منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Nov 2014, 03:37 PM
أبو واقد عبد الله القحطاني أبو واقد عبد الله القحطاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
افتراضي الدرر بذكر بعض ما جاء في حرب كتاف من الفوائد والعبر

الدرر بذكر بعض ما جاء في حرب كتاف من الفوائد والعبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وصلى الله على نبينا محمدٍ الصادق الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعد ؛؛؛
فهذه بعض الفوائد الثمينة التي أحببت أن أتحف بها إخواني السلفيين من حرب كتاف :
الفائدة الأولى :
العمل بالعلم الشرعي ، والدعوة إليه :
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي - رحمه الله - :
(اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم، وهو معرفة الله ، ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية : العمل به.
الثالثة : الدعوة إليه.
الرابعة : الصبر على الأذى فيه).
من رسالة : [الأصول الثلاثة]
والجهاد هو من العلم الشرعي الذي تعلمناه من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، وقد عمل به وطبقه على أرض الواقع ، وفي ميادين القتال أهل السنة من مشايخ وطلاب علم وعوام لإعلاء كلمة الله ، ولإعلاء راية الإسلام ، ونصرةً للمسلمين المستضعفين في منطقة دماج.
فالمقصود من العلم هو العمل.
قال فضيلة الشيخ العلامة الفهامة الفقيه عبيد الجابري - حفظه الله ورفع قدره - :
(والمسألة الثانية : هي العمل بهذا الدين - أي العمل بدين الله - فإنَّ ثمرة العلم العمل ، فالعلم دون عمل كشجرة لا ثمرة لها.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : (كنا لا نتجاوز عشر آيات من فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نتعلم معناها والعمل بها).
فقال : (كنا نتعلم العلم والعمل) فإن العلم مع العمل الصحيح بشروطه حجة للعبد عند الله - عز وجل - ، إذا اجتمع علمٌ وعملٌ صحيح بشرطيه السابقين ، كان ذلكم العلم حجةً للعبد عند ربه.
وإذا تخلف عن العلم العملُ : كان العلم حجةً على العبد وكان الإنسان شبيهاً بالمغضوب عليهم وهم اليهود ، سموا : (مغضوباً عليهم) لأنهم لم يعملوا بعلمهم).
من كتاب : [إتحاف العقول بشرح الثلاثة الأصول] صـ : 14
فعلم وعمل ودعوة ، وقد دعا إلى الجهاد الشرعي ضد الرافضة الحوثيين عددٌ من كبار العلماء ومنهم أصحاب الفضيلة : العلامة صالح الفوزان ، والعلامة صالح اللحيدان ، وشيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي ، والعلامة عبد المحسن العباد ، والعلامة عبيد الجابري ، والعلامة صالح السحيمي ، والعلامة محمد بن هادي المدخلي ، والعلامة عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - حفظ الله الجميع - واستجاب لهم الكثير من أهل السنة ، وحصل الجهاد الشرعي المقصود.
الفائدة الثانية :
إحياء سنة الجهاد الشرعي :
أخرج الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً).
وعلماء أهل السنة والجماعة الذين أفتوا بالجهاد الشرعي أحيوا بهذه الفتاوى سنةً كادت تكون ميتة في زمننا هذا ألا وهي سنة الجهاد الشرعي ، فنسأل الله - عز وجل - أن يجزيهم خير الجزاء.
فهؤلاء العلماء الأجلاء لم يزجوا بأهل السنة إلى الهلاك والمحرقة !! بل إلى إحدى الحسنيين : إما النصر وإما الشهادة ، وقد حققت حرب كتاف الأولى النصر المؤزر على الرافضة الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والأموال ، وأجبرتهم على فك الحصار عن دماج ووقف العدوان عليها ، وكان بهذه المعركة العز للإسلام ولأهله - ولله الحمد والمنة - ومن قُتِل من أهل السنة فَيُرْجَى له الشهادة وأنه في جنات عدنٍ حيٌ يرزق يتلذذ بنعيمها.
