما تَضمَّنَه قولُه عز وجل: ï´؟فيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِï´¾ الآية، فلا ضَرَرَ ـ إِذَنْ ـ ممَّا لَحِقَه من السِّحْرِ على نُبُوَّتِه، ولا نَقْصَ فيما أصابه منه على دينِه وشريعَتِه، والحمدُ لله على ذلك». اهـ من «أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري» (ص1500 ـ 1504).

وقد أبدَعَ العلَّامةُ المُعلِّمي اليماني رحمه الله في بيانِ وجهِ الواقعةِ وأنَّها لا تَقْدَحُ في النُّبوَّةِ بوجهٍ؛ وضرَب لذلك نظائرَ كثيرةً تُزِيلُ اللَّبْسَ وتَرفَعُ الإشكالَ وتَقضِي على الشُّبهَةِ وفيها مَقنَعٌ لكلِّ قاصِدٍ الحقَّ مُؤْثِرٍ له ـ بإذن الله ـ؛ ولم يُخْلِ بحثَه من تأصيلاتٍ عظيمةٍ، وفوائدَ نفيسةٍ؛ منها مسألةُ المُؤثِّرَات وأنَّها على ضَربَيْن:
أ ـ الأوَّل: ما أَذِنَ اللهُ بتأثيرِه إذنًا مُطلَقًا ثمَّ إذا شاءَ مَنَعَه.
ب ـ ما هو ممنوعٌ من التَّأثيرِ مَنْعًا مُطلَقًا إلَّا إذا اقتضَت الحكمةُ أنْ يُمَكَّن من التَّأثِير، فيَرْفَعُ اللهُ المنعَ فيُؤَثِّر.
وذلك في كتابه العُجاب «الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السُّنَّةِ من الزَّلَلِ والتَّضليلِ والمجازفة» حيثُ رتَّبَ كلامَه على شكلِ مقاماتٍ؛ منها:

1ـ المقام الأول:
«...وفي «فتح الباري» (10/193): «قال بعضُ العلماء: لا يلزَمُ من أنَّه كان يَظُنُّ أنَّه فعلَ الشَّيءَ ولم يكُنْ فعلَه، أن يَجزِمَ بفِعلِه لذلك، وإنَّما يكون ذلك من جنس الخاطرِ يخطُرُ ولا يَثبُتُ» أقول (أي المعلِّمي): وفي سياق الحديث ما يَشهَدُ لهذا، فإنَّ فيه شعورَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذاك المرضِ ودعاءَه ربَّه أن يَشفِيَه، فالَّذي يتحقَّقُ دلالةُ الخبرِ عليه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في تلك الفترةِ يَعرِضُ له خاطرٌ أنَّه قد جاء إلى عائشةَ وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عالِمٌ أنَّه لم يَجِئْها، ولكنَّه كان يعاوِدُه ذاك الخاطرُ على خلافِ عادَتِه، فتأذَّى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ذلك، وليس في حمل الحديثِ على هذا تعسُّفٌ ولا تكلُّفٌ».

2ـ المقام الثاني:

«في الحديث عن عائشة «حتَّى إذا كان ذاتَ يومٍ وهو عندي لكنَّه دعا ودعا ثمَّ قال: «يا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيتُه فيه؟ أتاني رجلان (أي ملكان ـ كما في رواية أخرى ـ في صورةِ رَجُلَيْنِ) فقال أحدهما لصاحبِه: ما وَجَعُ الرجل؟ فقال: مطبوب. قال: من طبَّهُ؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان». فأتاها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ناسٍ من أصحابه فجاء، قلتُ: يا رسول الله أفلا تستخرجه؟ قال: «قد عافاني الله، فكرهت أن أثيرَ على النَّاسِ شرًّا، فأمَرْتُ بها فدُفِنَتْ».

ومُحصِّلُ هذا أنَّ لبيدًا أرادَ إلحاقَ ضَرَرٍ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعمِلَ عملًا في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ الخ، فهل من شأن ذلك أن يُؤَثِّر؟ قد يُقالُ: لا، ولكن إذا شاءَ اللهُ تعالى خَلَقَ الأثَرَ عقبَه، والأقربُ أن يُقال: نَعَمْ ـ بإذن الله ـ، والإذنُ هنا خاصٌّ

ـ وبيانُه:

