منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 Aug 2015, 02:23 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي (ألفية الفرق والمناهج المخالفة): الشّهب الطّوالع على قلاع أهل الشّرك وأصحاب البدائع

بسم الله الرحمن الرّحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾،
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾،
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ .
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أمّا بعد :
فهذه قصيدتي الألفية المسماة بـ" الشّهب الطّوالع على قلاع أهل الشّرك وأصحاب البدائع " في بيان حال بعض المناهج والفرق المخالفة ، أرجو من إخواننا أن يشاركوا في تصحيحها وتنقيحها حتى تكون بقدر القصد والأمل فيها ، فقد نظمت في شهر من الزمن أو ما يقاربه ، وهو وقت قليل لكتابة الفيه مع تشعب مواضيعها وكثرة فصولها، نسال الله التوفيق والقبول .


المقدمة

يَا مُجْرِيَ الأفْكَارِ مِنْ صُلْبِ الحِجَا ---- وَمُصَرِّفَ الخَطَرَاتِ بِالأذْهَانِ
وَمُسَيِّرَ الأَقْلامِ فِي أَيْدِي الوَرَى ---- تَصِفُ الخَفِيَّ بِأَحْسَنِ التِّبْيَانِ
أَنْتَ الّذِي أَنْطَقْتَ شِعْرِي بِالهُدَى ---- وَجَعَلْتَ نَظْمِي مُحْكَمَ البُنْيَانِ
وَحَبَسْتَ حِبْرِيَ فِي الهِدَايَةِ وَالتُّقَى ---- وَعَصَمْتَ كَفِّيَ عَنْ خُطَى الشَّيْطَانِ
أَمَّرْتَ نَفْسِيَ دُونَ خَلْقِكَ بِالّذِي ---- أَخْزَى جُنُودَ الغَيِّ وَالبُهْتَانِ
وَرَضَيْتَ سَيْفِي طَاعِنًا فِي مَنْ بَغَى ---- وَقَضَيْتَ حُكْمِيَ بَالِغَ البُرْهَانِ
وَسَتَرْتَ عَيْبِي عَنْ لَوَاحِظِ عَاذِلِي ---- وَ أَنَا المُسِيءُ صُوَيْحِبُ العِصْيَانِ
وَمَدَدْتَ مِنْ كَنَفِ العِنَايَةِ نَاصِرًا ---- وَجَمَعْتَ عِنْدِيَ أَنْفُسَ الإخْوَانِ
وَأَرَيْتَنِي سُبُلَ الغُوَاةِ وَدَرْبَهُمْ ---- وَجَعَلْتَ سَيْرِي فِي طَرِيقٍ ثَانِ
أَمَّنْتَنِي خَوْفَ العِبَادِ وَبَطْشَهُمْ ---- وَوَهَبْتَ قَلْبِيَ سَطْوَةَ الشُّجْعَانِ
وَبَعَثْتَ مِنْ نَفْسِي مَخَافَةَ خَالِقِي ---- وَرَجَاءَ قَلْبِي فِي حِمَى الرَّحمَنِ
آوَيْتَنِي دَارَ الهُدَى وَرَزَقْتَنِي ---- وَحَبَيْتَنِي بِالعِلْمِ وَالفُرْقَانِ
وَكَسَوْتَنِي حُلَلَ الحَيَاءِ وَمِثْلهَا ---- حُلَلاً مِنَ التَّوْحِيدِ بِالأشْجَانِ
أَلْهَمْتَنِي تَقْوَى الهَوَى وَمَنَحْتَنِي ---- خيْرًا يَقُومُ بِظَاهِرِ الأبْدَانِ
عَلَّمْتَنِي خَيْرَ العُلُومِ وَزِدْتَنِي ---- حُسْنَ العِبَارَةِ مِنْ فَصِيحِ لِسَانِي
أَوْكَلْتَنِي قَلَمًا يُحَبِّرُ مَا يَرَى ---- وَيُعَوِّضُ الأَنْوَارَ بِالعُمْيَانِ
وَيُفَقِّهُ الجُهَّالَ مِنْ بَعْدِ الغَوَى ---- وَيُقَرِّبُ الأصْوَاتَ بِالطُّرْشَانِ
أَوْعَيْتَنِي عَقْلا يُمَيِّزُ مَا خَفِي ---- وَفَطَرْتَنِي بِجِبِلَّةِ الإيمَانِ
وَهَدَيْتَنِي بِالحِسِّ أَشْهَدُ مَا جَرَى ---- مِنْ صَنْعَةِ الرَّحْمَنِ بِالأكْوَانِ
فَلَكَ المَدَائِحُ بِاللّسَانِ وَمِعْصَمِي ---- وَالحَمْدُ يُقْصَدُ مِنْ صَمِيمِ جَنَانِي
وَلَكَ الثَّنَاءُ مَتَى جَرَيْتَ بِخَاطِرِي ---- وَالشُّكْرُ يَحْمِلُ سِيرَةَ الأَرْكَانِ
حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا أُفْضِي بِهِ ---- للهِ رَبِّيَ خَالِصِ الإِحْسَانِ
حَمْدًا كَمَا يَرْضَى الإلَهُ وَيَبْتَغِي ---- وَأَزِيدُ حَمْدًا لِلرِّضَى بِبَنَانِي
حَمْدًا بِعَدِّ سَوَابِقِ الإنْعَامِ مِنْ ---- رَبِّ العِبَادِ مُسَيِّرِ الأكْوَانِ
وَبِقَدْرِ ظُلْمِ العَالَمِينَ لِرَبِّهِمْ ---- وَبِقَدْرِ عَفْوِ الرَّبِّ ذِي الغُفْرَانِ
وَبِعَدِّ خَلْقِ اللهِ أَحْسَنِ خَالِقٍ ---- مَلِكِ المُلوكِ مُدَبِّرِ الحَدَثَانِ
مَنْ صَوَّرَ الأَكْوَانَ فِي حُسْنٍ لَهَا ---- وَأَضَافَ حُسْنَ العَقْلِ بِالإنْسَانِ
فَلَكَمْ تَعَرَّفَ مِنْ فَتًى رَبَّ الدُّنَا ---- بِجَمِيلِ صُنْع الوَاحِدِ الدَّيَّانِ
رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ مَا عَمَدٍ تُرَى ---- وَدَحَى لَنَا الأَرَضِينَ مِنْ أَزْمَانِ
وَأسَالَ مِنْ مُزَنِ الفَضَاءِ مِيَاهَهَا ---- فَسَقَى بِهَا العَطْشَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَأَبَانَ مِنْ جَدْبِ الحُقُولِ زُرُوعَهَا ---- وَأَثَارَ خَيْرَ الثَّمْرِ بِالأفْنَانِ
وَالرِّيحُ تَجْرِي بِالغَيُومِ تَسُوقُهَا ---- وَالرَّعْدُ يُنْذِرُ صَوْلَةَ الطُّوفَانِ
وَأَنَارَ بِالشَّمْسِ المُضِيئَةِ يَوْمَهَا ---- وَأَمَدَّ حِينَ البَرْدِ بِالنِّيرَانِ
وَأَحَلَّ مِنْ سُودِ اللَّيَالِي مَسْكَنًا ---- لِذَوِي الخُطُوبِ وَرَاحَةِ الحَيَوَانِ
وَبَنَى لَنَا مِنْ كُلِّ بَيْتٍ قَدْ حَوَى ---- بَرُّ الخَلاءِ وَحَاضِرُ العُمْرَانِ
وَطَوَى لَنَا بَيْنَ الجِبَالِ مَسَالِكًا ---- وَأَذَلَّ تِلْكَ العِيرَ لِلرُّكْبَانِ
وَلَقَدْ أَذَلَّ لِوَطْءِ آدَمَ مَا ابْتَغَى --- خُضْرَ المُرُوجِ وَأَصْفَرُ الكُثْبَانِ
فَلَهُ المَحَامِدُ وَالمَدَائِحُ وَالرِّضَى ---- وَلَهُ الثّنَا وَالشُّكْرُ كُلَّ أَوَانِ
هَذَا وَمِنْ إِحْسَانِ رَبِّي أَنْ بَرَا ---- مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ بِهَا زَوْجَانِ
وَبَرَا حِبَالَ الوُدِّ تَسْرِي فِي الوَرَى ---- لِتَشَاكُلِ الأَرْوَاحِ وَالأبْدَانِ
فَمَتَى تَشَابَهَتِ النُّفُوسُ تَآلَفَتْ ---- وَبَدَتْ ثِمَارُ الوُدِّ لِلأعْيَانِ
وَمَتَى تَخَالَفَتِ الطّبَاَعُ تَنَافَرَتْ ---- وَتَبَاغَضَتْ لِتَبَاعُدِ الأدْيَانِ
وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ قَلْبِي قَدْ أَبَى ---- حُبَّ المُخَالِفِ سُنَّةَ العَدْنَانِي
واللهُ يَعْلَمُ أَنَّ حِبِيَ فِي الدُّنَا ---- أَهْلُ الحَدِيثِ وَعَسْكَرُ القُرْآنِ
وَلَئِنْ نَظَمْتُ مِنَ القَصِيدَ فَضَائِحا ---- وَجَرَى الهِجَاءُ لأمَّةِ البُهْتَانِ
فَلَقَدْ تَبِعْتُ طَرَائِقَ الأَسْلافِ مِنْ ---- أَهْلِ الهُدَى وَمَشَايِخِ العِرْفَانِ
مِمَّنْ رَمَى الأَشْعَارَ فِي نَحْرِ العِدَى ---- رَمْيَ الرِّمَاحِ إِذَا الْتَقَى الصَّفَّانِ
فَارْصُدْ لِمَعْرَكَةِ القَوَافِي عَسْكَرًا ---- مِنْ خِيرَةِ الأَجْنَادْ وَالفُرْسَانِ
وَعُيُونَ أَهْلِ الحَقِّ فِي طَلَبِ العِدَا ---- عِنْدَ الثُّغُورِ وَفِطْنَةَ السَّجَّانِ
وَفَرَاسَةَ الأَعْرَابِ فِي زَمَنٍ مَضَى ---- وَ فُهُومَ أَهْلِ العِلْمِ وَالإيمَانِ
وَعُقُولَ مَنْ خَبِرَ الحَيَاةَ وَبَطْشَهَا ---- وَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ عِفَّةَ الرُّهْبَانِ
وَاسْمَعْ مَوَاعِظَ مَنْ أَبَانَ الزُّهْدَ عَنْ ---- دُنْيَا العِبَادِ وَكَانَ ذَا إِمْكَانِ
وَاهْجُرْ إلَى بَلَدِ السَّلامَةِ وَاجْتَنِبْ ---- دَارَ العَدُوِّ وخَلْطَةَ البُلْدَانِ
وَتَوَقَّ مِنْ شِعْرِ الغُوَاةِ فَإِنَّهُ ---- سُمُّ النُّفُوسِ وَعِلَّةُ الأبْدَانِ
فَلَقَدْ أَتَاكَ الشِّعْرُ طِبًّا بَلْسَمًا ---- فِي حُلُةِ طُرِزَتْ عَلَى الإتْقَانِ
نُونِيَّةٌ تَهْدِي طَرِيقَ الحَقِّ مِنْ ---- طُرُقِ الغُوَاةِ وَمَسْلَكِ الشَّيْطَانِ
فَاحْفَظْ وَلا تَرْكَنْ لِعَجْزِكَ إِنَّمَا ---- تُجْزَى عَلَى صَبْرِ الدُّنَا بِجِنَانِ
فصل
في مصدر الابتداع

يا أُمَّةَ الإرْجَافِ يَا أَهْلَ الهَوَى ---- يَا مِحْنَةَ الأوْطَانِ وَالأَدْيَانِ
جَاوَزْتُمُ هَدْيَ الرَّسُولِ وَسِرْتُمُ ---- بِخِلافِ شِرْعَةِ أَحْمَدَ العَدْنَانِي
وَرَضَيْتُمُ الآرَاءَ وَانْقَدْتُمْ لَهَا ---- وَنَبَذْتُمُ لأوَامِرِ القُرْآنِ
قَلَّدْتُمُ زَيْدًا وَعَمْرًا فِي الوَرَى ---- وَتَبِعْتمُ لِفُلانَةٍ وَفُلانِ
مِنْ كُلِّ نَذْلٍ قَدْ أَرَاكُمْ سِيرَةً ---- مِنْ زِبْلَةِ الأفْكَارِ بِالأَذْهَانِ
شَرَّقْتُمُ يَوْمًا وَغَرَّبْتُمْ غَدًا ---- سَيْرَ المُكِبِّ يُقَادُ للعُمْيَانِ
أَصْغَيْتُمُ نَعْقَ الغُرَابِ فَكُنْتُمُ ---- تَبَعَ الغُرَابِ لِجِيفَةِ الحَيَوَانِ
مَا بَالُكُمْ تَشْرُونَ بَخْسًا بِالّذِي ---- قُطِعَتْ لَهُ الأنْفَاسُ بِالإنْسَانِ
كَمْ ذَا تَقَوَّلْتُمْ عَلَى اللهِ افْتِرًا ---- وَجَرَاءَةً لَكُمُ عَلَى الرَّحْمَنِ
وَنَسَبْتُمُ لِلدِّينِ مَالَمْ يَرْتَضِي ---- وَرَضَيْتُمُ مَا بَاءَ بِالنُّكْرَانِ
سَفَّهْتُمُ قَوْلَ الرَّسُولِ وَهَدْيَهُ ---- وَنَكِرْتُمُ لِحَقَائِقِ الفُرْقَانِ
خَالفْتُمُوهُ لِشَرْعِهِ فَعَبَثْتُمُ ---- فِي دِينِهِ كَتَلاعُبِ الصِّبْيَانِ
كَمْ زِدْتُمُ عَنْ قَوْلِهِ وَرَمَيْتُمُ ---- لِطَرِيقِهِ بِالعَجْزِ وَالنُّقْصَانِ
كَيَّفْتُمُ سُنَنَ الهُدَى بِهَوَاكُمُ ---- وَطَمَسْتُمُ لِمَعَالِمِ البُرْهَانِ
أَوَّلْتُمُ تِلْكَ النُّصُوصَ بِرَأْيِكُمْ ---- وَعَمَدْتُمُ التَّحْرِيفَ بِالبُهْتَانِ
وَرَدَدْتُمُ مَا لَمْ تُطِقْ أَقْلاَمُكُمْ ---- تَخْرِيبَهُ لصَرَاحَةِ التِّبْيَانِ
أَعْرَضْتمُ عَنْ دِينِكُمْ فَهَوَاكُمُ ---- مِنْهَا قَبِيحُ الرَّأْيِ بِالأذْهَانِ
وَاللهِ قَدْ نُكِسَتْ بِكُمْ أَحْلامُكُمْ ---- وَتَشَرَّبَتْ لِلزُّورِ بِالإدَمَانِ
حَتَّى رَأَيْتُمْ كُلَّ حُسْنٍ سَيِّئًا ---- وَطَلَبْتُمُ لِمَسَاوِئِ الأَدْيَانِ
فصل
في كون البدع سببا للفرقة والاختلاف والضعف

شَتَّتْتُمُ دِينَ الإلَهِ وَكُنْتُمُ ---- سَبَبًا لِقَطْعِ أَوَاصِرِ الإخْوَانِ
وَجَعَلْتُمُ الإسْلامَ أَكْثَرَ فُرْقَةً ---- مِنْ مِلَّةِ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
أَضْعَفْتُمُ هَذِي الدِّيَارَ بِخُلْفِكُمْ ---- وَطَعَنْتُمُ لِلأمْنِ بِالأوْطَانِ
نَفَّرْتُمُ الكُفَّارَ عَنْ دِينِ الهُدَى ---- وَنَشَرْتُمُ الإرْجَافَ بِالبُلْدَانِ
حَارَبْتُمُ تَبَعَ الرَّسُولِ وَحِزْبَهُ ---- أَهْلَ الحَدِيثِ وَعَسْكَرَ الإيمَانِ
وَرَمَيْتُمُ الأخْيَارَ عَنْ كَفٍّ بِمَا ---- أَنْشَأْتُمُ مِنْ بَاطِلِ البُهْتَانِ
زُورًا وَظُلْمًا قَدْ بَنَيْتُمْ أَمْرَكُمْ ---- وَخَضَعْتُمُ لأَوَامِرِ الشَّيْطَانِ
مَا هَمّكُمْ غَيْرُ انْتِقَادِ مُوَفَّقٍ ---- سَلَكَ الطّرِيقَ الحَقَّ بِالإحْسَانِ
حَسَدَا لِذِي فَضْلٍ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ ---- وَنَفَاذَ غِلٍّ ضَاقَ بِالوِجْدَانِ
فَلَكُمْ بِكُلِّ مَحَلَّةٍ قَدْحٌ بِمَنْ ---- عَرَفَ السَّبِيلَ لِخَالِقِ الأكْوَانِ
وَلَكُمْ بِكُلِّ الوَقْتِ شُغْلٌ دَائِمٌ ---- بِالغَدْرِ أَوْ بِدَسَائِسِ النُّكْرَانِ
وَحَلِيفُكُمْ فِيهَا فَكُلُّ فُوَيْسِقٍ ---- رَكبَ البَلاءَ وَجَارَ بِالعِصْيَانِ
أَوْ كَافِرٍ طَلَبَ الفَنَاءَ لِدِينِنَا ---- أَوْ طَامِعٍ بِالمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ
أَوْ طَالِبٍ دُنْيًا وَلَيْسَ بِوَاصِلٍ ---- إلاّ بِخَرْقِ شَرَائِعِ الرَّحْمَنِ
فصل
في عواقب الابتداع

وَلَئِنْ تَبَصَّرْتُمْ عَوَاقِبَ أَمْرِكُمْ ---- وَنَظَرْتُمُ التَّارِيخَ بِالإمْعَانِ
فَلَتَعْلَمُنَّ إِذًا عَظِيمَ خَسَارِكُمْ ---- وَعَوَاقِبَ الإسْرَافِ وَالطُّغْيَانِ
إِنَّ البَدَائِعَ دَرْبُ كُلِّ كَبِيرَةٍ ---- وَسَبِيلُكُمْ لِلشِّرْكِ وَالكُفْرَانِ
فَلَكَمْ بَدَتْ مِنْ بِدْعَةٍ فِي مَهْدِهَا ---- وَلَهَا بِشَوْبِ الحَقِّ شِبْهُ دَانِ
ثُمَّ ارْتَقَتْ فِي سُلَّمٍ مِنْ أَهْلِهَا ---- حَتَّى أَتَتْ لِلكُفْرِ بِالدَيَّانِ
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَبِّيَ قَدْ أَبَى ---- أَعْمَالَكُمْ فِي السِرِّ وَالإعْلاَنِ
فَجُهُودُكُمْ رَدٌّ وَأَجْرُكُمُ هَبًا ---- وَمَصِيرُ أُخْرَاكُمْ إِلَى النِّيرَانِ
وَعَوَاقِبُ الدُّنْيَا لَكُمْ مِنْ سُوئِهَا ---- مَا قَدْ عَلِمْتُمْ سَائِرَ الأزْمَانِ
خِزْيٌ وَعَارٌ سَوْفَ يُدْرْكُكُمْ بِهَا ---- وَسَبِيلُكُمْ لِمَوَاطِئِ الأَحْزَانِ
كَمْ فِتْنَةً فِي الخَلْقِ قُدْتُمْ شَرَّهَا ---- فَكَوَتْكُمُ قَبْلَ العَدُوِّ الثَّانِي
وَشَريْتُمُ وَقْعَ البِلا بِرُؤُوسِكُمْ ---- وَرَضَيْتُمُ بَعْدَ العُلا بِهَوَانِ
لا يَرْتَضِي عَدْلٌ مَقَالَتَكُمْ كَمَا ---- لاَ تُسْمِعُ الأبْوَاقُ للطُّرْشَانِ
رُدَّتْ شَهَادَتُكُمْ لِقُبْحِ فِعَالِكُمْ ---- وَأَبَى الرُّوَاةُ حَدِيثَكُمْ بِبَيَانِ
وَلَقَدْ جَمَعْتُمْ مَا هَوَى بِظُهُورِكُمْ ---- وَشَرَيْتُمُ الآثَامَ بِالهَذَيَانِ
لِلذَّمِّ قَدْ سُخِّرْتُمُ بِفِعَالِكُمْ ---- وَبَذَلْتُمُ الأَعْرَاضَ لِللَّعَّانِ
وَأَجَزْتُمُ لِلنَّاسِ غَيْبَتَكُمْ وَذَا ---- عَيْنُ الضَّلالِ وَغَايَةُ الخُسْرَانِ
وَحُرِمْتُمُ حَوْضَ الرَّسُولِ بِجُرْمِكُمْ ---- وَخَسِرْتُمُ لِشَفَاعَةِ العَدْنَانِي
وَلَقَيْتُمُ الإعْرَاضَ مِنْ رَبِّ الوَرَى ---- وَجَمَعْتُمُ الآثَامَ بِالمِيزَانِ
فَلَكُمْ مَدَى الأَيَّامِ إِثْمٌ قَدْ جَرَى ---- مَا سَارَ قَوْلُكُمُ مَعَ الرُّكْبَانِ
فصل
في الحكم على المعيّن

