أولا تعريف العبادة :
لغة يقال عبدت الرجل : ذللته حتى عمل عمل العبيد ([1] )، وسمي العبد عبدا لذلته و انقياده ([2]) و العرب تقول : طريق معبّد أي: مذلّل([3]) للسّير عليه.([4])
وقال القرطبي رحمه الله تعالى : '' و نعبد معناه : نطيع ، و العبادة : الطاعة و التذلل '' ([5]) ، و قال ابن القيم : و التعبد : التذلل و الخضوع ([6])
شرعا : عرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله:
" هي اسم جامع لما يحبّه الله تعالى من الأعمال والأقوال الباطنة و الظّاهرة ([7])" ، و هي '' غاية الحب ، بغاية الذل و الخضوع ''([8]) ، و قال ابن كثير رحمه الله : '' عبارة عما يجمع كمال المحبة و الخضوع و الخوف.([9]).
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :''و بعبارة أخرى العبادة : هي امتثال أوامر الله ، و اجتناب نواهيه ، فهي أداء الواجبات ، و ترك المحرمات ، أداء الواجبات التي أوجبها الله قولا أو فعلا ، باطنا و ظاهرا ، و ترك المحرمات التي حرمها الله قولا أو فعلا ، باطنا أو ظاهرا.''([10]).
ثانيا : تعريف الإستعانة :
الِاسْتِعَانَةُ مَصْدَرُ اسْتَعَانَ , وَهِيَ : طَلَبُ الْعَوْنِ , يُقَالُ : اسْتَعَنْته وَاسْتَعَنْت بِهِ فَأَعَانَنِي وَالْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيُّ لَا يَخْرُجُ عَنْ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ .
وفي الاصطلاح كما قال شيخ الإسلام : الاستعانة: طلب العون ، و المستعان هو الذي يستعان به على المطلوب ([11]) ، و هي تجمع أصلين : ( الثقة بالله ، و الإعتماد عليه )([12]).
وهناك قاعدة في اللغة وهي: أن زيادة السين والتاء في الاسم تكون للطلب، فنقول: الاستعانة: طلب العون من الرب الجليل، لدفع الضر أو جلب المنفعة أو تثبيت الدين، فالكل ينزل تحته. والفرق بين التعريف اللغوي والتعريف الشرعي: أن التعريف في الشرع أخص من التعريف في اللغة، إذ التعريف في الشرع طلب العون فقط من الله([13])، وهذه فيها إشعار بأن الطلب من غير الله شرك.
- يتبع -
=======
[1]: تاج العروس (8 / 344)
[2]: تفسير البغوي (1/53)
[3]: التفسير القيم (ص 78).
[4] : قال الهروي طريق معبد : إذا كان مذللا للسالكين .[انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/223)].
[5] : انظر الجامع لأحكام القرآن (1/223)
[6]: التفسير القيم (ص 78).
[7]: كتاب العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص :19) . ت : الحلبي ، و انظر تفسير السعدي (ص 39). ط.مؤسسة الرسالة.
[8]: (التفسير القيم : ص 78)
[9]: تفسير ابن كثير (1/134).
[10]: شرح كتاب العبودية لشيخ الإسلامية ابن تيمية (ص:7).
[11]: مجموع الفتاوى (1/22).
[12] : التفسير القيم (ص 78) :'' فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ، و لا يعتمد عليه في أموره – مع ثقته به – لاستغنائه عنه ، و قد يعتمد عليه – مع عدم ثقته به – لحاجته إليه ، و لعدم من يقوم مقامه ، فيحتاج إلى اعتماده عليه ، مع أنه غير واثق به. ''
[13] : قال العلامة السعدي في تفسيره 'ص39) : '' الإستعانة : هي الإعتماد على الله تعالى في جلب المنافع و دفع المضار ، مع الثقة به في تحصيل ذلك.''
|