وحتى في حرب كتاف الثانية لقد لقن أهل السنة الرافضة الحوثيين دروساً قاسيةً وأثخنوا فيهم وكبدوهم خسائر فادحة أكثر مما تكبدوها في الحرب الأولى بكثير ، ورغم أن الهزيمة لحقت في النهاية بأهل السنة - لحكمةٍ أرادها الله - لكن هذه الحرب كانت جهاداً حقيقاً لأهل السنة ضد أعداء الله الحوثيين.
قال الله - سبحانه وتعالى - : (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
وقال - عز وجل - : (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
فالحرب سجال ، فأهل السنة وإن قُتِلُوا وإن جُرِحُوا وإن أصابهم ما أصابهم ، وإن تآمر عليهم من تآمر ، لكنهم يرجون من الله الجنة ونعيمها ولذة النظر إلى وجهه الكريم ، أمَّا الأعداء الزنادقة فقد باءوا بالخسران المبين.
قال الله - جل جلاله - : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
والجهاد الشرعي قائم إلى قيام الساعة.
قال الإمام الطحاوي - رحمه الله - : (والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين : برهم وفاجرهم، إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما)
قال الإمام صالح الفوزان في شرحه على العقيدة الطحاوية :
[والجهاد : المراد به : قتال الكفار والبغاة من المسلمين وقتال الخوارج ، نقاتل مع إمام المسلمين ؛ فنقاتل البغاة لبغيهم وليس لكفرهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) [الحجرات:9].
وقتال الكفار من أجل نشر التوحيد، وقمع الشرك.
وقتال الكفار على نوعين :
النوع الأول : قتال دفاع ، وهذه الحالة تكون في حالة ضعف المسلمين، فإنه إذا داهم العدو بلادهم وجب عليهم قتالهم، فيجب على جميع من يحمل السلاح قتالهم؛ من أجل دفع العدو عن أرضهم.
النوع الثاني : قتال طلب ، وذلك إن كان المسلمون أقوياء ، فإنهم يغزون العدو في بلادهم، ويدعونهم إلى الله، فإن أجابوا وإلا قاتلوهم من أجل إعلاء كلمة الله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)]
وقال الإمام اللالكائي - رحمه الله - في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " : (ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان).
وكلام الأئمة حول الجهاد ومشروعيته إلى قيام الساعة متواتر ومنشور في كتب العقائد وهو ما عليه كبار العلماء اليوم.
الفائدة الثالثة :
دحض فرية التخاذل ، والتقاعس عن الجهاد التي ألصقها المبتدعة القطبيون السروريون بأهل السنة :
فكم حاول المبتدعة الضلال من الإخوان المسلمين ، والقطبيين السروريين ، والخوارج التكفيريين ، وما يسمى بالحركيين تشويه سمعة علماء أهل السنة والجماعة وتصويرهم بأنهم عملاء لأمريكا واليهود ودول أوروبا ، وبأنهم علماء سلاطين ، وبأنهم مرجئة ولا يرون الجهاد الشرعي خدمةً لأسيادهم ، فزهدوا في العلماء ووصفوهم بأنهم علماء الحيض والنفاس ، وعلماء فقه الحمامات ، وبأنهم لا يفقهون الواقع !!! ووصفوهم كذلك بالعلماء المحنطين !!!
وقد كان الإخوان المسلمون يقاتلون في سبيل الكراسي والسلطة ليس في سبيل الله ، ولا لإعلاء كلمة الله ، فعقدوا الصداقات الحميمة مع رؤوس اليهود والنصارى ، وقرروا في كتبهم ومحاضراتهم أن العداء بينهم وبين اليهود ليس من أجل الدين بل من أجل الأرض ، بل وقام كبيرهم الضال يوسف القرضاوي بالترحم على بابا الفاتيكان النصراني الهالك يوحنا بولس الثاني - لعنه الله - وقال - وبئس ما قال - : (جزاه الله خيراً على نشر النصرانية المعتدلة ، وحقٌ على الله أن يدخله الجنة) !!!