هَذَا وَفِي كُلِّ المَذَاهِبِ فُرْقَةٌ ---- وَخِلافُ رَأْيٍ ظَاهِر بِعَيَانِ
إِذْ لَيْسَ يُجْمَعُ رَأْيُ مَنْ تَبِعَ الهَوَى ---- إِلاَّ بِتَقْلِيدٍ مِنَ العُمْيَانِ
لَكِنَّنِي قَرَّبْتُ ظَاهِرَ أَمْرِهِمْ ---- وَمَقَالَةَ الرُّؤَسَاءِ فِي ذَا الشَّانِ
وَتَرَكْتُ قَوْلَ سِوَاهُمُ إِذْ قَارَبُوا ---- عَدَّ الرِّمَالِ بِشَاسِعِ الكٌثْبَانِ
وَلِكُلِّ فَرْدٍ مِنْهُمُ رَأْيٌ وَذَا ---- خَيْرُ الدَّلِيلِ لِطَالِبِ البُطْلانِ
فَاللهُ قَدْ أَلْقَى إِلَيْنَا حِكْمَةً ---- فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ وَالفُرْقَانِ
أَنَّ الخِلافَ مَتَى سَرَى فِي قَوْلَةٍ ---- فَلِبُعْدِهَا عَنْ شِرْعَةِ الرَّحْمَانِ
إِذْ لاَ اخْتِلافَ بِمَا أَتَى عَنْ رَبِّنَا ---- فِي كُلِّ وَقْتٍ بَلْ بِكُلِّ مَكَانِ
وَعُمُومُ مَا أَجْرَيْتُ مِنْ أَحْكَامَ فِي ---- ذَا النَّظْمِ مِنْ فِسْقٍ وَمِنْ كُفْرَانِ
أَوْ بِدْعَةٍ فَتُرَدُّ لِلأقْوَالِ لاَ ---- أَبْغِي بِهَا حُكْمًا عَلَى الأعْيَانِ
إِلاَّ قَلِيلاً قَدْ أَتَى تَعْيِنُهُمْ ---- فِي نَصِّ أَهْلِ العِلْمِ وَالعِرْفَانِ
مِنْ كُلِّ ذِي تَقْوًى وَذِي وَرَعٍ وَذِي ---- فِقْهٍ وَذِي عَدْلٍ عَلَى المِيزَانِ
مُتَثَبِّتٍ فِي مَا يَرَى مِنْ قَوْلِهِمْ ---- مُتَمَيِّزٍ بِالضَّبْطِ وَالإتْقَانِ
مُسْتَوْثِقٍ عِلْمَ الرّْجَالِ وَضَالِعٍ ---- بِقَوَاعِدِ التَّمْيِيزِ وَالرُّجْحَانِ
يَدْرِي دَلالاتِ الكَلاَمِ وَحُكْمَهُ ---- وَمُرَادَ أَهْلِهِ مِنْهُ كُلَّ أَوَانِ
وَيُفَرِّقُ الغَالِي عَنِ الأَدْنَى وَمَنْ ---- يَدْعُو لِدِينِهِ فِي بَنِي الإنْسَانِ
وَيَمِيزُ بَيْنَ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا ---- وَيَمِيزُ بَيْنَ حَقَائِقِ الإيمَانِ
وَلَهُ بِعُذْرِ النَّاسِ أَوْسَعُ حُجَّةٍ ---- بِالجَهْلِ أَوْ بِالغَصْبِ وَالنِّسْيَانِ
أَوْ بِانْتِفَاءِ العَقْلِ حَالَ وُرُودِهَا ---- والقَصْدِ أو كَمَقُولَةِ السَّكْرَانِ
فَالنَّاسُ أَغْلَبُهُمْ كَعِيرٍ أَتْبَعَتْ ---- سَيْرَ الرُّعَاةِ وَمَوْثِقَ السَجَّانِ
وَلِبَعْضِهِمْ شُبَهٌ عَمَتْ أَبْصَارَهُمْ ---- عَنْ مَنْظَرِ الآيَاتِ بِالقُرْآنِ
وَلَهُمْ مِنَ التَّأْوِيلِ فَرْعٌ سَائِغٌ ---- فِي المَنْطِقِ العَرَبِيِّ خَيْرِ لِسَانِ
فِي غَيْرِ مَعْلُومٍ مِنَ الأدْيَانِ بَلْ ---- مِنْ غَامِضٍ عَنْ رُؤْيَةِ العُمْيَانِ
وَبِغَيْرِ قَصْدٍ لِلْخِلافِ وَدُونَمَا ---- عَصَبِيَّةٍ تَدْعُو إِلَى الطُّغْيَانِ
أَوْ مِنْ بَعِيدٍ عَنْ دِيَارِ الحَقِّ فِي ---- بَلَدِ الجُحُودِ وَشَاسِعِ الأَوْطَانِ
وَكَذَاكَ مَنْ يَرْوِي فَيَجْدُرُ أَنْ يَرَى ---- حَالَ الّذِي يَرْمِيهِ بِالنُّكْرَانِ
فَلَعَلَّهَا قَوْلٌ جَرَتْ بِمُخَالِفٍ ---- مِمَّنْ بَغَى لِتَنَاقُضِ الأدْيَانِ
فَلِبَعْضِهِمْ ظُلْمٌ عَلَى بَعْضٍ وَذَا ---- بَيْنَ الخَلائِقِ شَاهِدٌ بِعَيَانِ
وَمَقالَةُ الأدْنَى تُقَرِّبُ مَنْ نَأَى ---- عَنْ مَنْزِلِ المَوْسُومِ بِالعِصْيَانِ
وَكَلامُ أَهْلِ البَيْتِ أَنْفَذُ بِالفَتَى ---- مِنْ جُرْحِ قَاصيهَا عَنِ البُلْدَانِ
وَمُعَاصِرٌ أَوْلَى بِقَوْلٍ مِنْ أَخٍ ---- مُتَأَخِّرٍ بِتَعَاقُبِ الأزْمَانِ
وَجَمِيعُ مَا اثْبَتُّهُ مِنْ لازِمٍ ---- للقَوْلِ فِي شَيْءٍ عَلَى البُرْهَانِ
فَهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى التّنَاقُضِ وَالهَوَى ---- لاَ أنَّهُ بِمُرَادِهِمْ ذُو شَانِ
فَلَوَازِمُ الأقْوَالِ لَيْسَتْ مَذْهَبًا ---- إِلاّ مَعَ الإقْرَارِ وَالإذْعَانِ
فصل
في جهاد المبتدع وغيبته وهجره

وَجِهَادُ أَهْلِ الفِسْقِ فِي أَهْوَائِهِمْ ---- مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ للرَّحْمَنِ
حِفْظًا لِشَرْعِ المُصْطَفَى المُخْتَارِ مِنْ ---- شَرِّ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
وَبَيَانُ حَالِ المُبْطِلِينَ وَفَضْحُهُمْ ---- مِمَّا أُبِيحَ بِغَيْبَةِ الإِنْسَانِ
مُتَظَلِّمًا وَمُعَرِّفًا وَمُحَذِّرًا ---- لِلخَلْقِ مِنْ آفَاتِ كُلِّ بَنَانِ
وَالهَجْرُ أَيْضًا لِلمُخَالِفِ قَدْ أَتَى ---- فِي السُّنُّةِ الغَرَّاءِ وَالقُرْآنِ
صَوْنًا لِدِينِكَ أَنْ تُلابِسَ شُبْهَةً ---- تُرْدِيكَ فِي شَرَكٍ لِذِي بُطْلانِ
أَوْ أَنَّهَا لِلرَّدْعِ تَزْجُرُ مَنْ بَغَى ---- حَتَّى يُرَدَّ لِصَالِحِ الأدْيَانِ

فضائح العلمانية

مقدمة
في أصل هذا المذهب الخبيث

كَمْ لاَبِسًا بِالزُّورِ وَالبُهْتَانِ ---- ثَوْبَ الحَدَاثَةِ دُونَ مَا بُرْهَانِ
إِنَّ الدَّعَاوَى فِي الحِجَا مُحْتَاجَةٌ ---- بُرْهَانَ يُثْبِتُ مَتْنَهَا بِبَيَانِ
هَذِي البَلِيَةُ كَاسْمِهَا قَدْ أُحْدِثَتْ ---- بِدْعًا مِنَ الأَهْوَاءِ فِي الأَدْيَانِ
زَعَمُوا بِأَنَّ عُقُولَهُمْ قَدْ أَدْرَكَتْ ---- مَا غَابَ عَنْ إِنْسٍ وَعَنْ شَيْطَانِ
وَرَأَوْا بِأَنَّ النَّاسَ عَاشُوا قَبْلَهُمْ ---- حِقَبًا مِنَ الإضْلاَلِ وَالخُرْصَانِ
جَهِلُوا بِأَنَّ القَوْلَ قَوْلُ شُيُوخِهِمْ ---- فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ مَعْ هَامَانِ
بَلْ قَوْلُ قَارُونَ الّذِي مِنْ غَيِّهِ ---- قَدْ كَانَ يُنْكِرُ نِعْمَةَ الرَّحْمَانِ
وأَخِ ثَمُودَ إِذَا تَذَاكَرْتَ الوَرَى ---- شَرُّ الخَلِيقَةِ قَاتِلِ الحَيَوَانِ
وَجَمِيعِ مَنْ عَادَى الإِلهَ وَحِزْبَهُ ---- مِنْ كُلِّ أَلْفَيْنِ تَحَاشَى اثْنَانِ
إِبْلِيسُ مَنْ سَارَ الأُلَى بِطَرِيقِهِ ---- فَسَقَاهُمُ الغِسْلِينَ فِي النِّيرَانِ
فَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنِي الّذِي ---- أَصْبُوا بِفَضْحِهِمُ مَدَى الأَزْمَانِ
وَيُعِينَنِي بِالقَوْلِ بَعْدَ الفِعْلِ فِي ---- حَرْبِ الأَرَاذِلِ أُمَّةَ الخِذْلاَنِ
فصل
في بيان بعض أسمائهم

وَسَمُوا طَرِيقَتَهُمْ بِوَصْفٍ زَائِفٍ ---- وَتَسَمَّى سَالِكُهَا الفَتَى العِلْمَانِي
لاَ نِسْبَةً لِلعِلْمِ حَاشَا العِلْمَ لاَ ---- بَلْ زُورَ قَوْلٍ وَاصْطِلاَحَ مَعَانِ
أَوْ قَالَ ذِي عَصْرِيةٌ وَحَضَارَةٌ ---- كَلاَّ وَرَبِّ العَرْشِ ذِي الإِحْسَانِ
كُلُّ العُصُورِ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهَا ---- لاَبُدَّ يَعْلُوهَا صَدَى الإيمَانِ
وَحَضَارَةٌ اللاَدِين تِلْكَ جَهَالَةٌ ---- وَزَخَارِفُ الدُّنْيَا حُطَامٌ فَانِ
وَتَقَدُّمٌ زَعَمُوا وَلَكِنْ صَوْبَ مَا ---- يُرْدِي بِدِينِ السَّالِكِ الوَلْهَانِ
وَتَخَلُّفٌ يَهْوِي بِعَقْلِ المَرْءِ سَلْ ---- عَنْ فِكْرِهِمْ فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ
وَتَحَرُّرًا رَامُوا بِكُلِّ طَرِيقَةٍ ---- مِنْ شِرْعَةِ الأَبْطَالِ وَالفُرْسَانِ
لَمَّا أَحَسُّوا هَامَهُمْ مَشْدُودَةً ---- لِسَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ كَالجِرْذَانِ
وَحَدَاثَةٌ قَالُوا فَقُلْتُ دِيَاثَةٌ ---- لَمَّا تَسَاوَى البَعْلُ لِلنِّسْوَانِ
مَدَنِيَةٌ هَذِي؟ فَأَيُّ مَدِينَةٍ ---- تَأْوِي فِرَاخَ النَّسْرِ وَالغِرْبَانِ
ذِي غَابَةٌ لَوْ قَدْ تَبَصَّرْتُمْ بِهَا ---- أَبْنَاءَ وَحْشٍ لَمْ يَكُنْ بِمَكَانِ
بَلْ فِيهِم العَنْقَاءُ وَالغُولُ الّتِي ---- أَضْحَتْ أَسَاطِيرًا تُرَى بِعَيَانِ
فصل
في نشأة هذا المذهب الخبيث

لَمَّا رَأَى الأَقْوَامُ ظُلْمَ كَنِيسَةٍ ---- حَكَمُوا عَلَى الأَدْيَانِ بِالطُّغْيَانِ
ثُمَّ اسْتَعَانُوا بِالمُؤَرِّخِ نَجْدَةً ---- فَحَكَى لَهُمْ عَنْ غَابِرِ البُلْدَانِ
عَنْ حِقْبَةٍ لِلرُّومِ كَانَتْ حَسْبَهُمْ ---- أَزْهَى زَمَانٍ عَاشَه الحَيَّانِ
وَحَضَارَةُ الإِغْرِيقِ فِيهَا مَخَارِجٌ ---- مِنْ ظُلْمَةِ العَصْرِ الكَئِيبِ العَانِي
وَتَبَصَّرُوا حُكْمَ الشُّعُوبِ وَدَوْلَةً ---- للِعَدْلِ فِيهَا صُورَةٌ بِمَعَانِ
فَتَيَمَّمُوا صَوْبَ السَّرَابِ وَأَيْقَنُوا ---- أَنَّ الخَلاَصَ بِصُحْبَةِ الرُّكْبَانِ
تَبِعُوهُمُ فِي سَيْرِهِمْ وَتَيَمَّمُوا ---- شَرَكَ العَدُوِّ فَكَانَ بِالأَحْضَانِ
فصل
في عقيدتهم وقول الفرقة الأولى منهم

قَالَ المُقَدَّمُ وَالمُبَجَّلُ فِيهِمُ ---- لاَ رَبَّ خَلاَّقٌ لِذِي الأَكْوَانِ
وَالكُلُّ مَوْجُودٌ بِمَحْضِ تَصَادُفٍ ---- أَوْ بِانْتِخَابِ الأَرْضِ لِلسُكَّانِ
وَجَمِيعُ مَا يَجْرِي فَحُكْمُ طَبِيعَةٍ ---- فَهِيَ المُدَبِّرُ حِكْمَةَ الحَدَثَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أَغْرَقَ رَبُّنَا ---- أَعْدَاءَ نُوحٍ لَيْلَةَ الطُّوفَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَخْبَرَ صَالِحٌ ---- عَنْ نَاقَةِ الأَرْزَاقِ وَالرِّضْوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ صَاعِقَةِ الوَرَى ---- مِنْ قَوْمِ عَادٍ سَاكِنِي الوِدْيَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حَالَ مَصْرَعِ مَدْيَنٍ ---- وَهَلاَكِ كِسْرَى صَاحِبِ الإيوَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَمْطَرَت السَّمَا ---- صَخْرًا عَلَى لُوطِيَّةِ الذُّكْرَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ أُلْقِيَ سُجَّدًا ---- أَعْدَاءُ مُوسَى فِي فِنَا الثُّعْبَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ أَبْرَأَ رَبُّنَا ---- بِيَدِ المَسِيحِ جَمَاعَةَ العُمْيَانِ
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَوْمَ شُقَّ البَدْرُ عَنْ ---- أَمْرِ الرَّسُولِ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
فصل
في قول الفرقة الثانية

وَأَخُوهُ لَمْ يُنْكِرْ وُجُودَ إِلَهِنَا ---- بَلْ أَنْكَرَ التَّشْرِيعَ لِلدَيَّانِ
وَرَأَى بِأَنَّ الشَّرْعَ يَلْزَمُ أَهْلَهُ ---- فِي الدِّيرِ أَوْ فِي مَسْجِدِ البُنْيَانِ
لاَ دَخْلَ لِلرَّحْمَانِ فِي حُكْمٍ وَلاَ ---- فِي دَوْلَةٍ أَوْ فِي قَضَا الأَقْرَانِ
لاَ فِي اقْتْصَادٍ أَوْ سِيَاسَةِ أُمَّةٍ ---- فَالكُلُّ مَتْرُوكٌ لِذِي السُّلْطَانِ
هَلْ أَدْرَكَ المَخْبُولُ أَنَّ الكَوْنَ فِي ---- مُلْكِ الإِلَهِ الوَاحِدِ الدَّيَانِ
وَالأَرْضُ أَرْضُ اللهِ يُورِثُهَا الّذِي ---- يَرْضَى مِنَ الإِفْرَنْجِ وَالعُرْبَانِ
لاَ رَبَّ يُصْلِحُ شَأْنَهَا غَيْرَ الّذِي ---- أَرْسَى رَوَاسِيهَا بِذَا الإِتْقَانِ
أَتُرَاهُ يَجْهَلُ رُشْدَهَا وَصَلاَحَهَا ---- وَهُوَ العَلِيمُ بِعِلَّةِ الأَبْدَانِ
فصل
في قول الفرقة الثالثة

وَالثَّالِثُ المِسْكِينُ فَاخْتَارَ الّذِي ---- قَدْ خَالَفَ المَعْقُولَ فِي الأَذْهَانِ
فَالدِّينُ كُلُّ الدِّينِ يَصْلُحُ مَسْلَكًا ---- لِلرَّاغِبِينَ بِمَنْهَجٍ رُوحَانِي
فَتَسَاوَى فِي ذَاكَ المُوَحِّدُ وَالّذِي ---- عَبَدَ الصَّلِيبَ وَعَابِدُ الأَوْثَانِ
وَدَعَا الخَبِيثُ إِلَى التَّسَامُحِ مَرَّةً ---- وَإِلَى التَّآخِي فِي مَقَامٍ ثَانِ
وَلَقَدْ دَعَا لِلجَمْعِ بَيْنَ الكُلِّ فِي ---- دِينٍ جَدِيدٍ لَيْسَ بِالإمْكَانِ
فَمَتَى تَآخَى المَاءُ وَالنِّيرَانُ فِي ---- بَطْنِ الإِنَاءِ فَسَوْفَ يَجْتَمِعَانِ
لاَ يُجْمَعُ الضِّدَّانِ فِي وَضْع وَلاَ ---- يَتَنَاطَحُ العَنْزَانِ فِي ذَا الشَّانِ
فصل
في شريعة القوم

قَدْ أَنْكَرَ الفُسَّاقُ شِرْعَةَ أَحْمَدٍ ---- وَطَرِيقَةَ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
وَتَنَكَّرُوا التَوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مَعْ ---- زَابُورِنَا المَخْطُوطِ بِالعِبْرَانِي
ضَلَّ المُوَحِّدُ وَالمُثَلِّثُ عِنْدَهُم ---- وَأَخُ اليَهُودِ كَذَاكَ وَالنَّصْرَانِي
لاَ يَسْجُدُونَ وَلاَ يُزَكِّي القَوْمُ بَل ---- لاَ صَوْمَ عِنْدَهُمُ وَلاَ الحَجَّانِ
صَدَقَاتُهُمْ لاَبُدَّ فِيهَا مِنْ رِيَا ---- حَتَّى يَغُرُّوا النَّاسَ بِالإِحْسَانِ
وَجِهَادُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ وَسَمَائِهِمْ ---- وَمَغَانِمٌ تُجْبَى وَمَدْحُ فُلاَنِ
لاَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالمَعْرُوفِ لاَ ---- وَالنَّهْيُ عِنْدَهُمُ فَذُوا نُكْرَانِ
فَالنَّاسُ أَحْرَارٌ إِذَا لَمْ يَخْرِمُوا ---- حُرِّيَةً أُخْرَى بِذَا العِصْيَانِ
شَهَوَاتُهُمْ مَتْبُوعَةٌ وَمُطَاعَةٌ ---- أَهْوَاؤُهُمْ فِي الحِلِّ وَالِحْرَمانِ
مَعْبُودُهُمْ قَانُونُهُمْ وَنِظَامُهُمْ ---- أَعْرَافُهُمْ وَشَرَائِعُ اليُونَانِ
قِصَصُ الأَوَائِلِ وَالأَحَاجِي مَرَّةً ---- وَمَلاَحِمُ الوِنْدَالِ وَالرُّومَانِ
بَلْ يَاسِقُ الأَتْرَاكِ خَيْرُ كِتَابَةٍ ---- تَرْوِي شَرَائِعَهُمْ لِذِي العِرْفَانِ
فصل
في السيّاسة

حَدُّ السِّيَاسَةِ فِيهِمُ وَنِصَابُهَا ---- أَنْ يُشْرَكَ المَخْلُوقُ فِي التِّبْيَانِ
إِمَّا بِحُكْمٍ أَوْ بِتَفْوِيضٍ كَذَا ---- أَوْ بِانْتِخَابِ مُشَرِّع ٍخَوَّانِ
وَتَحَزَّبُوا لَمَّا رَأَوْا أَفْكَارَهُمْ ---- شَتَّى وَرَأْيَهُمُ فَلَيْسَ بِدَانِ
وَتَحَاكَمُوا لِلغَاِلبِيَةِ مَرَّةً ---- وَتَقَاسَمُوا الأَدْوَارَ طَوْرًا ثَانِ
وَالرَّأْيُ فِيهِمْ لِلمُسَيْطِرِ أَوَّلاً ---- وَالجَمْعُ يُرْجَى إِنْ بَغَى الخَصْمَانِ
أَقْوَالُ صُنْدُوقٍ تُرَجِّحُ تَارَةً ---- بَيْنَ القَرَائِنِ قِسْمَةَ الخُرْصَانِ
فصل
في الاقتصاد و التجارة

وَعَنِ التِّجَارَةِ إِنْ تَسَلْنِي فَكُلُّ مَا ---- تَبْغِي مِنَ الأَرْجَاسِ فِي الدُّكَّانِ
مَا أَهْلُ مَدْيَنَ إِنْ عَقَلْتَ بِبَالِغِي ---- قَدْرَ العِيَالِ بِمَتْجَرِ المِبْطَانِ
وَالحِلُّ مَا حَلَّ الدِّيَارَ وَإِنَّمَا ---- حَرُمَ الّذِي مَا عَادَ بِالإمْكَانِ
وَالعِلْمُ جَزْمٌ بِالمَكَاسِبِ قَدْرُها ---- تَقْوِيمُهَا بِالتِّبْرِ وَالعِقْيَانِ
كَمْ تَعْتَرِي الأَقْوَامَ فِيهَا كِيَاسَةٌ ---- وَفَرَاسَةٌ وَتَيَقُّظُ الأَجْفَانِ
فصل
في الثقافة

وَكَذَا الثَّقَافَةُ عَنْ حِمَاهَا لاَ تَسَلْ ---- فَجَمِيعُ مَا قَدْ قِيلَ مِنْ بُهْتَانِ
حَتَّى الدَّعَارَةُ عِنْدَهُمْ مَعْدُودَةٌ ---- لَكِنْ تَنَكَّرَهَا بَنُوا الإِنْسَانِ
وَالرَّقْصُ وَالتَّمْثِيلُ مَعْ أَلْحَانِهِمْ ---- وَمَسَارِحٌ بُنِيَتْ عَلَى الأَرْكَانِ
وَالرَّسْمُ وَالنَّحْتُ الّذَيْنِ هُمَا هُمَا ---- رَأْسُ البَلِيَّةِ مَنْبِتُ الكُفْرَانِ
وَصحَافَةٌ تَرْوِي وَتَنْشُرُ كُلَّ مَا ---- صَنَعَ الأَرَاذِلُ سَاطِعَ الأَلْوَانِ
آدَابُهُمْ لاَ شَكَّ يَلْعَنُهَا الّذِي ---- يَتْلُوا صَحَائِفَهُمْ مَعَ الإمْعَانِ
قِصَصُ الغَرَامِ مَلِيئَةٌ بِالعُهْرِ مَعْ ---- خُلُقٍ رَدِيءٍ بَاءَ بِالخُسْرَانِ
وَكَذَا المُبَجَّلُ فِيهِمُ وَالمُصْطَفَى ---- فَسَفِيرُ فِسْقٍ يُدْعَى بِالفَنَّانِ
فصل
في حرية المرأة

