منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05 Aug 2013, 06:34 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي مهلا يا العريفي موسى عليه السلام نبي من أنبياء الله فلا تنسى هذا

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد انتشر في هذه الأعصار عند كثير من المنتسبين للعلم والدعوة التساهل في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالواحد منهم ينقل الأخبار بلا تثبت و هذا أمر عجيب! فصار أحدهم يحضر خطبته ودرسه ولا يبالي بالأحاديث التي ينقلها من الكتب بل أحيانا يتحمل الأحاديث التي ينشرها الخطباء والوعاظ والقصاص على المنابر من غير سؤال أهل العلم بالحديث عن حالها محتجا أن الشيخ الفلاني ذكرها مع أن الشيخ المذكور قد يكون ممن ليس له عناية بعلم الحديث ([1]) ، و مما يتداوله القصاص للأسف قصة تحمل في طياتها طعنا لنبي من أنبياء الله عليهم السلام ، و للعلم فهذا النبي من أولي العزم من الرسل و هو موسى عليه السلام ، فلا أدري ما بال القوم يتهجمون على كليم الله عليه السلام بهذه الطريقة !!!؟ ، فها هو سيد قطب رماه بأقبح الصفات من تسرع و عصبية إلى آخر هذيانه ، و الآن يأتي علينا داعية فضائي على إحدى قنوات التضليل الديني بقصة غريبة تبين مدى قسوة قلب موسى عليه السلام !! و هذا و الله من أكبر الطعن في نبي الله عليه السلام ، فمنذ متى كان رسول ربي فظ القلب ؟ و إذا كان كذلك ِلمَ يختاره رب العالمين من بين خلقة أجمعين نبيا على بني إسرائيل ؟ فالعجب العجاب من قوم هذا تفكيرهم و الله المستعان .
القصة التي ذكرها الداعية الفضائي
قصة موسى عليه السلام مع الرجل الذي كان يؤذيه بالسب و الشتم
كان رجل كلما رأى موسى عليه السلام قال له ألم يجد الله غيرك ليكلمه ويشتم ويستهزئ بموسى عليه السلام فغضب موسى فكلم الله و اشتكى إليه ، قال : يا رب عبدك يستهزئ بي و يتهكم بي ، فقال له الله عز و جل : يا موسى إذا عاد عبدي إلى فعله فأمر ما شئت من خلقي يا موسى فليهلكه ، فمرت الأيام، و مر موسى بذلك الرجل ، فقال الرجل لموسى : ألم يجد الله غيرك ليكلمه مستهزءً بموسى وبدأ يطلق كلماته و استهزائه ، فغضب موسى فقال أي شيء آمره أن يهلكه ، أي شيء من خلق الله فآمره ، آمر السماء أم الجبال أم الأشجار أم الريح فالتفت موسى إلى الأرض فقال : يا أرض ابلعيه ، يا أرض ابلعيه ، يا أرض ابلعيه ، فبإذن الله بدأ الرجل يغوص بالأرض ، فقال الرجل لموسى وهو يغوص في الأرض : يا موسى لا أعود يا موسى أتوب والله ما أتهكم بك و أستهزئ يا موسى أتوب يا موسى أتوب ولا أعود !! ، و موسى يقول : يا أرض ابلعيه ، يا أرض ابلعيه ، وهو يسترجي موسى و موسى يقول : يا أرض ابلعيه ، يا أرض ابلعيه،فابتلعته الأرض فغاص فيها ، فقال الله لموسى : يا موسى ما أقساك كم ناداك عبدي و استجداك ، والله لو قال عبدي : يالله ، يالله واحدة ، لأنجيته منك !!!.
انتهت القصة العجيبة و لي عليها عدة ملاحظات :

