مأخوذ من قواعد في التعامل مع العلماء.
تأليف:عبد الرحمان بن معلا اللويحق تقديم: سماحة الشيخ العلامة الأثري: عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله رحمة واسعة-
مبحث:كيف يعرف العلماء؟
إن العلماء يعرفون بعلمهم؛ فالعلم هو: الميزة التي تميزهم عن غيرهم؛ فهم إن جهل الناس نطقوا بعلم موروث عن إمام المرسلين-صلى الله عليه وسلم-.
ويعرفون برسوخ أقدامهم في مواطن الشبه؛ حيث تزيغ الأفهام فلا يسلم إلا من أتاه الله العلم، أو من اتبع أهل العلم.
فالعلماء أوطاد ثابتة؛ لأنهم أهل اليقين الراسخ الذي اكتسبوه بالعلم، يقول الإمام ابن القيم الجوزية –رحمه الله-: (إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه راسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة).[مفتاح دار السعادة(01/140)].
إن العلماء يعرفون –أيضا- بجهادهم، ودعوتهم إلى الله -عز وجل- وبذلهم الأوقات والجهود في سبيل الله.
ويعرفون بنسكهم وخشيتهم لله؛ لأنهم أعرف الناس بالله، يقول الله -عز وجل-:{إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفورٌ}[فاطر/28].
إن العلماء بهذه الصفات وغيرها يعرفهم الناس، فأيما رجل رأيت المعتبرين في الأمة وجمهورها من أهل الحق قد اعتبروه عالما، ورأوا ريادته، وعلمه فهو عالم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
(ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى).[الفتاوى (11/43)].
وهذا حق؛ فالمسلمون شهداء الله في أرضه: عن أنس ابن مالك –رضي الله عنه- قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال:"وجبت"، فقال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: ما وجبت؟ قال:"هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في أرضه". [رواه البخاري في صحيحه, كتاب الجنائز.] وفي رواية:" المؤمنون شهداء الله في أرضه".[رواه البخاري في صحيحه, كتاب الشهادات.]
ومما يعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم، فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم، الذي يبوؤون من بعدهم منازلهم وتصبح لهم الريادة، والإمامة في الأمة، ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار مشايخهم لهم بالعلم، وإذنهم لهم بالتصدر، والإفتاء ، والتدريس.
قال الإمام مالك رحمه الله: (لا يتبغي لرجل يرى نفسه أهلا لشيئ حتى يسأل من كان أعلم منه،وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك، ولو نهياني لانتهيت).[صفة الفتوى والمستفتي]
وقال: (... ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للتحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل، وأهل الجهة من المسجد، فإن رأوه أهلا لذلك جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع ذلك).[الديباج]
ومما يدل على علم العالم وفضله دروسه وفتاويه، ومؤلفاته.
قال الإمام أبو الطاهر السِّلَفي عن الإمام الخطابي: ( وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف المنصف على مصنفاته، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته، وكان قد رحل في الحديث، وقراءة العلوم، وطوَّف، ثم ألّف في فنون من العلم، وصنف).[السير]
هذه بعض الدلائل الدالة على علم العالم وفضله، أما المناصب ونحوها فهي ليست الدليل على العلم.
إن العلماء لا يحددون ويختارون عن طريق الانتخاب، ولا عن طريق التعيين الوظيفي، فكأيٍّ من عالمٍ في تاريخ الأمة تصدر وعلا ذكره، وأصبح إماما للأمة كلها، وهو لم يعرف المناصب ، وما الإمام أحمد، وشيخ الاسلام ابن تيمية إلا مثلان من هذا التاريخ الطويل للأمة.
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
(المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالما مجتهدا، عالما مجتهدا؛ ول كان الكلام في العلم والدين بالولايات والمنصب لكان الخليفة والسطان أحق بالكلام في العلم والدين، وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين، فإذا كان الخليفة والسلطان لا يدعي ذلك لنفسه، ولا يلزم الرعية حكمه في ذلك بقولٍ دون قول إلا بكتاب الله، وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-؟، فمن هو دون السلطان في الولاية أولى، بأن لا يتعدى طوره...).[الفتاوى(27/296-297)]
وهذا لا يعني أن كل من عين في منصب علمي ليس بعالم، بل المراد: أن المنصب ليس دليلا على العلم، وإلا فإن الشأن عندما يكون الحاكم خيِّرا، أن يكون الولاة، والقضاة، والمفتون كذلك، بل قد يوجد في عهد ظالمٍ قضاة عادلون ومفتون ثقات.
يتبع... مبحث التفريق بين العلماء وبين من قد يشتبه بهم.
وقال: (... ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للتحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل، وأهل الجهة من المسجد، فإن رأوه أهلا لذلك جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع ذلك).[الديباج]
بو ركت يا حاتم ..ليس كل من اجتمع له الناس هو عالم ..وليس من قام بدورات يسمى عالم ..وليس من أشرف وتحكم في المنتديات عالم..وليس من أثنى عليه من الغوغاء يسمى عالم...وليس كل من تسمى بالسلفية يسمى عالم......
بو ركت يا حاتم ..ليس كل من اجتمع له الناس هو عالم ..وليس من قام بدورات يسمى عالم ..وليس من أشرف وتحكم في المنتديات عالم..وليس من أثنى عليه من الغوغاء يسمى عالم...وليس كل من تسمى بالسلفية يسمى عالم......
ما فى داعى لهذا الكلام أخي عبد القادر
ارجوا أن نبتعد حول ما يثير الكلام من هنا وهناك
وخلق شد و جذب نحن في غنى عنه
لعل الفكرة وصلت
كما نسعى إن شاء الله لرفع مستوى المنتدى من إبراز مواضيع ونقاشات علمية سواء فقهية أو حديثية أو عقدية
ونشر الكُتب والتحقيقات الجديدة لأهل العلم
خاصةً الكُتب الغير الموجودة في النت
ويا حبذا لو يعتنى أحدنا بالتفريغ أشرطة أهل العلم
كمادة الفقه المقارن ومصطلح الحديث وما شابه
وفق الله الجميع لكل خير
محبكم : سفيان ابن عبد الله الجزائرى
كيف يعرف العلماء؟ عبد الرحمان اللويحق
العرض العادي