نَادُوا بِتَحْرِيرِ النِّسَاءِ وَرَافَعُوا ---- عَنْ فِكْرِهِمْ بِبَسَالَةٍ وَتَفَانِ
رَامُوا المُسَاوَاةَ الّتِي قَدْ أُنْكِرَتْ ---- فِي نَصِّ قَوْلِ الخَالِقِ الرَّحْمَانِ
حَتَّى تَنَصَّلَ جَمْعُهُمْ مِنْ كُلِّ مَا ---- لَزِمَ الرِّجَالَ بِفِطْرَةِ المنَّانِ
بَلْ أَلْزَمُوا العَذْرَاءَ بِالأَشْغَالِ مَع ---- مَحْبُوبِهَا فَكِلاَهُمَا مِثْلاَنِ
لاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَا فَكُلٌّ مُلْزَمٌ ---- بِتَدَارُكِ الأَرْزَاقِ وَالأَثْمَانِ
نَصَرُوا التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ وَأَمْعَنُوا ---- فِي نَشْرِ مَذْهَبِهِمْ لَدَى النِّسوَانِ
فَغَدَى الحِجَابُ جَرِيرَةً فِي نِسْوَةٍ ---- لَبِسَتْ زَمَانًا بُرْنُسَ الرُّهْبَانِ
أَغْلُوا المُهُورَ وَزَهَّدُوا الشُّبَّانَ فِي ---- تَحْصِينِ مَا قَدْ نَادَى بِالإحْصَانِ
وَلَقُوهُمُ بِالحُضْنِ إِذْ رَامُوا الخِنَى ---- فِي مَجْمَعِ الأَوْسَاخِ وَالأَرْدَانِ
طَعَنُوا مَحَارِمَ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ فِي ---- شَرِّ المَقَاتِلِ طَعْنَةً بِيَمَانِي
فصل
في حقوق الإنسان

أَمَّا الحُقُوقُ فَتِلْكَ مَحْضُ خَدِيعَةٍ ---- تُغْرِي الفَتَى بِظَوَاهِرِ الإِعْلاَنِ
تُصْغِي لِقَائِلِهِمْ فَتَحْسِبُ أَنَّهُمْ ---- بَلَغُوا يَقِينًا جَنَّةَ الرِّضْوَانِ
جَعَلُوا لِكُلِّ الخَلْقِ حَقَّا بَعْدَما ---- صَاغُوا حُقُوقَ الوَحْشِ وَالحَيَوَانِ
وَتَنَاسُوا حَقَّ اللهِ حِينَ أَهَمَّهُمْ ---- تَقْيِيدُ ذِي الأَقْوَالِ بِالدِّيوَانِ
لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا النَّبِيَ وَقَدْ حَكَى ---- تَقْسِيمَهَا بِالَعْدِل وَ المِيزَانِ
فَقَضَى بِحَقِّ اللهِ أَنْ يُدْعَى فَلاَ ---- يُدْعَى سِوَى المَعْبُودِ بِالإذْعَانِ
وَالنَّاسُ حَقُّهُمُ إِذًا إِنْ يَفْعَلُوا ---- أَنْ يَحْرُمُوا أَبَدًا عَلَى النِّيرَانِ

فضائح الشيعة الروافض

فصل
في أسماء الرافضة وفرقهم

يَا مَنْ تَسَمَّيْتُمْ بِأَشْيَاعِ الهُدَى ---- آلِ النّبِيِّ وَعَتْرَةِ العَدْنَانِي
والعَارِفُونَ بِدِينِكُمْ سَمَّوْكُم ---- بِرَوَافِضِ الإسْلامِ وَالإيمَانِ
مِنْ رَفْضِكُمْ حُكْمَ الخَلِيفَةِ وَالَّذِي ---- وَلاّهُ مِنْ بَعْدُ الإمَامُ الثَّانِي
وَبِرَفْضِكُمْ زَيْدًا وَقَدْ أَنْكَرْتُمُ ---- مِنْهُ التِزَامَ النُّصْحِ وَالتِّبْيَانِ
وَالمَجْلِسِيُّ فَقَدْ أَقَرَّ الإسْمَ فِي ---- سَفَرِ البِحَارِ فَجَاءِ بِالبُرْهَانِ
إِنَّ اسْمَكُمْ قَدْ جَاءَ فِي كُتُبِ الألَى ---- إِنْجِيلِهَا وَكِتَابِهَا العِبْرَانِي
خَالَفْتُمُ نَهْجَ الرَّسُولِ فَكُنْتُمُ ---- فِرَقًا بِعَدِّ النَّمْلِ وَالذُّبَّانِ
وَالمِيرُ بَاقِرُ قَالَ أَنَّ عَدِيدَكُمْ ---- فِرَقٌ ثَلاثٌ أَوْ هُمَا ثِنْتَانِ
مِنْ بَعْدِ سَبْعِينَ الَّتِي قَدْ قَصَّهَا ---- أَثَرُ التَّفَرُّقِ دُونَمَا نُكْرَانِ
وَالبَعْضُ وَسَّعَ فِي الخِلافِ فَعَدَّهَا ---- مَئَةً أَتَمَّتْ عَدَّهَا مِئَتَانِ
وَأُصُولُهَا حَقَّا فَخَمْسٌ أُجْملَتْ ---- فِرَقُ الغُلُوِّ وَشِيعَةُ الكِيسَانِي
أَهْلُ الإمَامَةِ ثُمَّ بَاطِنَةُ العَمَى ---- زَيْدِيَّةٌ وَالأَصْلُ ذُو أَشْجَانِ
وَجَمِيعُهُمْ بِالكُفْرِ مِنْ أَهْلِ الرَّدَى ---- غَيْر الأًخِيرِ فَذَاكَ ذُو إِيمَانِ
فصل
في نشوء فرقة الرافضة

يَا وَيْحَ مَنْ تَرَكَ الجَمَاعَةَ رَاضِيًا ---- سَيْرَ الضَّرِيرِ وَمَسْلَكَ الطُّرْشَانِ
وَتَتَبَّعَ الأَعْدَاءَ فِي إِرْجَافِهِمْ ---- وَأَضَاعَ حَقَّ الدِّينِ والإخْوَانِ
أَعَلِمْتُمُ أَنَّ الّذِينَ تَبِعْتُمُ ---- أَعْدَاؤُكُمْ فِي السِّرِّ وَالإعْلانِ
قَوْمٌ مِنَ الفُرْسِ الَّذِينَ أَهَمَّهُمْ ---- مِيرَاثُ كِسْرَى صَاحِبِ الإيوَانِ
وَتَحَسَّرُوا مِنْ دَوْلَةِ العُرْبِ الَّتِي ---- كَانَتْ تُسَاقُ لَهُمْ بِكُلِّ هَوَانِ
فَجِهَادُهُمْ فِيهَا وَكُلُّ مُرَادِهِمْ ---- رَفْعُ المَجُوسِ وَذِلَّةُ العُرْبَانِ
وَتَلَبَّسُوا الإيمَانَ حَتَّى يُنْفِذُوا ---- تَخْطِيطَهُمْ يَوْمًا مِنَ الأزْمَانِ
فَهُمُ إِلَى عَهْدِ الأَكَاسِرِ قَدْ صَبوا ---- وَتَنَكَّرُوا لِشَرِيعَةِ القُرْآنِ
وَصُدُورُهُمْ قَدْ أَوْغَرَتْ بِالحِقْدِ مِنْ ---- هَذَا الَّذِي قَدْ حَلَّ بِالنِّيرَانِ
فَالثَّأْرُ عِنْدَهُمُ إِذًا أَنْ يُخْمِدُوا ---- نُورَ الكِتَابِ وَهَالَةَ الإيمَانِ
وَلَقَدْ تَسَلَّقَ ظَهْرَكُمْ شَرُّ الوَرَى ---- فَتَبِعْتُمُوهُ وَكَانَ ذَا سُلْطَانِ
صَدَّقْتُمُ السَّبَئِيَّ فِي تَأْلِيهِ مَنْ ---- رَدَّ الظَّلُومَ بِأَعْظَمِ النُّكْرَانِ
أَتُرَاهُ أَحْرَقَهُمْ بِمَحْضِ الظُّلْمِ لاَ ---- بَلْ لاشْتِدَادِ الكُفْرِ وَالطُّغْيَانِ
زَعَمَ التَّشَيُّعَ فِي الخَلِيقَةِ ظَاهِرًا ---- وَالكُفْرَ أَبْطَنَهُ عَنِ العُمْيَانِ
حَتَّى يُمَكِّنَ حِقْدَهُ المَدْفُونَ مِنْ ---- دِينِ النَّبِيِّ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
وَلَقَدْ تَكَبَّرَ أَنْ يَكُونَ الحَقُّ فِي ---- غَيْرِ اليَهُودِ فَكَانَ ذَا عِصْيَانِ
ذِي عَادَةٌ عِنْدَ اليَهُودِ فَإِنَّهُمْ ---- أَلِفُوا طَرِيقَ الغَيِّ وَالكُفْرَانِ
لَكِنَّنِي وَاللهِ أَعْجَبُ مِنْكُمُ ---- يَا أُمَّةَ الإرْجَافِ وَالخِذْلانِ
حَارَبْتُمُ تَبَعَ الرَّسُولِ وَحِزْبَهُ ---- وَرَضَيْتُمُ عَنْ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ
حَتَّى غَدَا أَبْنَاءُ فَارِسَ فِيكُمُ ---- مِثْلُ الرُّؤُوسِ عَلَتْ عَلَى الأَبْدَانِ
وَمقَامُ مَنْ وَلَدَ اليَهُودُ لَدَيْكُمُ ---- فَوْقَ الرُّؤُوسِ بِمَنْزِلِ التِّيجَانِ
مَا دِينُكُمْ إِلاَّ مَزِيجٌ قَدْ جَرَى ---- بَيْنَ اليَهُودِ وَعَابِدِي النِّيرَانِ
فصل
في مشابهة الرافضة لليهود

شَابَهْتُمُ دِينَ اليَهُودِ بِقَوْلِكُمْ ---- أَنَّ الوَلايَةَ فِي بَنِي السُّلْطَانِ
خَصَّصْتُمُ آلَ الرَّسُولِ وَخَصَّصُوا ---- آلَ النَّبِيِّ فَكُنْتُمُ صِنْوَانِ
وَزَعَمْتُمُ ألاّ جِهَادَ عَلَيْكُمُ ---- إلا بِعَوْدَةِ قَائِمِ الأَزْمَانِ
وَهُمُ إِذًا مَنَعُوا بِمِثْلِ مَقَالِكُمْ ---- وَتَرَقَّبُوا الدَّجَّالَ كُلَّ أَوَانِ
أَخَّرْتُمُ فِعْلَ الصَّلاةِ وَأَخَّرُوا ---- حَتَّى اشْتِبَاكِ النَّجْمِ فِي الأَكْوَانِ
وَهُمُ لِتَوْرَاةِ الهُدَى قَدْ حَرَّفُوا ---- تَحْرِيفَكُمْ لِمَعَالِمِ القُرْآنِ
وَنَكِرْتُمُ مَسْحًا عَلَى الخُفَّيْنِ ذَا ---- وَاللهِ قَوْلُهُمُ عَلَى النُّكْرَانِ
وَهُمُ لِجِبْرَائِيلَ أَعْدَاءً غَدُوا ---- وَرَمَيْتُمُوهُ بِظَاهِرِ البُطْلانِ
كَفَّرتُمُ كُلَّ الطَّوَائِفِ مِثْلَمَا ---- قَدْ كَفَّرُوا هُمْ سَائِرَ الأدْيَانِ
زَعَمُوا بِأَنَّ اللهَ فَضَّلَهُمْ عَلَى ---- كُلِّ الخَلائِقِ مِنْ بَنِي الإنْسَانِ
وَزَعَمْتُمُ الإسْلامَ فِيكُمْ صِبْغَةً ---- دُونَ العِبَادِ وَأُمَّةِ الإيمَانِ
عَبَدَ اليَهُودُ العِجْلَ زُورًا مِثْلَمَا ---- أَلَّهْتُمُ قَبْرًا بِلا بُرْهَان
وَتَذَلَّلُوا فِي الخَلْقِ حَتَّى أَمْكَنُوا ---- وَرَضَيْتُمُ مِنْ سَيْرِكُمْ بِهَوَانِ
لَكِنَّهُمْ وَاللهِ قَدْ سَبَقُوا إِلَى ---- فَضْلٍ وَأُنْكِرَ فِيكُمُ بِعَيَانِ
سُئِلُوا خِيَارَهُمُ فَقَالُوا جَهْرَةً ---- أَصْحَابُ مُوسَى قَوْلَةً بِبَيَانِ
وَسُئِلْتُمُ عَنْ شَرِّكُمْ فَرَمَيْتُمُ ---- صَحْبَ النَّبِيِّ بِقَوْلَةِ البُهْتَانِ
فصل
في مشابهة الرافضة للمجوس

أَمَّا المَجُوسُ فَهُمْ أَئِمَةُ شَرْعِكُمْ ---- وَقُضَاتُكُمْ فِي السِّرِّ وَالإعْلانِ
يَكْفِيكُمُ خَبَرٌ بِهِ حَرَّمْتُمُ ---- كِسْرَى الخَبِيثَ غَدًا عَلَى النِّيرَانِ
أَعْنِي حَدِيثًا فِي الجَمَاجِمِ صُغْتُمُ ---- فَجَمَعْتُمُ حُمْقًا إِلَى الكُفْرَانِ
وَمَزَارَ لُؤْلُؤَةَ البَغِيَّ بَنَيْتُمُ ---- لِعَظِيمِ قَدْرِ العِلْجِ فِي كَاشَانِ
وَالقَائِمُ المَنْظُورُ قَدْ رَكَّبْتُمُ ---- فِي أَصْلِهِ نَسَبًا إِلَى السَّاسَانِ
نَيْرُوزُ أَهْلِ الكُفْرِ مَا عَظَّمْتُمُ ---- وَلِدَارِهِمْ وَلِدَوْلَةِ الطُّغْيَانِ
عَادَيْتُمُ العُرْبَ انْتِقَامًا لِلَّذِي ---- أَجْرَوْهُ فِي كِسْرَى أَنُو شَرْوَانِ
وَنَقِمْتُمُ عُمَرًا لِمَا قَدْ حَلَّكُمْ ---- بِالقَادِسِيَةِ يَا بَنِي البُهْتَانِ
قَدَرِيَّةٌ أَنْتُمْ وَفِي قَوْلِ النَّبِي ---- أَنَّ المَجُوسَ هُمُ بِلا نُكْرَانِ
فصل في
خيانات الرافضة للمسلمين

يَا شِيعَةَ الشَّيْطَانِ يَا أمَمَ الرَّدَى ---- يَا أُمَّةَ الإسْرَافِ وَالخِذْلانِ
إِنِّي لأذْكُرُ سَيْرَكُمْ فَأَقُولُ ذِي ---- شَرُ الطَّوَائِفِ مِنْ بَنِي الإنَسَانِ
قَدْ فُقْتُمُ جُبْنَ اليَهُودِ وَمَكْرَهُمْ ---- وَعَلَوْتُمُ البُوذِيَّ وَالنَّصْرَانِي
وَحَمَلْتُمُ حِقْدَ المَجُوسِ وَبَطْشَهُمْ ---- وَحَمَاقَةَ المَوْبُوءِ بِالأوْثَانِ
وَالله مَا فِي الخَلْقِ أَخْبَث مِنْكُمُ ---- يَا عَرَّةَ الأعْرَابِ والأرْطَانِ
يَا مَنْ عَرَفْتُ الحقْدَ فِيكُمْ خِصْلَةً ---- وَسَجيَّةً جُبِلَتْ لَدَى الصِّبْيَانِ
المَكْرُ فِيكُمْ وَالخَدِيعَةُ مِثْلُهَا ---- خُلُقَانِ عِنْدَ النّاسِ مَمْقُوتَانِ
وَالجُبْنُ أَيْضًا ثُمَّ غَدْرُكُمُ بهَا ---- وَخِيَانَةُ الأَحْلافِ وَالإخْوَانِ
زَكَّيْتمُ قَتْلَ الخَليفَةِ مِثْلَمَا ---- شَارَكْتُمُ الأوْبَاشَ فِي عُثْمَانِ
وَدَفَعْتُمُ نَجْلَ الرَّسُولِ لِحَرِّهَا ---- وَخَذَلْتُمُ زَيْدَا عَلَى الأيْمَانِ
أَنَسَيْتُمُ رَجُلاً كَنَجْلِ العَلْقَمِي ---- وَكَذَا النّصِيرُ نَصِيرُ جِنْكِزْ خَانِ
ثُمَّ الخلِيفَةُ نَاصِرُ الدِّينِ الَّذِي ---- قَدْ أَطْمَعَ الأعْدَاءَ فِي الإيوَانِ
وَرَزِيَّةُ الدُّنْيَا بِبَغْدَادَ التِي ---- بُلِيَتْ بِكُمْ مِنْ سَائِرِ البُلْدَانِ
مِلْيُونُ عَبْدٍ قَدْ أَبَادَتْهُمْ بِهَا ---- أَيْدِي المَغُولِ وَخَائِنِي الأوْطَانِ
وَبَنُو بُوَيْهٍ حِينَ أَمْكَنَ أَمْرُهُمْ ---- فِيهَا وَمَا جَلَبُوا مِنَ الأحْزَانِ
وَكَذَا ابْنُ مُقْلَةَ حِينَ دَبَّرَ أَمْرَهُمْ ---- ذَاكَ الشَّرِيكُ لِعُصْبَةِ الخُسْرَانِ
كَمْ بِدْعَةً فِي النَّاسِ أَنْشَأَ شَرَّهَا ---- تَبَعُ الخَبِيثِ وَشِيعَةُ الفَتَّانِ
حَتَى أَتَاكُمْ مِنْ بَنِي سُلْجُوقَ مَنْ ---- مَلَكَ البِلادَ بِعَسْكَرِ الشِّيشَانِ
وَابْنُ الفُرَاتِ أَذَاكَ مَصْدَرُ فَخْرِكُمْ ؟ ---- وَالقَرْمَطِيُّ مُهَدِّمُ الأَرْكَانِ
ذَاكَ الذِي عَرَضَ الحَجِيجَ فَأَمَّهُمْ ---- بِالسَّيْفِ يَقْرِي زَائِرَ الرَّحْمَنِ
أَفْنَى بِيَومٍ وَاحِدٍ عِشْرِينَ فِي ---- أَلْفٍ مِنَ الحُجَّاجِ بِالطُّغْيَانِ
وَلَئِنْ نَسِيتُ فَلَسْتُ أَنْسَى عَبْدَكُمْ ---- أَعْنِي العُبَيْدِيَّ الخَسِيسَ الدَّانِي
وَمَجَازِرَ الغَرْبِ الَّتِي أَسْرَفْتُمُ ---- فِيهَا وَفِي الفِسْطَاطِ مِنْ أَزْمَانِ
وَنَصَرْتُمُ أَهْلَ الصَّليبِ بِحَرْبِهِمْ ---- فِي القُدْسِ دُونَ عَسَاكِرِ الإخْوَانِ
وَرَضَيْتُمُ حُكْمَ الأعَاجِمِ غَيْرَةً ---- مِنْ سَطْوَةِ الكُرْدِيِّ ذِي الإيمَانِ
وَلَقَدْ يُذَكِّرُنِي بِهَا مِنْ خَلْفِهِمْ ---- ذَا المَالِكِيُّ مُنَاصِرُ الصُّلْبَانِ
عَبْدُ اليَهُودِ وَخَادِمُ الأحْزَابِ فِي ---- حَرْبِ العِرَاقِ وَخَاذِلُ الشُّجْعَانِ
وَعَمِيدُ حِزْبِ اللاّتِ نَاصِرُ شَرْعِهَا ---- وَزَعِيمُ أَهْلِ الرَّفْضِ فِي لُبْنَانِ
مَن مَالأ الأعْدَاءَ فِي الجُولانِ ذَا ---- حَرَسُ اليَهُودِ هُنَاكَ فِي الجُولانِ
وَكَمِثْلِهِ أَمَلٌ وَدُونَكَ فِعْلُهَا ---- فِي نَصْرِ صُهْيُونٍ عَلَى الإخْوَانِ
وَاسْأَلْ عَنِ الأسَدِ النُّصَيْرِيِّ الَّذِي ---- شَبِهَ الضِّبَاعَ وَقَمَّةَ الحَيَوَانِ
لِحَمَاةَ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ أُخْتِهَا ---- فِي مُلْكِ بَشَّارَ البَغِيِّ الثَّانِي
وَاخْتِمْ إِذَا رُمْتَ اخْتِصَارًا بِالذِّي ---- أَوْلاهُ ذَاكَ الحُثُّ مِنْ إِيرَانِ
قَدْ عَاثَ بِاليَمَنِ السَّعِيدِ مُمَزِّقًا ---- لأوَاصِرِ الإسَلامِ وَالإحْسَانِ
فَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُمَزِّقَ شَمْلَهُمْ ---- وَيَرُدَّهُمْ أَبَدًا لِكُلِّ هَوَانِ
وَيُعِيدَ فِيهِمْ فِعْلَ حَيْدَرَةَ الَّذِي ---- قَدْ حَرَّقَ الأنْجَاسَ بِالنِّيرَانِ
فصل
من عقائد الرافضة المناقضة للتوحيد