بل وأدخل تنظيم الإخوان المسلمين في مصر الأقباط النصارى في تنظيمهم بحجة التسامح الديني ، ووصفوهم بالإخوة الدينية !!!
وكان الإخوان المسلمون هم من تبنى فكرة التقارب بين المذهبين السني والشيعي ودعوا إليها ، ومنهم فرعهم في اليمن : [التجمع اليمني للإصلاح] ووقفوا مع الرافضة الحوثيين في حروبهم الست ضد الدولة اليمنية ، ولما جاءت ما تسمى بثورة الشباب كان الحوثيون والإخوان المسلمون في خندقٍ واحد في ساحة الاعتصام ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، فلما تنحى عن السلطة انقلب الحوثيون على أصدقاء الأمس [الإخوان] وغدروا بهم ودمروا الكثير من معاهدهم ومقراتهم ومنازل قياداتهم ، فحينئذٍ أعلنوا الجهاد ! ضد الحوثيين ولكنه كان جهاداً مزيفاً غير حقيقي لا جهاد دفع ولا جهاد طلب وإنما هو قتال من أجل الكراسي والمناصب والدنيا الفانية.
والجزاء من جنس العمل ، فإنهم لما كانوا يرمون علماء أهل السنة والجماعة بفرية التقاعس والتخذيل عن الجهاد فضحهم الله وكشف حقيقتهم وأبان عوارهم وأنهم هم العملاء لأعداء الله ، فعاقبهم الله بأن جعل أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم.
وأمَّا أهل السنة حينما حصلت نازلة دماج لما حاصرها الحوثيون المجرمون ظهر صدقهم وصدق منهجهم ودعوتهم الصافية النقية ، فأفتوا بالجهاد الشرعي وفق الضوابط الشرعية ، وظهر حيئنذٍ الصادق من الكاذب.
قال الله - عز وجل - : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره لهاتين الآيتين :
(وقوله : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} استفهام إنكار، ومعناه : أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في البلاء" .
وهذه الآية كقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142] ، ومثلها في سورة "براءة" وقال في البقرة : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة: 214] ؛ ولهذا قال هاهنا : {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } أي : الذين صدقوا في دعواهم الإيمان مِمَّنْ هو كاذب في قوله ودعواه.
والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون.
وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة ؛ ولهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل : { إِلا لِنَعْلَمَ } [البقرة: 143] : إلا لنرى ؛ وذلك أن الرؤية إنما تتعلق بالموجود ، والعلم أعم من الرؤية ، فإنه [يتعلق] بالمعدوم والموجود).
الفائدة الرابعة :
ظهور دقة فهم ، وغزارة علم ، وفقه ، وحكمة ، ورفق علماء أهل السنة والجماعة الذين أفتوا بالجهاد :
فبالرغم مما أحدثه المجرم المبتدع المخذول يحيى بن علي الحجوري - عامله الله بعدله - من البدع والضلالات ، والفرقة والبلابل في الدعوة السلفية ، ومحاربة علماء أهل السنة بأوسخ الألفاظ وأشنع العبارات ، وبالتهم الباطلة والأحكام الجائرة ، لكن حينما حاصر الحوثيون الزنادقة منطقة دماج ومنعوا عنها الأطعمة والأدوية ، وقصفوها بالأسلحة الثقيلة ، أفتى أكابر علماء أهل السنة والجماعة بالجهاد الشرعي ضد الحوثيين ، ومناصرة أهل دماج ، وأوقفوا ردودهم مؤقتاً على يحيى الحجوري حتى تنجلي وتنقشع فتنة الرافضة الحوثيين ، ويزول البلاء عن أهل دماج ، فالحكمة والمصلحة الشرعية في ذلك الوقت تقتضي السكوت ، ومناصرة يحيى الحجوري [المظلوم] ومن معه من المستضعفين على المعتدي الظالم عبد الملك الحوثي [الزنديق] وعصابته المجرمة ، فالحجوري ومن معه مسلمون يجب مناصرتهم على من ظلمهم وبغى عليهم وحاصرهم ، وقد تعاطف أهل السنة مع أهل دماج ، فأهل السنة أرحم الخلق بالخلق.
