09 Sep 2017, 11:11 PM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
|
|
المجموع المنتخب من وصايا الإمام سفيان الثوري لطلبة العلم: الزهد في الدنيا والحذر من فتنة المال.
الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى أله وصحبه أجمعين،فإن من أهم الخصال التي ينبغي على طالب العلم أن يتحلى بها الزهد في الدنيا والتقلل منها والحذر من فتنتها وبالخصوص ما يتعلق بالأموال،وكم زلت من أقدام،وانحرف من دعاة،وغيروا بدلوا وتركوا ما كانوا عليه،ولقد تفطن أهل البدع لهذا الأمر،فصاروا يغدقون على الدعاة الأموال قصد تمييعهم،واستغلالهم وجعلهم أداة هدم للمهج السلفي والله المستعان،وقد اهتم الإمام الثوري بهذا الباب وله توجيهات سديدة،أسأل الله أن ينفع بها.
أخرج البيهقي في الزهد الكبير ص315 عن عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ، ثُمَّ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمْ لَكَ دِينُكَ.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ وَلَا لُبْسِ الْعَبَا.
وأخرج أيضا 3/389 عن أَبي مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: إِذَا زَهِدَ الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا أَنَبْتَ اللهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ وَأَطْلَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَبَصَرَّهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا وَدَاءَهَا وَدَوَاءَهَا
:
وأخرج ابن حبان البستي في روضة العقلاء ص 36 وابن عبد البر جامع بيان العلم وفضله 1/711 عن يَحْيَى بْن اليمان العجلي عَن سُفْيَان الثوري قَالَ العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا اجتر الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره.
كم في الزهد من فضائل،فهو يبصر بحقيقة الدنيا،ويرغب ويطلع على حقيقة الآخرة.
من كان من الزاهدين نطق بالحكمة،وثبت على السنة،وعض على دينه بالنواجذ،ومن فتن بها غيرته إلى الأهواء والبدع والضلالات.
الرغب في الدنيا والميل لها داء،والزهد فيها دواء،ومتى جر العلام إلى نفسه الداء لم يرفع بذلك رأسا،وأنى له أن يعالج غيره وهو مريض،فاحرصوا يا طلبة العلم على هذه العبادة الجليلة وفقنا الله أجمعين لما يحبه ويرضى.
|