قَدْ قُلْتُمُ فِي اللهِ قَوْلاً فَاقَ مَا ---- قَالَ المَجُوسُ وَعَابِدُو الأوْثَانِ
فَبِدَاؤُكُمْ يَا شَرَّ نَاشِئَةِ الوَرَى ---- خَرَقَ الظُّنُونَ وَجَازَ فِي الطُّغْيَانِ
أَيَكُونُ رَبًّا جَاهِلاً فِي زَعْمِكُمْ ---- سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السُّلْطَانِ
وَيَزِيدُ عِلْمًا بَعْدَ إِنْكًارٍ مَضَى ---- فَاعْجَبْ لِرَأْيِ العِيرِ وَالثِّيرَانِ
وَجَعَلْتُمُوهُ إِذًا أَصَمًّا عَاجِزًا ---- وَنَسَبْتُمُوهُ لأُمَّةِ العُمْيَانِ
أَنْكَرْتُمُ مِنْهُ الإرَادَةَ وَالحَيَا ---- وَرَضَيْتُمُوهُ إِذًا مِنَ العُبْدَانِ
لاَ جُودَ لاَ كَرَمٌ وَلاَ حُسْنٌ غَدَى ---- مِنْ وَصْفِ رَبِّي خَالِقِ الأكْوَانِ
لاَ صَبْرَ لاَ شُكْرٌ وَلاَ غَضَبٌ وَلاَ ---- حِلْمٌ يُضَافُ لِرَبِّنَا المَنَّانِ
وَكَذَا الكَلامُ فَذَاكَ عَيْبٌ عِنْدَكُمْ ---- فَنَفَيْتُمُوهُ إِذًا عَنِ الرَّحْمَنِ
وَنَفَيْتُمُ عَنْهُ التَّكَبُّرَ ظَاهِرًا ---- وَعُلُوَّ عَرْشٍ دُونَمَا تِبْيَانِ
فَبَيَانُكُمْ فِي النَّفْيِ أَعْظَمُ مَا يُرَى ---- وَنَسَخْتُمُ الإثْبَاتَ بِالكِتْمَانِ
قَدْ كُنْتُمُ يَوْمًا مُجَسِّمَةً فَمَا ---- أَجْرَاكُمُ لِشَرِيعَةِ النُّكْرَانِ
فَإِلَهُكُمْ عَدَمٌ وَإِنْ زَعَمَ الوَرَى ---- ذَاتًا بِغَيْرِ الوَصْفِ فِي الأذْهَانِ
هَذَا وَقَدْ أَلْبَسْتُمُ المَخْلُوقَ مَا ---- أَنْكَرْتُمُ للهِ فِي ذَا الشَّانِ
قُلْتُمْ وَكَانَ الصَّمْتُ أَنْسَبَ مِنْكُمُ ---- يَا أُمَّةَ التَّخْرِيفِ وَالهَذَيَانِ
أَنَّ الوَلِيَّ بِهَا لَذُو حَظٍّ مَتَى ---- يَبْغِي يَسِيرُ الأَمْرُ بِالأَكْوَانِ
وَهُوَ العَلِيمُ بِكُلِّ غَيْبٍ قَدْ جَرَى ---- وَهُوَ المُقَدِّرُ شِرْعَةَ الأَدْيَانِ
وَلَهُ الحِسَابُ بِيَوْمِ حَشْرِ النَّاسِ مَعْ ---- عِزِّ الجِنَانِ وَذِلَّةِ النِّيرَانِ
وَنَسَبْتُمُ الخَلْقَ افْتِرَاءً لِلوَلِي ---- وَعَصَمْتُمُوهُ إِذًا عَنِ العِصْيَانِ
بَلْ إِنَّ شِرْكَكُمُ صَرِيحٌ ظَاهِرٌ --- فِي القَصْدِ بِالإسْلاَمِ وَالإذْعَانِ
أَعْنِي عِبَادَتَكُمْ لِغَيْرِ اللهِ مِنْ ---- هَذِي القُبُورِ وَبَاطِلِ الأَوْثَانِ
كَمْ ذَا اسْتَغَثْتُمْ بِالحُسَيْنِ وَجَدِّهِ ---- وَأَبِيهِ فِي سِرٍّ وَفِي إِعْلاَنِ
وَنَذَرْتُمُ وَذَبَحْتُمُ وَسَجَدْتُمُ ---- بِمَزَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالكُفْرَانِ
مَاذَا تَرَكْتُمْ للإلَهِ بِرَبِّكُمْ ---- صِدْقًا بِغَيْرِ اللّفِ وَالدَّوَرَانِ
واللهِ إِنَّكُمُ عَلَى الإلْحَادِ مَعْ ---- تَأْلِيهِ غَيْرِ اللهِ بِالبُرْهَانِ
فصل
في انتقاص الرافضة لمنزلة النبوة والرسالة

خَوَّنْتُمُ جِبْرِيلَ فِي الأَمْرِ الّذِي ---- أَوْحَى بِهِ الرَّحْمَنُ لِلعَدْنَانِي
وَزَعَمْتُمُ أَنَّ المُوَكَّلَ إِنَّمَا ---- قَدْ أَخْطَأَ المَقْصُودَ بِالقُرْآنِ
فَأَجَازَ مِنْ غَلَطٍ عَلِيًّا حِينَمَا ---- أَعْطَى النّبُوَّةَ مُصْطَفَى الرَّحْمَنِ
هَذَا وَدُونَهُمُ رِجَالٌ قَدْ رَضُوا ---- لِرَسُولِنَا مِنْ غَيْرِ مَا نُكْرَانِ
وَلِرَأْيِهِمْ زَعَمُوا بِأَنَّ وَلِيَّهُمْ ---- دُونَ الرَّسُولِ بِمَنْزِلٍ وَمَكَانِ
لَكِنَّهُ فَوْقَ النَّبِيِّ بِرُتْبَةٍ ---- فَانْظُرْ إِلَى سَفَهِ الوَضِيعِ الدَّانِي
وَالدَّهْرُ لاَ يَخْلُوا بِحَالٍ مِنْهُمُ ---- وَلَقَدْ يَغِيبُ الرُّسْلُ فِي أَزْمَانِ
وَيُطَاعُ أَيْضًا كَالنَّبِيِّ وَتُرْتَضَى ---- أَخْبَارُهُ فِي الغَيْبِ والإِعْلاَنِ
وَالوَحْيُ يَنْزِلُ كُلَّ حِينٍ بِالوَلِي ---- فَهُوَ الدَّلِيلُ إذًا بِكُلِّ أَوَانِ
لَكنَّكُمْ لَبَّسْتُمُوهُ عَنِ الوَرَى ---- بِزَخَارِفِ الأقْوَالِ وَالألْحَانِ
هَذَا وَقَدْ كَفَّرْتُمُ بِالجَهْلِ مَنْ ---- نَكِرَ الوَلايَةَ مِنْ ذَوِي العِرْفَانِ
وَجَعَلْتُمُوهُ أَشَرَّ مِنْ عَبْدٍ أَبَى ---- بَعْثَ النَّبِيِّ وَلاذَ بِالأوْثَانِ
فصل
عقيدة الرافضة في القرآن

أَوَّلْتُمُ القُرْآنَ أَيْضًا مِثْلَمَا ---- أَثْبَتُّمُ التَّحْرِيفَ لِلْقُرْآنِ
أَعْنِي بِهِ التَّخْرِيبَ لَفْظًا بَعْدَمَا ---- قَابَلْتُمُ مَعْنَاهُ بِالنُّكْرَانِ
وَزَعَمْتُمُ سَقطًا أَخَلَّ بِآيِهِ ---- وَكَذَبْتُمُ أُخْرَى بِلا بُرْهَانِ
وَالبَعْضُ أَفْضَى بِالحَمَاقَةِ أَنَّمَا ---- ذَا ثُلْثُهُ وَالسَّاقِطُ الثُّلُثُانِ
أَخْفَاهُ عَنْ عَيْنِ الصَّحَابَةِ رَبُّنَا ---- وَاخْتَصَّكُمْ بِالعِلْمِ وَالعِرْفَانِ
وَأَضَفْتُمُ سُوَرًا بِأَكْمَلِهَا إِلَى ---- نَصِّ الكِتَابِ بِشُورَةِ الفَتَّانِ
ذَاكَ الَّذِي أَوْحَى لِقَوْمٍ قَبْلَكُمْ ---- فَأُقِيمَ لاعِنُهُمْ بِكُلِّ لِسَانِ
وَشَرَطْتُمُ لِقِيَامِ حُجَّتِهِ إِذًا ---- بَعْثَ الإمَامِ فَذَاكَ ذُو سُلْطَانِ
وَقَضَيْتُمُ مَعْنَاهُ قِشْرًا ظًاهِرًا ---- وَالعِلْمُ مِنْهُ يُرَادُ بِالإبْطَانِ
وَطَلَبْتُمُ فَهْمَ الإمَامِ مُفَسِّرًا ---- لِصَرِيحِ قَوْلٍ جَاءَ بِالتِّبْيَانِ
وَرَضَيْتُمُ حُكْمَ الإمَامِ بِنَسْخِهِ ---- فَجَعَلْتُمُوهُ كَمُصْحَفِ النَّصْرَانِي
طَوْرًا يًزِيدُ وَبَعْدَ حِينٍ يَنْطَوِي ---- تَبًّا لأَهْلِ الزُّورِ وَالبُهْتَانِ
وَاللهُ رَبِّي قَدْ تَوَلَّى حِفْظَهُ ---- وَوَقَاهُ مِنْ كَذِبٍ وَمِنْ بُطْلانِ
فصل
في عقائد وشرائع أخرى للرافضة
منها ما هو شرك ظاهر ومنها ما هو دون ذلك

وَبِرَجْعَةِ الأمْوَاتِ قُلْتُمْ بَيْنَمَا ---- أَنْكَرْتُمُ المِيعَادَ لِلأَبْدَانِ
فَالرُّوحُ تُبْعَثُ دُونَ أَجْسَامِ الوَرَى ---- وَنَكِرْتُمُ التَّحْكِيمَ لِلمِيزَانِ
وَالنَّارُ لَمْ تُخْلَقْ بِزَعْمِكُمُ وَلاَ ---- سَبَقَ الوُجُودُ لِجَنَّةِ الحَيَوَانِ
أَنْكَرْتُمُ القَدَرَ المُحَتَّمَ جُمْلَةً ---- وَرَمَيْتُمُ بِالجَهْلِ للرَّحْمَنِ
وَنَفَيْتُمُ خَلْقًا لأَفْعَالِ الوَرَى ---- وَنَسَبْتُمُ الإيجَادَ لِلإنْسَانِ
وَزَعَمْتُمُ الإيمَانَ عِقْدًا دُونَمَا ---- قَالَ اللِّسَانُ وَقَامَ بِالأرْكَانِ
وَبِعِصْمَةِ الأمْلاكِ شَكَّكَ مَنْ بَغَى ---- وَرَمَى كِرَامَ الخَلْقِ بِالعِصْيَاِن
وَبِطِينَةِ المَهْدِيِّ دَاوَيْتُمْ كَمَا ---- حَنَّكْتُمُ بِالطِّينِ لِلصِّبْيَانِ
وَطَلَبْتُمُ بَرَكَاتِ عَبْدٍ قَدْ قَضَى ---- لِشِفَاءِ عِلاّنٍ وَنَصْرِ فُلانِ
وَجَعَلْتُمُ النَّجَفَ الوَضِيعَ بِزَعْمِكُمْ ---- يَرْبُو عَنِ الحَرَمَيْنِ فِي الأَثْمَانِ
وَلِكَرْبِهَا دَارَ البَلاءِ رَفْعْتُمُ ---- فَوْقَ المَسَاجِدِ يَا أُلِي الخُسْرَانِ
وَلِيَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْيَيْتُمْ عَلَى ---- شَقِّ الجُيُوبِ وَلَطْمَةِ الأَبْدَانِ
وَالسَّيْرُ زَحْفًا ثُمَّ تَطْبِيرُ الغِنَا ---- وَطِلاؤُكُمْ بِالطٍّينِ وَالأَدْرَانِ
وَرَضَيْتُمُ الكَذِبَ الصَّرِيحَ مُنَمَّقًا ---- بِاسْمِ التَّقِيَّةِ فِعْلَ كُلِّ جَبَانِ
وَكَذَا الفَوَاحِشُ قَدْ وَلَجْتُمْ بَحْرَهَا ---- فَأَبَحْتُمُ الإفْضَاءَ لِلذُّكْرَانِ
ثُمَّ التَّمَتُّعُ بِالنِّسَاءِ خِيَانَةً ---- كَبَهَائِمٍ طُلِقَتْ بِغَيْرِ عنَانِ
فصل في
معتقد الرافضة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

كَفَّرْتُمُ صَحْبَ النَّبِيِّ وَكُنْتُمُ ---- أَعْدَاءَهُمْ فِي السِّرِّ وَالإعْلَانِ
وَنَكِرْتُمُ الإيمَانَ مِنْهُمْ رُغْمَ مَا ---- وُصِفُوا عَلَيْهِ بِظَاهِرِ القُرْآنِ
وَحَكَمْتُمُ بِنِفَاقِ أَغْلَبِهِمْ وَذَا ---- حُكْمُ الحَسُودِ لِنِعْمَةِ الرَّحْمَنِ
فَهُوَ اصْطَفَى لِلرُّسْلِ صُحْبًا بَعْدَمَا ---- قَدْ مَازَ رُسْلَهُ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ
وَجَعَلْتُمُ مِنْهُمْ عَدُوًّا لِلْهُدَى ---- وَهُمُ الهُدَاةُ لِسَائِرِ الأعْيَانِ
وَرَمَيْتُمُ أَهْلَ السَّلامِ بِرِدَّةٍ ---- بَعْدَ الرَّسُولِ بِمَنْطِقِ البُهْتَانِ
وَجَعَلْتُمُوهُمْ أَهْلَ مَكْرٍ قَدْ بَغُوا ---- طَمَعًا لِنَيْلِ المُلْكِ وَالسُّلْطَانِ
وَهُمُ الَّذِينَ رَضُوا بِأُخْرَاهُمْ فَلاَ ---- يَشْرُونَهَا بِنَفَائِسِ الأثْمَانِ
وَزَعَمْتُمُ الطّاغُوتَ فِيهِمْ بَيْنَمَا ---- فِيكُمْ أَذَاعَ الجِبْتُ بِالطّغْيَانِ
لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ غَيْرُ وِحْدَانٍ عَلَى ---- غَمْزٍ وَلَمْزٍ جَاءَ بِالعقْبَانِ
وَكَذَاكَ أَهْلُ البَيْتِ فِيهِمْ قَدْ مَشَتْ ---- أَفْوَاهُكُمْ بِمَقَالَةِ الخُسْرَانِ
أَزْوَاجَهُ أَخْرَجْتُمُ مِنْ أَهْلِهِ ---- عَجَبًا لِحُكْمِ العَيِّ وَالخرصَانِ
أَفَأَنْتُمُ آلُ النَّبِيِّ وَحِزْبُهُ ---- وَفَصِيلُكُمْ مِنْ تَابِعِي الإيوَانِ ؟
عَجَبًا لِقَوْمٍ يَزْعُمُونَ الحَقَّ فِي ---- أَصْحَابِ كِسْرَى عَابِدِي النِّيرَانِ
وَيَرَوْنَ صُحْبَ الرُّسْلِ كُفَّارًا فَيَا ---- مَرْضَى القُلُوبِ وَعَابِدِي الأوْثَانِ
لَوْ أَنَّكُمْ صَرَّحْتُمُ بِمُرَادِكُمْ ---- أَنَّ المَجُوسَ هُمُ بَنُو الإيمَانِ
وَنَبِيُّنَا قَدْ جَاءَ بِالكُفْرَانِ ذَا ---- وَاللهِ قَصْدُكُمُ بِلا نُكْرَانِ
لَكِنَّكُمْ أَظْهَرْتُمُ الإسْلامَ كَيْ ---- تَسْبُوا ضِعَافَ الدِّينِ وَالإيمَانِ
فَخِدَاعُكُمْ قَدْ آنَ مَوْعِدُ فَضْحِهِ ---- أَنَّى الكِسَاءُ اليَوْمَ للعُرْيَانِ
وَاللهِ إِنِّي قَدْ حَبَسْتُ لِفَضْحِكُمْ ---- قَلَمِي بِعَدِّ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانِ
وَتَرَكْتُ نَظْمَ الشِّعْرِ مُشْتَغِلاً بِمَا ---- يُخْزِيكُمُ يَا عُصْبَةَ الثِيرَانِ
وَإِنِ اخْتَصَرْتُ القَوْلَ فِيكُمْ فَالَّذِي ---- قَدْ نَالَكُمْ يَكْفِي لِذِي العِرْفَانِ
وَاللهَ أَسْأَلُ أَجْرَ طَعْنِكُمُ فَذَا ---- خَيْرُ الجِهَادِ لأقْبَحِ الأدْيَانِ
وَلَنَا مَقَامٌ غَيْرُ ذَا سَتَرَوْنَهُ ---- قَبْلَ القِيَامَةِ آخِرَ الأَزْمَانِ
إِذْ تُجْمَعُونَ لِجَيْشِ دَجَّالِ الوَرَى ---- وَنَكُونُ جُنْدَ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ
وَالنَّصْرُ نَصْرُ اللهِ يَرْزُقُهُ الّذِي ---- رَكِبَ الخُطُوبَ لِنُصْرَةِ الإيمَانِ
وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُجَنّبَ صَنْعَتِي ---- قَصْدَ الرِّيَاءِ وَسُمْعَةَ الخِلاّنِ
وَيُثِيبَنِي بِالأجْرِ فَضْلاً فَالّذِي ---- كَتَبَتْ يَمِينِي جَاءَ ذُو نُقْصَانِ

فضائح المتكلمين

فَصْلٌ فِي نُشُوءِ مَذْهَبِ المُتَكَلِّمِين
عَرِّجْ أَيَا قَلَمِي عَلَى أمَمِ الرَّدَى ---- وَجَمَاعَةِ الإِسْرَافِ وَالخُسْرَانِ
أَهْلَ الكَلَامِ جُمُوعَكمْ أَعْنِي وَمَنْ ---- تَبِعَ الهُنُودَ وَعُصْبَة اليُونَانِ
يَا مَنْ رَضِيتُمْ قَوْلَ سُقْرَاطَ الَّذِي ---- عَبَدَ الصُّخُورَ وَظَاهِرَ الأَوْثَانِ
وَتَأَلّهَ المَطَرَ العَمِيمَ وَرِيحَهَا ---- وَجِبَالَهَا وَالمَاءَ بِالوِدْيَانِ
وَكَوَاكِبَ اللَّيْلِ البَهِيمِ وَنَجْمَهُ ---- وَشِهَابَهُ وَالشَّمْسَ بِالبُطْلَانِ
وَأَرِسْطُو طَالِيسَ الذِي هُوَ عِنْدَكُمْ ---- فِي مَنْزِلِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
فَإِلَيْهِ يَرْجِعُ حُكْمُكُمْ وَبَيَانُكُمْ ---- وَإِلَيْهِ يُقْطَعُ رَأْيُكُمْ بِبَيَانِ
سَلَفُ المَنَاطِقَةِ الذِينَ تَأَلَّهُوا ---- حُكْمَ العُقُولِ وَمَنْطِقَ الإِنْسَانِ
وَكَذَاكَ أَفْلَاطُونُ صَاحِبُ أَمْرِكُمْ ---- وَدَلِيلُكُمْ لِزِبَالَةِ الأَذْهَانِ
مَنْ قَالَ بِالوَهْمِ الصَّرِيحِ فَقُلْتُمُ ---- بِالعَالَمَيْنَ بِغَيْرِ مَا بُرْهَانِ
دَارٌ لِأَهْلِ الغَيِّ وَالصُّوَرِ التِي --- نَحْيَا بِهَا فِي سُلْطَةِ الطُّغْيَانِ
وَكَذَاكَ دَارٌ لِلْفَضِيلَةِ لَا يُرَى ---- فِيهَا سِوَى الإِنْصَافُ بِالمِيزَانِ
أَرْدَاكُمُ المَأْمُونُ لَمَّا سَاقَكُمْ ---- لِحُتُوفِ أَهْلِ الغَيِّ وَالخِذْلَانِ
تَرْجَمْتُمُ كُتُبَ العُلُوجِ فَصِرْتُمُ ---- تَبَعًا لِقَوْمِ الزُّورِ وَالبُطْلَانِ
وَرَضِيتُمُ حُكْمَ الجَهُولِ وَعِبْتُمُ ---- حُكْمَ الإِلَهِ بِظَاهِرِ القُرْآنِ
وَتَبِعْتُمُ لحُنَيْنَ فِي تَجْمِيعِ مَا ---- نَثَرَ الغُوَاةُ بِشَاسِعِ البُلْدَانِ
وَلِشَيْخِهِ وَغُلَامِهِ وَلِشَرِّهَا ---- حِمْصِيِّكُمْ عَبْدِ المَسِيحِ الدَّانِي
فَجَمَعْتُمُ فِي بَيْتِ حِكْمَتِكُمْ لَمَا ---- يُرْدِي الحَلِيمَ بِمَنْزِلِ الحَيْرَانِ
وَإِمَامُكُمْ فِيهَا ابْنُ سِينَا وَالّذِي ---- وَلَدَ الفَرَابِي عرَّةُ الغِلْمَانِ
وَلِعِلْجِ كِنْدَةَ وَالغَزَالِي بَعْدَهَا ---- وَكَذَا ابْنُ رُشْدٍ آخِرَ الأَزْمَانِ
وَلَئِنْ نَسِيتُ فَلَسْتُ أَنْسَى رَأْسَكُمْ ---- جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ الغَوِيُّ الدَّانِي
وَلِشَيْخِهِ الجَعْدِ بْنِ دِرْهَمَ مَنْ رَوَى ---- إِسْنَادَهُ المَرْفُوعَ لِلشَّيْطَانِ
بِرِوَايَةٍ لِيَهُودِ طَيْبَةَ مَنْ سَعَوْا ---- فِي أَمْرِ سِحْرِ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
طَالُوتُ يُسْنِدُ عَنْ لَبِيدٍ مَا حَكَى ---- وَجَمِيعُهُمْ مِنْ جُمْلَةِ العُمْيَانِ
كَالحُمْرِ تَمْضِي نَحْوَ مَصْرَعِهَا فَلَا ---- تَلْوِي لِخَيْرٍ سَائِرَ الأَزْمَانِ
فَصْلٌ فِي
أُصُولِ المُتَكَلِّمِينِ وَأَدِلَّتِهِم التِي بَنَوْا عَلَيْهَا دِينَهُم

