قال ابن سرين -رحمه الله-: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم

[محمد ليمان]

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا, و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين و على آله وصحبه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد
فقد اعتاد العوام على محبة القصص لما فيها من التشويق و التسلية و ظنوا أن القصاص الذين لديهم القدرة على حكاية القصة وسرد أحداثها علماء وفقهاء في دين الله كما هو حال العريفي و العوضي و خالد راشد و غيرهم و الواقع أن مجرد القدرة على سرد القصص لا يدل على الفقه و الفهم للعلم الشرعي
قال ابن الجوزي _رحمه الله_ "القاص هو الذي يتبع القصة الماضية بالحكاية عنها و الشرح لها, وذلك القصص و هذا الغالب عبارة عمن يروي أخبار الماضين و هذا لا يذم لنفسه لأن في إيراد أخبار السالفين عبرة لمعتبر و عظة لمزدجر و اقتداء بصواب لمتبع "1

فالواجب على الإنسان ألا يأخذ دينه إلا ممن هو أهل للأخذ منه كما قال بعض السلف "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ."
قال النووي "القاص الذي يقرأ القصص على الناس" و قد ذم السلف القصاص لأن الغالب عليهم قلة الفقه في دين الله تبارك و تعالى و لأنهم أشغلوا العامة بغير الكتاب و السنة و علقوا قلوبهم بها .2

قال أبو عبد الرحمن السلمي " مر علي بن أبي طالب بقاص يقص فقال تعلم الناسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت و أهلكت "3

و قال أيوب "ما أفسد على الناس حديثهم إلا القصاص "4

قال ابن عثيمين _رحمه الله_ "إن الواجب أن تنظروا إلى العلم لأن العلم هو الأصل و أما القدرة على التأثير و على الدعوة فهذا باب آخر فكم من إنسان جاهل في ميزان العلم -يعني في علم الشريعة -لكن عنده قوة تأثير حينما يتكلم بوعظ أو ما أشبه ذلك



______________________
1القصاص و المذكرين 157
2شرح مسلم 1/100
3أخرجه أبو داود في الناسخ و المنسوخ 1/259
4أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/11