الفائدة الخامسة :
التمييز والتفريق بين الجهاد الحقيقي [المشروع] والجهاد المزيف [المزعوم] :
لقد شوه أدعياء الجهاد من الخوارج المفسدين سمعه الجهاد الشرعي في أعين الناس فصوروه بأبشع صورة ، وكانوا سبباً في صد الناس عن سبيل الله بأفعالهم القبيحة ، وأفكارهم الخبيثة ، ومنهجهم المتطرف ، فنفروا الناس عن شعيرة الجهاد في سبيل الله ، بل وكانوا حجر عثرة أمام عددٍ من النصارى وملل الكفر الأخرى الراغبين في الدخول في دين الإسلام ، بل كان هؤلاء الخوارج سبباً في احتلال الدول الكافرة لبعض الدول الإسلامية بذريعة مكافحة الإرهاب ! وبسبب هؤلاء الخوارج أساء الناس الظن بأهل الصلاح والخير والاستقامة خوفاً على أولادهم من التطرف والتشدد ومن الذهاب للقتال مع هذه الجماعات ، وأذكر في هذا المقام قصةً حصلت لي مع أحد العوام حينما استقام ولده على المنهج السلفي ، وبدأ ولده يحضر بعض حلق الذكر في أحد المساجد عند أهل السنة والجماعة ، فخاف هذا الرجل على ولده من التطرف والتشدد ، وأتى وسألني وكان يثق بي فقال : [هذه الحلقة التي يدرس فيها ابني إيش توجه الجماعة التي فيها ؟ هل هم من أصحاب التلغيمات والتفجيرات والأحزمة الناسفة ؟] فبينت له أن هذه الحلق العلمية يقوم عليها أناس من أهل السنة والجماعة يعلمون الناس الخير والعلم النافع المستمد من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة حتى يتبصروا بأمور دينهم ، ومنها يتعلمون الأخلاق الحسنة ، والبر بالوالدين ، وفضائل الأعمال ، ويعلمونهم الوسطية والاعتدال ، وطاعة ولاة الأمور في غير معصية الله ، ويحذرونهم من التطرف والغلو والتشدد ، فاقتنع - جزاه الله خيراً - وترك ولده يواصل الدراسة في هذه الحلق العلمية ، ولم يمنعه - ولله الحمد والمنة -.
وجاءت نازلة دماج ، ثم حرب كتاف فظهر الفرق الواضح الجلي بين الجهاد الشرعي والذي يمثله أهل السنة ، وبين الجهاد البدعي الذي يمثله الخوارج ، وعرفت الناس الفرق بين هذا وهذا - ولله الحمد والمنة - واستجاب المئات بل الآلاف من العوام لفتاوى علماء أهل السنة والجماعة في جهاد الحوثين.
ولشيخنا الفاضل أبي عمار علي بن حسين الشرفي الحذيفي - حفظه الله - محاضرة علمية قيمة مسجلة بعنوان : [الفرق بين الجهاد المشروع ، والجهاد الممنوع] وهي منشورة بمنابر سبل الهدى السلفية.
وفي الحقيقة الفوائد من حرب كتاف كثيرة ، والكلام حولها يطول جداً ، لكن اقتصرت على هذه الفوائد لأهميتها.
وأسأل الله أن يجعل ما كتبته خالصاً لوجه ابتغاء مرضاته.
وصلى الله على نبينا محمدٍ ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين.
كتبه : أبو قتادة حسام بن أحمد العدني - غفر الله له ولوالديه -
1 صفر 1436 هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, دعوة, كتاف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013