جزاك الله خيرا أخي "مراد"
وقد ذكر النويري في "نهاية الأرب في فنون الأدب" عن الزكي ابن أبي الإصبع ( ت: 456هـ) استخراجًا آخر وهو:
والإيضاح في قوله: "للقوم" ليبين أن القوم الذين سبق ذكرهم في الآية المتقدمة حيث قال: "وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه" هم الذين وصفهم بالظلم ليعلم أن لفظة القوم ليست فضلة وأنه يحصل بسقوطها لبسٌ في الكلام.
وأما ما نقل عنه من قوله: والمجاز في قوله: "يا سماء"، فإن المراد - والله أعلم - يا مطر السماء.
والصحيح أنه لا مجاز، وقد أتى الكلام مبنيا على الحقيقة، ولا يعدل عنها إلا للتعذر وقد قلت يوما:
أين المجاز وقد جاء الكلام على *** أصل الحقيقة مبنيا فلا تحدِ
والتحقيق، أقول :
"]لا تَقْعُدَنَّ ببابٍ لستَ تُدْرِكُهُ *** بذي المجاز وفود في بيتها الخرب
إنْ حَلَّ سَاحَتَكُمْ أَهْلُ المَجَازِ فَخُذْ *** سَيْفَ الحَقِيقَةِ جَالِي الشَّكِّ والرِّيَبِ
فالحقُّ مَنْعُ مجازٍ في" القُرانِ" كذا *** في "سُنَّةٍ" و"كلامِ العَجْمِ والعَرَبِ"
بهِ يقُولُ "أبو العَبَّاسِ" شيخُ هُدى *** أعني: "ابنَ تيْمَّةَ" في "مَجْموعَةِ" الكُتُبِ
فاقْرأْ رِسالَةَ "مَنْعٍ للمجازِ" مُؤَلْـ *** لَفًا لِـ "إِبنِ أمينٍ" تنْجُ مِنْ رِيَبِ
|