أنَّ الأفعالَ الَّتي مِنْ شَأنِها أن تُؤثِّرَ ضربان:
الأوَّلُ: ما أَذِنَ اللهُ تعالى بتأثيرِه إذنًا مُطلَقًا ثمَّ إذا شاءَ منَعَه، وذلك كالاتِّصَالِ بالنَّارِ، مأذونٌ فيه بالإحراقِ إذنًا مطلقًا، فلمَّا أرادَ اللهُ تعالى منعَهُ قال ï´؟يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَï´¾.
والضَّربُ الثَّاني: ما هو ممنوعٌ من التَّأثير منعًا مُطلَقًا، فإذا اقتضَتْ الحكمةُ أن يُمَكَّنَ من التَّأثيرِ رُفِعَ المَنْعُ فيُؤَثِّر، وقولُه تعالى في السِّحر: ï´؟وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِï´¾ يدُلُّ أنَّه من الضَّربِ الثَّاني، وأنَّ المرادَ بالإذنِ الإذنُ الخاصُّ، والحكمةُ في مصلحةِ النَّاسِ تقتضي هذا، والواقِعُ في شُؤونِهم يشهَدُ له، وإذْ كان هذا حالَه فلا غرابةَ في خفاءِ وجهِ التَّأثِيرِ علينا».
ثمَّ ذكرَ ـ رحمه الله ـ ما ساقه أبو رَيَّة من كلامِ محمَّد عبدُه من إنكارِه للحديث وردِّهِ بدعوى أنَّه آحادٌ؛ وهي شبهة لا ينبغي الإكثار في ردِّها لوهائها واستفاضةِ كلام العلماء في إبطالها، هذا من جهةِ السَّنَدِ.

ومن جهة المتن:


أ ـ زعمُه أنَّه منافٍ للعصمةِ في التَّبليغ:

وذلك في قوله ـ أي محمَّد عبده ـ: «قال: «فإنَّه قد خالطَ عقلَه وإدراكَه في زعمِهم... فإنَّه إذا خُولطَ... في عقلِه كما زعموا جاز عليه أن يَظُنَّ أنَّه بلَّغَ شيئًا وهو لم يُبلِّغْه، أو أنَّ شيئًا ينزِلُ عليه وهو لم ينزِلْ عليه».
أقول (المُعلِّمي): «أمَّا المُتحقِّقُ من معنى الحديثِ ـ كما قدَّمْنَا في المقامِ الأوَّل ـ فليس فيه ما يصحُّ أن يُعبَّرَ عنه بقولك: «خُولِطَ في عقله»، وإنَّما ذاك خاطِرٌ عابِرٌ، لو فُرِضَ أنَّه بلَغَ الظَّنَّ فهو في أمرٍ خاصٍّ من أمورِ الدُّنيا لم يتَعَدَّهُ إلى سائرِ أمورِ الدُّنيا فضلًا عن أمورِ الدِّين،ولا يلزَمُ من حدوثِه في ذاك الأمرِ جوازُه في ما يتعلَّقُ بالتَّبليغ، بل سبيله:
1ـ سبيلُ ظنِّه أنَّ النَّخلَ لا يحتاجُ إلى التَّأبير.
2ـ وظنِّه بعد أن صلَّى ركْعتَيْن أنَّه صلَّى أربعًا، وغيرِ ذلك من قضايا السَّهو في الصَّلاة.
3ـ وفي القرآن ذِكْرُ غضَبِ موسى على أخيه هارون [عليهما السَّلام] وأخذِه برأسِه لظَنِّه أنَّه قصَّر مع أنَّه لم يُقصِّرْ.
4ـ وفيه قولُ يعقوبَ لبنيه لمَّا ذَكَرُوا له ما جرى لابنِه الثَّاني ï´؟بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًاï´¾ يتَّهِمُهم بتَدبيرِ مكيدَةٍ مع أنَّهم كانوا ـ حينئِذٍ ـ أبرياءَ صادِقِين.
5ـ وقد يكون من هذا بعضُ كلماتِ موسى للخَضِر.
6ـ وانظر قولَه تعالى عن يونس: ï´؟فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِï´¾.
ب ـ زعمه أنَّه مخالِفٌ للقرآن:

الكلام لمحمد عبده: «في نفيه السِّحرَ (أي القرآن) عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعدِّه من افتراء المشركين عليه... مع أنَّ الَّذي قصدَه المشركون ظاهِرٌ؛ لأنَّهم كانوا يقولون: إنَّ الشَّيطانَ يُلابِسُه ـ عليه السَّلام ـ، وملابسةُ الشَّيطانِ تُعرَفُ بالسِّحرِ عندهم وضربٌ من ضُروبِه، وهو بعَينِه أثرُ السِّحْرِ الَّذي نُسِبَ إلى لبيد [دونه خرط القتاد، وهو ادِّعاء باطل كما سيأتي من كلام المعلمي]... وقد جاء بنفيِ السِّحرِ ـ عليه السَّلام ـ حيثُ نسَبَ القولَ بإثبات حصولِ السِّحرِ له إلى المُشرِكِينَ أعدَائِه، ووبَّخَهم على زَعمِهم هذا، فإذًا هو ليسَ بمسحورٍ قطعًا».