أولا :في القصة اتهام لموسى عليه السلام بأمرين خطيرين هما : قسوة القلب و عدم الصبر ، فأما قسوة القلب فهذا لا يليق أن يوصف به نبي من أنبياء الله عليهم السلام ، و أما عدم صبره و عدم تحمله الأذى من رجل واحد فضلا عن قوم فهذا منافٍ لما عليه الرسل صلوات ربي عليهم ، إذ المعروف عنهم أنهم يصبرون عن الأذى و خاصة أولي العزم منهم و موسى عليه السلام من أولي العزم فكيف لا يصبر على رجل واحد !!؟؟ و بهذا تكون هذه القصة خالفت حديثا صحيحا عن نبينا صلى الله عليه و سلم يرويه عنه عبد الله رضي الله عنه كما في صحيح البخاري حين قال صلى الله عليه و سلم : ( رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر)([2]) ، فهذا [دليل على أنّ موسى نبيٌّ كريم ٌ وحليم وصبور ، لا كما يطعن فيه بعض السّفهاء ويقول : إنّه لا يصبر ، لا يتحمّل وسخِروا منه -والعياذ بالله - ! هذا من الأدلّة على أنّه كان يتحلّى بأكبر الأخلاق وعلى رأسها الصبر ؛فصبر على أذى بني إسرائيل ، كم آذوه ؟! وكم نقرأ في القرآن ، ماذا فيه من تعنت بني إسرائيل ؟ قالوا :( أرنا الله جهرة )، ولما أمرهم بذبح البقرة ذهبوا يتعنتون وكم من الأوامر خالفوه فيها ؟ ولمّا قال لهم :الجهاد ، قالوا : لا، (اذهب أنت وربّك فقاتلا إناّ هاهنا قاعدون) ! آذوه كثيرا ويصبر]([3]) ، و من المعلوم كذلك أن الأنبياء لا ينتصرون لأنفسهم ممن آذاهم أو سَخِر بهم .

ثانيا :هذه القصة ذكرها المفسرون في تفاسيرهم و هي من الإسرائيليات التي أدخلت للتفاسير دون تحقيق و لا تدقيق و لا تمحيص ، و قد ذُكر في بعض التفاسير على أن الرجل الذي كان يستهزئ بموسى عليه السلام هو قارون الهالك ، كما أن في القصة تعارض واضح فكيف يأمره سبحانه و تعالى بعقوبة هذا الرجل ثم يعاتبه على ذلك ويصفه بقسوة القلب و فظاظته !!؟و قول ربنا تبارك و تعالى المزعوم لموسى : (والله لو أستنجد واستجار بي لأجرته) !! دلالة واضحة على نكارة هذه القصة فالله سبحانه و تعالى لا يقسم بهذا القسم ، و إنما يقسم بمثل : و عزتي و جلالي و الله أعلم.

ثالثا : من المعلوم أن الإستغاثة و التوبة في هذا الموضع لا تنفع ، فهل انتفع فرعون بما قاله ؟ قال تعالى : (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[يونس:91] ، قال السعدي في تفسيره : (قال الله تعالى : مبينا أن هذا الإيمان في هذه الحالة غير نافع له : (آلآنَ )تؤمن، وتقر برسول الله (وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ )أي: بارزت بالمعاصي، والكفر والتكذيب (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )فلا ينفعك الإيمان كما جرت عادة الله، أن الكفار إذا وصلوا إلى هذه الحالة الاضطرارية أنه لا ينفعهم إيمانهم، لأن إيمانهم، صار إيمانًا مشاهدًا كإيمان من ورد القيامة، والذي ينفع، إنما هو الإيمان بالغيب).
فإذا كان موسى فظ القلب فلِمَ لم ينجي ربنا تبارك و تعالى فرعون من الغرق و هي نفس حالة هذا الرجل ؟

رابعا : القصة كما مر معنا تُروى عن قارون و قد وجدتها بعد البحث عند ابن عساكر في تاريخ دمشق ([4]) من أربعة طرق لا تخلوا من مقال و الله تعالى أعلم.


- يتبع -
========
[1]: من كلام الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله.

[2]: أخرجه البخاري في صحيحة برقم ( 3150) كتاب فرض الخمس : باب ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطي المؤلفة قلوبهم و غيرهم من الخمس و نحوه. و برقم (6100) كتاب الأدب : باب الصبر على الأذى ، و قول الله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزمر:10].

[3]: من كلام العلامة المجاهد ربيع المدخلي حفظه الله منقول من موقعه من جواب على سؤال السائل الذي سأله : قول النبي :( رحِم الله أخي موسى لقد ابتلي بأشدّ من هذا فصبر) فهل يدلّ هذا على أنّ موسى عليه السلام ابتُلِي أكثر ممّا ابتُلي ّ به نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

[4]:انظر : تاريخ دمشق : (61 / 94- 98).
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013