تَابَعْتُمُ الأَفَّاكَ فِي تَأْصِيلِ مَا ---- أَهْوَى صُرُوحَ العِلْمِ وَالإِيمَانِ
قَدَّمْتُمُ العَقْلَ القَبِيحَ عَلَى الَّذِي ---- تَرْوِي الرُّوَاةُ وَظَاهِرِ القُرْآنِ
أَثْبَتُّمُ شَرْطَ التَّوَاتُرِ فِي الَّذِي ---- نَقَلَ المُحَدِّثُ دُونَ رَأْيِ فُلَانِ
وَطَلَبْتُمُ عِلْمَ اليَقِينِ فَنِلْتُمُ ---- شَرَّ الظُّنُونِ وَنَظْرَةَ العُمْيَانِ
حَرَّفْتُمُ القَطْعِيَّ زُورًا بَيْنَمَا ----- قَابَلْتُمُ الآحَادَ بِالنُّكْرَانِ
وَجَعَلْتُمُ صَنَمَ المَجَازِ مَطِيَّةً ---- لِلطَّعْنِ فِي المَسْمُوعِ بِالآذَانِ
وَمُرَادُكُمْ أَبَدًا فَدُونَ مُرَادِنَا ---- وَمُرَادِ أَهْلِ العِلْمِ وَالعِرْفَانِ
قَدْ هَمَّهُمْ شَأْنُ الأُلُوهَةِ مِثْلَمَا ---- قَدْ هَمَّ رُسْلَ اللهِ كُلَّ أَوَانِ
وَأَهَمَّكُمْ إِثْبَاتُ رَبٍّ قَدْ مَضَى ---- إِقْرَارُهُ فِي فِطْرَةِ الإِنْسَانِ
وَزِمَامُكُمْ فِي كُلِّ قَوْلٍ قَدْ جَرَى ---- سَفَهٌ تَقَاذَفَهُ لَكُمْ أَصْلَانِ
فَالأَوَّلُ الجِسْمُ الَّذِي قَدْ رَاعَكُمْ ---- وَتَمَامُهُ الأعْرَاضُ بِالبُرْهَانِ
ثَانِيهِمَا حُكْمُ الوُجُوبِ لِرَبِّنَا ---- وَجَوَازُ مَوْجُودٍ هُمَا ضِدَّانِ
وَكِلَاهُمَا صَنَمٌ أُنِيطَ بِسَمْعِكُمْ ---- وَغِشَاوَةٌ طُبِعَتْ كَمِثْلِ الرَّانِ
وَشِفَاؤُهَا فِي تَرْكِ أَسْبَابِ الهَوَى ---- وَتَتَبُّعِ الأَخْبَارِ فِي ذَا الشَّانِ
لِلْإِشْتِرَاكِ نَفَيْتُمُ بِتَمَانُعٍ ---- وَنَسَبْتُمُوهُ لِظَاهِرِ القُرْآنِ
حَاشَا كَلَامَ اللهِ عَنْ بُهْتَانِكُمْ ---- وَمَقَالِ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالكُفْرَانِ
فَأَدِلَّةُ القُرْآنِ تَدْمَغُ زُورَكُمْ ---- وَهِيَ السَّبِيلُ إِذًا لِكُلِّ أَمَانِ
وَكَلَامُكُمْ عَيْنُ الرَّدَى ومَقَالُكُمْ ---- بَابُ الجُحُودِ وَمَدْخَلُ الشَّيْطَانِ
فَصْلٌ فِي
عَقَائِدِ الفِرْقَةِ الأُولَى مِنَ المُتَكَلِّمِين ( الجَهْمِيَّة )

أَتْبَاعَ جَهْمٍ يَا أَبَالِسَةَ الوَرَى ---- وَحَمِيرَ جَعْدِ الإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
أَنْكَرْتُمُ وَصْفَ الإِلَهِ وَفِعْلَهُ ---- وَنَفَيْتُمُ الأَسْمَاءَ لِلدَّيَّانِ
وَرَمَيْتُمُ عِلْمَ الإِلَهِ وَقَوْلَهُ ---- وَحَيَاتَهُ بِالخَلْقِ وَالحِدْثَانِ
فَهُوَ الوُجُودُ بِزَعْمِكُمْ مِنْ غَيْرِ مَا ---- مُتَعَلَّقٍ فِي مُطْلَقِ الأَذْهَانِ
وَهُوَ المُحَالُ بِغَيْرِهَا إِنْ تُنْصِفُوا ---- فَمَقَالُكُمْ فِي ظَاهِرِ البُطْلَانِ
وَحَّدتُمُ هَذَا الوُجُودَ وَقُلْتُمُ ---- بِحُلُولِ رَبِّ العَرْشِ فِي الأَكْوَانِ
وَالعَرْشُ وَالكُرْسِيُّ أَيْضًا عِنْدَكُمْ ---- عَدَمَانِ فِي التَّحْقِيقِ مَكْذُوبَانِ
وَقَضَيْتُمُ الإِيمَانَ مَعْرِفَةً بِلَا ---- قَوْلِ اللِّسَانِ وَصَنْعَةِ الأَرْكَانِ
وَنَفَيْتُمُ عَنْهُ التَّفَاضُلَ فِي الوَرَى ---- وَزِيَادَةَ المِقْدَارِ وَالنُّقْصَانِ
وَجَعَلْتُمُ الإِنْسَانَ مَجْبُورًا عَلَى ---- عَيْشِ العُقُوقِ وَسِيرَةِ العِصْيَانِ
فَهُوَ الضَّعِيفُ كَرِيشَةٍ قَدْ سُيِّرَتْ ---- بِالرِّيحِ أَوْ جُرِفَتْ مَعَ الطُّوفَانِ
أَوْ مَيِّتٌ قَدْ غَسَّلُوهُ اليَوْمَ لَا ---- يَلْوِي عَلَى أَثَرٍ مَدَى الأَزْمَانِ
وَزَعَمْتُمُ التَّكْلِيفَ فَوْقَ الوُسْعِ بَلْ ---- أَنْكَرْتُمُ التَّعْلِيلَ لِلأَدْيَانِ
وَشَرَعْتُمُ التَّحْسِينَ عَقْلًا مِثْلَمَا ---- أَثْبَتُّمُ التَّقْبِيحَ لِلْأَذْهَانِ
وَجَعَلْتُمُ الأَمْلَاكَ رَمْزًا عَنْ قُوًى ---- لِلشَّرِّ وَالخَيْرَاتِ فِي الأَكْوَانِ
وَأَجَزْتُمُ فِعْلَ الخَوَارِجِ دُونَمَا ---- فَرْضَ الإِلَهُ لِمنْزِلِ السُّلْطَانِ
أَنْكَرْتُمُ بَعْثَ الجُسُومِ وَحَشْرَهَا ---- وَلِقَاءَهَا بِالمَالِكِ الدَّيَّانِ
وَالصُّورَ أَيْضًا وَالصِّرَاطَ وَحَوْضَهَا ---- وَنَفَيْتُمُ التَّحْكِيمَ لِلْمِيزَانِ
وَشَفَاعَةَ المَرْسُولِ صِدْقًا بِالهُدَى ---- وَشَفَاعَةَ الأَمْلَاكِ وَالرَّحْمَنِ
وَعَذَابَنَا فِي القَبْرِ أَيْضًا بَعْدَمَا ---- أَلْزَمْتُمُ الإِفْنَاءَ لِلْإِنْسَانِ
وَنَفَيْتُمُ خَلْقَ الجِنَانِ بِيَوْمِنَا ---- وَكَذَا نَفَيْتُمْ خِلْقَةَ النِّيرَانِ
وَحَكَمْتُمُ بِفَنَائِهَا يَوْمًا وَذَا ---- وَاللهِ عَيْنُ الكُفْرِ بِالقُرْآنِ
وَاللهِ ذَا غَيْضٌ بِفَيْضٍ قَدْ جَرَى ---- مِنْ شِرْعَةٍ بُنِيَتْ عَلَى الكُفْرَانِ
جَهْمِيَّةٌ مُرْجِيَّةٌ جَبْرِيَّةٌ ---- وَالجِيمُ فِيكُمْ أُسْقِطَتْ بِمَكَانِ
هِيَ عِنْدَنَا شَرُّ الحُرُوفِ لِنَزْلِكُمْ --- وَبِهَا تَعَرَّفُكُمْ أَلُو العِرْفَانِ
سُمَنِيَّةٌ أَنْتُمْ وَمَا فِيكُمْ فَتًى ---- عَرَفَ الطَّرِيقَ الحَقَّ لِلإِيمَانِ
فَصْلٌ فِي
عَقَائِدِ الفِرْقَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ المُتَكَلِّمِين ( المُعْتَزِلَة )

وَمَتَى ذَكَرْتُ المُعْجَبِينَ بِعَقْلِهِمْ ---- لَابُدَّ أَذْكُرُ وَاصِلَ الفَتَّانِ
وَلَدُ العَطَاءِ فَذَاكَ قُدْوَةُ نَشْئِهِمْ ---- وَإِمَامُهُمْ مِنْ سَائِرِ العُمْيَانِ
وَرَفِيقُ دَرْبِ الشَّرِّ عَمْرٌو ذَاكَ مَنْ ---- يَنْفِي قَضَاءَ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ
وَكِلَاهُمَا عَنْ مَجْلِسِ الحُسْنِ ارْتَضَى ---- بُعْدًا فَنَالَ القُرْبَ لِلشَّيْطَانِ
فَأُصُولُ دِينِ القَوْمِ خَمْسٌ أَجْمَلَتْ ---- قَوْلَ الجُنَاةِ وَعَابِدِي الأَوْثَانِ
تَوْحِيدُهُمْ نَفْيُ الصِّفَاتِ وَرَدُّهَا ---- وَكَذَاكَ نَفْيُ الفِعْلِ لِلرَّحْمَنِ
وَإِنِ اِقْتَضَاهَا العَقْلُ يَوْمًا أًجْرَمُوا ---- فِي وَصْفِهَا بِالخَلْقِ وَالحِدْثَانِ
وَالعَدْلُ أَيْضًا مَا رَءَاهُ القَوْمُ لُا ---- مَا أَثْبَتَ العَلاَّمُ بِالقُرْآنِ
فَلِذَاكَ قَدْ وَجَبَ الصَّلَاحُ بِزَعْمِهِمْ ---- فِي فِعْلِ رَبِّ العَرْشِ ذِي الغُفْرَانِ
وَالخَلْقُ تَصْنَعُ مَا تُرِيدُ وَفِعْلُهَا ---- مِنْ غَيْرِ خَلْقِ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ
بَلْ لَا إِرَادَةَ لِلْعَظِيمِ بِشَأْنِهَا ---- وَلِعِلْمِهِ بِفِعَاِلهِمْ قَوْلَانِ
نَفْيٌ وَإِثْبَاتٌ بِلَا قِدَمٍ فَذَا ---- قَوْلُ المَجُوسِ إِذًا بِلَا نُكْرَانِ
وَالوَعْدُ يَنْفُذُ كَالوَعِيدِ بِغَيْرِ مَا ---- عَفْوِ الكَرِيمِ وَمِنَّةِ الرَّحْمَنِ
فَالكُلُّ جَوْرٌ فِي القَضَاءِ بِزَعْمِهِمْ ---- بَذْلُ الأُجُورِ وَغَفْرُ ذِي العِصْيَانِ
وَبِمَنْزِلٍ بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ اِقْتَضَوْا ---- عَيْشَ العُصَاةِ اليَوْمَ بِالأَكْوَانِ
وَغَدا كَأَهْلِ الكُفْرِ يُحْشَرُ جَمْعُهُمْ ---- وَسَبِيلُهُمْ صِدْقًا فَلِلنِّيرَانِ
وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ الَّذِي ---- أَوْلَاهُ قَوْمُ الزُّورِ بِالنُّكْرَانِ
فَهُوَ الخُرُوجُ عَلَى الفُوَيْسِقِ جَهْرَةً ---- وَقِتَالُ أَهْلِ العِقْدِ وَالسُّلْطَانِ
قَدْ أَنْكَرُوا نَظَرَ الإِلَهِ بِأُخْرَةٍ ---- وَكَذَا الشَّفَاعَةَ بَعْدُ لِلْإِنْسَانِ
وَبِخَلْقِ قَوْلِ اللهِ قَدْ عُرِفُوا عَلَى ---- مَرِّ العُصُورِ وَسَائِرِ الأَزْمَانِ
وَكَذَاكَ نَفْيُهُمُ العُلُوَّ عَنِ الّذِي ---- خَلَقَ السَّمَاءَ مِنَ العُلَا بِمَكَانِ
فَاللهُ فِي كُلِّ الأَمَاكِنِ حَسْبَهُمْ ---- أَوْ دُونَهَا أَيْضًا فَقَوْلٌ ثَانِ
وَبِنَفْيِ أَشْرَاطِ المَعَادِ وَهَوْلِهِا ---- وَبِنَفْيِهِمْ لِلْحَوْضِ وَالمِيزَانِ
وَكَذَا الصِّرَاطُ وَكلُّ أَمْرٍ لَمْ يَبِنْ ---- لِعُقُولِ نَاشِئَةٍ مِنَ الغِلْمَانِ
وَكَبِيرُهُمْ قَدْ جَمَّدَ الدَّارَيْنِ مَعْ ---- مَا فِيهِمَا مِنْ جُمْلَةِ الأَبْدَانِ
وَالكُلُّ مِنْ سَفَهِ العُقُولِ وَقَدْ رَأَتْ ---- رَدَّ الحَدِيثِ وَظَاهِرَ القُرْآنِ
وَاسْتَأْثَرَتْ بِالحُكْمِ مِنْ دُونِ الّذِي ---- خَلَقَ العُقُولَ بِغَايَةِ الإِتْقَانِ
فَهُوَ العَلِيمُ بِهَا إِذًا لَوْ أَنْصَفُوا ---- لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ مِنَ العُمْيَانِ
فَصْلٌ فِي
عَقَائِدِ الفِرْقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ المُتَكَلِّمِين ( الأَشَاعِرَة )

يَا أَشْعَرِيَّةُ هَلْ رَضِيتُمْ حُكْمَ مَنْ ---- تَبِعَ الدَّلِيلَ وَوَاضِحَ البُرْهَانِ
فَلَقَدْ عَرَضْتُ الفِرْقَتَيْنِ مُحَكِّمًا ---- قَوْلَ الرَّسُولِ وَمُحْكَمَ القُرْآنِ
وَعَمَدْتُمُ لِنِزَالِهِمْ بِسِلاحِهِمْ فَأَصَابَكُمْ مِنْ غَيِّهِمْ كِفَلانِ
فَأَضَعْتُمُ المَأْثُورَ وَالأخْبَارَ بَلْ وَأَضَعْتُمُ المَعْقُولَ بِالأَذْهَانِ
هَا أَنْتُمُ أَنْكَرْتُمُ وَصْفًا أَتَى ---- لِإِلَهِنَا بِالنَّصِّ ذِي التِّبْيَانِ
أَثْبَتُّمُ سَبْعًا وَقُلْتُمْ بِالذِي ---- رَضِيَتْ عُقُولُكُمُ مِنَ الإِيمَانِ
وَلِغَيْرِهَا حَرَّفْتُمُ أَوْ رُبَّمَا ---- كَذَّبْتُمُ ثِقَةً أَتَى بِبَيَانِ
حَيٌّ عَلِيمٌ قَادِرٌ رَبِّي كَذَا ---- سَمْعُ الرَّحِيمِ مَشِيئَةُ الدَّيَّانِ
بَصَرٌ كَلَامُ اللهِ لَكِنْ غَيْرُ مَا ---- قَالَتْهُ أَهْلُ العِلْمِ وَالعِرْفَانِ
فَلَقَدْ نَكِرْتُمْ صَوْتَهُ وَحُرُوفَهُ---- وَجَعَلْتُمُوهُ كَفِكْرَةِ الإِنْسَانِ
وَنَفَيْتُمُ عَنْهُ الفِعَالَ وَكُلَّمَا ---- تَبِعَ المَشِيئَةَ يَا أُلِي البُهْتَانِ
وَنَفَيْتُمُ عَنْهُ العُلُوَّ وَقُلْتُمُ ---- أَنَّ الإِلَهَ غَدَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَكَذَا جَحَدتُمْ عَنْهُ إِخْبَارًا فَكَمْ ---- قَدْ عِبْتُمُ مِنْ صُورَةِ الرَّحْمَنِ
فَنَفَيْتُمُ قَدَمًا وَأَيْدٍ مِثْلَمَا ---- أَنْكَرْتُمُ وَجْهًا لِذِي الغُفْرَانِ
وَبِكَسْبِكُمْ خَالَفْتُمُ كُلَّ الوَرَى ---- مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاِطقٍ أَوْ جَانِ
فَهُوَ الكَلَامُ وَلَا حَقِيقَةَ تَحْتَهُ ---- مَعْلُومَةٌ تَدْنُو مِنَ الأَذْهَانِ
كَسْبٌ بِلَا عَمَلٍ وَلَا أَثَرٍ وَذَا ---- عَيْنُ الجُنُونِ وَغَايَةُ الهَذَيَانِ
بَلْ إِنَّهُ سِتْرٌ لِجَبْرِكُمُ وَلَا ---- تُخْفِي العَقَائِدَ قَوْلَةٌ بِلِسَانِ
وَجَعَلْتُمُ الإِيمَانَ قَوْلاً دُونَمَا ---- كَسْبَ العَبِيدُ بِظَاهِرِ الأَرْكَانِ
ثُمَّ اخْتَلَفْتُمْ فِي الكَلَامِ فَعِنْدَكُمْ ---- بِدُخُولِهِ فِي حَدِّهِ قَوْلَانِ
هَذَا وَرَبِّي مَذْهَبُ الجَهْمِيِّ بَلْ ---- إِرْجَاءُ أَهْلِ الجَهْلِ وَالكُفْرَانِ
وَلْتَعْلَمُوا يَا قَوْمُ أَنَّ شُيُوخَكُمْ ---- مِنْهُمْ أَلُو الإِنْصَافِ وَالعِرْفَانِ
قَوْمٌ مَتَى عَرَفُوا طَرِيقَ الحَقِّ لَمْ ---- يَشْرُوا بِهِ عَرَضًا مِنَ الأَثْمَانِ
فَالأَشْعَرِيُّ أَنَابَ عَنْ عِلْمٍ إِلَى ---- أَهْلِ الحَدِيثِ وَعَسْكَرِ القُرْآنِ
مِنْ بَعْدِ مَا اعْتَقَدَ اعْتِزَالًا وَالّذِي ---- قَالَ ابْنُ كلاَّبٍ بِوَقْتٍ ثَانِ
وَكَذَا الجُوَيْنِي حِينَ أَسْلَمَ آخِرًا ---- لِمَقَالِ صِدْقٍ جَاءَ بِالبُرْهَانِ
أَعْنِي بِهِ أَثَرًا أَتَى عَنْ مَالِكٍ ---- شَرَحَ اسْتِوَاءَ الرَّبِّ ذِي السُّلْطَانِ
وَأَبُوهُ أَيْضًا لَمْ يَمُتْ إِلاَّ وَقَدْ ---- عَرَفَ الطَّرِيقَ الحَقَّ لِلرَّحْمَنِ
وَكَسَيْرِهِمْ سَارَ الغَزَالِي مُعْلِنًا ---- تَحْرِيمَ مَنْهَجِكُمْ بِلَا نُكْرَانِ
وَالفَخْرُ أَيْضًا مِثْلَ رَأْسَيْكُمْ بِهَا ---- أَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَشَهْرِسْتَانِي
فَمَتَى تَبِعْتُمْ لِلْأُلَى فَبِخَطْوِهِمْ ---- عُودُوا لِنَهْجِ الحَقِّ وَالإِيمَانِ
فَاللهُ يَقْبَلُ كُلَّ عَبْدٍ قَدْ أَتَى ---- بَعْدَ الصُّدُودِ يَلُوذُ بِالغُفْرَانِ
وَاللهُ يُبْدِلُ كُلَّ ذَنْبٍ قَدْ مَضَى ---- مِنْكُمْ غَدًا وَزْنًا مِنَ الإِحْسَانِ
فَصْلٌ فِي
عَقَائِدِ الفِرْقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ المُتَكَلِّمِين ( الكرَّامِيَّة )
وَبِسَيْرِهِمْ سَارَ ابْنُ كَرَّامٍ وَقَدْ ---- سَبَقَتْ بِهِ الحُسْنَى إِلَى الإِيمَانِ
وَأَرَادَ إِثْبَاتَ الحَقَائِقِ بِالّذِي ---- صَاغُوهُ مِنْ كَذِبٍ وَمِنْ بُهْتَانِ
رَكِبَ الطَّرِيقَ وَلَمْ يَكُنْ مُتَزَوِّدًا ---- بِعُلُومِ أَهْلِ الهِنْدِ وَاليُونَانِ
فَهُوَ الّذِي طَلَبَ الحَدِيثَ وَإِنْ رَوَى ---- مَا قَدْ رَمَاهُ القَوْمُ بِالنُّكْرَانِ
فَأَتَى بِقَوْلٍ لَيْسَ يُدْرَكُ عِنْدَهُمْ ---- أَوْ عِنْدَ أَهْلِ الحَقِّ وَالإِحْساَنِ
كَالجِسْمِ أَوْ كَالجَوْهَرِ المَحْسُوسِ أَوْ ---- لَفْظِ الجِهَاتِ يُضَافُ لِلرَّحْمَانِ
مِنْ غَيْرِ نَصٍّ أَوْ بِتَفْصِيلٍ لِمَا ---- يَبْغِيهِ مِنْ إِطْلَاقِهَا بِبَيَانِ
وَقَضَى وُقُوعَ الحَادِثَاتِ بِرَبِّنَا ---- يَعْنِي الفِعَالَ بِغَيْرِ مَا بُرْهَانِ
وَكَذَاكَ أَثْبَتَ لِلْفِعَالِ بِدَايَةً ---- مِنْ بَعْدِ عَجْزٍ كَانَ بِالدَيَّانِ
وَحَكَى بِأَنَّ القَوْلَ إِيمَانٌ وَذَا ---- مِنْ أَعْظَمِ الإِرْجَاءِ فِي الأَدْيَانِ
لَكِنَّهُ وَكَلَ الحِسَابَ إِلَى الّذِي ---- بِالقَلْبِ مِنْ حُسْنٍ وَمِنْ طُغْيَانِ
هَذَا وَبِالمَخْذُولِ نَصْبٌ ظَاهِرٌ ---- وَعَدَاوَةٌ لِنَسَائِمِ العَدْنَانِي
وَتَعَصُّبٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ فِي الّذِي ---- كَسَبُوهُ مِنْ حَقٍّ وَمِنْ بُطْلَانِ
لَكِنَّهُ وَاللهِ أَقْرَبُ لِلهُدَى ---- مِمَّنْ رَمَاهُ بِظَاهِرِ البُطْلانِ

