بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فقد أطلق الناشط السياسي الأستاذ أنور مالك -وفقه الله- حملة مباركة عبر شبكة الإنترنت تحت هاشتاغ بعنوان #اطردوا_أمير_موسوي، ولقيت هذه الحملة تجاوباً كبيراً من كثير من المتابعين، فلم يجد الرافضة بُداً من زرع الفتنة داخل هذا الصف المتماسك في مواجهة المد الصفوي الحاقد، ولكن الله ردهم بغيظهم لم ينالوا خيراً، وعلق فضيلة الشيخ لزهر سنيقرة على جريدة الـ(ـعـ)ــوار ببيان الموقف السلفي الشرعي من الأحداث.
وإن الناظر إلى هذه الحملة -بعين تقرأ ما بين الأسطر- ينتهي به الأمر إلى حقيقة قوية جداً..
إن حملة [ #اطردوا_أمير_موسوي ] ترمي بكل ثقلها على التواجد الصفوي الرافضي الإيراني -كدولة- بأرض الجزائر السنية، وهو تواجد غير مرغوب فيه، ولا يخدم إلا مصالح بعض الأشخاص، وأما الدولة فإن تبعات تحالفها مع إيران ستكون وخيمة، لأن إيران دولة ذات سياسة خارجية خطيرة، لا تتوقف عند الاقتصاد أو الثقافة أو ما شابه ذلك، وإنما يدفعها حقدٌ دفينٌ إلى سياسة ( أنا أو الطوفان بعدي )، فإما أن تُسَلَّمَ الجزائر إلى إيران، وإما أن تُحْدِثَ إيران في الجزائر ما أحدثته في بعض الدول العربية، وآخر ما يُمكن الاعتبار به -من ناحية أقل الخسائر والأضرار- " دولة لبنان " التي وصل بها العجز إلى عدم احتواء مشكلة (النفايات)!، والمطلع على الحقيقة يعلم مدى استحكام قبضة إيران في تدبير الفوضى داخل الأراضي اللبنانية ومحاولة السعي من أجل حرب أهلية جديدة، ناهيك عن سوريا والعراق واليمن..
ولقد رأيت دعوة من الأستاذ أنور مالك -وفقه الله- إلى ترقية حملة [#اطردوا_أمير_موسوي] إلى تظاهرة -مع التحفظ على هذه العبارة- دعوية وتوعوية في المساجد والمراكز الثقافية لفضح المشروع الإيراني في الجزائر.
فأقول: أنا أضم صوتي إلى صوت الأستاذ أنور مالك في هذا المطلب السامي والذي سيعود عظيمُ نفعِه على كافة أرجاء الوطن..
وفي نفس السياق أُرْدِفُ -ولا أقول أضم- صوتي صوتَ الشيخ لزهر -حفظه الله- في الدعوة إلى ترشيد هذه الحملة بالدليل الشرعي الصحيح وفق رؤية العلماء الراسخين، وذلك أن أصل الصراع بيننا وبين إيران هو صراع عقائدي، فَيَجِبُ أَن يَكُونَ القَادَةُ فِيهِ هُمُ العُلَمَاء، وأما الساسة وغيرهم فيكونون عوناً بآرائهم واقتراحاتهم لعلمائنا، ولا يبادرون بأي عمل قد يعود تأثيره سلباً على هذا المشروع العظيم.
فهبوا يا أبناء وطني جميعاً في صدّ هذا العدوان العقائدي المُدَبّر، ولا يحقرنَّ أحدنا من المعروف الدعوي شيئا، ولو مطوية توزعها في سبيل الله، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾..
أقول قولي هذا وأستغفر الله عز وجل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 07 Feb 2016 الساعة 11:02 AM
وجوابا على بعض الإشكالات التي وقعت لبعض الإخوة حول الموضوع أقول:
أورد د. أبو نسيبة قبلي الإشكال التالي:
السلام على احبتي الكرام... لا يخفى على كل سني خطر المد الصفوي على الصعيد العربي والمغربي ثم الجزايري السنيى بالاخص.. لكن ان يضم الصوت تبعا الى اعلامي فلا يبدو مناسبا .. نحن اهل السنة لنا خصوصية التميز في كل ما له علاقة بالدين شرعة ومنهجا وسلوكا.. انور مالك من يضم صوته الى اهل العلم الراسخين لا ان نوافقه في مبدا ويكر علينا بالخلاف في اهم ابواب التوحيد والسلوك.. موقفه محمود جدا وادعو غيره من الجمعيات والهييات ان تحذو حذوه ... وجهة نظر لا غير واهل العلم في بلدنا راس مالنا...