جواب المُعلِّمي رحمه الله:
«أقول: كان المشركون يعلمون أنَّه لا مَسَاغَ لِأَنْ يَزعُمُوا أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفْتَرِي ـ أي يتعمَّد ـ الكذبَ على الله ï»· فيما يُخبِرُ به عنه، ولا لِأَن يكذِبَ في ذلك مع كثرَتِه غيرَ عامِدٍ، فلجأُوا إلى محاولةِ تقريبِ هذا الثَّاني بزعم أنَّ له اتِّصالًا بالجنِّ، وأنَّ الجِنَّ يُلقُونَ إليه ما يُلْقُون فيصدِّقُهم ويُخبِرُ النَّاسَ بما أَلْقَوْهُ إليه، هذا مدارُ شبَهتِهم، وهو مرَادُهم بقولهم: به جِنَّةٌ، مجنونٌ، كاهن، ساحر، مسحور، شاعر، كانوا يزعُمون أنَّ للشُّعراءَ قُرَنَاءَ من الجنِّ تُلقِي إليهم الشِّعرَ فزَعَمُوا أنَّه شاعرٌ، أي أنَّ الجنَّ تُلقِي إليه كما تُلقِي إلى الشُّعراء، ولم يقصِدُوا أنَّه يقول الشِّعرَ أو أنَّ القرآنَ شِعرٌ.
إذا عُرِفَ هذا؛ فالمشركون أرادوا بقولهم ï´؟إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًاï´¾ أنَّ أمرَ النُّبوَّةِ كلَّه سحرٌ وأنَّ ذلك ناشِئٌ عن الشَّياطين اسْتَوْلَوْا عليه ـ بزعمهم ـ يُلقُونَ إليه القرآنَ ويَأمُرُونَه ويَنْهَوْنَه فيُصَدِّقُهم في ذلك كلِّه ظَانًّا أنَّه إنَّما يَتلقَّى من اللهِ وملائكَتِه.
ولا ريبَ أنَّ الحالَ الَّتي ذُكِرَ في الحديثِ عُرُوضُهَا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لفتْرَةٍ خاصَّةٍ ليسَتْ هي هذه الَّتي زعَمَها المُشرِكُون، ولا هي من قَبيلِها في شيءٍ من الأوصافِ المذكورةِ [وهذه من درر المُعلِّمي رحمه الله].
إذن تكذيبُ القرآن وما زَعَمه المشركون لا يصِحُّ أن يُؤخَذَ منه نَفيُه لما في الحديث.
فإن قيل: قَدْ أُطلِقَ على تلكَ الحالةِ أنَّها سحرٌ، ففي الحديث عن عائشة: «سَحَرَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلٌ...» والسِّحرُ من الشَّياطين، وقد قال اللهُ تعالى للشَّيطان ï´؟إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌï´¾.
قلتُ: أمَّا الَّذي أَخْبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن المَلَكِ فإنَّما سمَّاها طِبًّا كما مرَّ في الحديث، وقد أنشدَ ابنُ فارِسٍ في «مقاييس اللُّغة» (3/408):

فإن كُنْت مطبوبًا فلا زِلْت هكذا * * * وإِنْ كُنْت مسحورًا فلا بَرَأَ السِّحْرُ

وأقلُّ ما يدلُّ عليه هذا: أنَّ الطِّبَّ أَخَصُّ من السِّحرِ، وأنَّ من الأنواع الَّتي يُصابُ بها الإنسانُ ويُطلَقُ عليها سِحْرٌ ما يُقالُ له «طِبٌّ» وما لا يُقال «طبٌّ».
وعلى كلِّ حالٍ فالَّذي ذُكِرَ في الحديث ليس من نوعِ ما زَعَمَه المشركون، ولا هو من مُلابَسَةِ الشَّيطان، وإنَّما هو أثَرُ نَفْسِ السَّاحِرِ وفِعْلِه، وقد قدَّمْتُ أنَّ وقوعَ أثرِ ذلك نادرٌ فلا غرابةَ في خفاء تفسيرِه...» اهـ كلام المعلمي رحمه الله تعالى.