فَضَائِحُ الصُّوفِيَّة

فَصْلٌ فِي
التَّسْمِيَةِ وَالنَّشْأَة

هَذَا وَإِنْ أَخَّرْتُ لَسْتُ بِغَافِلٍ ---- عَنْ نَبْتَةٍ زُرِعَتْ بِكُلِّ مَكَانِ
رُبِطَ اسْمُهَا ِفي النَّاسِ بِالزَّمَنِ الّذِي ---- بَلَغَ السَّلاَمُ بِهِ لِكُلِّ هَوَانِ
أَعْنِي بِهِ الصُّوفِيَّ ذَاكَ المُفْتَرِي ---- وَسَلِيلَ أَهْلِ الدِّيرِ وَالرُّهْبَانِ
سُمُّوا بِلِبْسِ الصُّوفِ زُهْدًا فِي الّذِي ---- لَبِسَ العِبَادُ بِهَا مِنَ الكِتَّانِ
وَكَذَا كِسَاءُ الفَاسِقِينَ وَمَنْ بَغَى ---- لِبْسَ الحَرِيرِ كَمَعْشَرِ النِّسْوَانِ
إِذْ كَانَ أوَّلُهُمْ بِحَقٍّ زَاهِدًا ---- وَمُقَدَّمًا بِالدِّينِ وَالإِيمَانِ
سَمْحُ الكَلَامِ مُحَقِّقُّ التَّوْحِيدِ بَلْ ---- صَافِي العُلُومِ وَبَالِغَ العِرْفَانِ
رَجُلٌ تَفَرَّغَ لِلْعِبَادَةِ وَالتُّقَى ---- وَرَمَى حُظُوظَ النَّفْسِ بِالنُّكْرَانِ
مِثْلُ الجُنَيْدِ وَبِشْرِهِمْ وَكَمَالِكٍ ---- أَهْلِ الهُدَى وَطَرَائِقِ الإِحْسَانِ
هَذَا وَلَا يَخْلُو كَبِيرٌ مِنْهُمُ ----عَنْ شطْحَةٍ أَوْ مِنْ سُقُوطِ لِسَانِ
فَلَهُمْ كَلَامٌ فِي الحَقِيقَةِ وَالهَوَى ---- وَالكَشْفِ أَوْ كَخَوَارِقِ الأَكْوَانِ
لَكِنَّهَا نَزْرٌ قَلِيلٌ فِي الّذِي ---- قَالَ المُتَابِعُ آخِرَ الأَزْمَانِ
وَكَذَا اعْتِزَالُ النَّاسِ كُرْهًا لِلَّذِي ---- رَكِبُوا مِنَ الآفَاتِ وَالعِصْيَانِ
فَكَأَنَّهُمْ فَتَحُوا بهِاَ بَابًا لِمَنْ ---- غَالَى فَأَفْسَدَ بَعْدُ فِي الأَدْيَانِ
مِنْ بَعْدِهِمْ وَرِثَ الطَّرِيقَةَ أُمَّةٌ ---- مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مَوْطِنُ الفَتَّانِ
وَغَرَاسُ كَلِّ المُحْدَثَاتِ وَأَرْضُهَا ---- وَسَمَاؤُهَا مِنْ سَائِرِ البُلْدَانِ
كَأَبِي سَعِيدٍ وَ الحَكِيمِ التِّرْمِذِي ---- وَأَبِي اليَزِيدِ وَسَائِرِ الخِلاَّنِ
ذِي النُّونِ وَالشِّبْلِيِّ قَوْمٌ كُلُّهُمْ ---- وَضَعُوا أَسَاسَ البَيْتِ وَالبُنْيَانِ
عَنْهُمْ قَدِ اِشْتَهَرَ التَّصَوُّفُ فِي الوَرَى ---- وَسَرَى كَمِلْحٍ ذَابَ فِي الخِلْجَانِ
وَبِوَقْتِهِمْ مُزِجَ الكَلَامُ بِدِينِهِمْ ---- فَتَنَاقَلُوا شَرْعًا عَنِ اليُونَانِ
وَغَدَى الكَلَامُ لَدَيْهِمُ أَصْلٌ وَقَدْ ---- رَجَعَ السُّلُوكُ إِلَى المَقَامِ الثَّانِي
وَبِعَصْرِهِمْ عُرِفَ اجْتِمَاعُهُمُ عَلَى ---- غَيْرِ الهُدَى وَشَرَائِعِ القُرْآنِ
وَبَدَتْ لَهُمْ تِلْكَ الأُصُولُ وَفَرْعُهَا ---- وَبَدَتْ بَوَاطِنُهُمْ عَلَى الأَعْيَانِ
وَلَقَدْ تَحَمَّلَ كِبْرَهَا عِلْجٌ لَهُمْ ---- فَأَبَانَ قَوْلَ الإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
حَلاَّجُهُمْ ذَاكَ البَغِيُّ المُفْتَرِي ---- رَأْسُ الفُجُورِ وَمُفْسِدُ الأَدْيَانِ
مِنْ بَعْدِهِ سَهُلَ الطَّرِيقِ لَدَيْهِمُ ---- وَفَشَا قَبِيحُ القَوْلِ بِالعُمْيَانِ
فَأَتَى ابْنُ فَارِضَ وَابْنُ سَبْعِينٍ كَذَا---- وَالسَّهْرَدُورِي مَنْبِتُ الكُفْرَانِ
وَلَعَلَّ أَشْهَرَ مَنْ تَجَاسَرَ مِنْهُمُ ---- بِالكُفْرِ مُحْيِ الدِّينِ ذُو العِصْيَانِ
وَمَعَ انْحِطَاطِ المُسْلِمِينَ بِدِينِهِمْ ---- وَعُمُومِ جَهْلِ النِّاسِ بِالفُرْقَانِ
طَلَبَ الزَّعَامَةَ فِي البُغَاثِ جَمَاعَةٌ ---- دَعْوَاهُمُ نَسَبٌ إِلَى العَدْنَانِي
فَغَدَى لِكُلِّ المُفْتَرِينَ طَرِيقَةٌ ---- بِعَدِيدِ حَبِّ طَلَائِعِ الرُّمَّانِ
كَالشَّاذِلِيِّ وَنَسْلِهِ البَدَوِيِّ أَوْ ---- جَمْعِ الرَّفَاعِيِّ الحَقِيرِ الدَّانِي
وَكَذَا البَهَاءُ النَّقْشَبَنْدِيُّ الدَّنِي ---- وَجَلَالُهُمْ مِنْ خِلْفَةِ الرُّومَانِ
وَلَعَلَّ أَقْبَحَ مَنْ تَرَاءَى مِنْهُمُ ---- مِنْ غَرْبِنَا فِي آخِرِ الأَزْمَانِ
رَجُلٌ غَدَا بِالكُفْرِ يَنْضَحُ فِي الوَرَى ---- أَعْنِي الخَبِيثَ المَارِدَ التِّيجَانِي
فَإِلَيْهِ قَدْ بَلَغَ التَّصَوُّفُ مُنْتَهًى ---- بِالشِّرْكِ لَمْ يَبْلُغْ لَهُ النَّصْرَانِي
لَكِنْ بِحَمْدِ اللهِ مَا بَلَغَ العُلَا ---- شَيْءٌ مِنَ الأَهْوَاءِ وَالأَدْرَانِ
إِلاَّ وَأُتْبِعَ بِالسُّقُوطِ إِلَى الرَّدَى ---- قَدَرُ العَلِيمِ وَحِكْمَةُ الدَّيَّانِ
فَصْلٌ
فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّة

كَمْ قَرَّرَ الغَاوُونَ مِنْكُمْ غَيْرَ مَا ---- يُرْضَى مِنَ التَّوْحِيدِ لِلرَّحْمَنِ
مِنْ قَائِلٍ بِحُلُولِ رَبِّي فِي الدُّنُا ---- أُوْ بِاتِّحَادِ الخَلْقِ بِالدَّيَّانِ
أَوْ فَاسِقٍ جَعَلَ الخَلَائِقَ عَيْنَهَا ---- رَبًّا فَلَاذَ بِجُمْلَةِ الأَوْثَانِ
أَوْ مُنْكِرٍ لِعُلُوِّهِ عَنْ عَرْشِهِ ---- فَهُوَ الوُجُودُ إِذًا بِغَيْرِ مَكَانِ
أَوْ مَنْ رَأَى رَبَّ العِبَادِ بِدَارِهِ ---- أَوْ مَسْجِدٍ أَوْ سَائِرِ البُنْيَانِ
أَوْ مَنْ تَنَكَّرَ لِلرَّحِيمِ صِفَاتَهُ ---- وَفِعَالَهُ مِنْ مَعْشَرِ العُمْيَانِ
وَلَرُبَّمَا نَسَبُوا القَبِيحَ مِنَ الرَّدَى ---- لِفِعَالِ رَبِّ الجِنِّ وَالإِنْسَانِ
أَوْ مَنْ تَحَامَلَ فِي انْتِقَاصِ اللهِ مَعْ ---- سُوءِ المَقَالِ بِحَضْرَةِ المَنَّانِ
مِمَّنْ يُخَاطِبُ رَبَّهُ "يَا أَنْتَ" أَوْ ---- مَنْ يُبْدِهَا "يَا هُو" بِلَا تِبْيَانِ
مَعْ مَا قَضَوْا لِلهِ مِنْ أَنْدَادِهِمْ ---- فِي خَلْقِهِ أَوْ رِزْقِ ذِي الحِرْمَانِ
وَلَرُبَّمَا نَسَبُوا لَهُمْ تَصْرِيفَ مَا ---- يُجْرِي الإِلَهُ بِهَذِهِ الأَكْوَانِ
مِنْ بُرْءِ مَوْبُوءٍ وَفِكْرَةِ عَالِمٍ ---- أَوْ مَنْعِ مَحْرُومٍ مِنَ الوِلْدَانِ
أَوْ مِنْ شَفِيعٍ دُونَ إِذْنِ اللهِ أَوْ ---- مِنْ غَافِرٍ لِبَوَائِقِ العِصْيَانِ
أَوْ مَنْ يَنُوبُ عَنِ الإِلَهِ بِزَعْمِهِمْ ---- كَنِيَابَةِ الوَالِي عَنِ السُّلْطَانِ
أَوْ مَنْ يُشَرِّعُ غَيْرَ شَرْعِ اللهِ بَلْ ---- مَنْ يَرْفَعُ التَّكْلِيفَ بِالإِنْسَانِ
أَوْ مَنْ رَضُوهُ مُبَارَكًا دُونَ الوَرَى ---- كَذِبًا بِلَا نَصٍّ وَلَا بُرْهَانِ
فَصْلٌ
فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّة

وَلَكُمْ بِشِرْكِ الغَابِرِينَ وَسِيلُةٌ ---- وَطَرِيقَةٌ مَعْلُومَةُ الأَرْكَانِ
عَظَّمْتُمُ مَا عَظَّمُوا مِنْ سَالِفٍ ---- كَقُبُورِ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالعِرْفَانِ
وَمَسَاجِدِ المَاضِينَ مِثْلُ مَزَارِهِمْ ---- وَمَآثِرُ المَوْتَى بِلَا نُكْرَانِ
شَيَّدْتُمُ تِلْكَ المَشَاهِدَ فَوْقَهَا ---- وَرَفَعْتُمُ لِلْقَبْرِ بِالبُنْيَانِ
وَلَقَدْ تَأَلَّهْتُمْ بِهَا وَلِأَهْلِهَا ---- وَأَتَيْتُمُ بِالشِّرْكِ وَالعِصْيَانِ
فَصَرَفْتُمُ لِلْخَلْقِ دَعْوَةَ جَاِئرٍ ---- وَنَذَرْتُمُ وَذَبَحْتُمُ بِمَكَانِ
وَرَهِبْتُمُ فِي السِّرِّ عَبْدًا قَدْ قَضَى ---- وَرَجَوْتُمُ المَقْبُورَ كُلَّ أَوَانِ
وَأَنَبْتُمُ لِلْعَالَمِينَ تَضَرُّعًا ---- وَتَقَرُّبًا لِوِلَايَةِ الشَّيْطَانِ
وَكَمِ اِسْتَعَانَ فَرِيقُكُمْ بِالجِنِّ أَوْ ---- بِالسِّحْرِ أَوْ بِطَرَائِقِ الكُهَّانِ
وَتَتَبُّعُ الأَنْوَاءِ تَنْجِيمًا وَقَدْ ---- يَتَعَبَّدُ المِسْكِينُ لِلْأَكْوَانِ
فَجَعَلْتُمُ الشِّرْكَ الصَّرِيحَ كَرَامَةً ---- وَدَلِيلَ صِدْقِ الحُبِّ وَالإِيمَانِ
وَطَلَبْتُمُ بَرَكَاتِ مَنْ شِئْتُمْ وَمَنْ ---- أَفْضَى لِغَيْرِ مَنَازِلِ الحَيَوَانِ
كَمْ رُقْيَةٍ بِدْعِيَّةٍ أَحْدَثْتُمُ ---- مَجْهُولَةٍ تُتْلَى بِغَيْرِ مَعَانِ
عَلَّقْتُمُ تِلْكَ التَّمَائِمَ أُسْوَةً ---- بِالكَافِرِينَ وَعُصْبَةِ النِّيرَانِ
وَحَلَفْتُمُ بِوَلِيِّكُمْ وَرَضِيتُمُ ---- حِنْثَ اليَمِينِ تَكُونُ لِلرَّحْمَنِ
دُونَ الّتِي أَجْرَيْتُمُ لِإِلَهِكُمْ --- سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسِ ذِي السُّلْطَانِ
وَرَقَمْتُمُ تِلْكَ التَّصَاوِيرَ الّتِي ---- كَانَتْ بَرِيدَ القَوْمِ لِلْكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي مَصَادِرِ التَّلَقِّي عِنْدَ الصُّوفِيَّة

أَحْدَثْتُمُ الكَشْفَ الذِي شَابَهْتُمُ ---- بِصَنِيعِهِ لِمَعَاشِرِ الكُهَّانِ
بَلْ أَنْتُمُ تَبَعٌ بِهِ لِمُسَيْلِمٍ ---- وَسَجَاحِهِمْ وَلِأَسْوَدِ البُهْتَانِ
وَلِكُلِّ مَنْ زَعَمَ النُّبُوَّةَ وَادَّعَى ---- وَصْلَ الرَّحِيمِ وَقَالَ بِالكُفْرَانِ
فَالكُلُّ يُخْبِرُ عَنْ إِلَهِ العَرْشِ مَا ---- يَبْغِي بِغَيْرِ تَثَبُّتٍ وَبَيَانِ
زَعَمُوهُ هُمْ وَحْيًا وَقُلْتُمْ أَنْتُمُ ---- إِلْهَامُ نَفْسٍ فَاضَ بِالإِنْسَانِ
فَلَكَمْ تَنَزَّلَ رَبُّنَا فِي إِفْكِكُمْ ---- فَيْضًا عَلَى الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ
وَلَرُبَّمَا عَرَجَتْ إِلَيْهِ نُفُوسُكُمْ ---- فَغَدَتْ بِصَيْدِ العِلْمِ وَالإِيمَانِ
وَلَرُبَّمَا تَسْرِي إِلَيْهِ بِأَرْضِنَا ---- فَهُوَ الوُجُودُ جَرَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَلَرُبَّمَا سَمِعَتْ هُتَافًا بِالدُّجَى ---- بِمَنَامِهَا وَبِسَكْرَةِ اليَقْظَانِ
وَلَرُبَّمَا سَمَّيْتُمُوهُ فَرَاسَةً ---- أَوْ قُلْتُمُ إِلْهَامَ ذِي الغُفْرَانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِبُ دُونَ ذِي مِنْ إِفْكِكُمْ ---- كَمَدَارِجِ الإِلْحَادِ وَالكُفْرَانِ
فَالبَعْضُ يَنْظُرُ بِالمَنَامِ مُحَمَّدًا ---- وَالبَعْضُ أَهْلَ الزُّهْدِ وَالعِرْفَانِ
وَالبَعْضُ يُبْصِرُهُمْ عَيَانًا دُونَمَا ---- حُجُبٍ كَذَاكَ مَنَاظِرُ العُمْيَانِ
وَالبَعْضُ يَلْقَى الخِضْرَ مِنْ وَلَهٍ وَمَنْ ---- يَلْقَى شُيُوخَ الغَيِّ وَالطُّغْيَانِ
وَمَلَائِكَ الرَّحْمَنِ أَيْضًا قَدْ رَأَوْا ---- وَالمُرْسَلِينَ وَصَالِحَ الإِخْوَانِ
وَالأَكْثَرُونَ رَوَوْا بِحَقٍّ مَا رَأَوْا ---- مِنْ صُورَةِ الجِنِّيِّ وَالشَّيْطَانِ
فَهُوَ الّذِي يُلْقِي إِلَيْهِمْ شَرَّ مَا ---- يَبْغِي مِنَ الأَنْجَاسِ بِالأَذْهَانِ
وَجَمِيعُهُمْ يَبْنِي الشِّرَائِعَ بِالّذِي ---- يُلْقِي إِلَيْهِ مُخَرِّبُ الأَدْيَانِ
وَيُحَمِّلُ القُرْآنَ فَهْمًا بَاطِنًا ---- وَحَدِيثَ خَيْرِ الخَلْقِ مَعْنًى ثَانِ
فَصْلٌ
فِي العِبَادَةِ عِنْدَ الصُّوفِيَّة

أَهْلُ العِبَادَةِ ذَا شِعَارٌ لَمْ يَزَلْ ---- بِالزُّورِ يَخْرِقُ مَسْمَعَ الطَّرْشَانِ
فَكَأَنَّ غَيْرَكُمُ لِرَبِّي قَدْ نَسِي ---- وَذَكَرْتُمُوهُ بِغَايَةِ العِرْفَانِ
كَلاَّ فَذِي دَعْوَاكُمُ زُورًا وَلِي ---- عَنْ إِفْكِكُمْ بِالحَقِّ قَوْلٌ ثَانِ
إِنَّ العِبَادَةَ فِي الوَرَى قَدْ شُرِّعَتْ ---- بِشُرُوطِهَا وَبِجُمْلَةِ الأَرْكَانِ
فَمَتَى انْتَفَى شَرْطٌ لَهَا لَمْ يُنْتَفَعْ ---- بِسُلُوكِهَا يَوْمًا مِنَ الأَزْمَانِ
فَهِيَ الّتِي لَا تُرْتَجَى إِلَّا مَتَى ---- طَلَبَ العِبَادُ بِهَا رِضَى الرَّحْمَنِ
وَكَذَاكَ مَا تَبِعَ المُرِيدُ بِوَصْفِهَا ---- لِنَبِيِّنَا المَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
هَذَا وَلَيْسَ الطَّعْنُ فِي النِّيَّاتِ إِذْ ---- هِيَ فِي الغُيُوبِ بِمَنْزِلٍ وَمَكَانِ
لَكِنَّنِي بِالحَقِّ أَسْأَلُ هَلْ لَكُمْ ---- حَظٌّ بِسُنَّةِ سَيِّدِ الأَكْوَانِ
أَنَّى وَقَدْ زَهَّدتُّمُ فِي العِلْمِ بَلْ ---- عَانَدْتُمُ لِشَرَائِعِ القُرْآنِ
وَتَبِعْتُمُ فِي الدِّينِ رَأْيًا دُونَمَا ---- شَرَعَ الإِلَهُ الحَقَّ بِالبُرْهَانِ
كَمْ مِنْ صَلَاةٍ عِنْدَكُمْ غَيْرَ الّتِي ---- صَلَّى بَنُو الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ
أَوْ وِرْدِ ذِكْرٍ قَدْ طَغَى بِلِسَانِكُمْ ---- مِنْ غَيْرِ فَضْلٍ جَاءَ بِالفُرْقَانِ
بَل رُبَّمَا فَضَّلْتُمُوهُ عَلَى الّذِي ---- شَرَعَ الرَّحِيمُ بِظَاهِرِ البُهْتَانِ
وَصِيَامُكُمْ بِالصَّمْتِ فِعْلُ المُقْتَفِي ---- لِمَآثِرِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
وَكَذَاكَ حَجُّكُمُ لِغَيْرِ البَيْتِ بَلْ ---- لِمَعَالِمِ الإِشْرَاكِ وَالطُّغْيَانِ
وَعِبَادَةُ الخَلاَّقِ بِالرَّقْصِ الّذِي ---- هُوَ عِنْدَنَا لِأَرَاذِلِ النِّسْوَانِ
وَغِنَاءِ أَهْلِ الفِسْقِ وَالغَزَلِ الّذِي ---- أَنْشَأْتُمُوهُ لِقُرْبَةِ الدَّيَّانِ
وَكَذَا اخْتِلَاطُ الحُمْرِ فِي أَعْيَادِكُمْ ---- فِسْقًا وَهَتْكَ العِرْضِ وَالأَدْيَانِ
وَبَلِيَّةُ الغَاوِينَ مِنْ أَهْلِ الهَوَى ---- وَعَمَى القُلُوبِ بِفِتْنَةِ المُرْدَانِ
تَعْذِيبُ أَنْفُسِكُمْ وَقَهْرُ جُسُومِكُمْ ---- وَعِقَابُهَا بِالبُخْلِ وَالحِرْمَانِ
مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ قَدْ حَوَتْهُ وَإِنَّمَا ---- ظُلْمُ العِبَادِ بِشُورَةِ الشِّيْطَانِ
أَكْلُ النَّجَاسَةِ وَالقَذَارَةِ وَالَّذِي ---- تَأْبَاهُ فِطْرَةُ خَالِقِ الأَكْوَانِ
لِبْسُ الرِّقَاعِ تَقَشُّفًا مِنْ وَاجِدٍ ---- كَالمُنْكِرِينَ لِنِعْمَةِ المَنَّانِ
وَلَرُبَّمَا زَعَمَ السَّفِيهُ لَدَيْكُمُ ---- أَلاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِي العِصْيَانِ
وَهُوَ الّذِي جَازَ التَّكَالِيفَ الّتِي ---- قَدْ عُلِّقَتْ بِعَوَاتِقِ الإِنْسَانِ
هَذِي وَرَبِّي شِرْعَةُ الإِلْحَادِ بَلْ ---- عَيْنُ الجُحُودِ وَغَايَةُ الكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي بَعْضِ المُسَمَّيَاتِ
التِي تَمَيِّزَ بِهَا الصُّوفِيَّةُ عَنْ سَائِرِ المُسْلِمِين