ثم أتبعه أحد المشاركين بقوله:
هذه قاعدة الاخوان (( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ))
فقد علمت بالدلائل من اخواننا الجزائريين ان هذا الرجل أنور مالك اخواني من انصار الثوراث وشاهدته على مقطع فيديو من قناة الجزيرة برنامج الاتجاه المعاكس وعرفت منهجه بوضوح ، وعرفت موقفه من السلفية وهو نفس موقف الاخوان ، ،،،،، وكذلك هذا منهج الموازنات البدعي.
فقلت جوابا على كل هذا:
الأخ الفاضل د. أبو نسيبة قبلي أشكرك على مداخلتك بطرح وجهة نظرك، ولكن القاعدة عند أهل السنة: " أن الحق يُقبلُ من كل من جاء به " هذه نقطة.
النقطة الثانية: هي استشكالك في أن يضم أهل العلم صوتهم إلى صوت من دونهم علماً، والجواب عن هذا الأمر يردك في رسالة لشيخنا الإمام ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- بعنوان: ( دعوة جادة إلى العالم الإسلامي لتطبيق ما صرح به الرئيس المصري حسني مبارك في المؤتمر الإسلامي ) قال فيها حفظه الله:
ونحن نشكر الرئيس المصري على هذا الإدراك وهذا الاهتمام بواقع الأمة الإسلامية المؤلم .
ونرجوا أن يقصد بإنهاء الخلافات الدينية بين المدارس وعلمائها والخلافات السياسية بين حكامها ودولها.
وأرجو [ أن يشاركه في هذا الإدراك والاتجاه العلماء والحكام والدعاة في إنحاء العالم الإسلامي. ] وهذا هو الشاهد..
فلا يمكن لأحد أن يُنزل الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك منزلة العلماء، ولا يُتَخَيَّلُ من عاقل أن يقول: نحن أهل السنة لنا خصوصية التميز في كل ما له علاقة بالدين شرعة ومنهجا وسلوكا، وما كان للشيخ ربيع أن يضم صوته إلى صوت حسني مبارك، فضلا على أن يدعو العلماء والدعاة في العالم الإسلامي إلى فعل ذلك..
أرجو أن يكون هذا النقل كافياً وافياً في بيان هذه المسألة جواباً على استشكالك خصوصاً وعلى طرح المشارك سلمان هاشم الهاشمي كذلك..
وفق الله الجميع لما فيه خير، والحمد لله في الأولى والآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ثم قال أحد المشاركين:
أخي فرق بين أن نقبل الحق من أي كان و أن نتعاون معه و ننشر له و الله أعلم
فقلت:
بوركت على الطرح أخي، واعلم أننا نظهر الحق ولو جاء على لسان الشيطان، وإذا أراد إنسان سلوك مسلك أهل الحق فإننا نعينه ونتوسم فيه الخير بأن يرجع عن كل باطل وقع فيه إلى الحق مطلقاً، ولا نزعم في ثنايا دعمنا له أننا نزكيه تزكية مطلقةً، بل لو لم يأت بكلمة الحق لما صرفنا وقتنا في إظهار كلامه فضلاً عن نقده..
وخير مثال على اعتناء أهل العلم بالحق إذا صدر من بعض المخالفين -في عصرنا الحاضر- هو الشيخ الإمام وشامة أهل الإسلام محدث العصر والأنام محمد ناصر الدين الألباني عليه رحمة الله، فإنه اعتنى بكتاب سيد سابق -رحمه الله- عناية شديدة، وأفرد له كتاباً سماه ( تمام المنة )، فهل يُلام الشيخ على هذا العمل، أو يُقال له لو اعتنيت بكتب أهل السنة كان أفضل ؟!!