منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 May 2013, 11:46 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي فتوى في حكم الاعتداء على المصالح العامة لفضيلة الشيخ الإمام

فتوى في حكم الاعتداء على المصالح العامة
فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن عبد الله الإمام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
ما حكم الشرع فيمن يعملون الأعمال الآتية بحجة أن لهم مطالب في الدولة، وهذه الأعمال هي:
1 –قطع الطريق على الدولة وعلى المواطنين. 2 –قطع التيار الكهربائي. 3 –تفجير أنبوب النفط.
فهل مطالبتهم في الدولة تُجَوِّز لهم الإقدام على مثل هذه الأعمال؟ وما هو الطريق الصحيح للوصول إلى مطالبهم التي عند الدولة؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فاعلموا أن الحقوق التي أوجبتها الشريعة الإسلامية للعباد من بعضهم لبعض يجب أن تؤدى كما أوجب الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء : 58] ومن لم يؤدها في الدنيا فسيؤديها يوم القيامة يوم الحسرة والندامة والخزي والملامة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء» رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» رواه مسلم عن أبي هريرة.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فليحذر كل مسلم سواء كان حاكمًا أو محكومًا من منع الحقوق أهلها، ومن المماطلة في الحقوق، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مطل الغني ظلم» فمن كان له حق فليطالب به، بالطرق الشرعية، لا بالطرق المحرمة.
أما ما تعلق بمطالب من ذكروا في السؤال فهي كالآتي:
فإن كانت هذه المطالب قد التزمت بها الدولة لهم؛ فالمطلوب الوفاء منها لهم، ولا يجوز المماطلة لهم.
وإن كانت المطالب من قبلهم والدولة لم توافقهم على ذلك، وهي مطالب مقبولة شرعًا؛ فلهم المطالبة بها حسب ما يتيسر، ويستعينون بمن قدروا للوصول إلى مطالبهم أو بعضها.
وإن كانت المطالب من قبلهم فيها مخالفة لشرع الله؛ فليكفوا عن المطالبة بها.
فما صح لهم من المطالبة حسب التفصيل السابق، فنسأل الله أن ييسر لهم بذلك، وندعو إلى التعاون معهم ممن يقدر على ذلك من أصحاب الوجاهات، مسئولين كانوا أو مشايخ قبايل أو غيرهم.
وإذا لم يصلوا إلى حقهم؛ فعليهم بالصبر، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) [الفرقان: 20]، وعليهم بتقوى الله، ومراقبته، والخشية من عذابه، رجاء أن يفرج الله عنهم، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) [الطلاق : 2] فإذا لم يستعملوا الصبر؛ فليعلموا أن أكثر المصائب بين المسلمين سببها عدم الصبر المحمود.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الاستقامة" (1/39): «ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فإنه سبحانه أمر بالحق، وأمر بالصبر، فالفتنة إما من ترك الحق، وإما من ترك الصبر».
وأنصح لهؤلاء أن لا يُعَوِّدوا أنفسهم الاندفاع والتعجل إلى الانتقام؛ فإن هذا يحصل فيه من التعدي والبغي ما يجعل المحق مبطلًا والمظلوم ظالمًا والمنصور مقهورًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "جامع المسائل" (المجموعة الأولى) (ص/173): «من اعتاد الانتقام ولم يصبر لابد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة، وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق، فإن الغضب يخرج بصاحبه إلى حد لا يعقل ما يقول ويفعل، فبينما هو مظلوم ينتظر النصر والعز، إذ انقلب ظالما ينتظر المقت والعقوبة»
أما قطع الطريق باعتبار أن الدولة لم تعطي لهم حقهم، أو تفجير أنابيب النفط أو تعطيل الكهرباء؛ فهذا اعتداء على الحقوق العامة والمصالح المشتركة، فهذه الحقوق حق لله؛ لأنها ليست ملكًا لأحد، وما كان كذلك؛ فالاعتداء عليه اعتداء على جميع الخلق المنتفعين بذلك، وهذا الاعتداء من الفساد في الأرض، قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ [البقرة: 205]، وهذا الفساد قرنه الله بقتل المؤمنين ظلما وعدوانًا، قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾ [المائ‍دة: 32]
فعلى ما سبق ذكره؛ فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعتدي على المصالح العامة بدعوى أن له حقًّا عند الدولة، ولا يجوز أن يُعان أي شخص على هذا الاعتداء، بل يجب كفه ومنعه على من قدر، ولا يجوز أن يدافع عنه وعن اعتداءاته، قال تعالى: ﴿وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)﴾ [النساء : 107، 109]
أما يخشى هؤلاء المعتدون أن يكون خصماؤهم يوم القيامة جميع من تضرر بسبب هذا الاعتداء ؟! فقد جاء عن الزبير بن العوام، قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)﴾ [الزمر: 30، 31] قال الزبير: أي رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: «نعم ليكررن عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه» فقال الزبير: والله إن الأمر لشديد. رواه أحمد في مسنده.
هذا؛ والله أسال أن يصلح الراعي والرعية، وأن يأخذ بنواصي الجميع إلى كل خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتب/ محمد بن عبد الله الإمام
دار الحديث بمعبر
في 21/6/1434هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013