هَذَا وَمِنْ بِدَعِ التَّصَوُّفِ أَنْ رَضُوا ---- أَحْوَالَ أَهْلِ السُّكْرِ فِي الأَدْيَانِ
فَلَهُمْ بِغَيْبَتِهِمْ ذُهُولُ المُبْتَلَى ---- عَنْ حَظِّ نَفْسٍ كَانَ بِالإِمْكَانِ
وَالسُّكْرُ عِنْدَهُمُ يُغَيِّبُ بِالفَتَى ---- عَيْشَ الجُسُومِ وَمَشْهَدَ الأَبْدَانِ
وَالمَحْوُ مَحْوُ العَقْلِ مِنْ فَرْطِ الهَوَى ---- وَالصَّحْوُ عَوْدُ العَقْلِ بِالإِنْسَانِ
وَكَذَا الحُضُورُ فَحَالُ إِدْرَاكِ الدُّنَا ---- وَالصَّوْلُ حَصْرُ العِلْمِ بِالرَّحْمَنِ
وَالجَمْعُ جَمْعُ الخَلْقِ فِي رَبِّ الوَرَى ---- وَالفَرْقُ تَمْيِيزُ الوَرَى بِعَيَانِ
ثُمَّ التَّجَلِّي رُؤْيَةُ الدَّيَّانِ فِي ---- غَيْرِ المَنَامِ وَفِطْنَةِ اليَقْظَانِ
وَفَنَاؤُهُمْ بِاللهِ ذَاكَ المُبْتَغَى ---- وَحُلُولُ رَبِّ العَرْشِ بِالأَكْوَانِ
وَالصِّدْقُ قَوْلُ العَبْدِ أَنِّي رَبُّكُمْ ---- وَالشِّرْكُ إِثْبَاتُ الأَنَا بِمَكَانِ
تَوْحِيدُهُمْ يَعْنِي اِتِّحَادَ جُسُومِهِمْ ---- وَقُلُوبِهِمْ بِجَلَالَةِ الدَّيَّان
وَالحَضْرَةُ اسْتِحْضَارُ أَمْلَاكِ الهُدَى ---- أَوْ مَيِّتٍ مِنْ غَابِرِ الأَزْمَانِ
مِثْلَ النَّبِيِّ أَوِ الوَلِيِّ بِزَعْمِهِمْ ---- بِطُقُوسِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالأَوْثَانِ
وَلَرُبَّمَا طَلَبُوا شُهُودَ اللهِ فِي ---- دَارِ البِلَا وَدَنِيَّةِ الأَوْطَانِ
وَكَمِ اِبْتَلَى اللهُ الحَمِيرَ لِظُلْمِهِمْ ---- بِحُضُورِ شَرِّ الجِنِّ وَالشَّيْطَانِ
وَالكُلُّ مِنْ بِدَعِ المَجُوسِ وَفِكْرِهِمْ ---- وَدِيَانَةِ البُوذِيِّ ذِي الكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي الطَّرَائِقِ الصُّوفِيَّة

كَمْ فِرْقَةٍ بِالغَيِّ قَدْ شَتَّتْتُمُ ---- أَهْلَ السَّلَامِ وَمَعْشَرَ الإِخْوَانِ
وَرَضِيتُمُ بَعْدَ التَّكَافُلِ فُرْقَةً ---- وَرَضَخْتُمُ لِحَبَائِلِ الشَّيْطَانِ
وَلَسَوْفَ يَعْجَزُ مَنْ يُحَاوِلُ عَدَّهَا ---- وَيَعُودُ بَعْدَ الجَهْدِ بِالخرصَانِ
مَا أُمَّةٌ عُرِفَتْ بِمِثْلِ خِلَافِكُمْ ---- فِي السِّلْمِ بَلْ فِي سَائِرِ الأَدْيَانِ
وَوَضَعْتُمُ فِي كَلِّ حِزْبٍ مُرْشِدًا ---- دُونَ الوَلِيِّ وَنَائِبِ السُّلْطَانِ
أَلْزَمْتُمُ الأَتْبَاعَ طَاعَةَ أَمْرِهِ ---- وَطَرِيقَهُ فِي السِّرِّ وَالإِعْلَانِ
ثُمَّ المُرِيدُ فَذَاكَ عَبْدُ شُيُوخِكُمْ ---- وَأَسِيرُكُمْ مِنْ مَعْشَرِ العُمْيَانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِبُ غَيْرَ ذِي مِنْ وَضْعِكُمْ ---- كَمَرَاتِبِ الأَجْنَادِ وَالأَعْوَانِ
قَدْ عَدَّهَا مُحْيِي الذّنُوبِ تَخَرُّصًا ---- خَمْسًا بِلَا سَبَبٍ وَلَا بُرْهَانِ
قُطْبٌ إِمَامٌ ثُمَّ أَبْدَالٌ كَذَا ---- نُجَبَاؤُكُمْ وَنَقِيبُ كَلِّ زَمَانِ
وَالبَعْضُ زَادَ الغَوْثَ وَالأَوْتَادَ مَعْ ---- عُرَفَائِكُمْ بِالإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
بِاللهِ أَيُّ دِيَانَةٍ أَنْشَأْتُمُ ---- يَا أَمَّةَ العُمْيَانِ وَالطُّرْشَانِ
مَا فِي كِتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ التِي ---- جَاءَتْ عَنِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
مِنْ إِفْكِكُمْ شَيْئًا بِهِ اسْتَشْهَدْتُمُ ---- كَلاَّ وَلَا جِئْتُمْ لَهَا بِبَيَانِ
لَكِنُّهُ الرَّأْيُ القَبِيحُ بِمَنْ هَوَى ---- قَوْلَ الكَذُوبِ وَشِرْعَةَ الهَذَيَانِ
فَصْلٌ فِي
جَمَاعَةِ التَّبْلِيغ

ذَاكُمْ وَمِنْ رَحِمِ التَّصَوُّفِ أُطْلِقَتْ ---- مَجْمُوعَةُ التَّبْلِيغِ بِالبُلْدَانِ
تَدْعُوا إِلَى شَرْعِ الإِلَهِ بِزَعْمِهَا ---- وَتُقَرِّبُ العَاصِينَ لِلْإِيمَانِ
بِالجَهْلِ قَدْ طَلَبَتْ شَرِيعَةَ أَحْمَدٍ ---- وَبِجَهْلِهَا حَمَلَتْ عَلَى العِصْيَانِ
قَدْ وَكَّلُوا بِعَظِيمِ أَمْرِهِمُ الّذِي ---- رَكِبَ الفُسُوقَ وَغَمْرَةَ الفِتْيَانِ
وَعَصَائِبُ الأَوْبَاشِ مِنْ بَيْنِ الوَرَى ---- وَمَعَاشِر الطُّرْشَانِ وَالعُمْيَانِ
أَفَيُنْذِرُ الجُهَّالَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُمْ ---- أَمْ يُرْشِدُ الفُسَّاقَ ذُو الكُفْرَانِ
هُمْ جَمَّعُوا فِي حِزْبِهِمْ أُمَمَ الرَّدَى ---- وَفُلُولَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالطُّغْيَانِ
أَهْلَ المَعَاصِي وَالبَدَائِعِ كُلِّهَا ---- وَطَرَائِقَ الغَالِينَ بِالبُهْتَانِ
فَلَهُمْ لَدَى طُرُقِ التَّصَوُّفِ بَيْعَةٌ ---- وَلَهُمْ بِفِرْقَتِهِمْ إِمَامٌ ثَانِ
كَمْ زَهَّدُوا فِي العِلْمِ أَرْبَابَ النُّهَى ---- وَرَأَوْهُ مَنْشَأَ فُرْقَةِ الإِخْوَانِ
وَرَأَوْا بِأَنَّ الجَهْلَ أَسْلَمُ بِالفَتَى ---- مِنْ نَهْجِ أَهْلِ العِلْمِ وَالقُرْآنِ
جَعَلُوا الدِّيَانَةَ قِسْمَتَيْنِ فَبَعْضُهَا ---- لُبٌّ وَذَاكَ القِشْرُ قِسْمٌ ثَانِ
فَدَعَوْا عِبَادَ اللهِ لِلْأُولَى وَقَدْ ---- زَهَدُوا بِشَطْرِ شَرِيعَةِ العَدْنَانِي
وَمُرَادُهُمْ أَبَدًا تَكَاثُرُ حِزْبِهِمْ ---- مِنْ كُلِّ غَثٍّ أَوْ بِكُلِّ سِمَانِ
وَلَهُمْ بِسِحْرِ القَوْلِ عِلْمٌ دُونَمَا ---- يُرْسِي شُعَاعَ الحَقِّ بِالأَذْهَانِ
فَلَكَمْ سَبَوْا بِالزُّورِ مِنْ عَبْدٍ بِلَا ---- حُجَجٍ تَلُوحُ لَهُمْ وَلَا بُرْهَانِ
بَلْ زُخْرُفُ القَوْلِ الّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ ---- رَأْسُ القَصِيدِ وَغَايَةُ التِّبْيَانِ

فضائح الاخوان المسلمين

فَصْلٌ فِي
نَشْأَةِ الجَمَاعَةِ وَجَنَاحَيْهَا اللّذَيْنِ تَخْفِقُ بِهِمَا

يَا وَيْحَ نَفْسِي إِنْ تَغَافَلَ كَفُّهَا ---- حِزْبَ الغُوَاةِ وَفِرْقَةَ الدُّبَّانِ
حِزْبٌ تَسَمَّى دُونَ نَاشِئَةِ الوَرَى ---- بِالمُسْلِمِينَ جَمَاعَةِ الإِخْوَانِ
فِكْرٌ تَأَسَّسَ عَنْ قَرِيبٍ مَا الَّذِي ---- تَرْجُوهُ مِنْ مُتَأَخِّرِ الحِدْثَانِ
لَوْ كَانَ خَيْرًا كَانَ أُظْهِرَ فِي الدُّنَا ---- مِنْ سَالِفٍ فِي خِيرَةِ الأَزْمَانِ
لَكِّنَّهَا هَذِي البَدَائِعُ كُلَّمَا ---- بَعُدَ الزَّمَانُ تَرُوجُ بِالعُمْيَانِ
أَنَّى يَجِيءُ الخَيْرُ مِنْ مُتَصَوِّفٍ ---- عَبَدَ القُبُورَ وَلَاذَ بِالأَوْثَانِ
فَمُقَدِّمُ القَوْمِ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ ---- رَأْسُ الجَمِيعِ مُؤَسِّسُ البُنْيَانِ
وَلَغَ التَّصَوُّفَ مِنْ حِيَاضٍ لَمْ تَزَلْ ---- مَنْقُوشَةً بِالقَلْبِ وَالوِجْدَانِ
فَلَهَا بِفِكْرِ الشَّيْخِ آثَارٌ وَإِنْ ---- أَخْفَاهُ دُونَ لَوَاحِظِ الأَجْفَانِ
وَكَذَاكَ لِلْإِخْوَانِ فَرْعٌ قَدْ بَدَا ---- كَالأَصْلِ بَلْ قَدْ عَادَ أُسًّا ثَانْ
أَعْنِي بِهِ فَرْعَ الخَوَارِجِ إِنَّهُ ---- قُطْبٌ وَذَاكَ بِفِكْرِهِمْ ذُو شَانِ
مَنْ كَانَ جَدَّدَ لِلْخَوَارِجِ مَنْهَجًا ---- وَأَعَادَ بَعْثَ الهَرْجِ بِالأَكْوَانِ
فَلَهُ بِكُلِّ مَحَلَّةٍ تَبَعٌ فَكَمْ ---- جَرُّوا عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَحْزَانِ
فَصْلٌ فِي
غَايَةِ الجَمَاعَةِ – وَهِيَ الكُرْسِي –
وَاخْتِلَافِ طُرُقِهِمْ فِي الوُصُولِ إِلَيْهِ

ضِدَّانِ قَدْ جُمِعَا بِلَا سَبَبٍ سِوَى ---- غَيِّ النُّفُوسِ وَشِرْكَةِ الشَّيْطَانِ
بَلْ ذَاكَ وَهْجُ الحُكْمِ وَالكُرْسِيِّ مَعْ ---- شَغَفِ النُّفُوسِ بِمَنْزِلِ السُّلْطَانِ
فَهُمُ إِذًا قَوْمٌ عَلَى هَدَفٍ وَقَدْ ---- سَارُوا لِأَجْلِ مُرَادِهِمْ سَيْرَانِ
قِسْمٌ رَأَى حُكْمَ السِّيَاسَةِ نَافِذًا ---- وَجَزاءَهَا مِنْ أَبْخَسِ الأَثْمَانِ
قَدْ وَافَقَتْ جُبْنًا وَشُحًّا وَالهَوَى ---- فَهِيَ الطَّرِيقُ إِذًا بِلَا خُسْرَانِ
فَتَجَرَّدُوا مِنْ كُلِّ دِينٍ لِلَّذِي ---- يَحْدُوا بِهِمْ فِي مَسْلَكِ الخِذْلَانِ
وَتَلَبَّسُوا ثَوْبَ الفُجُورِ فَهَمُّهُمْ ---- هَمُّ الدُّنَا وَمَنَازِلِ الأَقْرَانِ
تَرَكُوا كَلَامَ اللهِ وَالسُّنَنَ التِي ---- جَاءَتْ عَنِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
وَتَحَاكَمُوا عِنْدَ الدَّسَاتِيرِ التِي ---- سُلِخَتْ مِنَ المَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ
وَتَقَبَّلُوا حُكْمَ الشُّعُوبِ وَقَابَلُوا ---- شَرْعَ الإِلَهِ الحَقِّ بِالنُّكْرَانِ
وَتَقَاسَمُوا المِضْمَارَ مَعْ نَادِي الرَّدَى ---- جَمْعِ العُلُوجِ وَخِلْفَةِ اليُونَانِ
وَتَحَالَفُوا مَعْ كَافِرٍ طَوْرًا وَمَعْ ---- أَهْلِ الفُسُوقِ وَلَمَّةِ العِصْيَانِ
وَالآخَرُونَ رَأَوْا سَبِيلًا غَيْرَ ذَا ---- فَتَنَكَّرُوا فِي صُورَةِ الشُّجْعَانِ
قَدْ أَمَّهُمْ غَضَبُ النُّفُوسِ وَبَطْشُهَا ---- وَجُنُوحُهَا لِلظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ
فَلَوَوْا عَلَى أَهْلِ التُّقَى بِسُيُوفِهِمْ ---- فِعْلَ الغُوَاةِ وَغَدْرَ كُلِّ جَبَانِ
لَمْ يَرْقُبُوا فِي مُسْلِمٍ إِلاًّ وَلَا ---- عَرَفُوا ذِمَامَ البِرِّ وَالإِيمَانِ
أَبَدًا وَلَا وَفَّوْا لِذِي عَهْدٍ وَلَا ---- مُسْتَأْمِنٍ قَدْ لَاذَ بِالقُرْآنِ
فَالكُلُّ فِي حُكْمِ السُّيُوفِ وَدُونَهُمْ ---- وَقْعُ الرَّصَاصِ الحَيِّ بِالأَبْدَانِ
وَجَمِيعُهُمْ بِالدِّينِ كُفَّارٌ سِوَى ---- جُنْدِ الخُرُوجِ وَعَسْكَرِ الشَّيْطَانِ
فَهُمُ إِذًا وَجْهَانِ لِلدِّينَارِ لَا ---- يَتَفَرَّقَانِ وَلَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
يَتَبَادَلَانِ الدَّوْرَ هَذَا مَرَّةً ---- وَالآخَرُ الأُخْرَى مَدَى الأَزْمَانِ
فَصْلٌ فِي
مُخَالَفَاتٍ أُخْرَى لِلْإِخْوَانِ المُسْلِمِين

أُسُّ الجَمَاعَةِ لَوْ خَبَرْتَ طَرِيقَهُمْ ---- جَمِّعْ وَلَا تَسْأَلْ عَنِ الأَدْيَانِ
بَلْ غُضَّ طَرْفَكَ عَنْ عُيُوبِهِمُ فَلَا ---- تَنْصَحْ فَتُذْهِبَ أُلْفَةُ الإِخْوَانِ
وَكَذَاكَ يَلْزَمُكَ احْتِرَامٌ لِلَّذِي ---- دَانُوهُ مِنْ حَقٍّ وَمِنْ طُغْيَانِ
حَتَّى العَدُوَّ أَبِنْ بِوَجْهِهِ أَنَّنَا ---- أَحْلَافُ صِدْقٍ مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ
إِلاَّ عَدُوًّا وَاحِدًا قَدْ أَظْهَرُوا ---- فِيهِ العَدَاوَةَ وَالبَرَا بِبَيَانِ
أَعْنِي عَدَاوَةَ مَنْ تَلَبَّسَ بِالهُدَى ---- أَهْل الحَدِيثِ وَأُمَّة الإِحْسَانِ
فَهُمُ العَدُوُّ فَلَا وَلَاءَ لِحِزْبِهِمْ ---- أَبَدًا كَمِثْلِ الجِبْتِ وَالشَّيْطَانِ
هَذَا الوَلَاءُ بِمَنْ تَنَكَّرَ لِلْهُدَى ---- وَتَرَصَّدَ الِإسْلَامَ كُلَّ أَوَانِ
وَكَذَا البَرَاءُ وَقَدْ رَأَيْتَ مَقَالَهُمْ ---- فِي مَدْحِ دِينِ الشِّرْكِ وَالكُفْرَانِ
كَمْ بَيْعَةٍ جَعَلُوا بِغَيْرِ الحَقِّ فِي ---- غَيْرِ الوَلِيِّ وَنَائِبِ السُّلْطَانِ
وَلِأَجْلِهَا وَالَوْا وَعَادَوْا كُلَّ مَنْ ---- نَكِرَ الهَوَى بِسَوَاطِعِ البُرْهَانِ
وَلَهُمْ كَحِزْبِ البَاطِنِيَّةِ فِي الوَرَى ---- ظَهْرٌ وَبَطْنٌ إِذْ هُمَا دِينَانِ
دِينٌ يَخُصُّ كِبَارَهُمْ فِي السِّرِّ مَعْ ---- دِينٍ يُرِيهِ القَوْمُ لِلْعُمْيَانِ
قَدْ زَهَّدُوا فِي العِلْمِ أَتْبَاعَ الرَّدَى ---- ورَمَوْا بُحُورَ العِلْمِ بِالبُهْتَانِ
شَغَلُوا عِبَادَ اللهِ بِالتَّمْثِيلِ أَوْ ---- بِالرَّقْصِ أَوْ بِمَعَازِفِ الأَلْحَانِ
وَلَهُمْ طَرَائِقُ غَيْرُهَا فِي صَدِّهِمْ ---- عَنْ مَسْلَكِ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ
مِثْلُ التَّظَاهُرِ أَوْ كَإِضْرَابٍ كَذَا ---- قَطْعُ الطَّرِيقِ وَمَعْبَرِ الرُّكْبَانِ
سِتْرًا لِعَوْرَاتٍ لَهُمْ قَدْ كُشِّفَتْ ---- بِالعِلْمِ بَلْ بِظَوَاهِرِ القُرْآنِ
فَصْلٌ فِي
جِنَايَةِ الإِخْوَانِ عَلَى بُلْدَانِ المُسْلِمِين

سَلْ عَنْهُمُ التُّارِيخَ يُخْبِرْكَ الّذِي ---- يُدْمِي القُلُوبَ لِمَوْقِعِ الأَحْزَانِ
فَلَكَمْ سَعَوْا بَيْنَ العِبَادِ بِفِتْنَةٍ ---- زَرَعَتْ بُذُورَ السُّمِّ بِالبُلْدَانِ
فَاذْكُرْ لَهُمْ فِتَنًا بِمِصْرٍ قَدْ غَدَتْ ---- مَشْهُودَةً تُحْكَى بِكُلِّ لِسَانِ
مِنْ يَوْمِ أَنْ ظَهَرُوا إِلَى حِينِ انْتَهَوْا ---- بِيَدِ الأَمِيرِ وَقَبْضَةِ السَّجَّانِ
أَمَّا جَزَائِرُنَا الحَبِيبَةُ فَالّذِي ---- ذَاقَتْهُ فَوْقَ الوَصْفِ وَالتِّبْيَانِ
عُشْرِيَّةٌ عُرِفَتْ بِلَوْنِ الدَّمْعِ بَلْ ---- لَوْنِ الدِّمَاءِ وَشُعْلَةِ النِّيرَانِ
وَاسْأَل إِذًا عَنْ فِعْلِهِمْ شَامِنَا ---- وَعِرَاقِنَا وَاسْأَلْ عَنِ الأَفْغَانِ
وَاسْأَلْ عَنِ اليَمَنِ السَّعِيدِ وَنَجْدِنَا ---- دَارِ السَّلَامِ وَمَأْرَزِ الإِيمَانِ
كَمْ قَتَّلُوا كَمْ فَجَّرُوا كَمْ أَسْرَفُوا ---- كَمْ خَرَّبوُا مِنْ صَالِحِ الأَوْطَانِ
وَالحَقُّ أَنّهُمُ كَعُشٍّ لِلبِلَا ---- وَمَنَابِتِ الأَهْوَالِ كُلَّ أَوَانِ
عَنْهُمْ تَفَرَّعَ كُلُّ حِزْبٍ مَارِقٍ ---- نَشَرَ البَلَاءَ وَجَاءَ بِالأَحْزَانِ
فَصْلٌ فِي
حُكْمِ الإِخْوَانِ لِبُلْدَانِ المُسْلِمِين

