منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01 May 2013, 07:28 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي فائدة في اسم (الرحمن) و اسم (الرحيم) .


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإن معرفة الله بأسمائه الحسنى و صفاته العليا يعد من أشرف العلوم و أجلها ، فبه تعرف المولى جلّ جلاله، و به تحيا الحياة الطيبة الهنيئة ، و لما كان هذا قدره أصبح من الضروري تعلم هذا العلم و التدبر في معانيه ، [لأن العبد ليس بحاجة إلى شيء أعظم من التعرف على بارئه و فاطره ، فكلما كان العبد أعرف بأسماء الله و صفاته كان لربه أعرف و إليه أقرب ، كلما كان لها أنكر كان بالله أجهل ، و إليه أكره ، و منه أبعد] ([1]). و لهذا قدمت لك أخي الحبيب هذا المقال المتواضع المتضمن لاسمين عظيمين من أسماء الله جل و علا و هما : اسم ( الرحمن ) و اسم (الرحيم) فنسأل الله تبارك و تعالى التوفيق في هذا العمل كما أسأله جلّ جلاله الإخلاص في العمل و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فائدة في اسم الرحمن و اسم الرحيم :
اعلم سدد الله خطاك أن رحمة الله سبحانه و تعالى تمنع إهمال عباده ، و عدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم ([2]) ، فـ: (الرحمن) يعني : ذو الرحمة الواسعة ، و (الرحيم) : إيصال الرحمة إلى المرحوم ، و اسم [(الرحمن) و(الرحيم) مشتقَّان من صفة الرحمة، وتتعلَّق بهما الآثار، و(الرحمن) أشد مبالغة من (الرحيم)، فـ (الرحمن): ذو الرحمة الواسعة التي شملت الخلق في أرزاقهم وأسباب معايشهم ومصالحهم وعمَّت المؤمن والكافر والصالح والطالح، وأمَّا (الرحيم) فخاصٌّ بالمؤمنين لقوله تعالى:(وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )[الأحزاب :43 ] ، فأهل التقوى من عباده المتبعين لأنبيائه ورسله لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فلهم نصيب منها، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)[ الأعراف: 156] وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله أنَّ ظهور آثار الرحمة من أعظم الأدلة على كمال الموصوف حيث قال: '' إنَّ ظهور آثار هذه الصفة في الوجود كظهور أثر صفة الربوبية والملك والقدرة، فإنَّ ما لله على خلقه من الإحسان والإنعام شاهد برحمةٍ تامَّةٍ وسعت كلَّ شيءٍ كما أنَّ الموجودات كلَّها شاهدة له بالربوبية التامة الكاملة، وما في العالم من آثار التدبير والتصريف الإلهي شاهد بملكه سبحانه، فجعلُ صفة الرحمة واسم الرحمة مجازًا كجعل صفة الملك والربوبية مجازًا، ولا فرق بينهما في شرع ولا عقل ولا لغة. وإذا أردت أن تعرف بطلان هذا القول، فانظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة، فبرحمته أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل علينا كتابه، وعلمنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة، وبصَّرنا من العمى، وأرشدنا من الغي، وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا... وبرحمته وضع رحمته بين عباده ليتراحموا بها، وكذالك بين سائر الحيوان. فهذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته، واشتق لنفسه اسم الرحمن الرحيم''([3])]([4]).
و قد ذكر ابن القيم رحمه الله نكتة لطيفة أردت أن أختم بها هذا المقال حيث قال : '' وأما الجمع بين الرحمن الرحيم ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما([5])وهو أن (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه ، و(الرحيم) دالٌّ على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول : دالٌّ على أن (الرحمة) صفته.
والثاني: دالٌّ على أنَّه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمَّل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )[الأحزاب :43 ] ، (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[التوبة:117] ، ولم يجئ قطُّ (رحمن بهم) ، فَعُلِمَ أنَّ (الرحمن): هو الموصوف بالرحمة ، و(رحيم) : هو الراحم برحمته ، وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم تنجلِ لك صورتها''([6]).

هذا و أسأله الله تبارك و تعالى أن يغفر ذنوبنا و أن يصلح أعمالنا كما أسأله تبارك و تعالى أن يحفظ شيخنا الفاضل الشيخ محمد علي فركوس و أن يثبته على الحق كما أسأله عزوجل أن يحفظ شيخنا الفاضل أبي بكر يوسف لعويسي ، فاللهم ثبتنا و ثبت علمائنا و انفعنا بما علمتنا و ارحمنا و ارحم موتانا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.

========
[1]: من مقدمة الشافية الكافية بتصرف.
[2]: التفسير القيم (ص:10).
[3]: مختصر الصواعق المرسلة للموصلي: (2/316).
[4]: إمتاع الجليس شرح عقائد الإيمان للإمام ابن باديس رحمه الله للشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله تعالى (ص:40-41-42).
[5]: ويقصد السهيلي.
[6]:بدائع الفوائد (1/24).

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013