هذا آخر ما تيَّسر إيرادُه، وللعلماء كلامٌ طويلٌ كثيرٌ نافعٌ في ردِّ شُبَهِ المُلحِدِين والطَّاعِنين في دلائِلِ النُّبوَّةِ بمثل هذا الحديثِ، أو على منْ أنكَرَهُ رأسًا؛ ضعفًا منه واستسلامًا لإلزاماتِ الخصومِ، وفيهم قال المعلمي رحمه الله كلمةً عظيمةً تتجلَّى فيها عزَّتُه الدِّينيَّة ـ وبها أختِمُ ـ:

«...فإنَّ أضَرَّ النَّاسِ على الإسلام والمسلمين هم: المحامون الاسْتِسْلاميُّون، يطعَنُ الأعداءُ في عقيدةٍ من عقائدِ الإسلامِ أو حُكْمٍ من أحكامِه ونحوِ ذلك، فلا يكونُ عند أولئك المحامين من الإيمانِ واليقين والعلمِ الرَّاسِخِ بالدِّين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يُثَبِّتُهم على الحقِّ ويهديهم إلى دفعِ الشُّبهةِ، فيلجَأُون إلى الاستسلام بنظامٍ:
1ـ ونظامُ المُتقدِّمين التَّحريف.
2ـ ونظامُ المتَوسِّطين زعمُ أنَّ النُّصوصَ النَّقليَّةَ لا تفيد اليقينَ، والمطلوبُ في أصولِ الدِّين اليقين، فعزلوا كتابَ الله وسنَّةَ رسوله عن أصولِ الدِّين.
3ـ ونظامُ بعضِ العصريِّين التَّشذِيبُ، وأبو ريَّة يحاوِلُ استعمالَ الأنظمةِ الثَّلاثةِ ويُوغِلُ في الثَّالث.
على أنَّ أولئك الَّذين سمَّيْتُهم مُحَامِين كثيرًا ما يكونون هُمُ الخصومَ، والباطلُ جَشِعٌ، وقد قال تعالى: ï´؟وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ والأَرْضُ ومَنْ فِيهِنَّï´¾...» اهـ من «الأنوار الكاشفة» (ص18).

وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة سليم حموني ; 20 Dec 2014 الساعة 10:00 PM سبب آخر: تصحيح تنسيقي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 Dec 2014, 09:10 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي سليم على هذه المقالة الموفقة
ومرحبا بك بين إخوانك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Dec 2014, 09:21 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي سليم ومرحبًا بك بيننا.
ما أُراك رددتَّ على منكري السِّحر إلَّا بسحر مثله، نفثتَه من رُوح الإجادة في جسد الإفادة، فلا برحتَ مسدَّدًا ـ شكر الله حسن صنيعك ـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 Dec 2014, 09:47 AM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي سليم
و مرحبا بك بين اخوانك مفيدا و مستفيدا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 Dec 2014, 10:54 AM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي سليم، ومرحبًا بك بين إخوانك مفيدا و مستفيدا.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 Dec 2014, 05:00 PM
محمد طيب لصوان محمد طيب لصوان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 219
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي سليم مقال موفق نافع
و مرحبا بك بين إخوانك مفيدا و مستفيدا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 Dec 2014, 07:05 PM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

أبا معاذ، خالد حمودة، وليد، مراد براهيمي، طيب...
جزاكم الله خيرا على حفاوة الترحيب والمرور.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 Dec 2014, 07:27 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي سليم
و مرحبا بك بين اخوانك مفيدا و مستفيدا - وإن كنت كمثلك ضيف جديد على هذا المنتدى المبارك -
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 Dec 2014, 07:31 PM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الكريم مراد قرازة، وهو شعور متبادل.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 Dec 2014, 09:39 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل سليم على مقالك الموَّفق، وأهلًا وسهلًا بك بين إخوانك مفيدًا مستفيدًا، أعانك الله وسدَّدك.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 Dec 2014, 08:11 AM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

أحسن الله إليك أخي فتحي، وفتح لك خير الدنيا والآخرة.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 Dec 2014, 07:53 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

مقال رائع
أسأل الله لك دوام التوفيق والإفادة أخي سليم
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 Dec 2014, 09:04 PM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

حفظك الله أخي يوسف، وجزاك خيرا على حسن دعائك، ولك مثلُه، آمين
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 Dec 2014, 09:24 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم .
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 Dec 2014, 09:54 PM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

وفيك بارك الله أيها الكريم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013