هَذَا وَدَعْوَاهُمْ مَدَى الأَيَّامِ فِي ---- جَمْعِ البُغَاثِ وَمَعْشَرِ الطُّرْشَانِ
نَشْرُ الفَضِيلَةِ فِي العِبَادِ وَمِثْلُهَا ---- تَحْكِيمُ شَرْعِ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ
فَمَتَى جَرَى حُكْمُ البِلَادِ بِكَفِّهِمْ ---- صَارُوا إِلَى هَدَفٍ وَقَوْلٍ ثَانِ
أَوَ مَا سَمِعْتَ مَقَالَ أَخْسَرِ أَهْلِهَا ---- زَهَّارُ غَزَّةَ عرَّةُ الإِخْوَانِ
إِنَّ الحُدُودَ مَضَتْ وَأَدْبَرَ عَهْدُهَا ---- وَاليَوْمَ عَهْدُ شَرَائِعِ الإِنْسَانِ
مُرْسِيُّهُمْ أَيْضًا تَأَبَّطَ شَرَّهَا ---- وَأَبُو الشُّرُورِ وَمُرْشِدُ الدُّبَّانِ
كُفْرٌ وَرَبِّي لَيْسَ يَسْتُرُهُ الوَرَى ---- وَمَقَالُ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالطُّغْيَانِ
مِنْ جَهْلِهِمْ وَقَفَ العِبَادُ بِكُفْرِهِمْ ---- فَلَقَدْ أَتَوْا بِظَوَاهِرِ الكُفْرَانِ
وَلَقَدْ رَأَيْنَا حُكْمَهُمْ فِي مِصْرِنَا ---- وَبِتُونُسٍ وَبِدَوْلَةِ السُّودَانِ
وَبِغَزَّةٍ دَارِ الجِهَادِ وَمَغْرِبٍ ---- وَبِغَيْرِ دَارٍ مِنْ قُرَى الإِيمَانِ
قَدْ حَكَّمُوا فِي النَّاسِ دُسْتُورًا كَذَا ---- قَانُونَ أَهْلِ الفِسْقِ وَالعِصْيَانِ
وَأَقَرَّ جَمْعُهُمُ شَرَائِعَ مَنْ مَضَى ---- فِي الحُكْمِ مِنْ مَلِكٍ وَمِنْ سُلْطَانِ
وَرَضُوا بِتَشْرِيعِ الأُلَى وَطَرِيقِهِمْ ---- وَبِدِينِ ذَاكَ الفَاسِقِ العِلْمَانِي
فَالقَوْمُ قَدْ جَعَلُوا السَّلَامَ مَطِيَّةً ---- لِمَآرِبٍ تَخْفَى عَلَى العُمْيَانِ
لَكِّنَّهَا بِذَوِي العُقُولِ كَشَمْسِنَا ---- مَفْضُوحَةُ الأَرْجَاءِ وَالأَرْكَانِ
فَمَتَى يُفِيقُ الغِرُّ مِنْ نَوْمِ الضُّحَى ---- لِيَرَى شُعَاعَ الحَقِّ فِي الأَكْوَانِ
وَيَرَى ظَلَامَ الزُّورِ فِي عَرَصَاتِهَا ---- وَحَقِيقَةَ الإِفْلَاسِ بِالإِخْوَانِ
فَصْلٌ فِي
فِرْقَةِ المُمَيِّعَةِ
الَّذِينَ شَابَهُوا الإِخْوَانَ فِي مَنْهَجِهِمُ الفَسِيح

وَلَقَدْ مَشَى بِطَرِيقِهِمْ قَوْمٌ لَهُمْ ---- نَهْجٌ فَسِيحٌ وَاسِعُ الأَرْكَانِ
مَنْ مَيَّعُوا فِي سَيْرِهِمْ طُرُقَ الهُدَى ---- بِمَكَامِنِ الأَنْجَاسِ وَالأَدْرَانِ
وَرَضُوا بِتَجْمِيعِ القَذَى مِنْ حَوْلِهِمْ ---- كَالحُشِّ يَجْمَعُ سَفْلَةَ الدُّبَّانِ
لَا يُنْكِرُونَ عَلَى المُخَالِفِ سَقْطَةً ---- أَوْ يَرْفَعُونَ الحَقَّ بِالبُرْهَانِ
فَهُمُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ أَذِلَّةٌ ---- عَنْ دَفْعِ كُلِّ مُعَانِدٍ فَتَّانِ
دَارَيْتُمُ أَهْلَ البَدَائِعِ عَنْ هَوًى ---- لِنُفُوسِكُمْ وَبِشُورَةِ الشَّيْطَانِ
وَشِعَارُكُمْ تَهْوِينُ شَرِّ المُفْتَرِي ---- وَتَكَتُّمٌ عَنْ بِدْعَةِ الفَتَّانِ
وَلَرُبَّمَا دَافَعْتُمُ عَنْ حِزْبِهِمْ ---- فِي حَرْبِ أَهْلِ الدِّينِ وَالفُرْقَانِ
وَلَقَدْ تَحَمَّلَ كِبْرَ مَنْهَجِكُمْ فَتًى ---- مِنْ أَخْبَثِ السُّكَّانِ فِي عَمَّانِ
أَعْنِي بِهِ الحَلَبِيَّ كَذَّابَ الوَرَى ---- لِصَّ العُلُومِ وَخَائِنَ الإِخْوَانِ
مَنْ أَنْشَأَ المِرْحَاضَ يَجْمَعُ شَمْلَكُمْ --- دُونَ الثِّقَاتِ وَصَالِحِ الإِخْوَانِ
حَشَّ المَنَاهِجَ مَجْمَعَ الأَدْرَانِ مِنْ ---- شَتَّى الدُّرُوبِ وَسَائِرِ الأَوْطَانِ
وَ المَأْرِبِيُّ وَمِنْ بِلَادِي جُمْلَةٌ ---- كَأَبِي سَعِيدٍ ذَاكَ وَالرَّمَضَانِي
قَالُوا نُصَحِّحُ دُونَ إِسْقَاطٍ وَذَا ---- وَاللهِ عَيْنُ الجَهْلِ وَالعِصْيَانِ
أَفَأَنْتُمُ أَهْدَى وَأَرْشَدُ لِلْوَرَى ---- مِمَّنْ مَضَى فِي خِيرَةِ الأَزْمَانِ؟
أَمْ أَنَّكُمْ أَدْرَكْتُمُ سُبُلَ الهُدَى ---- وَمَضَتْ قُرُونُ الخَيْرِ كَالعُمْيَانِ؟
أَمْ أَنَّكُمْ لِلنَّاسِ أَنْصَحُ مِشْيَةً ---- مِنْ سِيرَةِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
فَصْلٌ فِي
الحَدَّادِيَّة الغُلَاة
الذِينَ كَانُوا عَلَى النَّقِيضِ مِنْ مَنْهَجِهِم

وَعَلَى النَّقِيضِ مِنَ المُمُيِّعِ قَدْ جَرَى ---- قَوْلُ البَغِيضِ المُجْرِمِ الفَتَّانِ
حَدَّادُهُمْ ذَاكَ الّذِي فَتَنَ الوَرَى ---- بِعَظِيمِ جُرْأَتِهِ عَلَى الرَّحْمَنِ
كَمْ فَسَّقَ المَخْبُولُ مِنْ أَهْلِ التُّقَى ---- وَقَضَى بِكُفْرٍ فِي بَنِي الإِيمَانِ
وَجَرَى لِتَبْدِيعِ الثِّقَاتِ سَفَاهَةً ---- بِقَوَاعِدٍ بُنِيَتْ عَلَى الطُّغْيَانِ
فَهُوَ الَّذِي لَا يَرْتَضِي شَرْطًا سِوَى ---- فِعْلِ المُخَالِفِ مُطْلَقَ العِصْيَانِ
لِيَكُونَ فِي نَظَرِ المُغَفَّلِ سَاقِطًا ---- بِالجَهْلِ وَالإِكْرَاهِ وَالنِّسْيَانِ
فَالعُذْرُ يُقْبَلُ حِينَ يُحْشَرُ جَمْعُنَا ---- يَوْمَ القِيَامَةِ فِي قَضَا الرَّحْمَنِ
أَمَّا بِأَرْضِ العَامِلِينَ فَلَنْ تَرَى ---- عُذْرًا يَكُفُّ الحُكْمَ بِالأَعْيَانِ
وَلَرُبَّمَا جَرَحَ العِبَادَ بِغَيْرِ مَا ---- يَقْضِيهِ ذَاكَ الفِعْلُ بِالإِنْسَانِ
فَلَقَدْ يُبَدِّعُ بِالخَطِيئَةِ فَاسِقًا ---- وَيُعَلِّمُ البِدْعِيَّ بِالكُفْرَانِ
مُتَسَرِّعٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ كَالَّذِي ---- يَشْفِي لِغِلٍّ حَزَّ بِالوِجْدَانِ
مُتَسَلْسِلٌ فِي الحُكْمِ حَتَّى يَنْقَضِي ---- لِجَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ سُكَّانِ
فَلَقَدْ قَضَى يَوْمًا سَفِيهٌ مِنْهُمُ ---- أَنْ لَيْسَ يَسْلَمُ غَيْرُهُ بِمَكَانِ
وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْتَضِى قَوْلًا سِوَى ---- حُكْمٍ لَهُ بِالصِّدْقِ وَالرُّجْحَانِ
حَتَّى وَلَوْ كَانَ الخِلَافُ مُسَوَّغًا ---- مِنْ عَالِمٍ أَفْتَى عَلَى البُرْهَانِ
وَلَهُمْ بِسُوءِ الخُلْقِ بَاعٌ مَا جَرَى ---- مِنْ قَبْلِهِمْ فِي سَائِرِ الأَدْيَانِ
شَتْمٌ وَسَبٌّ بَلْ وَضَرْبٌ رُبَّمَا ---- لِمُخَالِفٍ يَأْبَى عَلَى الدُّبَّانِ
طَعَنُوا بِأَهْلِ العِلْمِ ظُلْمًا بِالهَوَى ---- أَوْ بِاخْتِلَاقِ الزُّورِ وَالبُهْتَانِ
وَلَرُبَّمَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ظَاهِرًا ---- وَتَسَتُّرًا كَصَنِيعِ كُلِّ جَبَانِ
وَبِعَكْسِهِمْ قَدْ عَظَّمُوا بِالزُّورِ مَنْ وَالَاهُمُ مِنْ جُمْلَةِ الصِّبْيَانِ
كَمْ سَفَّهُوا أَهْلَ الحَدِيثِ وَنَهْجَهُمْ --- فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ وَالتِّبْيَانِ
وَرَضُوا قَوَاعِدَ غَيْرَهَا فِي حُكْمِهِمْ ---- بُنِيَتْ عَلَى الإِسْرَافِ وَالطُّغْيَانِ
نَبَذُوا المَصَالِحَ وَالمَفَاسِدَ جُمْلَةً ---- وَتَمَسَّكُوا بِالهَجْرِ كُلَّ أَوَانِ
عَنْ كُلِّ فِعْلٍ لِلْمُخَالِفِ أَطْلَقُوا ---- لِلْهَجْرِ كُلَّ شَكِيمَةٍ وَعَنَانِ
وَلَعَلَّ أَكْبَرَ جُرْمِهِمْ أَنْ حَذَّرُوا ---- مِنْ كُتْبِ أَهْلِ العِلْمِ وَالعِرْفَانِ
كَالحَافِظَينِ وَمَنْ سَرَى فِي فُلْكِهِمْ ---- مِنْ جُمْلَةِ الأَصْحَابِ وَالأَقْرَانِ

خاتمة

هَذَا وَقَدْ تَمَّ القَصِيدُ مُنَوّنًا ---- أَلْفِيَّةً رُسِمَتْ بِخَيْرِ مَعَانِ
كَالدُّرِّ مَا نُظِرَتْ وَأَجْمَلُ مَطْلَعًا ---- مِنْ خَالِصِ اليَاقُوتِ وَالمَرْجَانِ
تُدْنِي لِذِي الأفْهَامِ حَالَ المُفْتَرِى ---- وَتُقَرِّبُ الإسْلامَ بِالأَذْهَانِ
تَنْفِي خَبِيثَ القَوْلِ عَنْ إِسْلامِنَا ---- كَالنَّارِ تُظْهِرُ خَالِصَ الأَثْمَانِ
وَتُعِيدُ صَقْلَ حُلِيِّهَا فَتَزِيدُ مِنْ ---- وَهْجِ الزُّمُرُّدِ فِيهِ والمُرْجَانِ
وَتَرُدُّ نَظْمَ التِّبْرِ فِي أَسْلاكِهَا ---- بَعْدَ انْفِرَاطِ السِّلْكِ بِالعِقْيَانِ
وَتُنِيرُ للنُّسَّاكِ نَهْجَ مُحَمَّدٍ ---- وَتَرُدُّ أَهْلَ الرَّأْيِ للبُرْهَانِ
تُخْزِي بِحُسْنِ صَنِيعِهَا أَعْدَاءَ مَنْ ---- تَبِعَ الرَّسُولَ وَلاذَ بِالقُرْآنِ
نَزَلَتْ عَلَى أَهْلِ الهَوَى كَالبَرْقِ بَلْ ---- كَالرَّعْدِ أَوْ كَعَوَاصِفِ النِّيرَانِ
تَجْتَثُّ مَا زَرَعُوا مِنَ الأَشْوَاكِ فِي ---- حَرْثِ الهُدَى وَمَزَارِعِ الإحْسَانِ
وَتُنِيطُ ثَمْرَ السُّوءِ مِنْ أَكْمَامِهَا ---- وَتَرُدُّ كَيْدَ الشَّرِّ بِالشَّيْطَانِ
وَتُعِيدُ لِلأَثَرِ العَتِيقِ بَرِيقَهُ ---- وَتَقُصُّ وَصْفَ السُّوءِ بِالحدثَانِ
أَجْرَتْ عَلَى السُّنِّيِّ بَرْدَ المَاءِ فِي ---- ذَا الحَرِّ تَرْوِي حُرْقَةَ الأشْجَانِ
وَتُنَاصِرُ المَظْلُومَ فِي يَوْمِ الوَغَى ---- مِنْ كَيْدِ أَهْلِ الشَّرِّ وَالعِصْيَانِ
وَتُنِيرُ مِنْ لَيْلِ العُصَاةِ طَلاسِمًا ---- وَتَفُكُّ سِحْرَ الغَيِّ بِالإنْسَانِ
وَتُمَيِّزُ الحَقَّ المُبِينَ بِأَنْفُسٍ ---- غُلِبَتْ عَلَى التّقْلِيدِ كَالعُمْيَانِ
هِيَ لِلمُخَالِفِ غُصَّةٌ بِالحَلْقِ أَوْ ---- رُمْحٌ يُمَزِّقُ لُحْمَةَ الأبْدَانِ
هِيَ دُرَّةٌ هِيَ حَرْبَةٌ هِيَ شَوْكَةٌ ---- فِي نَحْرِ كُلِّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ
هِيَ تِرْسُ كُلِّ مُوَحِّدٍ فِي حَرِّهَا ---- وَسِهَامُ جَيْشِ الحَقِّ وَالفُرْقَانِ
وَدَلِيلُ مَنْ طَلَبَ الطّرِيقَ لِسُنَّةٍ ---- قَدْ غُيِّبَتْ بِغِشَاوَةِ البُهْتَانِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ وَحِزْبِهِ ---- مَا غَرَّدَ الأَطْيَارُ بِالأَفْنَانِ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِمْ ---- عَدَّ الحَصَى فِي سَافِلِ الوِدْيَانِ
فَخِيَارُ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ ---- أَهْلُ التّقَى وَالعِلْمِ وَالعِرْفَانِ
وَشَرِيفُ أَنْسَابِ العِبَادِ فَآلُهُ ---- نَسْلُ النَّبِيِّ وَعَتْرَةُ العَدْنَانِي
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا تَبِعَ الوَرَى ---- نُورًا سَرَى مِنْ هَدْيِهِ الرَّبَّانِي
فَهُوَ الّذِي سَاقَ الدُّنَا مِنْ جَهْلِهَا ---- بِهِدَايَةِ الإرْشَادِ والتِّبْيَانِ
وَهُوَ الدَّلِيلُ إِلَى السَّدَادِ بِتِيهِهَا ---- وَسَبِيلُهَا لِعِبَادَةِ الرَّحْمَنِ
هُوَ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ فِي أَرْجَائِهَا ---- مِنْ كُلِّ إِنْسٍ فِي الوَرَى أَوْ جَانِ
رَأْسُ البَرِيَّةِ مَا تَفَاخَرَ بَذْرُهَا ---- بِعَظَائِمِ المَعْرُوفِ والإحْسَانِ
وَنَبِيلُهَا مَا إِنْ تَنَافَسَ أَهْلُهَا ---- لِكَرَائِمِ الأنْسَابِ وَالوِلَدَانِ
بَحْرُ العُلُومِ وَمَنْبَعُ الأخْلاقِ مَنْ ---- أَثْنَى عَلَيْهِ اللهُ بِالقُرْآنِ
مَنْ جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ يَسُوقُنَا ---- لِمَنَازِلِ الأبْرَارِ خَيْرِ جِنَانِ
وَشَفِيعُنَا يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ لَظَى ---- مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللهِ ذِي السُّلْطَانِ
وَمُقَدَّمُ النَّسَمَاتِ للجَنَّاتِ ذَا ---- يُعْطَى الوَسِيلَةَ وَالمَقَامَ الدَّانِي
وَبِحَوْضِهِ يُسْقَى المُوَحِّدُ شَرْبَةً ---- تُغْنِيهِ عَنْ شُرْبٍ مَدَى الأزْمَانِ
وَكَذَا السَّلامُ عَلَيْهِ مَا طَلَعَتْ بِنَا --- شَمْسُ الصَّبَاحِ تُنِيرُ للأكْوَانِ
أَوْ أَشْرَقَ البَدْرُ البَهِيُّ بِلَيْلِهَا --- مُتَلألِئَا بِمَشِيئَةِ الدَّيَّانِ
ثُمَّ اعْتِذَارِي عَنْ رَدِيءِ مَقَالَتِي ---- وَقَبِيحِ فِعْلِيَ وَارْتِيَابِ لِسَانِي
فَلَقَدْ أتَتْ دُونَ الَّذِي أَرْجُو وَمَا ---- يَبْغِيهِ أَهْلُ الحقِّ مِنْ إِتْقَانِ
وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُبَارِكَ نَظْمَهَا ---- وَيَزِيدَهَا حُسْنًا عَلَى إِحْسَانِ
وَيُمِدَّ نَاظِمَهَا بِأَجْرٍ وَافِرٍ ---- وَيُجِيرَ قَارِئَهَا مِنَ الطّغْيَانِ
وَاللهَ أَرْجُوا أَنْ يُبَلِّغَنَا الّذِي ---- يَرْضَى مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإيمَانِ
وَيُجَنِّبَ الأَهْوَاءَ بَابَ قُلُوبِنَا ---- فَهِيَ السَّبِيلُ إِذًا لِكُلِّ هَوَانِ
وَيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ أَخْلاَقِنَا ---- وَيَمُدَّنَا بِبَسَالَةِ الشُّجْعَانِ
وَيُسَخِّرَ البَاقِي مِنَ الأَعْمَارِ فِي ---- نَصْرِ الهُدَى وَحِرَابَةِ العِصْيَانِ
لاَ خَيْرَ فِي دِينِ امْرِئٍ مُتَبَلِّدٍ ---- مُتَخَاذِلٍ يَهْوِي لِكُلِّ جَبَانِ


.


التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 04 Sep 2015 الساعة 09:14 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 Aug 2015, 04:23 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي مراد على هذه الألفية المباركة شكر الله جهودك ودفاعك عن السنة و فضح أهل الباطل والبدعة.
لم أقرأها كلها ولكن إن شاء الله كما قلت : أنك إتبعتَ فيها طريقة الأسلاف ، فنحسبك منهم والله يسدد قلمك وبصيرتك بالحق ونصرته - آمين -
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Aug 2015, 11:59 PM
أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 196
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا مراد
أغبطك على هذه النعمة! وفقك الله للمزيد
وحبذا لو سُجِّلَتْ صوتيًا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Aug 2015, 12:10 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

اللهم بارك في أخي مراد و احفظه و زده علما.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Aug 2015, 01:49 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاك الله خيرا يا أخي ، جهد يستحق كل الشكر والتقدير والعرفان .
نسأل الله ان يبارك في جهودكم وان يثقل بها موازينكم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 Aug 2015, 08:30 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاكم الله خيرا واحسن اليكم ، سررت بطلعتكم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 Aug 2015, 10:23 PM
أبو سلمة يوسف عسكري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

ما شاء الله عليك أخي مراد؛ وبارك لك في هذه الموهبة الفذَّة.
فقد -والله- شرَّفتنا.
وحُقَّ لهذه الألفية أن تُصدَّر وتُثبَّتَ حِقبةً من الزمن.
زادك الله من فضله.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 Aug 2015, 07:48 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي يوسف على حسن ظنك ، سررت بمرورك وتعليقك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 Aug 2015, 11:21 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

ما أحسنها وأمتنها من ألفيّة نونيّة مدوّية، وشهب سلفيّة محرقة، جزاك الله خيرا أخي مراد، وجعل ما بذلته فيها من جهد ووقت في ميزان حسناتك يوم تلقاه، آمين..
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 Aug 2015, 06:04 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا وأحسن اليك أخي منور ، سررت بمرورك ، لكن اين التعقيبات والتعليقات ، لم تعد تصلني على خاص ولا عام ، ولم نعد نستفيد من شعرائنا وأساتذتنا من العلم شيئا ، بت أفكر في الرجوع الى طريقة النقد علنا لعلها كانت أصلح لحالنا والله أعلم
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24 Aug 2015, 10:52 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

بارك الله في أخي الشَّاعر مراد قرازة.
أسأل الله لك مزيدَ التَّوفيق والسَّداد، والعنايةَ بالعلم النَّافع والمنهج المستقيم.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 Aug 2015, 11:36 AM
محمد طه محدة السوفي محمد طه محدة السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 180
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا مراد
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 Aug 2015, 11:41 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي مراد
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 Aug 2015, 02:05 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

بارك الله فيكم وأحسن إليكم ، سررت بمروركم
وجزى الله خيرا شيخنا أبا عبد الله على حسن ظنه وجميل نصحه وتوجيهه ، وأجزل الله له الثواب عن كلّ السلفيين لما فتح لهم من آفاق للعلم النافع والعمل الصالح في رحاب هذا المنتدى المبارك

التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 04 Sep 2015 الساعة 09:13 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 Aug 2015, 05:46 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

بارك الله لك في قريحتك أخي مراد، وزادك من فضله، وجعلك مجاهدا صنديدا مدافعا عن منهج الأنبياء.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, نظم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013